الرئيس الفلسطيني يؤكد الاستعداد للعودة إلى المفاوضات

وزيرة الخارجية الإسبانية أرانتشا غونزاليس في مؤتمر صحافي برام الله مع رياض المالكي أمس (أ.ف.ب)
وزيرة الخارجية الإسبانية أرانتشا غونزاليس في مؤتمر صحافي برام الله مع رياض المالكي أمس (أ.ف.ب)
TT

الرئيس الفلسطيني يؤكد الاستعداد للعودة إلى المفاوضات

وزيرة الخارجية الإسبانية أرانتشا غونزاليس في مؤتمر صحافي برام الله مع رياض المالكي أمس (أ.ف.ب)
وزيرة الخارجية الإسبانية أرانتشا غونزاليس في مؤتمر صحافي برام الله مع رياض المالكي أمس (أ.ف.ب)

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس الخميس، على الاستعداد للعودة إلى مفاوضات السلام مع إسرائيل. وشدد عباس لدى لقائه وزيرة الخارجية الإسباني، ارانتشا غونزاليس، في رام الله، على ضرورة أن تكون المفاوضات على أساس قرارات الشرعية الدولية برعاية اللجنة الرباعية الدولية.
وتسلم عباس، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، رسالة من رئيس الوزراء الإسباني أكد فيها على العلاقات الثنائية المميزة بين البلدين وحرص بلاده على تعزيزها، والاستمرار في تقديم الدعم للعملية السياسية القائمة على مبدأ حل الدولتين. وأشاد عباس بمواقف إسبانيا «المنسجمة مع القانون الدولي وقرارات الاتحاد الأوروبي في دعم تحقيق السلام القائم على قرارات الشرعية الدولية».
من جهتها، أكدت وزيرة الخارجية الإسبانية، موقف بلادها الداعم لتحقيق السلام على مبدأ حل الدولتين والقانون الدولي، مشيرة إلى أن إسبانيا ستواصل دعم الشعب الفلسطيني لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية.
وقالت غونزاليس في مؤتمر صحافي أعقب لقاءها وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي في رام الله، الخميس، إن فلسطين ستتواجد على قائمة الدول التي ستحصل على اللقاح عندما يتم الانتهاء من تطويره، وبعد وضع الخطة الخاصة بدعم الدول التي تمر بظروف إنسانية صعبة.
وأشارت إلى أنها بحثت مع الوزير المالكي مذكرة التفاهم التي وقعت بين الجانبين افتراضياً قبل شهرين بقيمة 100 مليون يورو، والتي تحدد آفاق الدعم الإسباني لفلسطين للفترة بين عامي 2020 و2024. وأعلنت وزيرة الخارجية الإسبانية، أن بلادها قررت تقديم 5 ملايين دولار أميركي، كدعم عاجل لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، لتمكينها من الاستمرار في تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين في مجالي التعليم والصحة العامة، في ظل الظروف الصعبة الراهنة بسبب تفشي وباء «كورونا».
في هذه الأثناء، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، فنلندا إلى «كسر الأمر الواقع، من خلال الاعتراف بدولة فلسطين، من منطلق إيمانها بقيم العدالة والقانون الدولي، والحفاظ على حل الدولتين من التلاشي». وأشار اشتية لدى لقائه ممثلة فنلندا لدى السلطة الفلسطينية بايفي بيلتوكوكسي في رام الله، إلى تواصل «انتهاكات إسرائيل والتوسع الاستيطاني»، مبرزا الجهود المبذولة لعقد مؤتمر سلام دولي، لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفق الشرعية الدولية.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.