«زوديا»... مولود بريطاني يزاحم في سوق العملات الرقمية

بشراكة بين «ستاندرد تشارترد» و«نورثرن تراست»

تستعد مجموعة «ستاندرد تشارترد» المصرفية لإطلاق عملة رقمية جديدة باسم «زوديا» (رويترز)
تستعد مجموعة «ستاندرد تشارترد» المصرفية لإطلاق عملة رقمية جديدة باسم «زوديا» (رويترز)
TT

«زوديا»... مولود بريطاني يزاحم في سوق العملات الرقمية

تستعد مجموعة «ستاندرد تشارترد» المصرفية لإطلاق عملة رقمية جديدة باسم «زوديا» (رويترز)
تستعد مجموعة «ستاندرد تشارترد» المصرفية لإطلاق عملة رقمية جديدة باسم «زوديا» (رويترز)

أعلنت مجموعة «ستاندرد تشارترد» المصرفية البريطانية، أن شركة الابتكار والمشروعات الجديدة التابعة لها، (إس سي فينتشرز)، عقدت اتفاقاً مع شركة «نورثرن تراست كورب» لإطلاق خدمة «زوديا كوستدي»، وهي خدمة جديدة لإدارة استثمارات المؤسسات في العملات الرقمية.
وتستهدف خدمة «زوديا»، أن تتيح للمؤسسات الاستثمارية إمكانية الاستثمار في أصول العملات الرقمية الناشئة. وبحسب «ستاندرد تشارترد»، فإن العملات الرقمية التي أصبحت تمثل نحو 0.3 في المائة من إجمالي العملات والودائع المصرفية في العالم، ستواصل النمو بمعدل سنوي مركب يبلغ 32 في المائة خلال الفترة من 2019 إلى 2024.
ورغم الاهتمام المتزايد من جانب المؤسسات الاستثمارية بسوق العملات الرقمية، فإن نصيبها من استثمارات هذه السوق حالياً لا يزيد على 9 في المائة.
ومن المقرر أن يتم تسجيل الاتفاق بين «إس سي فينتشرز» و«نورثرن تراست كورب» لدى هيئة الرقابة المالية البريطانية. ومن المنتظر وفقاً للاتفاق بدء تفعيل خدمة «زوديا» في لندن خلال العام المقبل.
ووفقاً للموافقة المشروطة من جانب السلطات المالية البريطانية، ستقدم «زوديا» خدماتها بالنسبة لأصول العملات الرقمية الأكثر تداولاً وهي «بتكوين» و«إثريوم»، ثم «إكس آر بي» و«لايتكوين» و«بتكوين كاش».
ويأتي ذلك بينما قالت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان، بعد اجتماع افتراضي عقده وزراء مالية ومحافظو البنوك المركزية لمجموعة السبع للاقتصادات المتقدمة الاثنين الماضي، إنهم أيّدوا بقوة الحاجة إلى تنظيم العملات الرقمية.
وعلى هامش الاجتماع، أعرب وزير المالية الألماني أولاف شولتس عن عدم ثقته في عملة «فيسبوك» الرقمية الجديدة، معتبراً أن «إعادة إطلاق العملة (ليبرا) تحت مسمى جديد هو (ديم) لن يكون أكثر من عملية تغييري شكلي».
ووصف شولتس تغيير اسم العملة بالذئب الذي يرتدي ثياب الخراف، مؤكداً أن ذلك لن يغير من كونه ذئباً. وقال إن ألمانيا وأوروبا لا يمكنهما القبول بدخول هذه العملة إلى السوق؛ وذلك لعدم معالجة المخاطر التنظيمية بالقدر الكافي. وشدد على ضرورة أن تبذل الحكومات ما بوسعها حتى تبقى العملة حكراً على الدول.
وكانت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، قد ذكرت أواخر الشهر الماضي، أن عملة «فيسبوك» الرقمية تستعد للانطلاق في يناير (كانون الثاني) المقبل.
ويأتي تحرك مجموعة السبع بينما ذكرت تقارير، أن الصين قد بدأت في إتاحة استخدام العملات الرقمية بشكل رسمي في البلاد، وإجراء عمليات الشراء باستخدامها، وذلك بعد قيام البنك المركزي الصيني بإصدار عملات رقمية بقيمة 10 ملايين يوان لـ500 مستخدم يجري اختيارهم عشوائياً.
وبحسب مجلة «فاينانشيال ورلد» الأميركية، فإن موقع «جي دي دوت كوم» الصيني للتسوق الإلكتروني أصبح أول موقع للتسوق في العالم يبدأ قبول العملات الرقمية لبعض عمليات الشراء، ومن المقرر أن تتوسع مواقع التسوق الإلكتروني الأخرى في الصين في قبول تلك العملات.
وعلى عكس العملات المشفرة التقليدية، مثل «بتكوين» وغيرها، يتحكم البنك المركزي الصيني في اليوان الرقمي، حيث ستمنح هذه الخطوة الصين توفير وضع أكثر استقراراً من الأوضاع المتقلبة، مثل تلك التي تحدث لـ«بتكوين». وستتبع دول مثل اليابان وفنزويلا الصين في استخدام العملات الرقمية الخاصة بها؛ الأمر الذي يجعل الصين تعد أول دولة في العالم تتعامل بالنقد الافتراضي.
وأجرت الصين، في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أول اختبار عام في البلاد لنظام الدفع الرقمي باليوان، حيث أصبح بوسع أي شخص في مدينة شنغن (جنوب الصين) التقدم بطلب للانضمام إلى برنامج الـ10 ملايين يوان رقمي، عبر أكبر 4 بنوك في البلاد، للفوز بمبلغ 200 يوان، من خلال قرعة يتم تنظيمها حسب الحكومة المحلية والبنوك.



الناتج المحلي الأميركي ينمو 2.8 % في الربع الثالث

مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)
مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)
TT

الناتج المحلي الأميركي ينمو 2.8 % في الربع الثالث

مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)
مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)

نما الاقتصاد الأميركي بمعدل 2.8 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث من العام، وهو نفس التقدير الأولي الذي أعلنته الحكومة يوم الأربعاء، مدفوعاً بزيادة إنفاق المستهلكين وارتفاع الصادرات.

وأفادت وزارة التجارة بأن نمو الناتج المحلي الإجمالي الأميركي - الذي يعكس قيمة السلع والخدمات المنتجة في البلاد - قد تباطأ مقارنةً بالربع الثاني الذي سجل نمواً بنسبة 3 في المائة. ومع ذلك، أظهر التقرير أن الاقتصاد الأميركي، الذي يعد الأكبر في العالم، ما يزال يثبت قدرته على الصمود بشكل أكبر مما كان متوقعاً. فقد تجاوز نمو الناتج المحلي الإجمالي نسبة 2 في المائة في ثمانية من آخر تسعة أرباع، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

ورغم هذه النتائج الإيجابية، كان الناخبون الأميركيون، الذين يشعرون بالاستياء بسبب ارتفاع الأسعار، غير راضين عن النمو الثابت، فاختاروا في هذا الشهر إعادة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض بهدف تعديل السياسات الاقتصادية للبلاد. كما سيحظى ترمب بدعم أغلبية جمهورية في مجلسي النواب والشيوخ.

وفي ما يتعلق بإنفاق المستهلكين، الذي يمثل نحو 70 في المائة من النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة، فقد تسارع إلى 3.5 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث، مقارنة بـ 2.8 في المائة في الربع الثاني، وهو أسرع نمو منذ الربع الأول من عام 2023. كما ساهمت الصادرات بشكل كبير في نمو الاقتصاد، حيث ارتفعت بنسبة 7.5 في المائة، وهو أعلى معدل خلال عامين. ومع ذلك، كان نمو إنفاق المستهلكين والصادرات في الربع الثالث أقل من التقديرات الأولية لوزارة التجارة.

وعلى الرغم من التحسن في الإنفاق، فقد شهد نمو استثمار الأعمال تباطؤاً ملحوظاً، بسبب انخفاض الاستثمار في قطاع الإسكان والمباني غير السكنية مثل المكاتب والمستودعات. في المقابل، شهد الإنفاق على المعدات قفزة ملحوظة.

وعند توليه منصب الرئاسة في الشهر المقبل، سيرث الرئيس المنتخب ترمب اقتصاداً يتمتع بمؤشرات إيجابية عامة. فالنمو الاقتصادي مستمر، ومعدل البطالة منخفض عند 4.1 في المائة. كما تراجع التضخم، الذي بلغ أعلى مستوى له في 40 عاماً بنسبة 9.1 في المائة في يونيو (حزيران) 2022، إلى 2.6 في المائة. وعلى الرغم من أن هذا الرقم لا يزال يتجاوز الهدف الذي حدده من قبل «الاحتياطي الفيدرالي» والبالغ 2 في المائة، فإن البنك المركزي يشعر بالرضا عن التقدم الذي تم إحرازه في مكافحة التضخم، الأمر الذي دفعه إلى خفض سعر الفائدة الأساسي في سبتمبر (أيلول) ثم مرة أخرى هذا الشهر. ويتوقع العديد من متداولي «وول ستريت» أن يقوم «الاحتياطي الفيدرالي» بتخفيض آخر لأسعار الفائدة في ديسمبر (كانون الأول).

إلا أن الجمهور لا يزال يشعر بوطأة التضخم، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 20 في المائة عن مستواها في فبراير (شباط) 2021، قبل أن يبدأ التضخم في الارتفاع.

من جهة أخرى، وعد ترمب بإجراء تغييرات اقتصادية كبيرة. ففي يوم الاثنين، تعهد بفرض ضرائب جديدة على واردات السلع من الصين والمكسيك وكندا. ويرى الاقتصاديون الرئيسيون أن هذه الضرائب أو التعريفات الجمركية قد تزيد من التضخم، حيث يقوم المستوردون الأميركيون بتحمل تكاليف هذه الضرائب ثم يسعون إلى نقلها إلى المستهلكين في صورة أسعار أعلى.

وكان تقرير الأربعاء هو الثاني من ثلاث مراجعات للناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث. ومن المقرر أن يصدر التقرير النهائي من وزارة التجارة في 19 ديسمبر.