محكمة جزائرية تدين الوالي السابق للعاصمة في قضايا فساد

امرأة تشارك أمس في مراسم دفن أسقف الجزائر السابق هنري تيسييه في كاتدرائية نوتردام أفريقيا في العاصمة الجزائرية (د.ب.أ)
امرأة تشارك أمس في مراسم دفن أسقف الجزائر السابق هنري تيسييه في كاتدرائية نوتردام أفريقيا في العاصمة الجزائرية (د.ب.أ)
TT

محكمة جزائرية تدين الوالي السابق للعاصمة في قضايا فساد

امرأة تشارك أمس في مراسم دفن أسقف الجزائر السابق هنري تيسييه في كاتدرائية نوتردام أفريقيا في العاصمة الجزائرية (د.ب.أ)
امرأة تشارك أمس في مراسم دفن أسقف الجزائر السابق هنري تيسييه في كاتدرائية نوتردام أفريقيا في العاصمة الجزائرية (د.ب.أ)

حكمت محكمة تيبازة (غرب العاصمة الجزائرية)، أول من أمس (الثلاثاء)، على والي العاصمة الجزائرية السابق عبد القادر زوخ المقرب من الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة بالسجن في قضايا فساد، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.
وأصدرت المحكمة أمراً بإيداعه السجن داخل الجلسة بحسب الوكالة. والعقوبات ليست تراكميّة في الجزائر، والعقوبة الأشدّ هي التي تسود على سواها، بحسب ما أوضحت وكالة الصحافة الفرنسية.
وحُكم على زوخ (71 عاماً) والي العاصمة بين 2013 و2019 «في قضيّة منح مزايا لعائلة المدير العام للأمن الوطني السابق عبد الغني هامل بخمس سنوات سجناً نافذة وغرامة ماليّة مقدّرة بمليون دينار بالإضافة إلى 10 ملايين دج (دينار جزائري) كتعويض مادّي»، حسب وكالة الأنباء الجزائرية.
كما أدانت المحكمة زوخ «بأربع سنوات سجناً نافذة مع الأمر بإيداعه السجن داخل الجلسة وغرامة مالية مقدّرة بمليون دينار بالإضافة إلى 10 ملايين دج كتعويض مادّي»، في قضيّة منحه مزايا لعائلة محيي الدين طحكوت الشخصية النافذة في قطاع السيارات، وفق الوكالة.
وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن عبد القادر زوخ توبع بشكل خاص بتهم «التبديد العمدي لأموال عمومية من طرف موظف عمومي دون وجه حقّ، واستعمال غير شرعي لممتلكات وأموال عمومية عهد بها إليه بحكم وظيفته وإساءة استغلال الوظيفة أو منصب عمدا في إطار ممارسة وظيفته على نحو خرق القوانين والتنظيمات بغرض الحصول على منافع غير مستحقة لشخص أو كيان آخر». ومنذ استقالة عبد العزيز بوتفليقة في 2 أبريل (نيسان) 2019، تحت ضغط حركة احتجاجية غير مسبوقة، أودع عدد من كبار الأثرياء ومن رجال الأعمال الجزائريين النافذين، الحبس المؤقت بتهم الاستفادة من قربهم من عائلة بوتفليقة للحصول على امتيازات.
وفي هذا الإطار، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن تقارير إخبارية في الجزائر، مساء الثلاثاء، أن القضاء الجزائري أمر بحبس وزيرتين سابقتين لاتهامهما في قضايا فساد. على صعيد آخر، جرت في العاصمة الجزائرية أمس مراسم دفن أسقف الجزائر السابق هنري تيسييه في كاتدرائية نوتردام أفريقيا. وتوفي تيسييه، الجزائري - الفرنسي، في مدينة ليون بفرنسا عن 91 عاماً.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.