«فن البقاء في المنزل» يُلهم 61 تشكيلياً من 9 دول

في معرض تستضيفه مكتبة الإسكندرية

TT

«فن البقاء في المنزل» يُلهم 61 تشكيلياً من 9 دول

ألهم إغلاق «كورونا» نحو 61 تشكيليا من 9 دول للتعبير عن خواطرهم ومشاعرهم خلال فترة العزلة المنزلية، وعكست لوحاتهم المشاركة في معرض «فن البقاء في المنزل»، حكاياتهم المتباينة خلال الجائحة.
جاءت فكرة إقامة المعرض الذي يستمر حتى نهاية الشهر الحالي، كرد فعل لما تعرّض له العالم كله بسبب الجائحة، وهي محنة لم يسبق أن تعرّضت الأجيال الحالية لمثلها، حسب وصف المهندس جمال حسني، مدير إدارة المعارض والمقتنيات الفنية في مكتبة الإسكندرية، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «لم نكن نتخيل أنّنا سنمر بمثل هذه الأزمة على الإطلاق، وبالطبع عاش الفنانون الآلام نفسها، والقلق والانزعاج نفسه، لذلك فكرنا في مشاركتهم تلك المعاناة عبر عرض أعمالهم للجمهور».
وعلى الرّغم من ضيق الوقت وظروف الإغلاق، فإنّ مكتبة الإسكندرية كان لديها إصرار على تنظيم المعرض الذي يبرز نحو 180 عملاً فنياً، لـ61 فناناً من 9 دول (اليمن، وكندا، والسويد، وصربيا، وأميركا، ورومانيا، وسويسرا، والنمسا، ومصر)، واختيرت الأعمال المشاركة حسب الجودة وأصالة الفكرة، وفق حسني الذي يؤكد أنّ «مؤسسات دولية متخصصة في مجال الغرافيك، والفنون الرقمية، والطباعة، والتصوير الفوتوغرافي، خُوطبت لاشتراك فنانيها في المعرض الذي يهدف إلى توصيل انطباعات العمل تحت وقع كورونا للمتلقي».
الانطباعات أو الملامح التي ظهرت في الأعمال المشاركة في المعرض كانت خليطا من المشاعر المتباينة والمتضاربة، فبعضهم عبر عن الارتباك، وغموض الرؤية، والاختلال بالتوازن، وهناك لوحات أخرى أظهرت حالة من السكينة، وقد دعتهم فترة العزل في المنازل لعيش حالة هدوء، من وتيرة الحياة اليومية المنهكة وأعطتهم مساحة من الوقت للتفكير في حياتهم، وتقديم أعمال فنية تستبطن الذات، وقد قدم بعضهم بورتريهات لأنفسهم ولأصدقائهم.
وفي رسالتها الفنية لإدارة المعرض، قالت الفنانة الكندية ألكساندرا هيكسر، إنّها تعيش في ريف سفوح التلال في جنوب ألبرتا، بكندا. ومنذ أن بدأ القلق من الوباء قبل ستة أشهر، بالكاد كانت هناك حركة مرور في الطرقات الخلفية، لذلك تقول: «يمكنني السير لأميال من دون أن أصادف أي شخص آخر، وقد وجدت نفسي معزولة وسط المناظر الطبيعية، مع الاهتمام الزائد بالطقس والرياح والضوء والصوت، وعلى الرغم من أنّ هذه الظروف موجودة دائما، فإنّني شعرت بها بشكل غريب وسريالي، وعندما بدأت الرسم ظهرت الألوان كثيفة، ووجدت نفسي منجرفة إلى الصّمت، وأصبحت أرى وأسمع نفسي».
أمّا الفنانة اليمنية أنفال المغلس فقد شاركت بأربع لوحات، وذكرت أنّها استلهمت العناصر الفنية للعملين الأول والثاني من التراث اليمني المتمثل في أزياء المرأة بالعاصمة صنعاء، والفن المعماري وطوابع بريد يمنية قديمة، وعناصر نباتية مميزة؛ أمّا العناصر الفنية للعملين الفنيين الثالث والرابع فقد استلهمتها من فن حضارة بلادها القديمة؛ مثل المنحوتات الأثرية لممالك اليمن القديم، ورموز الخط اليمني القديم المعروف بالمسند، وعناصر من الفن المعماري.
ووفق الفنانة المصرية داليا رفعت فإنّها لم تشعر برغبة ملحة في الخروج من المنزل بعدما اكتشفت أن شرفته مسلية، حيث يسهر جيرانها في الشارع يناقشون أعداد الإصابات بكورونا بصوتٍ عالٍ، وقد شاركتهم الحديث، ما جعلها تعيد اكتشاف مصادر الإلهام القريب، فكانت ترسم، وتجرب، وتهتم بالتواصل مع مجتمع الفنانين والأصدقاء، وهيأت لها فترة الحجر الصّحي الفرصة للعمل على تجويد ممارساتها الفنية.
فيما صوّر الفنان ديريك بيسانت أعماله عن قصد بشكل مشوش، فكانت صورًا لأصدقائه، تحوم حولها غيوم من المجالات الفيروسية كشهب، وتشمل كل صورة سردا شخصيا نصيا يصف الحالة النفسية الناتجة عن الآثار الجانبية للوباء فيهم. وبينما تخفي الصور التعبيرات بصريًّا، فإنّها تكشف بوضوح عن الحاضر أثناء تنقلنا في عالم مجهول.



انطلاق «معرض جدة للكتاب» بمشاركة 1000 دار نشر

«معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)
«معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)
TT

انطلاق «معرض جدة للكتاب» بمشاركة 1000 دار نشر

«معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)
«معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)

انطلقت، الخميس، فعاليات «معرض جدة للكتاب 2024»، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة حتى 21 ديسمبر (كانون الأول) الجاري في مركز «سوبر دوم جدة»، بمشاركة نحو 1000 دار نشر ووكالة محلية وعالمية من 22 دولة، موزعة على نحو 450 جناحاً، مع جهات حكومية وهيئات ومؤسسات ثقافية سعودية وعربية.

ويشتمل المعرض على برنامج ثقافي ثري، يضم أكثر من 100 فعالية متنوعة، تتخللها محاضرات وندوات وورش عمل، يقيمها نحو 170 متخصصاً، إضافة إلى منطقة تفاعلية مخصصة للأطفال، تقدم برامج ثقافية موجهة للنشء بمجالات الكتابة والتأليف والمسرح، وصناعة الرسوم المتحركة، وأنشطة تفاعلية مختلفة.

برنامج ثقافي ثري يضم أكثر من 100 فعالية متنوعة (هيئة الأدب)

ويتضمن المعرض ركناً للمؤلف السعودي، معرِّفاً الحضور على آخر إصداراته، ومهيأ للزوار منطقة خاصة بالكتب المخفضة، التي تأتي ضمن جهوده في الحث على القراءة، وإتاحتها للجميع عبر اختيارات متعددة، معززة بمناطق حرة للقراءة.

من جانبه، أوضح الدكتور عبد اللطيف الواصل، مدير إدارة النشر بالهيئة، أن المعرض يعكس اهتمامهم بدعم وتطوير ونشر الثقافة والأدب في السعودية، مؤكداً دوره الريادي، حيث يسلط الضوء على جهود الأدب والأدباء المحليين والعرب والعالميين، عبر فعاليات وأنشطة مجتمعية بمعايير عالمية، وإيجاد فرص تفاعلية لزواره في قوالب فنية وأدبية متنوعة، وصولاً إلى تعزيز مكانة جدة بوصفها مركزاً ثقافيّاً تاريخيّاً.

المعرض يعكس الاهتمام بدعم وتطوير ونشر الثقافة في السعودية (هيئة الأدب)

ويحتفي المعرض بـ«عام الإبل 2024»، لما تُمثِّله من قيمة ثقافية في حياة أبناء الجزيرة العربية منذ فجر التاريخ، حيث خصص جناحاً للتعريف بقيمتها، وإثراء معرفة الزائر عبر جداريات عدة بأسمائها، ومواطن ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية، وقصائد شعرية تغنَّى بها العرب فيها على مر العصور.

ويستقبل «معرض جدة للكتاب» زواره يوميّاً من الساعة 11 صباحاً حتى 12 مساءً، ما عدا الجمعة من الساعة 2 ظهراً إلى 12 مساءً.

المعرض يُعزز جهوده في حث الزوار على القراءة عبر اختيارات متعددة (هيئة الأدب)

ويُعد ثالث معارض الهيئة للكتاب خلال 2024، بعد معرض «الرياض» الذي اختتم فعالياته أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ومعرض «المدينة المنورة» المنتهي في أغسطس (آب).