بابا الفاتيكان: حرية التعبير لا تعطي الحق في السخرية من الديانات الأخرى

قال إن من «يسئ إلى أمي.. يمكنه توقع لكمة مني»

البابا فرنسيس خلال لقائه مع المراسلين المرافقين له على متن طائرته متوجها إلى مانيلا أمس (أ.ب)
البابا فرنسيس خلال لقائه مع المراسلين المرافقين له على متن طائرته متوجها إلى مانيلا أمس (أ.ب)
TT

بابا الفاتيكان: حرية التعبير لا تعطي الحق في السخرية من الديانات الأخرى

البابا فرنسيس خلال لقائه مع المراسلين المرافقين له على متن طائرته متوجها إلى مانيلا أمس (أ.ب)
البابا فرنسيس خلال لقائه مع المراسلين المرافقين له على متن طائرته متوجها إلى مانيلا أمس (أ.ب)

شارك البابا فرنسيس أمس في النقاش حول حرية التعبير إثر الهجوم الدامي على مجلة «شارلي إيبدو» في فرنسا، مبينا أن هذا «الحق الأساسي» لا يجيز «إهانة» معتقدات الآخرين أو السخرية منها.
وفي الطائرة التي كانت تقله إلى الفلبين في زيارة تستغرق 5 أيام، دان البابا الهجوم الذي استهدف باسم الدين في باريس مقر المجلة الساخرة، وأدى إلى سقوط 12 قتيلا الأسبوع الماضي، بعد أن قال المسلحان إنهما استهدفا المجلة لرسومها المسيئة للإسلام.
وشدد بابا الفاتيكان على أن حرية التعبير «حق أساسي»، مضيفا: «القتل باسم الله غير مقبول بتاتا». ولكنه أردف قائلا إن حرية التعبير يجب أن تمارس من دون «الإهانة». وأوضح «إذا تحدث صديق بسوء عن والدتي فيمكنه أن يتوقع تلقي لكمة مني، هذا طبيعي. لا يمكن الاستفزاز وإهانة معتقدات الآخرين، لا يمكن السخرية منها». وأضاف البابا بالإيطالية للصحافيين المرافقين له في زيارته إلى الفلبين: «هناك عدد كبير من الناس يتحدثون بسوء عن الديانات الأخرى ويسخرون منها ويتلاعبون بدين الآخرين.. إنهم استفزازيون».
ومجلة «شارلي إيبدو» التي تتعرض منذ سنوات لتهديدات مجموعات متشددة لنشر رسوم كاريكاتيرية عن الإسلام، أكدت دوما على علمانيتها وسخرت أيضا من الأساقفة والباباوات.
وقال بابا الفاتيكان: «ما يجري حاليا (مع الهجمات المتطرفة) يثير استغرابنا، لكن فلنفكر في كنيستنا! كم من حروب دينية شهدناها، فلنتذكر ليلة عيد القديس برثلماوس (المجزرة التي ارتكبها الكاثوليك بحق البروتستانت الفرنسيين وسجل مطلع القرن الـ16 بداية حروب دينية)، لقد كنا نحن أيضا خطاة». ودعا بابا الفاتيكان إلى احترام الديانات والتهدئة.



واشنطن وسيول يؤكدان استمرار تحالفهما «القوي»

هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية (رويترز)
هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية (رويترز)
TT

واشنطن وسيول يؤكدان استمرار تحالفهما «القوي»

هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية (رويترز)
هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية (رويترز)

أجرى هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الأميركي جو بايدن، حسبما أفاد به مكتبه، في بيان، اليوم (الأحد).

ونقل البيان عن هان قوله: «ستنفذ كوريا الجنوبية سياساتها الخارجية والأمنية دون انقطاع، وستسعى جاهدة لضمان الحفاظ على التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وتطويره على نحو مطرد».

وأضاف البيان أن بايدن أبلغ هان بأن التحالف القوي بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لا يزال كما هو، وأن الولايات المتحدة ستعمل مع كوريا الجنوبية لمواصلة تطوير وتعزيز التحالف بين الجانبين، بالإضافة إلى التعاون الثلاثي بين كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة.

من جهته، قال بايدن لرئيس وزراء كوريا الجنوبية، إن التحالف بين سيول وواشنطن «سيبقى ركيزة السلام والازدهار» في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وأعرب الرئيس الأميركي، حسبما ذكر البيت الأبيض في بيان، عن «تقديره لصمود الديمقراطية وسيادة القانون في جمهورية كوريا».

وخلال هذا التبادل الأول بين بايدن وهان، منذ تولي الأخير مهام منصبه، خلفاً للرئيس يون سوك يول، أصبح هان، وهو تكنوقراطي مخضرم اختاره يون رئيساً للوزراء، قائماً بأعمال الرئيس، وفقاً للدستور، بينما تُحال قضية يون إلى المحكمة الدستورية.

وأصبح هان، رئيس الوزراء، قائماً بأعمال الرئيس، بعد موافقة البرلمان في تصويت ثانٍ على مساءلة الرئيس يون سوك يول، بهدف عزله، بسبب محاولته قصيرة الأمد فرض الأحكام العرفية. وتم منع يون من ممارسة سلطاته الرئاسية، ويتطلب الدستور أن يتولى رئيس الوزراء مهام الرئيس بصفة مؤقتة.

وفي مسعى آخر لتحقيق الاستقرار في قيادة البلاد، أعلن حزب المعارضة الرئيسي أنه لن يسعى إلى مساءلة هان، على خلفية صلته بقرار يون إعلان الأحكام العرفية، في الثالث من ديسمبر (كانون الأول). وقال لي جيه ميونغ، زعيم الحزب الديمقراطي المعارض: «نظراً لأن رئيس الوزراء تم تكليفه بالفعل بمهام القائم بأعمال الرئيس، ونظراً لأن الإفراط في إجراءات المساءلة قد يؤدي إلى فوضى في الحكم الوطني، قرَّرنا عدم المضي قدماً في المساءلة».

التهديد الكوري الشمالي

أثار إعلان يون المفاجئ للأحكام العرفية والأزمة السياسية التي أعقبت ذلك قلق الأسواق وشركاء كوريا الجنوبية الدبلوماسيين إزاء قدرة البلاد على ردع جارتها الشمالية المسلحة نووياً. وعقد هان اجتماعاً لمجلس الوزراء ومجلس الأمن القومي، بعد وقت قصير من التصويت على مساءلة يون، أمس (السبت)، وتعهَّد بالحفاظ على الجاهزية العسكرية لمنع أي خرق للأمن القومي. وقال فيليب تيرنر، سفير نيوزيلندا السابق لدى كوريا الجنوبية، إن شركاء سيول يريدون رؤية قيادة مؤقتة يمكن الوثوق بها وتلتزم بالدستور في أقرب وقت ممكن.

لكنه قال إنه حتى مع وجود قائم بأعمال الرئيس، فسيواجه الشركاء الدوليون شهوراً من الغموض لحين انتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة.

ولدى المحكمة الدستورية ما يصل إلى 6 أشهر لتقرر ما إذا كانت ستعزل يون أو تعيده إلى منصبه. وإذا تم عزله أو استقال، فسيتم إجراء انتخابات جديدة في غضون 60 يوماً بعد ذلك.

التداعيات الاقتصادية

وارتفعت الأسهم الكورية الجنوبية للجلسة الرابعة على التوالي، يوم الجمعة، على أمل أن تتحسَّن حالة الغموض السياسي بعد التصويت على المساءلة في البرلمان، حسبما أفادت به وكالة «رويترز» للأنباء. وقال زعيم الحزب الديمقراطي إن القضية الأكثر إلحاحاً هي الركود في الاستهلاك الناجم عن الطلب المحلي غير الكافي، وتقليص الحكومة لدورها المالي. ودعا إلى إنشاء مجلس استقرار وطني للحكم يضم الحكومة والبرلمان لمناقشة التمويل والاقتصاد وسبل العيش العامة. وكانت أزمة على خلفية مشكلات حول الميزانية واحدة من الأسباب التي ذكرها يون عند محاولة فرض الأحكام العرفية.