«العربي للتشريع الضريبي» يوصي بتطوير الكوادر

TT

«العربي للتشريع الضريبي» يوصي بتطوير الكوادر

أوصى المؤتمر العربي للتشريع الضريبي حول إصلاح النظام الضريبي في ظل متطلبات السياسات المالية والنقدية وأهداف التنمية المستدامة، بأهمية تطوير الإدارة الضريبية والكوادر البشرية المعنية بتنفيذ التشريعات الضريبية على النحو الذي يكفل تحقيق التميز المؤسسي للإدارة الضريبية بكافة الدول العربية.
جاء ذلك في توصيات المؤتمر التي صدرت عن المنظمة العربية للتنمية الإدارية، الاثنين، حيث كان المؤتمر قد انطلق يوم السبت واستمر يومين برعاية ومشاركة الدكتور محمد معيط وزير المالية المصري، ونظمته المنظمة العربية للتنمية الإدارية، بالتعاون مع الجمعية العلمية للتشريع الضريبي، وبمشاركة 170 متخصصاً في الشأن الضريبي.
وانتهت البحوث وأوراق العمل المقدمة والمناقشات إلى أهمية الاطلاع على التجارب الناجحة في مجال إصلاح النظام الضريبي، بما في ذلك التشريعات الضريبية والإدارة والسياسات الضريبية، واختيار ما يتلاءم منها مع الظروف الاقتصادية والاجتماعية لكل دولة.
كما أوصت بمراجعة وتنقيح القوانين الضريبية، خصوصاً قانون الضريبة على الدخل، وقانون القيمة المضافة، وقانون تنمية الموارد المالية للدولة، وقانون الدمغة، خصوصاً بعد إلغاء عدد كبير من مواد هذه القوانين بموجب إصدار القانون رقم 206 لسنة 2020، وإعادة تبويب وترتيب مواد القوانين المشار إليها.
وأكدت أهمية إصدار تشريع يحدد طبيعة المعاملة الضريبية للشركات المدنية والمهنية، بما يتوافق مع طبيعة النشاط المهني، وسرعة تطبيق مشروع إعادة هيكلة، وتنظيم مصلحة الضرائب المصرية، والانتهاء من الدمج الفعلي لرفع كفاءة المصلحة.
وشددت البحوث على تفعيل دور المجلس الأعلى للضرائب حتى يتمكن من القيام بالمهام المنوطة به بالقانون لضمان تعزيز العلاقة بين الإدارة الضريبية والممولين. وأكدت أهمية دور الإعلام في نشر الثقافة الضريبية في المجتمع، فضلاً عن أهمية توعية الطلاب خلال مراحل التعليم الأساسي والتعليم الجامعي بأهمية الضرائب كمساهمة من المواطن في قيام الدولة بتوفير الخدمات العامة.
ودعت أوراق العمل إلى إنشاء منتدى حكومي إقليمي عربي لتحقيق التكامل في السياسة الضريبية، وتعزيز التعاون في مكافحة التهرب الضريبي بما يتوافق مع متطلبات تنفيذ الاتفاقية متعددة الأطراف بشأن منع التحايل على اتفاقيات منع الازدواج الضريبي، بما يمنع تآكل الوعاء الضريبي ونقل الأرباح.
كما دعت لقيام المنظمة العربية للتنمية الإدارية، بالتعاون مع الجمعية العلمية للتشريع الضريبي، بعقد ورش عمل ودورات تدريبية حول التشريعات الضريبية والاتفاقيات الدولية والإدارة الضريبية.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).