جلالة: 25% فقط من نازحي طرابلس عادوا إلى منازلهم منذ توقف القتال

وزير المهجرين الليبي تحدث عن دمار كبير في الممتلكات

نسوة يشاركن الشهر الماضي في احتجاج بمدينة مصراتة للمطالبة بدعم حكومي بعد فقدان أزواج أو أبناء في القتال الذي تشهده ليبيا (رويترز)
نسوة يشاركن الشهر الماضي في احتجاج بمدينة مصراتة للمطالبة بدعم حكومي بعد فقدان أزواج أو أبناء في القتال الذي تشهده ليبيا (رويترز)
TT

جلالة: 25% فقط من نازحي طرابلس عادوا إلى منازلهم منذ توقف القتال

نسوة يشاركن الشهر الماضي في احتجاج بمدينة مصراتة للمطالبة بدعم حكومي بعد فقدان أزواج أو أبناء في القتال الذي تشهده ليبيا (رويترز)
نسوة يشاركن الشهر الماضي في احتجاج بمدينة مصراتة للمطالبة بدعم حكومي بعد فقدان أزواج أو أبناء في القتال الذي تشهده ليبيا (رويترز)

أعرب يوسف جلالة، وزير الدولة لشؤون النازحين والمهجّرين بحكومة «الوفاق» الوطني، عن تطلعه كغاليبة الليبيين لأن «تسفر الجهود والحوارات السياسية الراهنة عن اتفاق إيجابي، تنبثق عنه حكومة موحدة على كامل التراب الليبي»، مشدداً على أن «ذلك ستكون له انعكاسات ومساهمات إيجابية في حل الكثير من قضايا وأزمات المجتمع الليبي، ومنها، أزمة النازحين والمهجرين بعموم البلاد».
وقال جلالة لـ«الشرق الأوسط» إن «عدد مَن تمكنوا من العودة لمنازلهم من النازحين جراء الحرب على العاصمة طرابلس، لا يتجاوز بأي حال نسبة 25% فقط، رغم توقف العمليات القتالية، في يونيو (حزيران) الماضي». وأرجع ذلك «للدمار الكبير الذي أصاب أغلبية المنازل بمناطق الاشتباكات» في ضواحي العاصمة، والذي امتد أيضاً للمرافق العامة من مراكز صحية ومؤسسات تعليمية وغيرها من أساسيات الحياة، فضلاً عن «تهالك البنية التحتية من شبكات كهرباء ومياه وصرف صحي»، موضحاً أن «هذا كله يحتاج إلى إعادة إعمار، ويحتاج إلى الكثير من الوقت والخطط الاستراتيجية من الدولة، وبطبيعة الحال لا بد من تخصيص مبالغ مالية كبيرة جداً، كونها ستتضمن إلى جوار تغطية نفقات الإعمار والصيانة، دفع التعويضات للمتضررين».
وتطرق الوزير إلى أهم المعوقات التي تعترض إلى جانب دمار المنازل والبنية التحتية، عملية العودة الطوعية والآمنة للنازحين، وهي «ضمان خلو الأحياء السكنية بالعاصمة وضواحيها، والتي سيعود إليها النازحين، من المفخخات والألغام»، موضحاً: «لقد حدث الكثير من الانفجارات منذ توقف القتال إلى الآن، راح ضحيتها العديد من المدنيين الأبرياء ومنهم أطفال، آخرها كان من أسبوعين فقط، ولم يسلم من هذه المتفجرات والألغام حتى رجال السلامة الوطنية والهندسة العسكرية، ولا العاملون بالمنظمات الإنسانية المعنية بمكافحة بالألغام»، مطالباً بـ«ضرورة الانتظار لتهيئة المناطق، ومن ثم السماح للنازحين بالعودة بشكل نظامي، تحت إشراف مؤسسات الدولة».
وقدّر جلالة العدد الراهن للنازحين جراء القتال حول العاصمة بما يقترب من حدود 40 ألف أسرة تعيش «ظروفاً بالغة الصعوبة، في ظل أزمة السيولة النقدية، وتأخر صرف الرواتب، وجائحة (كورونا المستجد) التي زادت من الأمر سوءاً».
وطبقاً للمركز الوطني لمكافحة الأمراض، وصل إجمالي عدد الإصابات بالفيروس في ليبيا إلى أكثر من 85 ألفاً، وذلك منذ بدء انتشار الوباء في البلاد مارس (آذار) الماضي.
وأكد وزير الدولة لشؤون النازحين والمهجرين بحكومة «الوفاق»، أن «مشكلات ما يقرب من 75% من النازحين لم تُحلّ بعد، رغم دخول الشتاء، وتفاقم إصابات (كورونا المستجد)»، لافتاً إلى أن «هؤلاء يعيشون مع أقاربهم ومعارفهم، والبعض لجأ لخيار العودة إلى مدنهم وقراهم وأريافهم الأصلية، والباقي استمر بالعيش في بيوت إيجار، بعيداً عن المناطق التي شهدت الاشتباكات العسكرية»، موضحاً أنه «لم يعد هناك أي نازح يعيش بالمدراس كما كان الوضع خلال فترة تصاعد العمليات العسكرية. هناك فقط عدد قليل جداً يعيش في مقرات خصصتها لجان الأزمة في بعض البلديات كمقرات شركات أو فنادق ومتنزهات غير عاملة».
وفي إحاطتها أمام مجلس الأمن الدولي حول تطورات الأوضاع بليبيا، نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أشارت رئيس البعثة الأممية للدعم في ليبيا بالإنابة، ستيفاني ويليامز، إلى أنه «عقب وقف الأعمال العدائية، انخفض عدد النازحين في ليبيا من 426 ألف شخص في يونيو الماضي إلى 392 ألف شخص».
وحول المساعدات التي قدمتها حكومة الوفاق للنازحين، قال جلالة: «خلال فترة الأزمة قدمت الحكومة مساعدات إنسانية للبلديات التي تستضيف النازحين تقدّر بـ120 مليون دينار ليبي، أما فيما يتعلق بدفع تعويضات للمتضررين، فلم يبدأ بعد، لعدم حصر الأضرار التي على ضوئها سيتم تقدير قيمة التعويضات».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».