نصر الله يؤكد أن قدرات حزبه لم تمس وأن لديه كل أنواع الأسلحة

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: مشاركته في الحرب بسوريا أكسبته خبرات ميدانية

نصر الله يؤكد أن قدرات حزبه لم تمس وأن لديه كل أنواع الأسلحة
TT

نصر الله يؤكد أن قدرات حزبه لم تمس وأن لديه كل أنواع الأسلحة

نصر الله يؤكد أن قدرات حزبه لم تمس وأن لديه كل أنواع الأسلحة

أكد الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، أن حزبه بات «أقوى من أي يوم مضى، وأن لديه كل أنواع الأسلحة وما يخطر أو لا يخطر على بال العدو»، مشددا على أن «قدرات المقاومة لم تمس» ومعتبرا أن إسرائيل «تخطئ إذا كانت تعول على ذلك».
وقال نصر الله في حديث لقناة «الميادين» المقربة منه، إن «إسرائيل تريد في أي مواجهة مقبلة أن يكون نصرها حاسما وسريعا، وهو أمر مستبعد جدا»، مؤكدا أن «كل ما يخطر في البال ويجعل المقاومة أقوى وأقدر على صنع انتصار كبير، في حال حصول عدوان إسرائيلي على لبنان، فنحن نعمل على توفيره، وهو بنسبة كبيرة متوفر، والأمور إلى الأمام أفضل».
وكانت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية نقلت في عددها الصادر يوم أمس (الأربعاء) عن مصادر استخبارية إسرائيلية، قولها إن «المعركة المقبلة مع (حزب الله) ستكون الأعنف في العصر الحديث ولا سابق لها». وأكدت المصادر، أنه «في مقابل زيادة إسرائيل لمستوى ردعها في حرب لبنان الثانية عام 2006 ضد (حزب الله)، فإن الأخير استغل الهدوء على الجبهة ليملأ مخازنه بالأسلحة الإيرانية التي لم تواجه إسرائيل مثيلا لها من قبل». وتحدثت المصادر عن «أنواع جديدة من الأسلحة وصلت إلى (حزب الله) من الإيرانيين، من بينها طائرات من دون طيار انتحارية، وصواريخ دقيقة وأسلحة مضادة للسفن والطائرات».
ونفت مصادر مطلعة على أجواء «حزب الله» أن تكون مشاركة الحزب في القتال في سوريا أضعفته وأنهكت قواه، مشددة على أن عناصر الحزب المولجين التحضير لقتال إسرائيل ومواجهتها لم يتحركوا من مكانهم، فالأعداد التي ترابض على الجبهة الجنوبية لم ينتقل إلى أي جبهة أخرى». وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن «مشاركة (حزب الله) بالحرب في سوريا أكسبته خبرات ميدانية سيستثمرها في أي حرب مقبلة مع العدو».
وكان خبراء عسكريون مقربون من «حزب الله» أكدوا في وقت سابق، أن الحزب امتلك في السنوات الـ3 الماضية أسلحة وعتادا عسكريا لم يكن يمتلكه سابقا، وبالتحديد أجهزة من الفئة الأولى تستخدمها القوات الخاصة.
وأوضح الخبير العسكري المقرب من الحزب، العميد المتقاعد أمين حطيط في حديث سابق مع «الشرق الأوسط»، أن سوق سلاح «حزب الله» ليست محصورة بالسوق الروسية، لافتا إلى أن بعض الأسلحة يأتي بها من الأسواق الأوروبية.
وكان نصر الله هدد قبل شهرين بضرب الموانئ الإسرائيلية في أي عدوان مرتقب على لبنان، متوجها للإسرائيليين بالقول: «عليكم أن تغلقوا مطاراتكم وعليكم أن تغلقوا موانئكم، ولن تجدوا مكانا على امتداد فلسطين المحتلة لا تصل إليها صواريخ المقاومة الإسلامية في لبنان». ورد وزير المواصلات الإسرائيلي يسرائيل كاتس حينها على نصر الله مهددا بـ«إعادة لبنان إلى العصر الحجري».
وفي سياق متصل، جدد قائد الجيش العماد جان قهوجي يوم أمس التأكيد أن عناصره أحبطوا «مخططا إرهابيا يقضي بإقامة إمارة ظلامية تمتد من الحدود الشرقية إلى البحر». وقال قهوجي خلال لقائه وفد رابطة الملحقين العسكريين العرب والأجانب، إن «الجيش اللبناني واجه بدوره هجمة شرسة مسبوقة من قبل التنظيمات الإرهابية، سواء في منطقة عرسال على الحدود الشرقية خلال شهر أغسطس (آب) الماضي، أو في منطقة الشمال خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول)، لكن الجيش كان على قدر المسؤوليات الملقاة على عاتقه؛ إذ أحبط بدماء شهدائه واستبسال جنوده مخطط هؤلاء الإرهابيين الهادف باعتراف القياديين الموقوفين منهم لدى القضاء إلى إقامة إمارة ظلامية تمتد من الحدود الشرقية إلى البحر، وبالتالي حال الجيش دون إشعال نار الفتنة في البلاد، وتعريض وحدة اللبنانيين لأخطار جسيمة، مجسدا التزامه اتفاق الطائف وإرادة العيش المشترك بين أبناء وطننا الواحد».
وشدد قهوجي على أن «قضية العسكريين المختطفين لدى التنظيمات الإرهابية تبقى أولوية مطلقة بالنسبة إلينا، ولن نألو جهدا أو وسيلة في سبيل تحريرهم وعودتهم إلى مؤسستهم وعائلاتهم».
وأكد قهوجي عزم الجيش على «مواصلة مكافحة الإرهاب بكل قوة وحزم وصولا إلى استئصال جذوره»، لافتا إلى أن نتائج التحالف الدولي لمحاربة «داعش» بدأت بالظهور تدريجيا.. «فالضربات المركزة التي تلقاها تنظيم داعش الإرهابي، أدت إلى تراجع مناطق نفوذه وتكبيده الكثير من خسائر».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.