حزب مغربي يقترح السماح لمعتقلي «الريف» بالترشح للانتخابات

TT

حزب مغربي يقترح السماح لمعتقلي «الريف» بالترشح للانتخابات

اقترح الفريق النيابي لحزب «الأصالة والمعاصرة» المغربي، أول من أمس، إدخال تعديل على القانون التنظيمي لمجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، بما يسمح لمعتقلي احتجاجات مناطق الريف المستفيدين من العفو الملكي، بالمشاركة في الانتخابات التشريعية والمحلية المقررة العام المقبل.
وينص المقترح الذي وجهه رئيس الفريق النيابي للحزب رشيد العبدي إلى رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي، على إدخال تعديل على المادة السادسة من القانون التنظيمي التي تمنع الأشخاص الذين صدرت بحقهم أحكام قضائية جنائية من أهلية الترشح للانتخابات، حتى ولو استفادوا من عفو ملكي.
وينص التعديل على حذف النص الذي يشير إلى أن أنه «لا يترتب على العفو الخاص رفع مانع الأهلية الانتخابية». وحسب الوثيقة، فإن «حذف» الفقرة يأتي بالنظر إلى أن العفو «بغض النظر عن طبيعته، يعفي من العقوبة أو يوقفها»، ومع ذلك تستمر عقوبة إضافية في السريان، وهي المنع من الأهلية، رغم أن العقوبة الأصلية لم تعد قائمة.
وكان الأمين العام لـ«الأصالة والمعاصرة» عبد اللطيف وهبي صرح أخيراً بأن حزبه مستعد لترشيح معتقلين سابقين على خلفية احتجاجات الريف، بمن فيهم قائد الاحتجاج ناصر الزفزافي المحكوم بالسجن 20 سنة.
وفي هذا السياق جاء مقترح الفريق النيابي لحزبه، علماً بأن عدداً من المعتقلين تم الإفراج عنهم بعفو ملكي في انتظار العفو عن آخرين.
واندلعت الاحتجاجات في مدينة الحسيمة ومناطق الريف (شمال المغرب)، إثر مقتل تاجر السمك محسن فكري في أكتوبر (تشرين الأول) 2016، إثر احتجاجه على مصادرة أسماكه ورميها في شاحنة للقمامة، ما أدى إلى احتجاجه بصعوده للشاحنة بالتوازي مع تشغيل آلة طحن القمامة لتضغط جسد فكري ويسقط ميتاً.
وأدى ذلك إلى توسع احتجاجات دامت شهوراً، وتحولت إلى مطالب اقتصادية واجتماعية وحقوقية، قبل أن تقع بعض أحداث العنف التي أدت إلى اعتقالات في صفوف المحتجين، وإدانتهم أمام القضاء.
وفي وقت ترتفع فيه أصوات للعفو عن المعتقلين المتبقين، يأتي مقترح «الأصالة والمعاصرة» ليصب في اتجاه المصالحة وطي هذا الملف وفتح باب المشاركة أمام شباب الريف. وسيكون على «الأصالة والمعاصرة» أن يقنع باقي الفرق البرلمانية بالمصادقة على المشروع بعد إحالته على اللجنة البرلمانية المختصة، علماً بأنه في حالة المصادقة عليه لن يشمل فقط معتقلي الريف، إنما جميع المعتقلين المستفيدين من عفو ملكي.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.