سمير صبري يروي في «حكايات العمر» رحلته مع نجوم الفن والسياسة

كتابه الجديد يبرز الكثير من المواقف المهمة خلال نصف قرن

TT

سمير صبري يروي في «حكايات العمر» رحلته مع نجوم الفن والسياسة

احتفل الفنان المصري الكبير سمير صبري، بتوقيع سيرته الذاتية، والتي حملت عنوان «حكايات العمر كله»، الصادرة عن «الدار المصرية اللبنانية»، مساء أول من أمس في أحد الفنادق الكبرى بالقاهرة، وأدار اللقاء كل من الإعلامي مفيد فوزي، وعالم المصريات زاهي حواس، وبحضور عدد كبير من نجوم الفن والإعلام، من بينهم يسرا، وليلى علوي، وإلهام شاهين، وشقيقها أمير شاهين، ورانيا فريد شوقي، والكاتبة فريدة الشوباشي، بالإضافة إلى حضور الفنانة المصرية الكبيرة نيللي التي اختفت عن الأضواء خلال السنوات الأخيرة وظهرت في حفل توقيع الكتاب.
«حكايات العمر كله»، يتكون من 300 صفحة من القطع المتوسط، ويسرد فيه سمير صبري قصصاً ومواقف خاصة مر بها في حياته الفنية والإعلامية، كاشفاً فيها عن أسرار تعلن لأول مرة عن أغلبية الشخصيات التي تعامل معها في حياته من مطربين، وممثلين، ورجال سياسة، مصريين وعرب وأجانب، من بينهم داليدا، وروجر مور، وإليزابيث تايلور، السلطان قابوس، والشيخ زايد، ووردة، وصباح، ونادية لطفي، وسعاد حسني.
وأكد سمير صبري، لـ«الشرق الأوسط»، أنه لم يحبذ كشف أسرار وحكايات خاصة عن حياته الشخصية أو حياة غيره من أصدقائه في سيرته الذاتية؛ لأنه يراها دوماً «خطاً أحمر» لا يجب الاقتراب منها، ورفض الإفصاح عن أسماء الفنانات الثلاث اللاتي أحبهن، وتمنى الزواج منهن، ولكنه في سرد الكتاب تحدث عن زيجته السرية من إحدى السيدات الأجنبيات قائلاً «سافر أستاذي وأوصاني أن أوصل خطاباً لصديقته الإنجليزية، التي كانت تدرس في مدرسة البنات، ومع الوقت بدأت قصة حب بيننا، وعندما تخرجت وذهبت للقاهرة، عشت معها قصة حب ووفاء نادرة، وطلبت صديقتي الزواج، ففكرت في المسألة، كيف أصارح والدي الذي يعمل سفيراً بوزارة الخارجية، فغامرت وتزوجتها في السر». يتضمن الكتاب عشرات المواقف الكوميدية التي مر بها سمير صبري في حياته، من بينها موقف وصفه بأنه «لا ينسى مطلقاً»، عندما أقنع صبري الفنان الراحل عبد الحليم حافظ لمدة عام كامل بأنه شخص أميركي ويدعى «بيتر» بعدما انتقل للسكن معه في المبنى نفسه، وساعده في ذلك إجادته للغة الإنجليزية ومظهره الخارجي. وقال صبري «حررت الكتاب، الصحافية المصرية فتحية الدخاخني، بمنتهى الدقة، حيث كتبنا عن نحو 70 شخصية، وقد حرصت على أن أتحدث عنهم بصدق كامل».
ورغم أن صبري تحدث في سيرته عن عشرات الشخصيات الفنية، فإن الفنانة نادية لطفي كان لها مكانة خاصة بقلبه، بحسب وصفه، مؤكداً «كانت صاحبة مواقف بطولية لا تنسى، من بينها سفرها إلى العاصمة اللبنانية بيروت عام 1982 أثناء حصار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات».
كما كان للسياسيين نصيب وافر في «حكايات العمر كله»، وبالتحديد الملوك والرؤساء العرب، وتحدث صبري عن السلطان الراحل، قابوس بن سعيد، سلطان دولة عمان، والذي أجرى معه صبري أول حوار تلفزيوني في سبعينات القرن الماضي، ليكون بذلك أول إعلامي عربي يجرى معه حواراً تلفزيونياً في سلطنة عمان.
ويرى كتاب مصريون، من بينهم محمود عبد الشكور، أن الفنان والإعلامي الكبير سمير صبري يعد جزءاً من تاريخنا وإرثنا الثقافي والفني، ربما الأجيال الحالية لا تعرف قيمة وقدر هذه الشخصية مقارنة بالجيل الذي يبلغ من العمر حالياً 60 عاماً، والذي تربى على برامجه التي ساهمت في نجاح التلفزيون على غرار برنامج «النادي الدولي»، فهناك مئات الكتب والسير الذاتية التي تحدثت عن المشاهير، وعدد كبير منهم كانوا مدعين فيها، ولكن سمير صبري صادق لكونه شاهداً على العصر الذي يسرد تفاصيله في مذكراته».
وأضاف عبد الشكور لـ«الشرق الأوسط» قائلاً «كتاب (حكايات العمر) من أروع ما قرأت في السنوات الأخيرة؛ لأنه مليء بالأحداث والمعلومات الجديدة والخاصة التي لا يعلمها الكثيرون بما فيهم العاملون في الوسط الفني والإعلامي، فهي بحق خلاصة حياة سمير صبري الفنية، وأثبت صبري لكل من قرأ السيرة بأنه حكّاء بارع، ولديه أسلوب رائع في السرد والتشويق».
وأفاد بأن سمير صبري كان نجماً في زمن كبار النجوم، فلم يكن مجرد فنان ناجح في زمن متوسط، إنما كان فريداً من نوعه، وناجحاً في التمثيل والإعلام، حتى حين اقتحم مجال الغناء قدم أغنيات خفيفة ورائعة ونافس المطربين في إحياء الأفراح، ودخل مجال الإنتاج الفني، وكان يشرف بنفسه على تعليق ملصقات أفلامه في الشوارع». وعن أبرز قصص الكتاب التي تعلق بها عبد الشكور يقول «آلمتني قصة الفنانة الراحلة سعاد حسني، التي تم حجزها في مصحة للتخسيس بعد عرض فيلم (الراعي والنساء)، وقرر الفنان عمر الشريف التكفل بمصاريف علاجها، ولكنها رفضت ذلك بعزة نفس، وطلبت من سمير صبري أن يكون وسيطاً مع المخرج علي بدر خان، من أجل حصولها على نصيبها من أرباح بيع نسخ فيلم (الراعي والنساء) باعتبارها شريكة في الإنتاج بأجرها». وقال الناشر محمد رشاد «سعدنا بنشر مذكرات سمير صبري، متعدد المواهب، وكان عنوان الكتاب في البداية (حكايات أبو سمرة)، لكن تم الاستقرار في النهاية على (حكايات العمر كله)»، مضيفاً أن «الكتاب الذي استمر العمل عليه لمدة عام لحرص صبري على إخراجه في أفضل صورة، حافل بالشخصيات الكثيرة والمهمة من الفنانين والسياسيين والمثقفين».


مقالات ذات صلة

أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

ثقافة وفنون أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

أطلّت الكاتبة التشيلية الأشهر إيزابيل الليندي، عبر منصة «مايسترو»، في «هيئة الإذاعة البريطانية»، من صالونها الهادئ الذي يضم تفاصيلها الشخصية والحميمية

سحر عبد الله
يوميات الشرق «معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)

انطلاق «معرض جدة للكتاب» بمشاركة 1000 دار نشر

انطلقت، الخميس، فعاليات «معرض جدة للكتاب 2024»، الذي يستمر حتى 21 ديسمبر الجاري في مركز «سوبر دوم» بمشاركة نحو 1000 دار نشر ووكالة محلية وعالمية من 22 دولة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
كتب الفنان المصري الراحل محمود ياسين (فيسبوك)

«حياتي كما عشتها»... محمود ياسين يروي ذكرياته مع الأدباء

في كتاب «حياتي كما عشتها» الصادر عن دار «بيت الحكمة» بالقاهرة، يروي الفنان المصري محمود ياسين قبل رحيله طرفاً من مذكراته وتجربته في الفن والحياة

رشا أحمد (القاهرة)
كتب «عورة في الجوار»... رواية  جديدة لأمير تاجّ السِّر

«عورة في الجوار»... رواية جديدة لأمير تاجّ السِّر

بالرغم من أن الرواية الجديدة للكاتب السوداني أمير تاج السر تحمل على غلافها صورة «كلب» أنيق، فإنه لا شيء في عالم الرواية عن الكلب أو عن الحيوانات عموماً.

«الشرق الأوسط» (الدمام)
كتب «البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

«البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

في كتابه الأحدث «البؤس الأنثوي... دور الجنس في الهيمنة على المرأة»، يشير الباحث فالح مهدي إلى أن بغيته الأساسية في مباحث الكتاب لم تكن الدفاع المباشر عن المرأة

محمد خضير سلطان

علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
TT

علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)

كشفت دراسة أميركية أن علاجاً مبتكراً للأطفال الذين يعانون من الكوابيس المزمنة أسهم في تقليل عدد الكوابيس وشدّة التوتر الناتج عنها بشكل كبير، وزاد من عدد الليالي التي ينام فيها الأطفال دون استيقاظ.

وأوضح الباحثون من جامعتي أوكلاهوما وتولسا، أن دراستهما تُعد أول تجربة سريرية تختبر فاعلية علاج مخصصٍ للكوابيس لدى الأطفال، ما يمثل خطوة نحو التعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل، وليس مجرد عَرَضٍ لمشكلات نفسية أخرى، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Frontiers in Sleep».

وتُعد الكوابيس عند الأطفال أحلاماً مزعجة تحمل مشاهد مخيفة أو مؤلمة توقظ الطفل من نومه. ورغم أنها مشكلة شائعة، فإنها تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية للأطفال، إذ تُسبب خوفاً من النوم، والأرق، والاستيقاظ المتكرر، وهذه الاضطرابات تنعكس سلباً على المزاج، والسلوك، والأداء الدراسي، وتزيد من مستويات القلق والتوتر.

ورغم أن الكوابيس قد تكون مرتبطة باضطرابات نفسية أو تجارب مؤلمة، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، فإنها لا تختفي بالضرورة مع علاج تلك المشكلات، ما يتطلب علاجات موجهة خصيصاً للتعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل.

ويعتمد العلاج الجديد على تعديل تقنيات العلاج المعرفي السلوكي واستراتيجيات الاسترخاء وإدارة التوتر، المستخدمة لدى الكبار الذين يعانون من الأحلام المزعجة، لتناسب الأطفال.

ويتضمّن البرنامج 5 جلسات أسبوعية تفاعلية مصمّمة لتعزيز فهم الأطفال لأهمية النوم الصحي وتأثيره الإيجابي على الصحة النفسية والجسدية، إلى جانب تطوير عادات نوم جيدة.

ويشمل العلاج أيضاً تدريب الأطفال على «إعادة كتابة» كوابيسهم وتحويلها إلى قصص إيجابية، ما يقلّل من الخوف ويعزز شعورهم بالسيطرة على أحلامهم.

ويستعين البرنامج بأدوات تعليمية مبتكرة، لتوضيح تأثير قلّة النوم على الأداء العقلي، وأغطية وسائد، وأقلام تُستخدم لكتابة أفكار إيجابية قبل النوم.

وأُجريت التجربة على 46 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً في ولاية أوكلاهوما الأميركية، يعانون من كوابيس مستمرة لمدة لا تقل عن 6 أشهر.

وأظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في عدد الكوابيس ومستوى التوتر الناتج عنها لدى الأطفال الذين تلقوا العلاج مقارنة بالمجموعة الضابطة. كما أُبلغ عن انخفاض الأفكار الانتحارية المتعلقة بالكوابيس، حيث انخفض عدد الأطفال الذين أظهروا هذه الأفكار بشكل كبير في المجموعة العلاجية.

ووفق الباحثين، فإن «الكوابيس قد تُحاصر الأطفال في دائرة مغلقة من القلق والإرهاق، ما يؤثر سلباً على حياتهم اليومية»، مشيرين إلى أن العلاج الجديد يمكن أن يُحدث تحولاً كبيراً في تحسين جودة حياة الأطفال.

ويأمل الباحثون في إجراء تجارب موسعة تشمل أطفالاً من ثقافات مختلفة، مع دراسة إدراج فحص الكوابيس بوصفها جزءاً من الرعاية الأولية للأطفال، ما يمثل خطوة جديدة في تحسين صحة الأطفال النفسية والجسدية.