العثماني: تأمين معبر الكركرات أحدث «تحولاً نوعياً واستراتيجياً»

رئيس الحكومة المغربية يكشف عن برامج تنمية الأقاليم الصحراوية

سعد الدين العثماني
سعد الدين العثماني
TT

العثماني: تأمين معبر الكركرات أحدث «تحولاً نوعياً واستراتيجياً»

سعد الدين العثماني
سعد الدين العثماني

قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، إن تأمين معبر الكركرات، الواقع على الحدود بين المغرب وموريتانيا، يعد «تصحيحاً لوضع غير قانوني على الأرض»، ويسهم في تكريس التعاون جنوب - جنوب، «في إطار التكامل الطبيعي للمغرب مع محيطه الاقتصادي والاجتماعي الأفريقي»، مشيراً في مداخلة له أمس، خلال جلسة الأسئلة الشهرية المخصصة لرئيس الحكومة في مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، إلى أن هذا الحدث يعد محطة «مهمة في تاريخ قضية الوحدة الترابية للمغرب» لأنه أحدث «تحولاً نوعياً واستراتيجياً على الأرض وفي الميدان». وشدد العثماني على أن تدخل القوات المسلحة الملكية في المنطقة، بعد عرقلة جبهة البوليساريو للحركة التجارية فيها، «جاء لتصحيح الوضع وإعادة الأمور إلى نصابها»، بعدما التزم المغرب «بأكبر قدر من ضبط النفس، واستنفد كل الطرق الممكنة لانسحاب الميليشيات الانفصالية»، معتبراً أن العملية «مرت في انسجام تام مع الشرعية الدولية، واحترام التزامات بلادنا الدولية، بما فيها اتفاق وقف إطلاق النار الذي ترعاه الأمم المتحدة، والذي لا تزال بلادنا متشبثة به».
وأشاد العثماني بالدعم الذي لقيه المغرب من عدد من الدول الصديقة، وبفتح قنصليات بالأقاليم الصحراوية، ما اعتبره «ترجمة عملية لقناعة هذه الدول بأن المغرب جدي في مبادرته للحل السياسي للنزاع المفتعل حول صحرائه»، بتكريس «حكم ذاتي موسع» تحت السيادة المغربية، وفي إطار الوحدة الترابية للمملكة المغربية. معتبراً أن فتح القنصليات ودعم عملية الكركرات ينضاف إلى الانتصارات الدبلوماسية للمملكة المغربية، و«يقبر المشروع الانفصالي».
كما أشار العثماني أيضاً إلى البرامج التنموية التي ينفذها المغرب في أقاليمه الصحراوية، ومنها البرنامج التنموي الذي يمتد من 2016 إلى 2021، الذي يتضمن عقود برامج لإنجاز ما يفوق 700 مشروع، رصد لها موازنة إجمالية أوّلية قُدّرت بـ77 مليار درهم (7.7 مليار دولار)، ثم جرى رفعها لاحقا إلى 85 مليار درهم (8.5 مليار دولار)، تشمل إنجاز برامج كبرى منها الطريق السريع، الرابط بين مدينتي تزنيت والداخلة على طول 1.055 كلم بتكلفة 10 مليارات درهم (مليار دولار)، والبرنامج الصناعي فوسبوكراع بالعيون بقيمة 17.8 مليار درهم (1.78 مليار دولار)، ومواقع الطاقة الريحية والطاقة الشمسية في العيون وطرفاية وبوجدور، بطاقة إجمالية تقدر بـ600 ميغاوات بتكلفة 8.7 مليار درهم (870 مليون درهم)، وميناء الداخلة الأطلسي بتكلفة 10 مليارات درهم (مليار دولار). وأوضح العثماني أن من آثار هذه الجهود التنموية تحسن عدد من المؤشرات التنموية، منها نسبة التمدرس ما بين 6 و22 سنة، التي وصلت 81.8 في المائة في الأقاليم الجنوبية، مقابل 74.9 % على الصعيد الوطني.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».