من هجر المدن إلى تطور العلوم... هكذا سيؤثر «كورونا» على عالمنا مستقبلاً

لفت بعض المشاركين إلى أنهم يكافحون من أجل تحفيز أنفسهم على العمل أثناء وجودهم بالمنزل (رويترز)
لفت بعض المشاركين إلى أنهم يكافحون من أجل تحفيز أنفسهم على العمل أثناء وجودهم بالمنزل (رويترز)
TT

من هجر المدن إلى تطور العلوم... هكذا سيؤثر «كورونا» على عالمنا مستقبلاً

لفت بعض المشاركين إلى أنهم يكافحون من أجل تحفيز أنفسهم على العمل أثناء وجودهم بالمنزل (رويترز)
لفت بعض المشاركين إلى أنهم يكافحون من أجل تحفيز أنفسهم على العمل أثناء وجودهم بالمنزل (رويترز)

كشف تقرير جديد نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية، نقلاً عن بعض الخبراء والمحللين، عن التوقعات المستقبلية للآثار التي سيتركها وباء «كورونا» المستجد على عالمنا.
وأكد الخبراء أن هذه آثار تشمل عدة مجالات هي:

- المدن:

لقد اضطر بعض الناس إلى العمل من المنزل بعد تفشي فيروس «كورونا» المستجد، الأمر الذي سلط الضوء على أهمية توفير مساحة مناسبة للمعيشة، تحتوي على مكان مفتوح يتيح للأشخاص التواصل اجتماعياً مع غيرهم دون خوف من أي عدوى.
ونتيجة لذلك، فقد أكد الخبراء حدوث تحول كبير في أولويات الأشخاص؛ حيث بدأ كثيرون يفكرون في الانتقال إلى الريف والقرى؛ حيث تكون المنازل أكبر حجماً وأرخص سعراً ومحاطة بمساحات خضراء واسعة.
ويمكن أن تساعد هذه التغييرات في معالجة أزمة السكن التي يعاني منها كثير من المدن حول العالم.

- التفاعل:

أدى فيروس «كورونا» المستجد إلى تقليل التفاعل بين البشر بشكل كبير؛ حيث مكث ملايين الأشخاص في منازلهم لأشهر مع أسرهم فقط دون استقبال أو زيارة أحد؛ بل اقتصر التواصل بينهم وبين غيرهم على الاتصال بالفيديو، من خلال تطبيقات التراسل ومواقع التواصل الاجتماعي.
ووفقاً للخبراء، فإن هذا الوضع أثر على كثيرين الذين أصبحوا أكثر رغبة في صنع مساحة شخصية لهم ولأُسرهم، لا يتعدى عليها أحد.
فقد أكد الخبراء أن بعض الأشخاص فوجئوا بقدرتهم على التكيف مع البقاء في المنزل دون استقبال أحد؛ بل إنهم مع الوقت اعتبروا فكرة استقبال الآخرين أمراً غير مقبول، حتى بعد انتهاء الوباء مستقبلاً.
ومع ذلك، فإن الأشخاص بعد الوباء ستكون لديهم رغبة كبيرة في حضور الحفلات والكرنفالات الصاخبة خارج المنازل.
وأشار الخبراء إلى أن التفاعل بين الأشخاص سيتأثر أيضاً بسبب ازدياد معدلات القلق والاكتئاب نتيجة إغلاق «كورونا»؛ حيث إن تجربة العزلة والوحدة أثناء الإغلاق ستكون لها عواقب على العلاقات الشخصية، وهذه العواقب لن تختفي بطريقة سحرية باستخدام اللقاح.

- العلوم:

أدى الفشل في اختبار وتعقب وعزل الأفراد المصابين بـ«كورونا» في كثير من البلدان إلى تراكم أعداد مروعة من الوفيات، بينما تركت عدم القدرة على اقتناء مخزون كافٍ من معدات الحماية الشخصية عدداً لا يحصى من العاملين الصحيين معرضين للخطر والمرض.
وقد دفعت هذه المشكلات كثيراً من العلماء إلى ابتكار وتطوير اختبارات متنوعة للكشف عن الإصابة بـ«كورونا» بشكل سريع ودقيق، وكذلك ابتكار أقنعة وجه مصممة خصيصاً لحماية الأطباء والعاملين في الرعاية الصحية.
بالإضافة إلى ذلك، تسابق العلماء حول العالم لتطوير لقاح ضد الفيروس في أسرع وقت ممكن، وقد أثبتت 3 لقاحات حتى الآن فاعليتها بشكل كبير، هي لقاحات «أكسفورد» و«فايزر» و«موديرنا».

- سياسة:

كشفت استطلاعات للرأي أُجريت على الناخبين الأميركيين، أن أولئك القلقين بشأن زيادة عدد الإصابات الناتجة عن فيروس «كورونا» المستجد صوتوا لصالح المرشح الديمقراطي جو بايدن، في حين انحاز الأشخاص الذين أرادوا إعادة فتح الاقتصاد إلى الرئيس دونالد ترمب.
ويعني ذلك أن الوباء كان له التأثير الأكبر على نتيجة الانتخابات الأميركية، وهذا الأمر سيكون درساً كبيراً للسياسيين والقادة العالميين مستقبلاً؛ حيث سيقومون بالتفكير أكثر من مرة عند مواجهة أي أزمة كبيرة لعدم إغضاب شعبهم، ومواجهة المصير نفسه لترمب.

- الثقافة:

يقول الخبراء إن الأزمات تؤدي إلى مزيد من الإبداع الثقافي والأدبي بشكل تلقائي، وهو الأمر الذي من المتوقع أن يحدث بعد انتهاء وباء «كورونا»؛ خصوصاً مع اشتياق كثير من الأشخاص إلى المسارح والسينمات التي تم إغلاقها بسبب الفيروس.

- العمل:

يمكن أن يغير تفشي فيروس «كورونا» شكل وطريقة العمل بشكل دائم؛ حيث تجد الشركات التي اضطرت إلى اتباع نظام العمل عن بعد بسبب الوباء، أن موظفيها يؤدون مهامهم بشكل أفضل من المنزل.
لكن في الوقت ذاته، قد يشكل إغلاق المكاتب للأبد أزمة لبعض الأشخاص الذين لا يمكنهم أداء أعمالهم عن بعد، مثل عمال النظافة، والذين تأثروا بشدة جراء تفشي الوباء.
ويتوقع الخبراء حدوث زيادة كبيرة في مرتبات بعض الفئات في المستقبل؛ خصوصاً الفئات التي كانت أكثر تعرضاً للخطر أثناء الوباء، مثل العاملين في مجال الرعاية الصحية.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)
امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)
TT

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)
امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)

أصبحت سيدة تبلغ 61 عاماً أكبر امرأة تلد طفلاً في مقدونيا الشمالية، وفق ما أعلنت السلطات الصحية في الدولة الواقعة في منطقة البلقان، الثلاثاء.

ولجأت الأم الجديدة -التي لم يُكشف عن هويتها- إلى التخصيب المخبري، وفق مديرة العيادة الجامعية لأمراض النساء والتوليد في سكوبيي إيرينا، ألكسيسكا بابستييف.

وأضافت ألكسيسكا بابستييف أن المرأة الستينية خضعت سابقاً لعشر محاولات تلقيح اصطناعي، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

ولا تفرض مقدونيا الشمالية أي حد عمري على النساء اللائي يسعين إلى التخصيب في المختبر.

وخرجت الأم والمولود الجديد من المستشفى الثلاثاء، ويبلغ الأب 65 عاماً، حسب السلطات.

وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن معدل الخصوبة في مقدونيا الشمالية بلغ 1.48 طفل لكل امرأة في عام 2023.

ومنذ استقلالها في عام 1991، واجهت البلاد هجرة جماعية على خلفية ركود الاقتصاد.

ويبلغ عدد السكان حالياً 1.8 مليون نسمة، أي بانخفاض 10 في المائة تقريباً في أقل من 20 عاماً، وفق بيانات التعداد السكاني الأخير عام 2021.