رازفان يدخل التاريخ... والوطيان يقتحم قلوب الهلاليين

احتفالات زرقاء بالثلاثية التاريخية بعد تتويج بالبطولة الأغلى

رازفان محتفلاً مع لاعبه هيون سوو بعد هدفه في النصر (تصوير: سعد العنزي)
رازفان محتفلاً مع لاعبه هيون سوو بعد هدفه في النصر (تصوير: سعد العنزي)
TT

رازفان يدخل التاريخ... والوطيان يقتحم قلوب الهلاليين

رازفان محتفلاً مع لاعبه هيون سوو بعد هدفه في النصر (تصوير: سعد العنزي)
رازفان محتفلاً مع لاعبه هيون سوو بعد هدفه في النصر (تصوير: سعد العنزي)

رغم غيابها عن المدرجات ولحظات التتويج التاريخية بكأس الملك التي أكملت عقد الثلاثية التاريخية لفريقها، فإن الجماهير الهلالية احتفلت بالأشكال والطرق كافة، بينما نال أعضاء الفريق، وعلى رأسهم المدرب رازفان، الإشادات والثناء نظير نجاحاتهم المتميزة التي أثمرت عن هذا الإنجاز الكبير.
ومن جانبها، أشادت صحيفة «برو سبورت الرومانية» بمواطنها رازفان لوشيسكو الذي قاد الهلال لتحقيق ثلاثية تاريخية، بعد الجمع بين لقب بطولة دوري أبطال آسيا ودوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين وبطولة كأس الملك.
وذكرت الصحيفة أن رازفان يكتب التاريخ في السعودية، ونقلت حديث لوشيسكو الذي قال: «أنا فخور للغاية؛ لقد صنعت التاريخ. لم يفعل أحد ذلك في السعودية، وحتى في العالم، فالقليل منهم فاز بثلاثة ألقاب مثل التي حصلنا عليها: مورينيو مع إنتر، وغوارديولا مع برشلونة وبايرن، وأعتقد فريق غوانغزو إيفراغراند الصيني تحت قيادة مدربه ليبي».
وأضاف رازفان: «بعضهم يحلم بهذه المنجزات فقط عندما يبدأون المهنة؛ يبدو الأمر بسيطاً: ثلاثة ألقاب، لكن ليس كل شخص لديه القوة والأعصاب للبقاء دائماً متحمساً، ولديه الرغبة في الفوز دائماً»، مضيفاً: «ساعدتنا فكرة أن كل شخص يريد أن يصنع التاريخ في تحفيز اللاعبين».
وعن مباراته أمام الغريم التقليدي، قال رازفان: «النصر كان عليه أن ينقذ موسمه؛ لقد هزمتهم مرتين في 5 أيام».
وكان لوشيسكو قد قال، في حديث بثه المركز الإعلامي لنادي الهلال بعد المباراة: «أتمنى أن تكون جماهير الهلال سعيدة؛ كانت ليلة عظيمة: 3 بطولات في موسم مذهل؛ ما حدث ليس بالسهل»، مضيفاً: «كثير من العمل، كثير من التضحيات، كثير من الركض؛ على كل حال، نحن سعداء في ليلة التتويج، ومن الغد سنستعيد قوتنا لمواصلة تحقيق مزيد من الانتصارات».
ومن جانبه، دخل الحارس الشاب حبيب الوطيان قلوب الهلاليين من أوسع الأبواب بعد تألقه في المواجهتين الأخيرتين ضد النصر: الأولى في الدوري، والثانية في نهائي أغلى الكؤوس.
وبعد انقضاء الشهر الأول فقط من توقيعه للهلال قادماً من نادي الفتح، دون أي منافسة من قبل أي أندية للظفر بخدماته، عدا ناديه السابق، أثبت الوطيان أنه مكسب كبير للحراسة الهلالية، خصوصاً أن الحارس الدولي عبد الله المعيوف لم يجد منافساً له، في السنوات الثلاث الأخيرة على الأقل، وإن تم استقطاب عدة أسماء محلية، من بينها حارس الوحدة السابق عبد الله الجدعاني، مما أثار القلق لدى أنصار الهلال عند أي حديث حول احتمالية غياب المعيوف للإصابة أو غيرها من الظروف الأخرى.
وتمكن الوطيان من إثبات جدارته منذ المباراة الأولى له ضد النصر في الجولة الخامسة من بطولة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، حيث حافظ على شباكه نظيفة أمام أقوى المهاجمين وأكثرهم براعة في الموسمين الأخيرين بالدوري السعودي، ممثلاً في المغربي عبد الرزاق حمد الله، حيث تصدى لعدد من الكرات الخطرة جداً، مما منحه لقب رجل المباراة التي حافظ من خلالها فريقه على صدارة الدوري مع نهاية تلك الجولة.
ومع اكتسابه ثقة شريحة واسعة من أنصار الهلال بعد المباراة الأولى، فإن هناك من ترقب عودة الحارس المخضرم الخبير عبد الله المعيوف في نهائي كأس الملك ضد النصر أيضاً، حيث وصفت تلك المباراة بـ«الانتقامية»، مما وضع كثيراً من السيناريوهات بشأنها، وكان القلق الهلالي من أن يكون الوطيان الحلقة الأضعف، وتتسبب تلك المباراة في نهاية مبكرة له في حال لم يبدع فيها.
ومثلت الأصوات التي شككت في قدرة الوطيان حتى بعد الانضمام الأول للمنتخب السعودي في المعسكر الأخير حافزاً كبيراً لكي يثبت لهم من جديد أنه قادم بقوة في حراسة شباك الفريق السعودي والآسيوي الأول، وأن تألقه في مباراة الدوري لم يكن محض صدفة، بل نتيجة قدرات كبيرة اكتسبها وثقة نالها وعزيمة على أن يكون واحداً من أفضل الحراس في الدوري السعودي الذي يطغى عليه الحضور للحراس الأجانب.
ومثل التصدي الرائع من قبل الوطيان لتسديدة الهداف حمد الله في الدقيقة «77» من المواجهة النهائية التصدي الأهم في مسيرته، خصوصاً أنه منع هدفاً محققاً كاد يعود بالنتيجة إلى التعادل، ويرفع معنويات المنافس من أجل قلب الطاولة، وحصد اللقب الغائب عن خزائنه منذ 3 عقود من الزمن.
وبعد ذلك النهائي، نال للمرة الثانية لقب رجل المباراة، ليثبت أنه من أهم المكاسب لحراسة الهلال بشكل خاص، والكرة السعودية بشكل عام.
وبالحديث عن جانب من حياة الحارس الوطيان، فهو يعيش في بلدة «الفضول»، إحدى القرى الشرقية بمحافظة الأحساء، ولا يوجد أي نادٍ رسمي في بلدته، بل إن الفرق جميعها ريفية «حواري»، مما جعله يفكر في سن مبكر في تعزيز موهبته في أحد أكبر الأندية بمحافظة الأحساء (نادي الفتح) بمدينة المبرز، قاطعاً أكثر من «40» كم يومياً، برفقه مكتشفه ناجي الحمدان، من أجل أداء التدريبات والمشاركة فيما يمكن من مباريات.
ويعد الوطيان من اكتشافات مدرب الحراس السعودي ناجي الحمدان الذي مثل فريق الروضة في عصره الذهبي حينما كان في الدوري الممتاز (المحترفين حالياً)، حيث عزز الحمدان من قدراته، من خلال براعم نادي الفتح في الحراس التي يمتلكها في عقده، بصفته مدرباً سابقاً في نادي الفتح.
وبين أن تسجيل الحارس تم مقابل مبلغ زهيد جداً، لا يتجاوز ألف ريال، حينما كان عمره «9» سنوات تقريباً.
وأوضح أن المدرب تركي السلطان تنبأ بمستقبل كبير للوطيان في بداياته حينما شاهده، وأوصى الوطيان بـ«المحافظة على البرامج التي يضعها المدرب الحمدان، ومن بينها اللياقية والبدنية».
ويرى الحمدان، في حديث مع «الشرق الأوسط»» أن الوطيان نموذج في الصبر والمثابرة والسعي لتطوير نفسه يوماً عن آخر. كما يمتاز بالهدوء والاستماع للتوجيهات، والثقة التي تعد أهم عوامل النجاح لأي حارس مرمى، مبيناً أن الأحساء تزخر بعدد كبير من المواهب في حراسة المرمى أيضاً، سواء في الأكاديمية التي يمتلكها أو في الأندية الرسمية، وحتى في فرق الحواري المنتشرة فيها.
وأكد الحمدان أنه يتوقع أن تبرز الأكاديمية التي أسسها قبل سنوات مزيداً من الحراس المميزين للكرة السعودية.



بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.