استنفار إسرائيلي على الحدود يثير مخاوف من حرب

بعد توقيف متسللين من لبنان والاشتباه بانتقام «حزب الله» لاغتيال فخري زاده في طهران

جندي إسرائيلي على الحدود مع لبنان (أ.ف.ب)
جندي إسرائيلي على الحدود مع لبنان (أ.ف.ب)
TT

استنفار إسرائيلي على الحدود يثير مخاوف من حرب

جندي إسرائيلي على الحدود مع لبنان (أ.ف.ب)
جندي إسرائيلي على الحدود مع لبنان (أ.ف.ب)

مع تصعيد التهديدات الإيرانية بالانتقام من إسرائيل لاغتيال العالم النووي محسن فخري زاده في طهران، وفي خضم حالة تأهب عسكري شامل على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، كادت محاولة تسلل من لبنان إلى إسرائيل، ليل السبت - الأحد، أن تشعل توتراً حربياً.
واكتشفت قوات الرصد الإسرائيلية شخصين يحدثان ثغرة في السياج الحدودي ويتسللان نحو الجليل. فانقض عليهما الجنود واعتقلوهما. ليتبين أنهما عاملان سودانيان حاولا دخول إسرائيل للبحث عن مصدر رزق. وأعلنت استخبارات الجيش اللبناني، أمس، توقيف المتسللين، بعدما أعادتهما القوات الإسرائيلية إلى لبنان.
وأطلق الجيش الإسرائيلي ليل السبت - الأحد أكثر من 15 قنبلة مضيئة فوق موقع العباد المشرف على حولا في جنوب لبنان. ‏كما أطلق مسيّرات تصوير في أجواء المنطقة. وأعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي عن إلقاء القبض على المشتبه بهما والتحقيق معهما في الميدان.
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، أمس، بأن دورية من مكتب استخبارات تبنين في الجيش، أوقفت السودانيين بعد العثور عليهما في أحد الحقول في خراج بلدة ميس الجبل بقضاء مرجعيون.
وتمت العملية وسط حالة استنفار إسرائيلية دامت 45 دقيقة كاملة، تم خلالها إلقاء قنابل ضوئية جعلت الليل نهاراً. وطلب من سكان بلدة المطلة وغيرها من بلدات المنطقة التنبه لإمكانية سماع دوي إطلاق قنابل ضوئيّة، وحراك غير عادي، مما أثار أجواء فزع من حرب.
ودلت هذه الحادثة على عمق التوتر والتأهب، تحسباً لرد إيراني على اغتيال فخري زاده. وأكدت على أن إسرائيل، رغم قناعتها بأنه لن يكون هناك رد إيراني حربي وأن الرد قد يأتي أو لا يأتي من الميليشيات الموالية لإيران في سوريا أو لبنان، ولكن ليس في وقت سريع، إلا أنها تتخذ الاحتياطات أيضاً لرد بأكثر من مستوى وعلى أكثر من هدف.
لذلك أعلن الجيش عن التأهب وأعلنت المخابرات عن استنفار في السفارات الإسرائيلية في الخارج وكذلك المؤسسات اليهودية في دول العالم المختلفة، تحسباً لتنفيذ عمليات تفجير انتقامية.
وقام رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال آفيف كوخافي، أمس، بجولة تفقدية لقوات جيشه العاملة في فرقة الجولان على الحدود مع سوريا وأجرى تقييماً عاماً للوضع بمشاركة قائد المنطقة الشمالية وقائد الفرقة وقادة آخرين. كما قام بجولة ميدانية وتحدث مع القادة والجنود عن جهوزية الجيش للسيناريوهات كافة على الحدود مع سوريا ولبنان، مشدداً على أن «الوضع حالياً طبيعي، لكن ينبغي متابعة جميع التطورات والاحتمالات في المنطقة».
وقال كوخافي لجنوده وضباطه: «جئت إلى هنا لأتابع عن كثب آخر مستجدات الوضع الأمني لا سيما فيما يتعلق بالتموضع الإيراني في سوريا، وبهدف توجيه الشكر والتقدير لكل من ساهم واشترك في النشاط المركز والناجح في كشف حقل العبوات الناسفة قبل عشرة أيام قرب الحدود، إضافة إلى الضربة التي وجهناها بعدها في سوريا ضد مواقع إيرانية وسورية على حد سواء».
وأضاف: «رسالتنا واضحة. نحن مستمرون في العمل بالقوة المطلوبة ضد التموضع الإيراني في سوريا كما أننا مستمرون في الجهوزية الكاملة ضد كل محاولة عدوانية تستهدفنا».
وكان مجلس الوزراء المصغر لشؤون الأمن والسياسية العليا في الحكومة الإسرائيلية، قد عقد جلسة له، مساء أمس، أجري فيها تقييماً للأوضاع في المنطقة على إثر اغتيال فخري زاده. ومع أن هذه الأبحاث تمت بسرية بالغة، فإن مصادر سياسية أكدت أنها تناولت قراءة السيناريوهات التي تتوقعها إسرائيل لرد إيراني. وأخذت بالاعتبار أقوى الاحتمالات، وهي ألا يكون رد، وأضعف الاحتمالات أن يكون هناك هجوم إيراني حربي. وتم استعراضها في اتصالات مع «الدول الحليفة والصديقة حول الموضوع».
وقد جاء الحديث عن الاتصالات مع الدول الحليفة والصديقة في ظل ما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أول من أمس، نقلاً عن مصدر أمني إسرائيلي قال إن «العالم يجب أن يشكر إسرائيل على اغتيال فخري زاده». وأضافت أن هذا المصدر كان يتابع العالم النووي الإيراني ويعتبره «أبو البرنامج النووي الإيراني». وقال للصحيفة إن زاده كان يعمل منذ سنوات على حصول إيران على القنبلة النووية، الأمر الذي يشكل خطورة كبيرة للعالم، مشدداً على أن «إسرائيل ستواصل العمل لمنع إيران من ذلك».



العليمي: الحوثيون تسببوا في دمار هائل للبنى التحتية باليمن

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني مشاركاً في «المنتدى الحضري العالمي» (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني مشاركاً في «المنتدى الحضري العالمي» (سبأ)
TT

العليمي: الحوثيون تسببوا في دمار هائل للبنى التحتية باليمن

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني مشاركاً في «المنتدى الحضري العالمي» (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني مشاركاً في «المنتدى الحضري العالمي» (سبأ)

أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، رشاد العليمي، أن انقلاب الجماعة الحوثية في بلاده تسبَّب في دمار هائل للبنى التحتية، مشيراً إلى تقديرات أممية بأن الاقتصاد سيخسر 657 مليار دولار بحلول 2030 في حال استمرّت الحرب.

تصريحات العليمي جاءت في وقت اتَّهم فيه عضوُ مجلس القيادة الرئاسي، عثمان مجلي، الجماعةَ الحوثيةَ باستغلال موانئ الحديدة؛ لتهريب الأسلحة الإيرانية وتهديد الملاحة، وبرفض مساعي السلام، وذلك خلال لقائه في لندن وزير الدولة البريطاني للشرق الأوسط وشمال أفريقيا هاميش فالكونر.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي (سبأ)

وأوضح العليمي، في كلمة بلاده أمام «المنتدى الحضري العالمي»، الذي تستضيفه مصر، أن الحكومة في بلاده «ماضية في جهودها للتغلب على ظروف الحرب المدمرة التي أشعلتها الميليشيات الحوثية الإرهابية العميلة للنظام الإيراني».

واستعرض خسائر بلاده جراء الحرب الحوثية التي أدت إلى دمار هائل في قطاعات البنى التحتية والخدمات الأساسية، وفي المقدمة الكهرباء، والطرق، وخطوط النقل والموانئ والمطارات، والجسور، والمصانع، والمنشآت التجارية.

وقال إن خسائر الاقتصاد والمدن الحضرية تتضاعف يوماً بعد يوم؛ جراء الحرب المفروضة على الشعب اليمني، محذراً من أن الخسائر سترتفع بحسب تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى 657 مليار دولار بحلول عام 2030 إذا استمرّت الحرب، ولم تستجب الميليشيات لنداء السلام، ومتطلبات استعادة مسار التنمية.

وبلغة الأرقام، أوضح العليمي أن التقديرات تشير إلى تضرر خدمات المدن والحواضر اليمنية بنسبة 49 في المائة من أصول قطاع الطاقة، و38 في المائة من قطاع المياه والصرف الصحي، فضلاً عن أضرار بالغة التكلفة في شبكة الطرق الداخلية، والأصول الخاصة بقطاع الاتصالات، بينما تضرر قطاع المساكن بشدة، وأُعيدت نحو 16 مدينة يمنية عقوداً إلى الوراء.

وتطرَّق رئيس مجلس الحكم اليمني إلى التحديات البنيوية والتمويلية المعقدة التي تواجه الحكومة اليمنية إزاء المتغيرات المناخية التي ضاعفت من أعباء التدخلات الطارئة، وتباطؤ إنفاذ خطط التنمية الحضرية على مختلف المستويات.

التطرف المناخي كبَّد اليمن خسائر كبيرة خلال السنوات الماضية (إعلام محلي)

وقال العليمي: «إن الأعاصير القوية التي شهدها اليمن خلال السنوات الأخيرة تسببت بدمار واسع النطاق، بما في ذلك الفيضانات والانهيارات الأرضية والأضرار التي لحقت بالبنى التحتية ومنازل المواطنين».

وأشار إلى أنه بين أبريل (نيسان) وأغسطس (آب) 2024 خلّفت الفيضانات المفاجئة عشرات الضحايا، وأكثر من 100 ألف نازح، وخسائر في البنى التحتية والحيازات الزراعية قُدِّرت بنحو 350 مليون دولار.

وثمَّن العليمي، في كلمته، الدور السعودي والإماراتي والمصري، وباقي دول «تحالف دعم الشرعية»، في الحد من وطأة الحرب على الشعب اليمني، ومنع انهيار شامل لمؤسساته الوطنية.

من جانبه، جدَّد عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، اتهامات بلاده لإيران بدعم الحوثيين بالصواريخ والمسيّرات. وقال إن الجماعة هي التي ترفض السلام، كما حمّل المجتمع الدولي المسؤولية عن توقف معركة تحرير الحديدة.

وبحسب الإعلام الرسمي، التقى مجلي في لندن، الثلاثاء، في وزارة الخارجية البريطانية، وزير الدولة البريطاني للشرق الأوسط وشمال أفريقيا هاميش فالكونر.

عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عثمان مجلي مع وزير الدولة البريطاني للشرق الأوسط وشمال أفريقيا (سبأ)

وأوضح مجلي للوزير البريطاني أن السلام مطلب الشعب اليمني الذي يعاني ويلات الانقلاب الحوثي. وقال: «لأجل السلام ذهبنا إلى المشاورات كافة، بدءاً من (جنيف1) و(جنيف2)، ومشاورات الكويت، واستوكهولم، وظهران الجنوب في السعودية».

وأكد أن الحكومة في بلاده تدعم كل الدعوات التي تحقق سلاماً عادلاً وشاملاً في اليمن وفق القرارات الدولية، بما يحقن الدماء ويصون حقوق اليمنيين في العيش بسلام.

وقال مجلي إن الدور الإيراني التخريبي امتدّ ضرره إلى الإقليم والعالم من خلال تزويد الحوثيين بالأسلحة والصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، وتمكين الجماعة من تهديد السفن التجارية في البحرَين الأحمر والعربي، وإعاقة تدفق سلاسل الغذاء، وإحداث أزمة عالمية.

وأشار مجلي إلى انتهاكات الحوثيين التي امتدت إلى العاملين في المنظمات الإنسانية الأممية والدولية، وموظفي السفارات الذين تمارس الجماعة ضدهم أشد أنواع التعذيب النفسي والجسدي، غير آبهة بالتحذيرات والدعوات التي تطلقها السفارات والمنظمات الدولية لسرعة الإفراج عنهم.

واتهم الحوثيين بإعاقة كل صفقات تبادل الأسرى التي ترعاها الأمم المتحدة والمبعوث الأممي هانس غروندبرغ. وقال: «الجميع يدفع ثمن منع الشرعية من تحرير ميناء الحديدة الذي استخدمه الحوثيون سابقاً ويستخدمونه حالياً لأغراض غير إنسانية وتهريب الأسلحة، وتحويله إلى غرفة عمليات لمهاجمة السفن، وتعطيل حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

عضو مجلس القيادة اليمني عثمان مجلي اتهم إيران بدعم الحوثيين لتهديد المنطقة (سبأ)

وأثنى عضو مجلس القيادة اليمني على الدور السعودي والإماراتي في بلاده، وقال إنه كان ذا أثر ملموس في التخفيف من معاناة اليمنيين من خلال تقديم المساعدات الإنسانية والطارئة ودعم الاقتصاد والعملة الوطنية.

ونسب الإعلام اليمني الرسمي إلى الوزير البريطاني أنه أكد حرص بلاده «على المضي في العمل مع الشركاء الدوليين ودول الجوار والمنطقة؛ لمكافحة الإرهاب وتأمين خطوط الملاحة البحرية في البحر الأحمر، والالتزام بتحقيق سلام مستدام في اليمن، ودعم جهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لتحسين الوضع الاقتصادي».