مجزرة انقلابية جنوب الحديدة تعمّق قائمة الانتهاكات

عمقت الميليشيات الحوثية انتهاكاتها المتواصلة للهدنة الأممية في الساحل الغربي لليمن، حيث محافظة الحديدة، بمجزرة جديدة أوقعت 17 قتيلا وجريحا من النساء والأطفال إثر استهدافهم بقذائف المدفعية أمس (الأحد).
وأفاد الإعلام العسكري للقوات اليمنية المشتركة والمصادر الطبية المحلية بأن القصف الحوثي على قرية القازة الواقعة غرب مديرية الدريهمي تسبب في قتل 4 أطفال و4 نساء وإصابة 9 آخرين من الأطفال والنساء.
وذكرت المصادر أن القصف المدفعي طال 3 عائلات من أسرة واحدة (أسرة الشريفي) وأن بين القتلى والجرحى أطفالا في أشهرهم الأولى من العمر، فيما تداول الناشطون صورا للمجزرة ظهرت فيها أجساد الضحايا محترقة أو ممزقة جراء القذائف الحوثية.
وفي أول تعليق للسلطات المحلية الشرعية أدان مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي في بيان ما وصفه بـ«الجريمة المروعة التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي بقصف مدفعي على منازل مواطنين»، مشيرة إلى مقتل وجرح 14 شخصا من النساء والأطفال.
وأوضح البيان أن إحدى قذائف الميليشيا الحوثية أصابت أحد المنازل عندما كان الأطفال يتجمعون لمشاهدة التلفاز، في حين تتجمع عدة نساء لشراء الملابس من إحدى البائعات المتجولات.
وعد البيان الحقوقي أن «هذه الجريمة ومثلها من الجرائم جريمة ضد الإنسانية، لا تسقط بالتقادم وستُقاضى عليها الميليشيا عاجلا أم آجلا». كما أشار إلى مسؤولية «اتفاق استوكهولم» عن هذه الجرائم.
في السياق نفسه أفاد الإعلام العسكري للقوات المشتركة بأن خروق الميليشيات الحوثية للهدنة الأممية تسببت خلال أسبوع في قتل وجرح 35 مدنيا أغلبهم من النساء والأطفال.
وقال المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة إن الضحايا سقطوا إما بانفجار عبوات ناسفة وبقايا مقذوفات حوثية وإما بعمليات قنص وقصف مدفعي.
جاء ذلك في وقت تواصل فيه الميليشيات الحوثية انتهاك الهدنة الأممية الهشة، عبر الهجمات على امتداد خطوط التماس مع القوات اليمنية المشتركة التي تتولى حماية المناطق المحررة في الساحل الغربي جنوب الحديدة.
وذكر الإعلام العسكري أن القوات المشتركة أحبطت، السبت، في مدينة حيس جنوب الحديدة محاولة تسلل حوثية وكبدت عناصر الجماعة خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
وقالت المصادر إن القوات المشتركة اشتبكت مع عناصر الميليشيات التي حاولت التسلل من اتجاه بيت بيش وأجبرتها على التراجع والفرار، كما ردت على مصادر نيران حوثية استهدفت الأحياء السكنية في المدينة، وتمكنت من تدمير مربض مدفعية تابعة للجماعة.
ورغم الهدنة الأممية الهشة القائمة بموجب اتفاق استوكهولم بين الشرعية والحوثيين المبرم في ديسمبر (كانون الأول) 2018، فإن ذلك لم يحل دون استمرار المواجهات والخروق، إذ أحصت القوات المشتركة خلال عامين سقوط مئات القتلى والجرحى من المدنيين جراء الهجمات الحوثية. وفيما كان المجتمع الدولي يراهن على دور البعثة الأممية الخاصة بالحديدة، إلا أن هذه الأخيرة التي تعاقب على رئاستها 3 جنرالات أمميين حتى الآن لم تحرز أي تقدم في تنفيذ اتفاق استوكهولم الخاص بإعادة الانتشار وانسحاب الميليشيات من الحديدة وموانئها.
على صعيد متصل بانتهاكات الجماعة، كانت مصادر محلية أفادت بأن مسلحين حوثيين أقدموا، السبت، على تفجير منزلين شرق مدينة تعز، في سياق انتقامها من المعارضين لها.
وتزامن تفجير المنزلين مع شن الجماعة قصفاً مدفعياً على الأحياء السكنية في مدينة تعز المحاصرة من قبل الميليشيات منذ أكثر من 5 سنوات.
في غضون ذلك قال المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام) في بيان إن فرقه المنتشرة بخاصة في الحديدة وتعز تمكنت من نزع أكثر من 6 آلاف لغم خلفها الحوثيون في مناطق متفرقة بالمحافظتين خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.