موظفو حماس ينهون حصار مقر الحكومة في غزة إثر وعود بحل مشكلاتهم

بعد ساعات جرى فيها شتم وتهديد وتقييد حركة الوزراء

موظفو حماس ينهون حصار مقر الحكومة في غزة إثر وعود بحل مشكلاتهم
TT

موظفو حماس ينهون حصار مقر الحكومة في غزة إثر وعود بحل مشكلاتهم

موظفو حماس ينهون حصار مقر الحكومة في غزة إثر وعود بحل مشكلاتهم

أنهى موظفون تابعون لحكومة حماس حصار مقر حكومة التوافق الفلسطينية في غزة، بعدما تلقوا وعودا من وزراء القطاع بحل مشكلاتهم خلال فترة قصيرة.
وخرج مأمون أبو شهلا، وزير العمل في حكومة التوافق، وقال للمعتصمين إن حكومته ستعمل على حل جميع مشكلات موظفي حكومة غزة السابقة التي كانت تديرها حركة حماس خلال فترة زمنية محددة.
وأضاف أبو شهلا، خلال مؤتمر صحافي عقده أمام مقر مجلس الوزراء في مدينة غزة، إن «وزراء حكومة التوافق اتفقوا خلال اجتماعهم على أن جميع الموظفين لديهم أمان وظيفي، وسيتم حل جميع مشكلات الموظفين في غزة خلال فترة قصيرة».
وشدد على أن الحكومة الفلسطينية ستظل ملتزمة بإيجاد حلول إدارية عادلة ومنصفة لجميع موظفي السلطة الفلسطينية دون أي تمييز بينهم، وفق القوانين الفلسطينية واتفاق المصالحة بين حركتي حماس وفتح الموقع بالعاصمة المصرية القاهرة.
وجاء ذلك بعد حصار للمقر استمر ساعات وشهد مناوشات كثيرة.
وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن عددا كبيرا من موظفي حماس اقتحموا مقر الوزراء، وحاصروهم بداخله في البداية، وشتموهم ومنعوهم من المغادرة، قبل أن يسمحوا لهم لاحقا بمغادرة الموقع مشيا على الأقدام وليس بسياراتهم الشخصية التي تعرض بعضها لأضرار. وأكدت المصادر أن الوزراء رفضوا المغادرة، واستمروا باتصالات مع رام الله وعقد اجتماعات مع ممثلين عن النقابة. وبحسب المصادر ذاتها، فإن تصرف بعض موظفي الحكومة كان فظا للغاية. وقد أزال الموظفون المدعومون من حماس خيام الاعتصام في وقت متأخر أمس بعد بيان أبو شهلا.
وفاجأ الموظفون المدعومون من حماس وزراء حكومة التوافق أثناء الاجتماع الأسبوعي في رام الله باقتحام المقر، وهم يهتفون ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس حكومة التوافق رامي الحمد الله. وقالت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية إن «عناصر حماس اقتحموا مقر مجلس الوزراء في غزة (منزل الرئيس سابقا) بدعم من ميليشياتها المسلحة، وهاجموا أعضاء حكومة الوفاق في القطاع أثناء اجتماعهم الرسمي».
وتعهدت حكومة الوفاق الفلسطينية، أمس، بإيجاد حلول عادلة لأزمة موظفي حكومة حركة حماس المقالة، وجددت تأكيدها على الالتزام بإيجاد تسوية إدارية عادلة ومنصفة للموظفين دون تمييز، وذلك وفق اللوائح والقوانين الفلسطينية ووفق اتفاق القاهرة.
وشوهد موظفو حماس، أمس، وهم يرفعون شعارات تقول «نطالب بدمج الموظفين ماليا وإداريا» و«حقوق الموظفين غير قابلة للتفاوض أو المساومة»، و«غزة أقرب من باريس». وتقول نقابة موظفي حماس، التي لا تعترف بها السلطة، إنها تمثل نحو 50 ألف موظف في غزة لم يتقاضوا رواتبهم منذ 8 أشهر.
وجاءت هذه الخطوة التصعيدية بعد أيام من محاولات حماس إقناع الفصائل بتشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة، وقد دعمتها عبر بيان قالت فيه إنه «ليس من المعقول أن يكون المال متوفرا لموظفي رام الله والمستنكفين، وغير متوفر لموظفي غزة».
وأمس أعلنت حركة حماس أنها تخطط لعقد مؤتمر وطني لمعالجة أزمات غزة؛ إذ قال القيادي في الحركة إسماعيل رضوان إن «فكرة المؤتمر تقوم على إطلاق حوار وطني يركز على حلول وآليات لحل المشاكل التي تحدث في غزة».
وأكدت الحكومة في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه: «الالتزام بإيجاد حلول إدارية عادلة ومنصفة للموظفين دون تمييز، وفق اللوائح والقوانين الفلسطينية، ووفق اتفاق القاهرة، وهو ما يتطلب من جميع الأطراف شراكة حقيقية، دون وضع أي عراقيل». ودعت الحكومة «كافة أبناء شعبنا بكل أطيافه السياسية إلى الوقوف صفا واحدا أمام أية محاولة لشق صفنا الوطني، وزعزعة أمننا الداخلي، وأمام كل من يعوق إنجاز المصالحة الوطنية التي ينادي بها شعبنا، والوقوف أمام كل من يحاول تغيير بوصلة نضالنا المشروع وقضايانا المصيرية، حتى نتمكن من إفشال حملة الابتزاز التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية،



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.