أمل الدباس: جيلي حقق طفرة نوعية في المسرح الكوميدي الأردني

ألقت مسؤولية عدم نجاح «جلطة 3» على الإخراج

الفنانة الأردنية أمل الدباس
الفنانة الأردنية أمل الدباس
TT

أمل الدباس: جيلي حقق طفرة نوعية في المسرح الكوميدي الأردني

الفنانة الأردنية أمل الدباس
الفنانة الأردنية أمل الدباس

قالت الفنانة الأردنية أمل الدباس، إن المملكة الأردنية تمتلك قامات فنية قوية قادرة على المنافسة على المستوى العربي ولكنها بحاجة لدعم قوي من الحكومة، وأكدت في حوارها مع «الشرق الأوسط» أن «فيروس كورونا أثر بشكل كبير على نشاط المسرح الذي يعتمد على التفاعل والتواصل مع الجمهور عكس باقي الفنون الأخرى، وأوضحت الدباس، في بداية حديثها أن فيروس كورونا تسبب في إيقاف الحركة الفنية والثقافية بشكل كامل في المملكة الأردنية، قائلة: «الحياة الفنية والثقافية في الأردن أصبحت متوقفة بسبب الجائحة بما فيها المسارح، حتى المهرجانات الرسمية والحكومية التي تدعمها الدولة لم يتم تنظيمها بشكل طبيعي، بل تمت إقامتها عبر المنصات الإلكترونية فقط، لذلك فإن تنظيم مصر مهرجانات دولية بجمهور يعد أمراً رائعاً، فأنا شاركت في لجنة تحكيم العروض الكبرى بمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، أخيراً، وكان أول مهرجان مسرحي في الوطن العربي ينظم في ظل انتشار وباء (كورونا).
وعن تقييمها لحال المسرح العربي في ظل الجائحة، تقول: «المسرح أكثر الفنون التي تضررت بسبب وباء كورونا، لأنه يعتمد بشكل أساسي على التفاعل والتواصل مع الجماهير عكس السينما والتلفزيون، فالفنان المسرحي لا يستطيع الإبداع من دون خلق حالة من التواصل مع المتفرجين، لأنني أرى أن المسرح هو الحياة ونبض الناس، وأرفض أن نعتمد على المنصات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، لإحياء العروض المسرحية، ومن أجل الإبقاء على المسرح علينا تغيير سلوكنا الشخصي والابتعاد عن الأحضان والقبلات». وثمنت الدباس تجربة المسرح الكوميدي في الأردن، قائلة: «حققنا طفرة ونقلة نوعية في طريقة الطرح بالمسرح السياسي، إذ كان هدفنا الرئيسي هو إبراز حبنا للوطن والدفاع عنه».
وعن نشاطها اليومي الذي تتابعه بعد توقف النشاط الفني في الأردن، تقول: «حاولت التغلب على ذلك من خلال البقاء مع أسرتي، فأنا في العادة أستيقظ مبكراً وأشرب فنجان من القهوة لكي أتابع نشرات الأخبار، ثم أستعيد جزءا من طفولتي مع أحفادي وهو أمر اكتشفته بعد البقاء في المنزل لفترات طويلة خلال الأشهر الماضية بسبب كورونا، وأيضا أصبحت أمارس الرياضة بشكل كبير، كما أنني أصبحت معتادة على متابعة الأغنيات الحديثة وأمارس الرياضة عليها رفقة أسرتي وأحفادي، وأحببت أخيراً الأغنية الشعبية المصرية (بنت الجيران).
وناشدت الدباس المسؤولين عن الحركة الثقافية بالمملكة الأردنية أن يكون هناك اهتمام بالدراما الأردنية لكي تنافس على صعيد الوطن العربي، قائلة: «أتمنى تدشين وحدة إنتاج خاصة بميزانية جيدة لتقديم أعمال جيدة تبرز الفن الأردني أمام باقي الفنون العربية، لأننا في الأردن نمتلك بيئة رائعة للإنتاج الفني، وقامات فنية رائعة ولكن تلك القامات طاقاتهم مهدرة بسبب عدم وجود إنتاج جيد يبرزهم، عكس ما يحدث في الدول العربية المجاورة، التي تدعم حكوماتهم الفن، فعلى المسؤولين في الأردن الاهتمام أكثر بالفن، والمساعدة في نشره لكي نستطيع المنافسة به على النطاق الإقليمي على الأقل». وألقت الدباس مسؤولية عدم نجاح الجزء الثالث من مسلسها الأردني «جلطة» على الإخراج، قائلة: «لا أحب التحامل على المخرجين في (جلطة 3)، ولكن هناك بعض المشاكل الإخراجية في عدد من المشاهد، نظراً لأن العمل كوميدي، والكوميديا دوما تحتاج إلى رؤية فنية معينة، وللأسف كانت هناك مشاهد مهمة وقوية لم تظهر بالشكل المطلوب، وهو ما أثر على الجزء الثالث ولم يجعله في نفس قوة جزأيه الأول والثاني».
وتعد أمل الدباس إحدى أهم الفنانات الأردنيات في العقود الأربعة الأخيرة، وتلقب بـ«سيدة الكوميديا الأردنية»، و«وردة الشاشة الأردنية»، ورائدة في عالم المسرح الأردني منذ أن بدأت مسيرتها الفنية عام 1979، وشاركت خلال مسيرتها في عشرات الأعمال المهمة من بينها «وعد» «الغريب»، «شوق»، «جلطة».


مقالات ذات صلة

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
ثقافة وفنون مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

صدر حديثاً عن دائرة الثقافة في الشارقة العدد 62 لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 من مجلة «المسرح»، وضمَّ مجموعة من المقالات والحوارات والمتابعات حول الشأن المسرح

«الشرق الأوسط» (الشارقة)
يوميات الشرق برنامج «حركة ونغم» يهدف لتمكين الموهوبين في مجال الرقص المسرحي (هيئة المسرح والفنون الأدائية)

«حركة ونغم» يعود بالتعاون مع «كركلا» لتطوير الرقص المسرحي بجدة

أطلقت هيئة المسرح والفنون الأدائية برنامج «حركة ونغم» بنسخته الثانية بالتعاون مع معهد «كركلا» الشهير في المسرح الغنائي الراقص في مدينة جدة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق أشرف عبد الباقي خلال عرض مسرحيته «البنك سرقوه» ضمن مهرجان العلمين (فيسبوك)

«سوكسيه»... مشروع مسرحي مصري في حضرة نجيب الريحاني

يستهد المشروع دعم الفرق المستقلّة والمواهب الشابة من خلال إعادة تقديم عروضهم التي حقّقت نجاحاً في السابق، ليُشاهدها قطاع أكبر من الجمهور على مسرح نجيب الريحاني.

انتصار دردير (القاهرة )
الاقتصاد أمسية اقتصاد المسرح شهدت مشاركة واسعة لمهتمين بقطاع المسرح في السعودية (الشرق الأوسط)

الأنشطة الثقافية والترفيهية بالسعودية تسهم بنسبة 5 % من ناتجها غير النفطي

تشير التقديرات إلى أن الأنشطة الثقافية والفنية، بما فيها المسرح والفنون الأدائية، تسهم بنسبة تتراوح بين 3 و5 في المائة من الناتج المحلي غير النفطي بالسعودية.

أسماء الغابري (جدة)

ملتقى الأقصر الدولي للتصوير يتفاعل مع روح المدينة القديمة

ملتقى الأقصر الدولي للتصوير (إدارة الملتقى)
ملتقى الأقصر الدولي للتصوير (إدارة الملتقى)
TT

ملتقى الأقصر الدولي للتصوير يتفاعل مع روح المدينة القديمة

ملتقى الأقصر الدولي للتصوير (إدارة الملتقى)
ملتقى الأقصر الدولي للتصوير (إدارة الملتقى)

مع انطلاق فعاليات الدورة الـ17 من «ملتقى الأقصر الدولي للتصوير» في مصر، الاثنين، بدأ الفنانون المشاركون في التفاعل مع فضاء مدينة الأقصر (جنوب مصر) بحضارتها العريقة وطبيعتها المُشمسة، استعداداً للبدء في تنفيذ أعمالهم من وحي روح المدينة القديمة.

الملتقى الذي يقام تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية وينظمه صندوق التنمية الثقافية، يواصل أعماله حتى السابع من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

ويقول الفنان المصري ياسر جعيصة، القوميسير العام للملتقى، إن «دورة هذا العام يشارك فيها 25 فناناً من مصر ومختلف دول العالم، منهم فنانون من سوريا، والأردن، والسودان، وقطر، واليمن، والولايات المتحدة، والهند، وبلغاريا، وروسيا، وألبانيا، وبولندا، والسنغال».

ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «لم يتم تحديد ثيمة معينة ليعمل عليها الفنانون المشاركون في الملتقى؛ إذ نهدف إلى أن يلتقط كل فنان روح مدينة الأقصر بأسلوبه الفني الخاص وأسلوبه في التفاعل معها بشكل حُر، دون تقيّد بثيمة أو زاوية مُحددة، سواء كان التفاعل بطبيعتها، أو بوجهها الأثري، أو الخروج بانفعال فني ذاتي، وهذا يمنح للأعمال فرصة الخروج بصورة أكثر تنوعاً كنتاج للملتقى».

ويتابع: «بالإضافة إلى ذلك، فهناك اهتمام هذا العام بخلق حوار مع مجتمع مدينة الأقصر، عبر تنظيم أكثر من فعالية وورش عمل بين الفنانين والأطفال والأهالي لخلق حالة أكبر من التفاعل الفني».

عدد من الفنانين المشاركين في ملتقى الأقصر للتصوير (قوميسير الملتقى)

ومع اليوم الأول لانطلاق الملتقى بدأ الفنانون في الاندماج مع المدينة من خلال ورش عمل متخصصة، منها ورشة للفنان الهندي هارش أجراول الذي نظم ورشة عمل باستخدام خامة «الأكواريل» المعروف بتميزه في التعامل معها فنياً، وهي ورشة استقبلت عدداً من طلاب كلية الفنون الجميلة من قسم التصوير بالأقصر الذين سيحضرون على مدار أيام الملتقى للتفاعل مع الفنانين بشكل مباشر والاستفادة من خبراتهم الفنية، وفق القوميسير.

ويعتبر الدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية في مصر، عضو اللجنة العليا للملتقى، أن «ثمة تغييرات تم استحداثها في برنامج الملتقى للخروج بنسخة مميزة لدورة هذا العام»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «توفير أفضل الظروف للفنانين من خامات، وإطالة مدة الجولات الفنية الخارجية داخل المدينة، والرسم في المواقع المفتوحة والأثرية... كان من أبرز الأفكار والموضوعات التي يسعى لتفعيلها قوميسير الملتقى ياسر جعيصة خلال تلك الدورة، في محاولة أن تخرج أعمال الملتقى أكثر انسجاماً وتعبيراً عن روح مدينة الأقصر».

ومن المنتظر أن تُعرض أعمال الملتقى في اليوم الختامي بمحافظة الأقصر، على أن يتم تنظيم عرض خاص آخر لها بالقاهرة مطلع العام المقبل.

ويرى الفنان طارق الكومي، نقيب الفنانين التشكيليين بمصر، عضو اللجنة العليا للملتقى، أن «ملتقى الأقصر مناسبة لتبادل الخبرات بين الجنسيات والأجيال المختلفة، وكذلك مناسبة لتقديم حدث تشكيلي مميز للمجتمع الأقصري وزوار المدينة، واستلهام الفنانين لعالم فني مُغاير يستفيد من عناصر مدينة الأقصر وتاريخها العريق»، وفق تصريحاته لـ«الشرق الأوسط».

وتعد مدينة الأقصر من أبرز الوجهات السياحية العالمية التي تضم مواقع أثرية وثقافية بارزة منها: معبد الأقصر، ومعبد الكرنك، ومقابر وادي الملوك، ووادي الملكات.