جمهور الأهلي المصري يحتفل بـ«التاسعة» بصخب ويتجاهل الجائحة

المسيرات انطلقت من المقاهي بعد التتويج بكأس أبطال أفريقيا

جانب من احتفالات جمهور الأهلي (تصوير: عبد الفتاح فرج)
جانب من احتفالات جمهور الأهلي (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

جمهور الأهلي المصري يحتفل بـ«التاسعة» بصخب ويتجاهل الجائحة

جانب من احتفالات جمهور الأهلي (تصوير: عبد الفتاح فرج)
جانب من احتفالات جمهور الأهلي (تصوير: عبد الفتاح فرج)

بينما كانت تخلو شوارع العاصمة المصرية من أي زحام مروري أو تكدس للسيارات، في تمام التاسعة من مساء أمس الجمعة، كان يجلس آلاف المواطنين على المقاهي لمتابعة «ديربي القاهرة» في نهائي دوري أبطال أفريقيا الذي طال انتظاره بترقب وحماس شديدين، وسط أجواء تشجيع حارة بين جمهور القطبين المصريين الأشهر عربياً وأفريقياً، ولغياب الجمهور عن حضور المباراة في استاد القاهرة الدولي، احتشد مئات الآلاف في المقاهي بكل أنحاء مصر، ومع انتهاء الشوط الأول بالتعادل الإيجابي بين الفريقين، خيم الهدوء على الأجواء حتى سجل لاعب النادي الأهلي محمد مجدي قفشة الهدف الثاني لفريقه قبل دقائق قليلة من نهاية المباراة التي كانت تتجه للعب وقت إضافي، لتتفجر مع الهدف حالة صخب شديدة استمرت حتى إطلاق صافرة النهاية وإعلان الأهلي بطلاً لدوري أبطال أفريقيا للمرة التاسعة في تاريخه، بعد خسارته للنهائي مرتين أمام الوداد المغربي في 2017، والترجي التونسي في 2018.
ورغم تزايد أعداد إصابات كورونا في مصر خلال الآونة الأخيرة وتحذير السلطات المصرية من عدم الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي لدخول البلاد في مرحلة الموجة الثانية من تفشي الوباء في مصر، خرجت جماهير النادي الأهلي المتعطشة لـ(كأس أفريقيا) بالآلاف إلى الشوارع الرئيسية والميادين العامة في معظم أنحاء مصر، في أجواء شبيهة باحتفال المصريين بالصعود إلى نهائيات كأس العالم في روسيا عام 2018، بجانب فوزها ببطولات أفريقيا أعوام 2006، و2008، و2010، لتستمر الاحتفالات حتى ساعات الصباح الأولى.
ويؤكد رياضيون ومتابعون أن النادي الأهلي المصري لم يحقق الفوز وحده في المباراة النهائية التي سميت «نهائي القرن» لأنها جمعت لأول مرة في تاريخ دوري أبطال أفريقيا بين ناديين من دولة واحدة، بل أكدوا فوز أصحاب المقاهي ومحلات الفراشة أيضا في تلك الليلة «الاستثنائية» التي كانت مضمونة الزبائن، ويقول رضا محمود، 40 عاماً، صاحب مقهى بحي فيصل بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة) لـ«الشرق الأوسط»: «ننتظر المباريات الكبرى بفارغ الصبر لأنها تعوضنا عن الخسائر التي لحقت بنا جراء كورونا، بجانب منع تدخين الشيشة التي كانت تحقق هامش ربح جيدا يمكننا من دفع الإيجار الشهري المرتفع، ولأننا كنا نستهدف حضور أكبر قدر من الجماهير لتلك المباراة التاريخية الكبيرة بين الأهلي والزمالك، فإننا استعددنا مبكراً للمباراة واستعنا بعشرات الكراسي من محلات الفراشة بالمنطقة».

ولتحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح تفرض كثير من المقاهي سعراً إجبارياً موحداً على كل مقعد يتراوح ما بين 5: 10 جنيهات، (الدولار الأميركي يعادل 15.6 جنيه مصري) بالإضافة إلى سعر المشروب، وهو ما يفسره محمود قائلاً: «هي منفعة متبادلة... الجمهور يريد الاستمتاع بالمباراة، ونحن نريد الاستفادة من الحدث التاريخي الذي لن يتكرر كثيراً خصوصاً في ظل الجائحة، لذلك ننتظر بشغف انطلاق كأس العالم للأندية الذي سوف يشارك فيه النادي الأهلي وسيكون مشفراً أيضا مثل دوري أبطال أفريقيا وهذا التشفير يصب في مصلحتنا في النهاية».
وثمّن الناقد الرياضي المصري أحمد السباعي، حملات نبذ التعصب بين جماهير الأهلي والزمالك، ويرى أنها ساهمت إلى حد كبير في تخفيف درجات التعصب بين جمهور الناديين، ويقول السباعي لـ«الشرق الأوسط»: «فرحة جماهير الأهلي تعد طبيعية نظراً لأهمية البطولة المؤهلة لكأس العالم للأندية، ومباراة السوبر الأفريقية، بجانب حساسية لقاءات الأهلي مع الزمالك، وظروف المباراة التاريخية التي قد لا تتكرر في المستقبل القريب»، لافتاً إلى «أن نادي الزمالك لو كان قد فاز بالمباراة لفعلت جماهيره مثلما فعل جمهور الأهلي».
ويؤكد السباعي أن «خروج المباراة بشكل جيد، أعطى صورة جيدة عن مصر ومدى قدرتها على تنظيم المباريات القوية، إذ لم تشهد المباراة سوى مناوشات محدودة بين اللاعبين بعد نهاية المباراة وهو ما يحدث بين كل الأندية الجماهيرية الكبيرة».
وتبارى جمهور الأهلي أمس في التعبير عن فرحته الطاغية بإطلاق الألعاب النارية تارة، وبإشعال النيران عبر الزجاجات الغازية تارة أخرى، بجانب استخدام الطبول والصافرات والأعلام التي زينت شوارع العاصمة المصرية قبل أيام من انطلاق المباراة رغم عدم السماح للجمهور بالحضور بسبب «كورونا».



بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟