زعيم قوات تيغراي: الجيش الإثيوبي بدأ هجومه على عاصمة الإقليم

قوات أمهرة الخاصة تمر قريباً من دبابة معطوبة (أرشيفية - أ.ف.ب)
قوات أمهرة الخاصة تمر قريباً من دبابة معطوبة (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

زعيم قوات تيغراي: الجيش الإثيوبي بدأ هجومه على عاصمة الإقليم

قوات أمهرة الخاصة تمر قريباً من دبابة معطوبة (أرشيفية - أ.ف.ب)
قوات أمهرة الخاصة تمر قريباً من دبابة معطوبة (أرشيفية - أ.ف.ب)

قال دبلوماسي على اتصال مباشر مع السكان في تيغراي وقائد القوات المتمردة بالإقليم إن قوات الحكومة الإثيوبية بدأت هجوماً للسيطرة على مدينة مقلي، عاصمة الإقليم.
وذكر دبرصيون جبرمكئيل، زعيم «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي»، في رسالة نصية لوكالة «رويترز» للأنباء، أن مقلي تحت «قصف عنيف»، ثم ذكر في رسالة نصية لاحقة أن الجيش الإثيوبي يستخدم المدفعية في الهجوم.
وصرح الدبلوماسي بأن هناك أنباء وردت بشأن انفجارات في شمال المدينة. وذكر دبلوماسي آخر أن الهجوم قد بدأ.
وقالت بيليني سيوم، المتحدثة باسم مكتب رئيس الوزراء، إن «القوات الإثيوبية لا تنفذ مهمة لقصف مدينتها وشعبها، وتظل مقلي واحدة من أهم المدن الإثيوبية، وجهود تقديم الزمرة الإجرامية للعدالة لا تنطوي على قصف تمييزي، مثلما تلمح (الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي) وأبواقها الدعائية»، وأضافت: «سلامة الإثيوبيين في مقلي وإقليم تيغراي ما زالت أولوية للحكومة الفيدرالية».
ولا يمكن التحقق من مزاعم طرفي الصراع المستمر منذ 3 أسابيع بين القوات الحكومية و«الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي»، نظراً لانقطاع الاتصالات والإنترنت في الإقليم، بالإضافة إلى القيود المشددة على دخوله.
وأعطت الحكومة «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي» مهلة يوم الأحد الماضي لإلقاء السلاح أو مواجهة هجوم على مقلي التي يبلغ عدد سكانها 500 ألف نسمة، مما أثار مخاوف منظمات الإغاثة من سقوط عدد ضخم من الضحايا المدنيين.
وانقضت هذه المهلة الأربعاء، وأبلغ آبي مبعوثي سلام أفارقة، أمس (الجمعة)، بأن حكومته ستحمي المدنيين في تيغراي، لكنه أشار إلى أنه يعد الصراع شأناً داخلياً، وترفض حكومته حتى الآن محاولات الوساطة.
وبدأ الجيش الإثيوبي قتاله ضد قوات محلية في إقليم تيغراي بشمال البلاد منذ الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث يتهم آبي زعماء الإقليم بإشعال الحرب، بمهاجمة قاعدة للقوات الإثيوبية في الإقليم.
وتقول «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي» إن الهجوم كان ضربة استباقية، ويعتقد أن الآلاف قد قتلوا منذ بدء القتال، فيما فر نحو 43 ألف لاجئ إلى السودان.
واتهم دبرصيون الجيش الإريتريي أيضاً بعبور الحدود، ومهاجمة مخيمات اللاجئين في تيغراي، للقبض على اللاجئين الذين فروا من إريتريا في الماضي.
وهناك عداء شديد بين إريتريا و«الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي» التي كانت تحكم إثيوبيا عندما نشبت الحرب بين البلدين بين 1998 و2000، لكن العلاقات جيدة بين إريتريا وآبي.
وتنفي الحكومة الإثيوبية اتهامات «الجبهة الشعبية» بأن هناك قوات إرتيرية تنفذ عمليات داخل إثيوبيا.
وقال بيان من السفارة الأميركية في إريتريا المجاورة، في وقت مبكر اليوم، إنه سُمع دوي «ضوضاء عالية؛ ربما انفجار» في العاصمة أسمرة مساء أمس، وسقطت صواريخ أطلقتها «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي» على إريتريا في 14 نوفمبر (تشرين الثاني).
وحذرت رسالة أرسلت إلى السفارات في أديس أبابا، الجمعة، الملحقين العسكريين من أنهم سيكونون عرضة للطرد، إذا تواصلوا مع أعداء لإثيوبيا لم تحددهم بالاسم.
وقالت الرسالة: «بعض الملحقين العسكريين يعملون مع من يهددون أمن البلد، من المدرجين في قائمة سوداء والمطلوبين بموجب أمر من المحكمة».
وكانت نسخة الرسالة التي اطلعت عليها «رويترز» تحمل توقيع الجنرال بولتي تاديسي، مسؤول العلاقات الخارجية في وزارة الدفاع.
وجاء في الرسالة أيضاً: «سنطرد من لا يمتنعون عن هذه الأفعال؛ من يتواصلون مع هذه الجماعات المتطرفة».
وقالت المتحدثة باسم مكتب رئيس الوزراء إنها لا تستطيع الرد عن أسئلة حول الرسالة، بما في ذلك ما إذا كانت تشير إلى «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي»، قبل الاطلاع على النسخة الأصلية.



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.