استمرار الهجمات في شرق الفرات على الفصائل الموالية لتركيا

TT
20

استمرار الهجمات في شرق الفرات على الفصائل الموالية لتركيا

انفجرت أمس سيارة مفخخة عند حاجز لفصيل «أحرار الشرقية» الموالي لتركيا في قرية تل الجب التابعة لبلدة مبروكة غرب رأس العين في ريف الحسكة الشمالي ضمن منطقة «نبع السلام» الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها في شرق الفرات.
وأفادت معلومات أولية للمرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 4 من عناصر الفصيل كما أصيب 5 آخرون، بعضهم بجروح خطيرة.
ويعد هذا الحادث الثاني في أقل من أسبوع، الذي يستهدف الفصائل الموالية لتركيا، بعد مقتل 21 عنصراً منها في «كمين» نصبته قوات «تحالف سوريا الديمقراطية» (قسد) إثر محاولتهم التسلل إلى قرية تحت سيطرتها في شمال سوريا.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن ثلاثين مقاتلا على الأقل من الفصائل الموالية لأنقرة تسللوا، ليل الاثنين – الثلاثاء، إلى قرية معلق الواقعة عند أطراف عين عيسى. وأشار إلى أن «قسد» انسحبت من القرية، ليتبين لاحقاً أنها «نصبت كميناً» لهؤلاء المقاتلين الذين قتل منهم 21 عنصراً بـ«انفجار حقل ألغام زرعته»، بينما أصيب الباقون بجروح بعضها خطيرة.
وأفاد متحدث باسم «قوات سوريا الديمقراطية» بوقوع «معارك عنيفة في محيط عين عيسى»، ونشر مقاطع مصورة يسمع فيها دوي انفجارات وطلقات نارية. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن، أن القوات التركية تدخلت بعد الكمين عبر ضربات شنتها طائرات مسيرة ضد «قسد»، من دون أن يتمكن من تحديد أي خسائر بشرية.
وفي 14 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، قتل عنصر من فرقة «السلطان مراد» الموالية لتركيا، جراء انفجار لغم أرضي على أحد محاور تل تمر شمال الحسكة أيضا.
وفي سياق متصل، استهدفت الفصائل الموالية لتركيا بالرشاشات الثقيلة، ليل الخميس – الجمعة، قرى درارا وتل لبن وعريشة في ريف تل تمر، وذلك من مواقعها في قرية مناخ ضمن مناطق «نبع السلام».
وحلقت طائرة مسيرة، يعتقد أنها تركية، في أجواء ريف تل تمر الجنوبي، بينما وردت معلومات للمرصد السوري عن عملية تسلل استنفرت على أثرها جميع القوى العسكرية في المنطقة.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر أول من أمس، أن الفصائل الموالية لتركيا استقدمت تعزيزات عسكرية وعناصر مزودة بأسلحة خفيفة لزيادة تعداد نقاط الحراسة على المحاور ونقاط التماس مع «قسد»، إضافة إلى حفر خنادق على امتدادها من أبو راسين وصولا إلى تل تمر في ريف الحسكة.
وأشار إلى أن هذه التعزيزات تأتي للحد من عمليات التسلل التي تنفذها «قسد» في مناطق «نبع السلام»، إضافة لمنع عمليات الانشقاق في صفوف الفصائل.
من ناحية أخرى، قصفت قوات النظام، أمس، مناطق في العنكاوي وقليدين ضمن سهل الغاب شمال غربي حماة، كما استهدفت بالقذائف الصاروخية، أماكن في الفطيرة وكنصفرة وسفوهن بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي.
وشنت الطائرات الحربية الروسية، الليلة قبل الماضية، غارات عدة على تلال كبانة بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، بعد حوالي 15 يوما من توقفها عن قصف المنطقة.
واستهدفت عناصر فصائل «الفتح المبين» بصاروخ موجه شاحنة لقوات النظام كانت ترفع سواتر ترابية قرب مدينة سراقب، شرق إدلب، فيما دارت اشتباكات بالرشاشات المتوسطة والثقيلة بين قوات النظام من جهة، والفصائل من جهة أخرى، على محور كدورة شرقي جبل الزاوية. وتواصلت انتهاكات وقف إطلاق النار في إدلب الذي توصلت إليه روسيا وتركيا في 5 مارس (آذار) الماضي.



العليمي يدعو إلى نهج عالمي جماعي لدعم اليمن اقتصادياً وأمنياً

العليمي استقبل في الرياض السفير الأميركي ستيف فاجن (سبأ)
العليمي استقبل في الرياض السفير الأميركي ستيف فاجن (سبأ)
TT
20

العليمي يدعو إلى نهج عالمي جماعي لدعم اليمن اقتصادياً وأمنياً

العليمي استقبل في الرياض السفير الأميركي ستيف فاجن (سبأ)
العليمي استقبل في الرياض السفير الأميركي ستيف فاجن (سبأ)

أعرب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، عن تطلعه إلى شراكة أوسع مع الولايات المتحدة لمواجهة التحديات التي تواجهها بلاده، داعياً إلى نهج عالمي جماعي لدعم اليمن على الصعد الإنسانية والاقتصادية والأمنية.

تصريحات العليمي جاءت خلال استقباله في الرياض سفير الولايات المتحدة لدى اليمن ستيفن فاجن، وذلك بعد أيام من دخول تصنيف الجماعة الحوثية «منظمة إرهابية أجنبية» حيز التنفيذ وفرض عقوبات أميركية جديدة على 7 من كبار قادتها، في مقدمهم المتحدث باسمها وزير خارجيتها الفعلي محمد عبد السلام.

وذكر الإعلام الرسمي أن اللقاء، الذي حضره عضو المجلس القيادي الرئاسي عثمان مجلي، بحث العلاقات اليمنية - الأميركية وآفاقها المستقبلية، وسبل تعزيزها على مختلف المستويات.

ونقلت وكالة «سبأ» الحكومية أن العليمي أكد الحاجة الملحة إلى نهج عالمي جماعي لدعم الحكومة في بلاده لمواجهة التحديات الاقتصادية، والخدمية، والإنسانية، وتعزيز قدراتها في مكافحة الإرهاب، والجريمة المنظمة، وتأمين مياهها الإقليمية، بصفتها شريكاً وثيقاً لحماية الأمن والسلم الدوليين.

العليمي التزم بعدم تأثير تصنيف الحوثيين «إرهابيين» على العمل الإنساني (سبأ)
العليمي التزم بعدم تأثير تصنيف الحوثيين «إرهابيين» على العمل الإنساني (سبأ)

وتطرق اللقاء، وفق الوكالة، إلى مستجدات الوضع اليمني، ووجهات النظر إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي المقدمة «خطر ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان».

وأشاد رئيس مجلس الحكم اليمني، خلال اللقاء، بـ«العلاقات الثنائية المتميزة بالولايات المتحدة، وتدخلات واشنطن الإنسانية والإنمائية، ودورها المشهود في اعتراض شحنات الأسلحة الإيرانية المهربة للحوثيين».

شراكة أوسع

وطبقاً للمصادر الرسمية اليمنية، فقد أعرب العليمي عن تطلعه إلى شراكة ثنائية أوسع مع الولايات المتحدة لمواجهة التحديات، وردع التهديدات المزعزعة لأمن واستقرار اليمن والمنطقة.

ومع التنويه بقرار الإدارة الأميركية إعادة تصنيف الحوثيين «منظمة إرهابية أجنبية»، جدد العليمي الالتزام اليمني بالتعاون الوثيق مع المجتمع الدولي لتنفيذ القرار، والحد من تداعياته الإنسانية المحتملة على الفئات الاجتماعية الضعيفة.

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أعاد منذ الأيام الأولى من رئاسته الثانية في يناير (كانون الثاني) الماضي تصنيف الحوثيين «منظمة إرهابية أجنبية»، قبل أن يدخل القرار حيز التنفيذ قبل أيام بالتوازي مع فرض عقوبات على 7 من قادة الجماعة.

ومن غير المعروف حتى الآن حجم الضرر الذي يمكن أن يتعرض له الحوثيون جراء هذا التصنيف، خصوصاً في ظل الدعوات الأممية إلى عدم تعريض المدنيين والقطاع الخاص في مناطق سيطرة الجماعة لأي أضرار، فضلاً عن عدم التأثير على العمل الإنساني الذي تقوده الوكالات الأممية.

ودائماً ما يقول مجلس القيادة الرئاسي اليمني إن الوسيلة المثلى لمواجهة الحوثيين وتأمين المياه اليمنية، هي دعم القوات الحكومية الشرعية لفرض سيطرتها على الأرض واستعادة الحديدة وموانئها.

مخاوف أممية

في ظل عدم وجود يقين بشأن مسار السلام المتعثر الذي يقوده المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، لم يُخفِ الأخير، في أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن، مخاوفه من انهيار التهدئة والعودة إلى مسار الحرب، خصوصاً مع أحداث التصعيد الميداني للجماعة الحوثية في جبهات مأرب والجوف وتعز.

وطبقاً لتقارير يمنية، فقد شهدت الأسابيع الأخيرة تصعيداً حوثياً متسارعاً في جبهات مأرب، ومواجهات مع القوات الحكومية، بالتزامن مع دفع الجماعة المدعومة من إيران بحشود إضافية من مجنديها إلى جبهات المحافظة الغنية بالنفط.

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

وحذر المبعوث من الإجراءات التصعيدية، وقال: «شهدنا تصاعداً في الخطاب من أطراف الصراع، وهيّأوا أنفسهم علناً للمواجهة العسكرية. ويجب ألا نسمح بحدوث ذلك. الكلمات مهمة. النية مهمة. الإشارات مهمة. يمكن أن تكون للرسائل المختلطة والخطاب التصعيدي عواقب حقيقية؛ مما يعمق انعدام الثقة ويغذي التوترات في وقت يكون فيه خفض التصعيد أمراً بالغ الأهمية».

وعبر غروندبرغ عن قلقه إزاء القصف، والهجمات بالطائرات من دون طيار، ومحاولات التسلل، وحملات التعبئة، التي حدثت مؤخراً في مأرب، وكذلك في مناطق أخرى مثل الجوف وشبوة وتعز. في إشارة إلى تصعيد الحوثيين.

وقال المبعوث: «أكرر دعوتي الطرفين إلى الامتناع عن المواقف العسكرية والتدابير الانتقامية التي قد تخاطر بإغراق اليمن مرة أخرى في صراع واسع النطاق حيث سيدفع المدنيون الثمن مرة أخرى».