السلطة الفلسطينية تبلغ بايدن استعدادها للعودة إلى المفاوضات

TT

السلطة الفلسطينية تبلغ بايدن استعدادها للعودة إلى المفاوضات

في الوقت الذي تدير فيه الحكومة الإسرائيلية محادثات مع الفريق السياسي للرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، بغرض فتح صفحة جديدة وعدم تكرار الخلافات التي سادت في فترتي حكم الرئيس باراك أوباما، أعلن وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، أن حكومته أيضا تدير اتصالات كهذه. وأنها أبدت الاستعداد للعودة إلى المفاوضات مع إسرائيل على أساس قرارات القانون الدولي. وقال المالكي، خلال كلمة له أمام منتدى حوارات البحر الأبيض المتوسط: «نحن في السلطة الفلسطينية ملتزمون بحل الدولتين، والعودة للمفاوضات دون شروط مسبقة، على أساس القانون الدولي. وقد نقلنا رسالة بهذه الروح إلى الفريق الانتقالي للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن». وعبر المالكي عن تفاؤل حذر بشأن رئاسة بايدن وقال: «نعلم أن من المرجح أن تركز إدارة بايدن على الأمور الداخلية وليس الخارجية وأن القضية الفلسطينية من غير المرجح أن تكون أولوية قصوى. ومع ذلك فإننا لن نألو جهدا في سبيل تغيير الأوضاع في هذه المنطقة لإعادة الاستقرار والأمل. فالسلام في منطقتنا يمكن أن يؤثر على المنطقة والعالم بأسره».
وصرح المالكي: «طلبنا بإجراء مكالمة هاتفية بين بايدن والرئيس محمود عباس. نحن في انتظار تحديد الوقت المحدد لحدوث مثل هذه المكالمة الهاتفية».
المعروف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كان قد أجرى اتصالا هاتفيا مع بايدن أكد فيه العلاقة الخاصة بين إسرائيل والولايات المتحدة، باعتبارها «مدماكا أساسيا في أمن إسرائيل وسياساتها». وقد رد بايدن بإعادة تكرار التزامه العميق بأمن إسرائيل. واتفق الاثنان على الالتقاء قريباً من أجل بحث كثير من المسائل الموجودة في جدول الأعمال، وشددا على الحاجة إلى استمرار تعزيز التحالف الثابت بين إسرائيل وواشنطن. وأوضحت الصحافة الإسرائيلية أن هذه المكالمة كانت من نتائج الاتصالات بين رجال نتنياهو وفريق بايدن، في الأسابيع الأخيرة.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، إن المحادثات مع فريق بايدن الانتقالي بينت أن عهد بايدن يمكن أن يشهد «فتح علاقة جديدة» وأنه «رغم الحفر المتوقعة في الطريق، فإن بايدن ونتنياهو سيتمكنان من بناء علاقة وإدارة حوار محترم». ووفقا لمسؤول أمني إسرائيلي، فإن هناك ثلاثة أهداف ملحة في المحادثات مع فريق بايدن، الأول هو الموضوع الإيراني وكيف يجب أن يكون الموقف الغربي صارما، ضد المشروع النووي ومشروع تطوير الصواريخ الباليستية، وموضوع الاستيطان بحيث تكون هناك تفاهمات وليس صدامات، وكذلك الموضوع الأمني، حيث إن إسرائيل تسعى إلى تحسين اتفاق المساعدات المالية بقيمة 38 مليار دولار خلال عشر سنوات.



«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».