تحذير أممي من تنامي التنميط العرقي بسبب الذكاء الصناعي

اللجنة الأممية أعربت عن قلقها من الاستخدام المتزايد لتقنية التعرّف على الوجوه وغيرها من التقنيات المعتمدة في المهمّات الأمنية (أرشيفية - رويترز)
اللجنة الأممية أعربت عن قلقها من الاستخدام المتزايد لتقنية التعرّف على الوجوه وغيرها من التقنيات المعتمدة في المهمّات الأمنية (أرشيفية - رويترز)
TT

تحذير أممي من تنامي التنميط العرقي بسبب الذكاء الصناعي

اللجنة الأممية أعربت عن قلقها من الاستخدام المتزايد لتقنية التعرّف على الوجوه وغيرها من التقنيات المعتمدة في المهمّات الأمنية (أرشيفية - رويترز)
اللجنة الأممية أعربت عن قلقها من الاستخدام المتزايد لتقنية التعرّف على الوجوه وغيرها من التقنيات المعتمدة في المهمّات الأمنية (أرشيفية - رويترز)

شدد خبراء في الأمم المتحدة على ضرورة تعزيز الجهود العالمية لمكافحة التنميط العرقي، في ظل خطر تنامي هذا المنحى بفعل تقنيات الذكاء الصناعي المستخدمة للتعرف على الوجوه أو تحديد مصادر الخطر المحتملة من جانب الشرطة.
وتقول فيرين شيبيرد، الخبيرة في حقوق الإنسان، في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية: «يتعاظم خطر استنساخ هذه الأنماط الانحيازية وتفاقمها أو بروز ممارسات تمييزية» بفعل الذكاء الصناعي.
وتنتمي هذه الجامايكية إلى «لجنة الأمم المتحدة للقضاء على العنف العنصري» المؤلّفة من 18 خبيراً والتي أصدرت تقريراً عن السبل المتاحة للسلطات للتصدّي للتنميط العرقي الممارَس من قوى الأمن.
ولفتت اللجنة خصوصاً إلى خطورة الخوارزميات (وهي سلاسل طويلة من التعليمات) المستخدمة في أدوات «التنبؤ» أو تلك الخاصة بـ«تقدير المخاطر» المعتمدة في أجهزة الشرطة، كما في محرّكات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي لتوجيه إعلانات موجهة الهدف مثلاً.
وكانت هذه الأنظمة للمساعدة في الحفاظ على الأمن والتي من المفترض أن تسهم في الحدّ من الجرائم قد انتشرت بدايةً في الولايات المتحدة في حدود العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. وهي غالباً ما تتعرّض للانتقاد باعتبار أنها تفاقم الأحكام المسبقة إزاء بعض الفئات.
وتشير شيبيرد إلى أن «البيانات التاريخية حول عمليات التوقيف في حيٍّ ما قد تعكس ممارسات انحياز من الشرطة»، ما قد ينعكس بدوره في أنظمة الذكاء الصناعي.
وتُردف بأن «هذه المعطيات قد تزيد من خطر انتشار الشرطة في موقعٍ ما بأعداد مبالغ بها، ما قد يؤدّي إلى مزيد من عمليات التوقيف ويُحدث من ثمّ حلقة مفرغة».
وأعربت اللجنة في توصياتها عن قلقها من الاستخدام المتزايد لتقنية التعرّف على الوجوه وغيرها من التقنيات المعتمدة في المهمّات الأمنية.
ففي هذه الحالة أيضاً، تكون تحاليل الذكاء الصناعي مرتبطة بشكل وثيق بالبيانات المستخدمة لتغذية النظام.
وقد أظهرت دراسات صعوبة هذه الأنظمة في التعرّف على الوجوه الداكنة البشرة أو حتّى النسائية.
ومن بين الأمثلة المقدّمة في هذا الصدد، توقيف الأميركي من أصل أفريقي روبرت ويليامز هذه السنة في ديترويت بالاستناد إلى تحاليل معادلة خوارزمية ركيكة خلصت إلى أنه أحد المشتبه بهم في حادثة سرقة.
وتقول شيبيرد: «تلقّينا شكاوى من هذا النوع بسبب أصل التكنولوجيا والجهات المشرفة على تطويرها والعيّنات المستخدمة في هذه الأنظمة»، مشدّدة على أن الوضع «يبعث فعلاً على القلق».
وتوصي اللجنةُ الدولَ خصوصاً بتنظيم الشركات العاملة في هذا المجال لضمان تماشي هذه الأنظمة مع القوانين الدولية لحقوق الإنسان، وتشدّد على أهمية الشفافية من ناحية التصميم والتطبيق لا سيّما إزاء الرأي العام.
وتذكّر شيبيرد بأن «التنميط العرقي لم يبدأ مع هذه التقنيات»، لكنها تعرب عن أملها في أن يساعد «اتّساع نطاق حركة (بلاك لايفز ماتر) أي (حياة السود مهمة)... وغيرها من الحملات المندّدة بالتمييز الذي يطال بعض الفئات الضعيفة على إبراز أهمية هذه التوصيات».


مقالات ذات صلة

إيقاف بنتانكور 7 مباريات بعد تعليق عنصري ضد سون

رياضة عالمية رودريغو بنتانكور (إ.ب.أ)

إيقاف بنتانكور 7 مباريات بعد تعليق عنصري ضد سون

أعلن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، اليوم الاثنين، إيقاف رودريغو بنتانكور، لاعب وسط توتنهام هوتسبير، 7 مباريات، بعد ملاحظة عنصرية من اللاعب القادم من أوروغواي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية احتجاجات في إسرائيل ضد تفشي الجريمة المنظمة في المجتمع العربي مارس 2021 (غيتي)

«قوانين الفجر الظلامية»... كيف يُشرعن الكنيست التمييز ضد العرب في إسرائيل؟

يواصل ائتلاف اليمين في الكنيست سن تشريعات ضد المواطنين العرب في إسرائيل بهدف ترهيبهم واضطهادهم... فما أبرز تطورات تلك الحملة المتواصلة لشرعنة التمييز ضدهم؟

نظير مجلي (تل أبيب)
رياضة عالمية فينيسيوس غاضب جداً بسبب خسارة الجائزة (أ.ف.ب)

بعد زلزال الجائزة الذهبية... مَن الذين يخافون من وجود ريال مدريد؟

بعد أقل من 24 ساعة على الضربة القاسية التي تلقاها ريال مدريد بخسارة الكلاسيكو 4 - 0 أمام برشلونة في البرنابيو، الأحد، حدث تحول آخر مزلزل في ريال مدريد.

The Athletic (باريس)
رياضة عالمية لامين يامال يحتفل بتسجيل الهدف الثالث لبرشلونة (أ.ف.ب)

كلاسيكو العالم: الريال يحقق في تعرض يامال لإساءات عنصرية

ذكرت تقارير إعلامية إسبانية أن لامين يامال، نجم فريق برشلونة الإسباني لكرة القدم، تعرض لإساءات عنصرية في مباراة الكلاسيكو التي فاز بها فريقه على ريال مدريد.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية لوم تشاوان كان غاضباً من الهتافات (رويترز)

استبدال تشاونا لاعب لاتسيو بعد تعرضه لإساءة عنصرية أمام تفينتي

قال ماركو باروني، مدرب لاتسيو الإيطالي، إن جناحه لوم تشاونا استُبدال بعد تعرضه لإهانات عنصرية من الجماهير خلال الفوز 2 - صفر على تفينتي.

«الشرق الأوسط» (روما)

«إنها فعلا لذيذة»... صيني يأكل موزة اشتراها بـ6 ملايين دولار

رجل الأعمال الصيني الأميركي جاستن صن يأكل عملاً فنياً على شكل موزة مكون من موزة طازجة ملتصقة بالحائط بشريط لاصق في هونغ كونغ في 29 نوفمبر 2024 بعد شراء العمل الفني الاستفزازي في مزاد في نيويورك مقابل 6.2 مليون دولار (أ.ف.ب)
رجل الأعمال الصيني الأميركي جاستن صن يأكل عملاً فنياً على شكل موزة مكون من موزة طازجة ملتصقة بالحائط بشريط لاصق في هونغ كونغ في 29 نوفمبر 2024 بعد شراء العمل الفني الاستفزازي في مزاد في نيويورك مقابل 6.2 مليون دولار (أ.ف.ب)
TT

«إنها فعلا لذيذة»... صيني يأكل موزة اشتراها بـ6 ملايين دولار

رجل الأعمال الصيني الأميركي جاستن صن يأكل عملاً فنياً على شكل موزة مكون من موزة طازجة ملتصقة بالحائط بشريط لاصق في هونغ كونغ في 29 نوفمبر 2024 بعد شراء العمل الفني الاستفزازي في مزاد في نيويورك مقابل 6.2 مليون دولار (أ.ف.ب)
رجل الأعمال الصيني الأميركي جاستن صن يأكل عملاً فنياً على شكل موزة مكون من موزة طازجة ملتصقة بالحائط بشريط لاصق في هونغ كونغ في 29 نوفمبر 2024 بعد شراء العمل الفني الاستفزازي في مزاد في نيويورك مقابل 6.2 مليون دولار (أ.ف.ب)

أوفى رجل اشترى عملاً فنياً يمثل موزة مثبتة على حائط لقاء 6.2 مليون دولار، بوعده الجمعة، وأقدم على تناول قطعة الفاكهة.

ففي أحد فنادق هونغ كونغ الفاخرة، أكل جاستن صن، وهو رجل أعمال صيني أميركي ومؤسس منصة «ترون» للعملات المشفرة، الموزة التي تمثل عملاً فنياً أمام عشرات الصحافيين والمؤثرين، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقبل إقدامه على هذه الخطوة، ألقى الشاب البالغ 30 عاماً كلمة وصف فيها العمل الفني بأنه «إبداعي»، مشيراً إلى أوجه تشابه بين الفن التصوّري والعملات المشفرة.

وقال بعد أن التهَم أوّل قطعة من الموزة: «إنها أفضل بكثير من أي موزة أخرى. هي فعلا لذيذة».

ويتألّف العمل الذي يحمل اسم «كوميديان» من موزة معلّقة على حائط بقطعة كبيرة من شريط لاصق فضي، تولى ابتكاره الفنان الإيطالي المتمرد والمثير للاستفزاز ماوريتسيو كاتيلان.

وبيع هذا العمل الفني مقابل 6.2 مليون دولار، ضمن مزاد نظمته دار «سوذبيز» خلال الأسبوع الفائت في نيويورك.

امرأة تلتقط صورة أمام ملصق يصور عملاً فنياً للموز يتكون من موزة طازجة ملتصقة بالحائط بشريط لاصق في هونغ كونغ 29 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

وقال جاستن صن إنه شعر بـ«ارتياب» في الثواني العشر الأولى التي تلت عملية البيع، ثم اتخذ قراراً بتناول حبة الفاكهة.

وأوضح، الجمعة، أن «أكل الموزة خلال مؤتمر صحافي قد يكون جزءاً من تاريخها».

وهذا العمل موجود في 3 نسخ، ويرمي إلى إعادة طرح مفهوم الفن وقيمته. وتم الحديث عنه بشكل كبير منذ عرضه للمرة الأولى عام 2019 في ميامي.

ويحصل صاحب أحد الأعمال على شهادة أصالة، بالإضافة إلى تعليمات بشأن كيفية استبدال حبة الفاكهة عندما تبدأ بالتعفن.

وقارن صن الأعمال التصوّرية مثل «كوميديان» بفن رموز «إن إف تي» (رموز غير قابلة للاستبدال تتيح الحصول على شهادة أصالة رقمية) وتقنية الـ«بلوكتشين» (سلسلة الكتل) التي تقوم عليها العملات المشفرة.

وأشار إلى أنّ «معظم هذه الأشياء والأفكار موجودة بوصفها ملكية فكرية وعلى الإنترنت، وليس غرضاً مادياً».

وتلقى المشاركون في المؤتمر الصحافي، الجمعة، لفافة من الشريط اللاصق وموزة هدية تذكارية.