«جائزة الشيخ زايد للكتاب» تعلن القائمة الطويلة لفرع الترجمة

TT

«جائزة الشيخ زايد للكتاب» تعلن القائمة الطويلة لفرع الترجمة

كشفت جائزة الشيخ زايد للكتاب عن القائمة الطويلة لفرع الترجمة في دورتها الخامسة عشرة، حيث أعلنت الجائزة اختيار 9 كتب من بين 175 عملاً مترشحاً لعام 2020-2021. وتضم القائمة أعمالاً مترجمة عن اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية، وتنتمي هذه الأعمال المترجمة إلى مترجمين من المغرب وتونس والمملكة العربية السعودية ومصر وسوريا وإيطاليا والولايات المتحدة الأميركية.
واستحوذت اللغة الإنجليزية على العدد الأعلى من الترشيحات المختارة بواقع خمسة ترشيحات، حيث اختارت لجان الفرز والقراءة كتاب «مقامات الحريري» الذي ترجمه مايكل كوبرسون من الولايات المتحدة الأميركية إلى اللغة الإنجليزية تحت عنوان «Impostures»، وأصدرته مكتبة الأدب العربي التابعة لجامعة نيويورك عام 2020.
كما ضمت القائمة أربعة أعمال إنجليزية مترجمة إلى العربية، وهي كتاب «الفكر العربي بعد العصر الليبرالي: نحو تاريخ فكري للنهضة» للكاتبين دجنس هانسن وماكس وايس، والذي ترجمه إلى العربية الدكتور فؤاد عبد المطلب، من سوريا، وأصدرته مؤسسة «مؤمنون بلا حدود» عام 2019. وكتاب «عصر علماني» من تأليف تشارلز تايلور وترجمة نوفل الحاج لطيف، من تونس، وصدر الكتاب عن دار «جداول للنشر والترجمة والتوزيع» عام 2019.
ومن الكتب التي تُرجمت من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية أيضاً كتاب «نور من الشرق (كيف ساعدت علوم الحضارة الإسلامية على تشكيل العالم الغربي)» للكاتب جون فريلي، والذي ترجمه الدكتور أحمد فؤاد علي باشا، من مصر، وأصدره المركز القومي للترجمة عام 2018، وكتاب «قيامة الذكاء الصناعي في التعليم: هل يجب أن تحل الروبوتات محل المعلمين؟» للمؤلف نيل سلوين، والذي ترجمه فيصل حاكم الشمري من المملكة العربية السعودية وأصدرته دار «الروافد الثقافية ناشرون» ودار «ابن النديم للنشر والتوزيع» عام 2020.
وضمت القائمة الطويلة كتابين مترجمَين عن اللغة الفرنسية إلى العربية، هما: كتاب «الفن الإسلامي - سوسيولوجيا الفنان الغفل» من تأليف شاكر لعيبي وترجمة عبد النبي ذاكر، من المغرب، وصدر الكتاب عن «المؤسسة العربية للدراسات والنشر» عام 2020. بالإضافة إلى كتاب «الفلاسفة والعلم» للمؤلف بيير فاغنير، والذي ترجمه الدكتور يوسف تيبس من المغرب وأصدرته هيئة البحرين للثقافة والآثار عام 2019.
وجرى اختيار كتاب «مستوطنة لوشيرة الإسلامية وسقوطها (1220 - 1300)» للمؤلف بيترو إيجيدي، والذي ترجمه من الإيطالية إلى العربية أحمد الصمعي، من تونس، وأصدرته دار «المدار الإسلامي» عام 2019. وكتاب «بين الإسكندر وقيصر بلاد الإغريق وروما من خلال (كتاب العِبر)» لابن خلدون، والذي ترجمه إلى الإيطالية ماركو دي برانكو، وأصدرته دار «إل بوليغرافو» عام 2020.
وقالت جائزة الشيخ زايد للكتاب إنها ستقوم بالإعلان عن القوائم الطويلة لمختلف فروعها خلال الأسابيع القادمة، وذلك للبدء بالمرحلة الثانية من تقييم الكتب، حيث ستقوم لجان التحكيم خلال الأشهر الثلاثة القادمة بتقييم الكتب ورفع تقاريرها إلى الهيئة العلمية، والتي ستقوم بدورها باختيار الكتب التي ستشملها القوائم القصيرة ليقوم مجلس الأمناء باعتمادها واختيار الفائزين.


مقالات ذات صلة

أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

ثقافة وفنون أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

أطلّت الكاتبة التشيلية الأشهر إيزابيل الليندي، عبر منصة «مايسترو»، في «هيئة الإذاعة البريطانية»، من صالونها الهادئ الذي يضم تفاصيلها الشخصية والحميمية

سحر عبد الله
يوميات الشرق «معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)

انطلاق «معرض جدة للكتاب» بمشاركة 1000 دار نشر

انطلقت، الخميس، فعاليات «معرض جدة للكتاب 2024»، الذي يستمر حتى 21 ديسمبر الجاري في مركز «سوبر دوم» بمشاركة نحو 1000 دار نشر ووكالة محلية وعالمية من 22 دولة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
كتب الفنان المصري الراحل محمود ياسين (فيسبوك)

«حياتي كما عشتها»... محمود ياسين يروي ذكرياته مع الأدباء

في كتاب «حياتي كما عشتها» الصادر عن دار «بيت الحكمة» بالقاهرة، يروي الفنان المصري محمود ياسين قبل رحيله طرفاً من مذكراته وتجربته في الفن والحياة

رشا أحمد (القاهرة)
كتب «عورة في الجوار»... رواية  جديدة لأمير تاجّ السِّر

«عورة في الجوار»... رواية جديدة لأمير تاجّ السِّر

بالرغم من أن الرواية الجديدة للكاتب السوداني أمير تاج السر تحمل على غلافها صورة «كلب» أنيق، فإنه لا شيء في عالم الرواية عن الكلب أو عن الحيوانات عموماً.

«الشرق الأوسط» (الدمام)
كتب «البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

«البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

في كتابه الأحدث «البؤس الأنثوي... دور الجنس في الهيمنة على المرأة»، يشير الباحث فالح مهدي إلى أن بغيته الأساسية في مباحث الكتاب لم تكن الدفاع المباشر عن المرأة

محمد خضير سلطان

«البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

«البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»
TT

«البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

«البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

في كتابه الأحدث «البؤس الأنثوي... دور الجنس في الهيمنة على المرأة»، يشير الباحث فالح مهدي إلى أن بغيته الأساسية في مباحث الكتاب لم تكن الدفاع المباشر عن المرأة أو أن تُحسب دراسته، على الرغم من التفصيل والإسهاب في مادة البحث، أحدَ الإسهامات في حقل النسوية والجندر، قدر ما يكشف فيها عن الآليات الآيديولوجية العامة المتحكمة في العالمَين القديم والجديد على حد سواء، أو كما تابع المؤلف عبر أبحاثه السابقة خلال أطروحته النظرية «العالم... الحيز الدائري» الذي يشتمل على أعراف وتقاليد وحقائق متواصلة منذ عصور قديمة وحديثة مشتركة ومتداخلة، وتأتي في عداد اليقين؛ لكنها لا تعدو في النهاية أوهاماً متنقلة من حقبة إلى أخرى، وقابلة للنبذ والنقض والتجدد ضمن حَيِّزَيها التاريخي والاجتماعي، من مرحلة الصيد إلى مرحلة الرعي، ومنهما إلى العصرَين الزراعي والصناعي؛ من الكهف إلى البيت، ومن القبيلة إلى الدولة، ومن الوحشية إلى البربرية، ومنهما إلى المجهول وغبار التاريخ.

ويشترك الكتاب، الصادر حديثاً عن دار «الياسمين» بالقاهرة، مع أصداء ما تطرحه الدراسات الحديثة في بناء السلام وحقوق الإنسان والعلوم الإنسانية المتجاورة التي تنشد قطيعة معرفية مع ثقافة العصور الحداثية السابقة، وتنشئ تصوراتها الجديدة في المعرفة.

لم يكن اختيار الباحث فالح مهدي إحدى الظواهر الإنسانية، وهي «المرأة»، ورصد أدوارها في وادي الرافدين ومصر وأفريقيا في العالمَين القديم والجديد، سوى تعبير عن استكمال وتعزيز أطروحته النظرية لما يمكن أن يسمَى «التنافذ الحقوقي والسياسي والقانوني والسكاني بين العصور»، وتتبع المعطيات العامة في تأسس النظم العائلية الأبوية، والأُمّوية أو الذرية، وما ينجم عن فضائها التاريخي من قرارات حاكمة لها طابع تواصلي بين السابق واللاحق من طرائق الأحياز المكانية والزمانية والإنسانية.

إن هذه الآليات تعمل، في ما يدرسه الكتاب، بوصفها موجِّهاً في مسيرة بشرية نحو المجهول، ومبتغى الباحث هو الكشف عن هذا المجهول عبر ما سماه «بين غبار التاريخ وصورة الحاضر المتقدم».

كان الباحث فالح مهدي معنياً بالدرجة الأساسية، عبر تناول مسهب لـ«المرأة» وعلاقات القوى المؤثرة في وجودها الإنساني عبر مسار التاريخ، بأن يؤكد أن كل ما ابتكره العالم من قيم وأعراف هو من صنع هيمنة واستقطاب الآليات الآيديولوجية، وما يعنيه بشكل مباشر أن نفهم ونفسر طبيعةَ وتَشكُّلَ هذه الآيديولوجيا تاريخياً ودورها التحويلي في جميع الظواهر؛ لأنها تعيد باستمرار بناء الحيز الدائري (مفهوم الباحث كما قلت في المقدمة) ومركزة السلطة وربطها بالأرباب لتتخذ طابعاً عمودياً، ويغدو معها العالم القديم مشتركاً ومتوافقاً مع الجديد.

إن مهدي يحاول أن يستقرئ صور «غبار التاريخ» كما يراها في مرحلتَي الصيد والرعي القديمتين، ويحللها تبعاً لمسارها في العهد الحداثي الزراعي الذي أنتج النظم العائلية، وبدورها أسفرت عن استقرار الدول والإمبراطوريات والعالم الجديد.

يرصد الكتاب عبر تناول مسهب «المرأة» وعلاقات القوى المؤثرة في وجودها الإنساني عبر مسار التاريخ في ظل استقطاب آيديولوجيات زائفة أثرت عليها بأشكال شتى

ويخلص إلى أن العصر الزراعي هو جوهر الوجود الإنساني، وأن «كل المعطيات العظيمة التي رسمت مسيرة الإنسان، من دين وفلسفة وعلوم وآداب وثقافة، كانت من نتاج هذا العصر»، ولكن هذا الجوهر الوجودي نفسه قد تضافر مع المرحلة السابقة في عملية بناء النظم العائلية، وأدى إليها بواسطة البيئة وعوامل الجغرافيا، بمعنى أن ما اضطلع به الإنسان من سعي نحو ارتقائه في مرحلتَي الصيد والرعي، آتى أكله في مرحلة الزراعة اللاحقة، ومن ثم ما استُنْبِتَ في الحيز الزراعي نضج في الحيز الصناعي بمسار جديد نحو حيز آخر.

ومن الحتم أن تضطلع المعطيات العظيمة التي أشار إليها المؤلف؛ من دين وفلسفة وعلوم وآداب زراعية؛ أي التي أنتجها العالم الزراعي، بدورها الآخر نحو المجهول وتكشف عن غبارها التاريخي في العصرَين الصناعي والإلكتروني.

إن «غبار التاريخ» يبحث عن جلاء «الحيز الدائري» في تقفي البؤس الأنثوي عبر العصور، سواء أكان، في بداية القرن العشرين، عن طريق سلوك المرأة العادية المسنّة التي قالت إنه «لا أحد يندم على إعطاء وتزويج المرأة بكلب»، أم كان لدى الباحثة المتعلمة التي تصدر كتاباً باللغة الإنجليزية وتؤكد فيه على نحو علمي، كما تعتقد، أن ختان الإناث «تأكيد على هويتهن».

وفي السياق نفسه، تتراسل دلالياً العلوم والفلسفات والكهنوت والقوانين في قاسم عضوي مشترك واحد للنظر في الظواهر الإنسانية؛ لأنها من آليات إنتاج العصر الزراعي؛ إذ تغدو الفرويدية جزءاً من المركزية الأبوية، والديكارتية غير منفصلة عن إقصاء الجسد عن الفكر، كما في الكهنوت والأرسطية في مدار التسلط والطغيان... وهي الغبار والرماد اللذان ينجليان بوصفهما صوراً مشتركة بين نظام العبودية والاسترقاق القديم، وتجدده على نحو «تَسْلِيع الإنسان» في العالم الرأسمالي الحديث.

إن مسار البؤس التاريخي للمرأة هو نتيجة مترتبة، وفقاً لهذا التواصل، على ما دقّ من الرماد التاريخي بين الثقافة والطبيعة، والمكتسب والمتوارث... حتى كان ما تؤكده الفلسفة في سياق التواصل مع العصر الزراعي، وتنفيه الأنثروبولوجيا والسوسيولوجيا في كشف صورة الغبار في غمار نهاية العصر الصناعي.