السعودية تعبر عن قلقها حول معاناة السوريين من موجة البرد القارس.. وتجدد إدانتها لهجوم باريس

مجلس الوزراء برئاسة ولي العهد يقر اللائحة التنفيذية لنظام الإجراءات الجزائية

الأمير سلمان بن عبد العزيز لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في الرياض أمس (واس)
الأمير سلمان بن عبد العزيز لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في الرياض أمس (واس)
TT

السعودية تعبر عن قلقها حول معاناة السوريين من موجة البرد القارس.. وتجدد إدانتها لهجوم باريس

الأمير سلمان بن عبد العزيز لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في الرياض أمس (واس)
الأمير سلمان بن عبد العزيز لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في الرياض أمس (واس)

أعربت السعودية عن بالغ القلق لما يعانيه اللاجئون السوريون جراء موجة البرد القارس، وتفاقم المعاناة، وحجم الكارثة التي يعيشونها، خاصة الأطفال والنساء والشيوخ، مؤكدة ضرورة الوقوف معهم، وتقديم المساعدات الضرورية لهم.
جاء ذلك خلال جلسة مجلس الوزراء التي عُقدت في قصر اليمامة بالرياض، بعد ظهر أمس، برئاسة الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي.
وجدد المجلس إدانة بلاده واستنكارها الشديدين، للعمل الإرهابي البشع الذي حدث في مجلة «شارلي إيبدو» بالعاصمة الفرنسية باريس، مبينا أن الدين الإسلامي الحنيف يرفض مثل تلك الأعمال الجبانة وينبذها.
وكان ولي العهد السعودي قد أعرب عن بالغ الشكر لقادة وزعماء الدول «الشقيقة والصديقة»، الذين اتصلوا للاطمئنان على صحة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، كما عبر عن تقديره لأبناء الوطن، على مشاعرهم الجياشة المعهودة تجاه الملك عبد الله، سائلا الله تعالى أن يحفظه من كل مكروه ويمتعه بالصحة والعافية، واطلع المجلس على نتائج جلسة المباحثات الرسمية التي عقدها مع رئيس جمهورية فنزويلا.
وعقب الجلسة،أوضح الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الخضيري وزير الثقافة والإعلام لوكالة الأنباء السعودية، أن المجلس ثمّن المضامين التي اشتمل عليها خطاب خادم الحرمين الشريفين الذي ألقاه نيابة عنه ولي العهد، في افتتاح أعمال السنة الثالثة من الدورة السادسة لمجلس الشورى، الثلاثاء الماضي، وعد مجلس الوزراء ما تضمنه خطاب خادم الحرمين الشريفين من رؤية ورسالة وأهداف كبرى، وتأكيده أن السعودية ستبقى مدافعة عن مصالحها الاقتصادية ومكانتها العالمية، ضمن منظور وطني يراعي متطلبات رفاهية المواطن ومصالح أجيال الحاضر والمستقبل، استراتيجية عمل يلتزم بها في أعماله وتعامله وأدائه على مختلف الصعد.
كما عد ما تضمنه الخطاب من رؤى وتوجيهات سامية، برنامجا متكاملا، لما تناوله من مرتكزات أساسية تقوم عليها سياسة السعودية الداخلية والخارجية، ومواقفها الثابتة من القضايا العربية والإسلامية والدولية الراهنة.
وأشار وزير الثقافة والإعلام إلى أن مجلس الوزراء نوه بما حققه مجلس الشورى، من إسهامات في البناء والتنمية، من خلال مبادرات بناءة وآراء سديدة وتوصيات موفقة، جعلت منه شريكا مهما في عملية التنمية التي تعيشها السعودية.
وأوضح أن مجلس الوزراء أعرب عن بالغ تعازيه ومواساته لذوي وأسر رجال الأمن الذين استشهدوا الأسبوع الماضي، دفاعا عن دينهم ووطنهم، في مواجهة عناصر إرهابية، بمركز سويف في جديدة عرعر، داعيا للشهداء بالرحمة والمغفرة ولرجال الأمن المصابين بالشفاء العاجل، وأثنى المجلس على الجهود المتواصلة التي يبذلها رجال الأمن للتصدي للأعمال الإرهابية، واتخاذ الإجراءات النظامية حيال كل من يخطط للإفساد وإحداث الفوضى، مؤكدا أن يد العدالة ستطال (بإذن الله) كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن.
في حين أكد مجلس الوزراء الأهمية التي يكتسيها مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في العالم العربي، الذي يعقد دورته الـ19 في الرياض، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، راجيا التوفيق للمؤتمر، الذي يبحث موضوعا رئيسيا مهما، هو «اللغة العربية منطلقا للتكامل الثقافي الإنساني».
من جهة أخرى، وافق مجلس الوزراء، بعد الاطلاع على ما رفعه وزير الداخلية، والنظر في قرار مجلس الشورى رقم 65/ 38 وتاريخ 14/ 7/ 1435هـ، على اتفاق تعاون أمني بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة جمهورية القمر المتحدة، الموقع في مدينة الرياض بتاريخ 1/ 5/ 1434هـ، ومن أبرز ملامح هذا الاتفاق الذي أعد بشأنه مرسوم ملكي: «يتعاون الطرفان على مكافحة الجريمة بجميع أشكالها وصورها، كما يتعاونان في مجال التدريب الأمني من خلال عدد من الآليات، منها البرامج والدورات التدريبية، وتبادل اللقاءات والزيارات».
ووافق المجلس، بعد الاطلاع على ما رفعه رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، والنظر في قرار مجلس الشورى رقم 118/ 62 وتاريخ 3/ 1/ 1436هـ على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال السياحة بين الهيئة العامة للسياحة والآثار في السعودية ووزارة السياحة في اليونان، الموقع عليها في مدينة الرياض بتاريخ 10/ 4/ 1435هـ، في حين أُعد مرسوم ملكي بذلك.
وفي الشأن القضائي، وافق مجلس الوزراء بعد الاطلاع على ما رفعه وزير العدل، على اللائحة التنفيذية لنظام الإجراءات الجزائية، الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/ 2 وتاريخ 22/ 1/ 1435هـ، وتتضمن اللائحة أحكاما تنفيذية خاصة بإجراءات الاستدلال والقبض على المتهمين وتفتيش الأشخاص والمساكن وإجراءات التحقيق، وأحكاما أخرى ذات علاقة بالعمل القضائي وإجراءاته المتعددة.
ووافق المجلس على تفويض وزير المالية باتخاذ ما يلزم في شأن الانسحاب من اتفاقية إنشاء المكتب الدولي للتعريفات الجمركية الموقعة بتاريخ 5/ 7/ 1890م، و«البروتوكول» المعدل لها الموقع بتاريخ 16/ 12/ 1949م، ومن ثم رفع ما يتم التوصل إليه.
وافق المجلس على تفويض وزير العمل - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانب المغربي في شأن مشروع مذكرة تفاهم في مجالات العمل بين وزارة العمل في المملكة العربية السعودية، ووزارة التشغيل والشؤون الاجتماعية في المملكة المغربية، والتوقيع عليه، ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقعة، لاستكمال الإجراءات النظامية.
ووافق مجلس الوزراء على تعيين كل من سلطان بن عبد الله بن ناصر السلطان على وظيفة «سفير» بوزارة الخارجية، ومحمد بن حسين بن محمد مدني على وظيفة «وزير مفوض» بوزارة الخارجية، وخالد بن مبارك بن عبد الله المبارك على وظيفة «وزير مفوض» بوزارة الخارجية، وعبد العزيز بن محمد بن عبد الله آل فهيد على وظيفة «رئيس كتابة عدل» بالمرتبة الـ14 بوزارة العدل، وعبد الرحمن بن محمد بن مغامس المغامس على وظيفة «رئيس كتابة عدل» بالمرتبة الـ14 بوزارة العدل، وصلاح بن عمر بن سعد السدحان على وظيفة «مدير عام مكتب الوزير» بالمرتبة الـ14 بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وخالد بن إبراهيم بن عبد العزيز المرشود على وظيفة «مدير عام فرع الوزارة بمنطقة عسير» بالمرتبة الـ14 بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ومحمد بن صالح بن عبد الرحمن الرويتع على وظيفة «مدير عام جمرك ميناء ينبع» بالمرتبة الـ14 بمصلحة الجمارك العامة.
من جانب آخر، اطلع مجلس الوزراء على تقارير سنوية لصندوق التنمية الصناعية السعودي، والمؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية، عن أعوام مالية سابقة، وأحيط المجلس علما بما جاء فيها، ووجه حيالها بما رآه، بينما سترفع الأمانة العامة لمجلس الوزراء نتائج هذه الجلسة إلى خادم الحرمين الشريفين ليتفضل بالتوجيه حيالها بما يراه.



السعودية تفتح باب التطوع بأكثر من عشرين تخصصاً طبيا لدعم سوريا

وفد سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بجولة على المشافي السورية (سانا‬⁩)
وفد سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بجولة على المشافي السورية (سانا‬⁩)
TT

السعودية تفتح باب التطوع بأكثر من عشرين تخصصاً طبيا لدعم سوريا

وفد سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بجولة على المشافي السورية (سانا‬⁩)
وفد سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بجولة على المشافي السورية (سانا‬⁩)

أعلن مركز الملك سلمان للإغاثة عن فتح باب التطوع بالخبرات الطبية السعودية المتخصصة لدعم القطاع الصحي في سوريا وتلبية احتياجاته العاجلة في أكثر من 20 تخصصاً، وذلك من خلال برنامج «أمل» التطوعي السعودي المَعْنيّ بسد احتياجات القطاع الصحي لدى الدول المتضررة.

ودعا المركز عموم المتخصصين الراغبين في التطوع بخبراتهم إلى التسجيل في برنامج «أمل»، الذي يستمر عاماً كاملاً لدعم القطاع الصحي السوري الذي تَضَرَّرَ جراء الأحداث، وتقديم الخدمات الطارئة والطبية للمحتاجين في مختلف التخصصات، للتخفيف من معاناة الشعب السوري من خلال مساهمة المتطوعين في البرنامج.

جولة الوفد السعودي للاطلاع على الواقع الصحي والوقوف على الاحتياجات اللازمة في سوريا (سانا‬⁩)

وقال الدكتور سامر الجطيلي، المتحدث باسم المركز، إن منصة التطوع الخارجي التي أطلقها المركز، تتيح فرصة التسجيل في عدد من التخصصات الطبية الملحّة لدعم القطاع الصحي في عدد من المدن السورية، لا سيما خلال الفترة الحالية من الأزمة الإنسانية التي تمر بها سوريا.

وأشار الجطيلي في حديث مع «الشرق الأوسط» إلى أن قائمة التخصصات المطلوبة حُدِّدت بعد التواصل مع الجهات الصحية المسؤولة في سوريا، مؤكداً أن البرنامج يهدف لإتاحة الفرصة للمتطوعين السعوديين في القطاع الصحي لتلبية حاجة القطاع الصحي السوري في كل مناطق البلاد. ونوه الجطيلي بجهود الكوادر الصحية السعودية التي تطوعت بخبراتها وعطائها من خلال البرنامج، وأضاف: «لقد سجل المتطوعون السعوديون في القطاع الصحي حضوراً دولياً مميّزاً، من خلال كثير من الأحداث التي بادروا فيها بتقديم العون والمساعدة للإنسان في مناطق جغرافية مختلفة، وكان لهم أثر طيب في نحو 57 دولة حول العالم، وأَجْرَوْا فيها أكثر من 200 ألف عملية في مختلف التخصصات».

وأشار الجطيلي إلى أن الخبرة التي راكمها البرنامج ستسهم في مدّ يد العون إلى الجانب السوري الذي يعاني من صعوبات خلال هذه المرحلة، وفي إنقاذ حياة كثير من السوريين من خلال أشكال متعددة من الرعاية الطبية التي سيقدمها البرنامج في الفترة المقبلة.

وفد سعودي يبحث مع القائم بأعمال وزارة الصحة السورية سبل تعزيز العمل الإنساني والطبي في سوريا (سانا‬⁩)

وتضم‏ تخصصات الكوادر التطوعية المطلوبة للانضمام «جراحة الأطفال، وجراحة التجميل، وجراحة النساء والولادة، وجراحة عامة، وطب الطوارئ، والدعم النفسي، وجراحة العظام، وطب الأمراض الباطنية، وجراحات القلب المفتوح والقسطرة، وأمراض الكلى، والطب العام، والصدرية، وطب الأطفال، والتخدير، والتمريض، وطب الأسرة، والعلاج الطبيعي، والنطق والتخاطب، والأطراف الصناعية، وزراعة القوقعة، وعدداً آخر من التخصصات الطبية المتعددة».

وقال مركز الملك سلمان للإغاثة إن برنامج «أمل» «يُدَشَّن بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، واستشعاراً لدور السعودية الخيري والإنساني والريادي تجاه المجتمعات المتضررة في شتى أنحاء العالم»، مؤكداً في البيان المنشور على صفحة التسجيل، الدور المؤثر لتقديم الخدمات الطارئة والطبية في رفع المعاناة عن الإنسان، وعيش حياة كريمة، وذلك بمشاركة متطوعين من الكوادر السعودية المميزة.

وبينما يستمر الجسران الجوي والبري اللذان أطلقتهما السعودية بوصول الطائرة الإغاثية السادسة، ونحو 60 شاحنة محمَّلة بأكثر من 541 طناً من المساعدات، زار وفد سعودي من قسم التطوع في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الأحد، عدداً من المشافي والمراكز الطبية السورية، في جولة ميدانية للاطلاع على تفاصيل الواقع الصحي، والوقوف على الاحتياجات اللازمة والطارئة للقطاع.

وجاءت الجولة الميدانية للوقوف على حالة القطاع الصحي في سوريا، وتلمُّس احتياجاته من الكوادر والمؤن الدوائية، عقب اجتماع وفد من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مع مسؤولين من وزارة الصحة السورية في دمشق، تناولا فيه الاحتياجات الطبية العاجلة والمُلحة للمستشفيات السورية.

60 شاحنة محملة بأكثر من 541 طناً من المساعدات الغذائية والطبية والإيوائية عَبَرَت معبر جابر الحدودي إلى سوريا (مركز الملك سلمان)

وعلى صعيد الجسرين الجوي والبري السعوديين، ​وصلت، الأحد، الطائرة الإغاثية السعودية السادسة التي يسيِّرها «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، إلى مطار دمشق، وتحمل على متنها مساعدات غذائية وطبية وإيوائية؛ للإسهام في تخفيف آثار الأوضاع الصعبة التي يمر بها الشعب السوري حالياً.

كما عَبَرَت، صباح الأحد، أولى طلائع الجسر البري الإغاثي السعودي إلى معبر جابر الأردني للعبور منه نحو سوريا؛ حيث وصلت 60 شاحنة محملة بأكثر من 541 طناً من المساعدات الغذائية والطبية والإيوائية، وهي أولى طلائع الجسر البري السعودي لإغاثة الشعب السوري.

وقال الدكتور سامر الجطيلي، المتحدث باسم المركز، إن الجسر البري سيدعم الجهود في سبيل إيصال المساعدات لجميع الأراضي السورية؛ إذ يحوي كميات كبيرة وضخمة من المواد الغذائية والصحية والإيوائية، تُنْقَلُ بعد وصولها إلى دمشق إلى جميع المناطق الأخرى المحتاجة. وأضاف الجطيلي أن جسر المساعدات البري إلى دمشق يتضمن معدات طبية ثقيلة لا يمكن نقلها عن طريق الجو؛ مثل: أجهزة الرنين المغناطيسي، والأشعة السينية والمقطعية.