«بنات الماريونيت» أول مسلسل كوميدي إماراتي سوري

يتناول الكثير من المواعظ والحكم

صورة لفريق العمل المشارك في العمل (وسائل إعلام محلية)
صورة لفريق العمل المشارك في العمل (وسائل إعلام محلية)
TT
20

«بنات الماريونيت» أول مسلسل كوميدي إماراتي سوري

صورة لفريق العمل المشارك في العمل (وسائل إعلام محلية)
صورة لفريق العمل المشارك في العمل (وسائل إعلام محلية)

انطلقت في إمارة أبوظبي، عمليات تصوير المرحلة الثانية من العمل الكوميدي الاجتماعي الإماراتي السوري «بنات الماريونيت»، من إنتاج شركة الأشمل، وبحضور نخبة من نجوم الكوميديا الإماراتية والسورية.
وتتناول الأحداث شخصيات رئيسية، يدور بينها الكثير من الأحداث المشوقة، وترافقها مجموعة علاقات عاطفية واجتماعية مطروحة بطريقة كوميدية جذابة.
ويشهد الإخراج ربطاً مميزاً بين الجو العام في كل من سوريا والإمارات، كما يعتمد على حبكة درامية رائعة ستشكل نقلة نوعية في الأعمال المشتركة، على اعتباره أول عمل كوميدي إماراتي سوري.
وأكد الفنان الإماراتي عبد الله بو هاجوس، الذي يجسد شخصية «فيحان» في المسلسل، لوكالة الأنباء الألمانية، أهمية العمل من الناحيتين الاجتماعية والكوميدية، مشدداً على قيمة الفكرة المطروحة.
وقال إن «العمل فريد من نوعه»، حيث يعتبر أول تعاون إماراتي سوري، ويهدف العمل إلى تقديم وجبة كوميدية فيها الكثير من المواعظ والحكم، كما يضم نخبة من الأسماء المميزة التي ستضمن نجاحه دون شك.
وترى الفنانة السورية مروة راتب، التي تلعب شخصية غدير بالمسلسل، أن أجواء العمل الرائعة، انعكست إيجاباً على أداء الممثلين. وقالت مروة راتب: «لم أتردد في المشاركة في العمل، فالقصة مشوقة جدا والأحداث اجتماعية في مضمونها، كوميدية في شكلها... نعد المتابعين بوجبة كوميدية ستبقى عالقة في الأذهان».
من جهتها، عبرت الفنانة بريفان عبد الرحمن عن سعادتها لوجودها في مسلسل «بنات الماريونيت»، مشيرة إلى أن التجربة ستقدم الكثير لها وللدراما المشتركة بشكل عام.
وأضافت أنها تجسد في العمل شخصية ريما، سكرتيرة فيحان الذي ترتبط به في النهاية، مشيرة إلى أن العمل جميل جداً من الناحية الدرامية والكوميدية، ويعتمد على التجديد في الأسلوب والأفكار.
وتابعت: «جميل جداً أن نرى الدراما السورية والإماراتية تساهمان في تقديم عمل مشترك. أعتقد أن التجربة ستمهد لتجارب أخرى في مجال الدراما المشتركة».
بدوره، أكد مخرج العمل، مخلص الصالح، أن «بنات الماريونيت» سيشكل نقطة تحول في الدراما المشتركة، معتبراً أن هذه النوعية من الأعمال تحمل قيمة كبيرة من الناحية الفنية والإخراجية.
وقال الصالح: «أتمنى أن يلاقي العمل نجاحاً يتوج الجهود المبذولة من قبل القائمين عليه. المنافسة بين الأعمال شديدة بدون شك، لكن العمل يقوم على أفكار رائعة بحضور نخبة من النجوم المميزين، وأعتقد أن النجاح سيكون حليفنا».
ومن المفترض أن يكون العمل جاهزاً خلال فترة قصيرة، وسيعرض قريباً على مجموعة من القنوات في دولة الإمارات العربية المتحدة والوطن العربي.
ويضم مسلسل «بنات الماريونيت» ما يزيد على 20 فناناً من سوريا والإمارات، منهم: «أمل عرفة، وأيمن رضا، وسلمى المصري، وصفاء سلطان، وأندريه سكاف، ومحمد خير الجراح، وروعة ياسين، وطارق مرعشلي، ورواد عليو، ورنا شميس، ورضوان قنطار، وناهد الحلبي، وسحر فوزي، وجمال العلي، وروبين عيسى، وجوليا الشواشي، وحمد الكبيسي، وعلي الطاهر، وسارة العمراني، وحسام الشاه، وحسام تحسين بيك».



مصطفى الرزاز يستحضر الذكريات والفولكلور المصري عبر «رزق البحر»

جانب من معرض «رزق البحر» يُظهر مجموعة أعمال (إدارة الغاليري)
جانب من معرض «رزق البحر» يُظهر مجموعة أعمال (إدارة الغاليري)
TT
20

مصطفى الرزاز يستحضر الذكريات والفولكلور المصري عبر «رزق البحر»

جانب من معرض «رزق البحر» يُظهر مجموعة أعمال (إدارة الغاليري)
جانب من معرض «رزق البحر» يُظهر مجموعة أعمال (إدارة الغاليري)

استحضر الفنان المصري مصطفى الرزاز عناصر ورموزاً من الأساطير والفولكلور الشعبي المصري، واستدعى مَشاهد وذكريات مرَّ بها لسنوات طويلة، ثم مزج ذلك كله بفرشاته وخطوطه وخاماته المختلفة على مسطح أعماله؛ ليقدم مجموعة جديدة من اللوحات، والمنحوتات تنبض بالحياة، وتدعو إلى الاستمتاع بها.

في معرضه «رزق البحر» المُقام في «قاعة الزمالك للفن»، يترك الرزاز للمتلقي الفرصة للانغماس مع عالمه الذي جسَّده في أعماله، متنقلاً ما بين البحر والصيد والمرأة والأسماك؛ وخلال ذلك تتشبَّع عين الزائر بجماليات أعماله، ويتزوَّد وجدانه بدفء حكاياته.

الصياد وشِباك السمك (إدارة الغاليري)
الصياد وشِباك السمك (إدارة الغاليري)

يضمّ المعرض نحو 60 لوحة كبيرة، و64 لوحة صغيرة، فضلاً عن 45 قطعة نحتية، تتميّز بأنَّ «البطولة المطلقة» فيها للأسماك في المقام الأول؛ فهي ليست مجرّد عنصر رمزي، أو مفردة من البيئة تزدان بها الأعمال، لكنها ذات حضور طاغٍ، فتلتقيها على مسطّح اللوحات محمولة بعناية بين الأيدي، أو عروس للبحر، أو في صورة فرس البحر الذي يبدو صديقاً حميماً للإنسان، ورمزاً لحمايته، كما جاء في الحضارة المصرية القديمة، وغير ذلك من مَشاهد تُعزّز مكانتها.

عمل نحتي برونزي يُبرز احتفاء الإنسان بالسمك (إدارة الغاليري)
عمل نحتي برونزي يُبرز احتفاء الإنسان بالسمك (إدارة الغاليري)

اللافت أنَّ الفنان لم يتخلَّ عن احتفائه بعناصر العصفورة والهدهد والنبات في أعماله؛ في رمز للسلام والنماء، والتماهي مع البيئة المصرية. وبدا واضحاً أنّ لإقامته طويلاً في حي المنيل المطلّ على النيل بالقاهرة بالغ الأثر في أعماله بالمعرض؛ فقد قدَّم مَشاهد حياتية يومية عن قرب لمناظر الصيد والمراكب. يقول الفنان لـ«الشرق الأوسط»: «عندما تُشرق الشمس في صباح كل يوم، أحبُّ النظر إلى نهر النيل حيث جمال المنظر والحضارة والتاريخ».

ومن أكثر المَشاهد التي استوقفته في الصباح الباكر، حركة المراكب والاستعداد للصيد. لذلك استخدم «النظارة المُعظمة» ليتأمّلها عن قرب، فإذا به يكتشف أنَّ مَن يقُمن بالصيد في هذه المنطقة نساء.

لوحة المرأة الفلسطينية ترمز إلى نضال غزة (إدارة الغاليري)
لوحة المرأة الفلسطينية ترمز إلى نضال غزة (إدارة الغاليري)

يواصل الفنان المصري حديثه: «وجدتُ أنهن قبل الصيد يُحضّرن الفطور، ويتناولنه مع أطفالهن وجاراتهن بشكل جماعي يومياً قبل التوجه إلى العمل».

أثار ذلك اهتمام الرزاز، فتوجَّه إلى نقطة تجمعهن، والتقى معهن، ومن خلال حديثه معهن، اكتشف أنّ الرجال لا يشاركونهن الصيد في هذا المكان؛ فيقتصر الأمر عليهن لانشغال أزواجهن بالعمل في مجالات أخرى.

كما اكتشف الفنان أنّ المراكب التي يخرجن للصيد بها هي بيوتهن الدائمة؛ حيث يقمن بها، ولا مكان آخر يؤوي هذه الأسر.

«عروس البحر»... حلم قد يراود الصياد (إدارة الغاليري)
«عروس البحر»... حلم قد يراود الصياد (إدارة الغاليري)

استهوته هذه الحكايات الإنسانية، وفجَّرت داخله الرغبة في تجسيد هذا العالم بفرشاته. يقول: «كانت تجربة غنية ومفيدة جداً بالنسبة إليّ؛ مثلت منبعاً للإلهام. من هنا جاء اهتمامي بتناول البحر والأسماك والصيد في عدد من معارضي؛ منها هذا المعرض الجديد، ولا أعني هنا البحر والصيد فيه وحده، إنما نهر النيل كذلك؛ إذ إنَّ كلمة البحر في اللغة المصرية الدارجة تشير إليهما معاً».

واتخذ الرزاز قراراً بتخصيص المعرض كله للصيد، من دون الاقتصار على تجربة الصيادات الإنسانية؛ فثمة قصص أخرى للصيد في الوجه القبلي، وفي المناطق الساحلية حيث يقتصر الصيد على الرجال.

من أعمال الفنان في المعرض (إدارة الغاليري)
من أعمال الفنان في المعرض (إدارة الغاليري)

ويتابع: «سافرت إلى الإسكندرية (شمال مصر) وشاركتهم رحلة للصيد، وتأثّرت جداً بعملهم، فتشرَّبت تفاصيل حياتهم، وطريقة عملهم، وصوَّرتهم فوتوغرافياً، إلا أنني تركتها جانباً، ورسمت التكوينات من خيالي، حتى تختلف عن الرؤية المباشرة أو التسجيل».

لقطة من معرض «رزق البحر» (إدارة الغاليري)
لقطة من معرض «رزق البحر» (إدارة الغاليري)

ويرى الرزاز أنه عندما يرسم الفنان الواقع كما هو، يُفقده جمالياته وحرّيته في التعبير. لكن لماذا يمثّل البحر والصيد كل هذا الاهتمام من جانب الدكتور مصطفى الرزاز؟ يجيب: «البحر بالمفهوم الذي أشرت إليه هو نصف الدنيا، وهو مختلف تماماً عن اليابسة، وأكثر غموضاً، وسحراً، بالإضافة إلى اختلاف الكائنات التي تعيش فيه عن الأرض».

ويؤكد الفنان المصري أنّ «لمهنة الصيد خصوصيتها؛ ونموذج حقيقي لسعي الإنسان؛ فالصياد يتوجَّه إلى البحر على وجه الكريم، من دون أن يحظى براتب، ولا يمكن أن يعرف حجم أرباحه التي سيجنيها، ويرمي نفسه في البحر طوال النهار، وربما لأيام، وقد يعود بما يرضيه، وقد لا يرجع بشيء على الإطلاق».

علاقة الإنسان بالبحر تشغل الفنان (إدارة الغاليري)
علاقة الإنسان بالبحر تشغل الفنان (إدارة الغاليري)

ومن هنا، فإن حلم الصياد أن يجني سمكة ضخمة، أو سمكة تُكلّمه، أو تكون في صورة امرأة جميلة، أو داخلها «خاتم سليمان) يحقّق له كل ما يتمناه. لذلك أيضاً، كان للسمك نصيب كبير في الأساطير والحكايات الشعبية؛ فكانت هناك «أم الشعور»، و«عروسة البحر»، وغيرهما مما يُعدّ فانتازيا علاقة الإنسان بالسمك، وفق الرزاز الذي يرى أن هذه العلاقة هي مصدر إلهام للفنان، ومنبع حكايات تحفّز أي شخص على الانطلاق والسعي في الحياة.

الفنان لم يتخلَّ عن احتفائه بالمرأة والعصفورة رمزاً للجمال والسلام (إدارة الغاليري)
الفنان لم يتخلَّ عن احتفائه بالمرأة والعصفورة رمزاً للجمال والسلام (إدارة الغاليري)

وربما لم تُنافس الأسماك في أعمال المعرض -المستمر حتى 15 مارس (آذار) الحالي- سوى المرأة الجميلة بعيونها الواسعة وملابسها المزدانة بالموتيفات والنقوش الشعبية؛ انعكاساً لاهتمام الفنان بمكانتها والفولكلور المصري في أعماله من جهة، ومن جهة أخرى تعبيراً عن قوة الوطن.

فتأتي على سبيل المثال لوحة المرأة الفلسطينية التي تطلّ علينا بزيها التقليدي، حاملة صينية الأسماك الطازجة فوق رأسها، كأنها جاءت للتوّ من رحلة للصيد، تضامناً مع أهل غزة. يقول الرزاز: «يرمز هذا العمل إلى أنّ أهل القطاع المعروفين بالصيد سيستمرّون في مهنتهم، وسيبقون في مدينتهم، ولن يستطع أحد أن يغيّر شيئاً من هذا الواقع».