استاد القاهرة يجذب الأنظار قبل النهائي الأفريقي المرتقب

استاد القاهرة الدولي في إحدى المباريات الودية خلال شهر نوفمبر الجاري (رويترز)
استاد القاهرة الدولي في إحدى المباريات الودية خلال شهر نوفمبر الجاري (رويترز)
TT

استاد القاهرة يجذب الأنظار قبل النهائي الأفريقي المرتقب

استاد القاهرة الدولي في إحدى المباريات الودية خلال شهر نوفمبر الجاري (رويترز)
استاد القاهرة الدولي في إحدى المباريات الودية خلال شهر نوفمبر الجاري (رويترز)

سيكون استاد القاهرة الدولي محط أنظار جميع محبي الساحرة المستديرة في القارة السمراء بصفة عامة والجماهير المصرية على وجه الخصوص، حينما يستضيف المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أفريقيا بين قطبي كرة القدم المصرية الأهلي والزمالك، بعد غد (الجمعة).
بعد قرار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) إقامة الدور النهائي لدوري الأبطال من لقاء واحد للمرة الأولى في تاريخ البطولة بنظامها الحديث، الذي بدأ عام 1997، كان مقرراً أن تُجرى المباراة النهائية على ملعب محايد.
وأعلن «كاف» في مارس (آذار) الماضي، اختيار ملعب «جابوما ستاديوم» بمدينة دوالا الكاميرونية، لاحتضان النهائي، الذي كان مقرراً إقامته في 29 مايو (أيار) الماضي، قبل أن يتم تأجيل اللقاء أكثر من مرة بسبب تعليق النشاط الكروي في جميع أنحاء العالم بسبب تداعيات فيروس «كورونا».
وفاجأ الاتحاد الكاميروني لكرة القدم الجميع باعتذار بلاده عن استضافة النهائي في يوليو (تموز) الماضي، بسبب المخاوف من تفشي جائحة «كورونا»، ليستقر الأمر في النهاية على إقامة النهائي في ملعب القاهرة العريق.
وبدأ العمل في استاد القاهرة عام 1958 في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، واستمر بناؤه لمدة ثلاثة أعوام بتكلفة إجمالية بلغت ثلاثة ملايين جنيه مصر، حيث كان أحد أكبر الملاعب في أفريقيا والشرق الأوسط آنذاك.
يقع استاد القاهرة بضاحية مدينة نصر، شمال شرقي العاصمة المصرية القاهرة، وقام بتصميمه المهندس المعماري الألماني فيرنر مارش، الذي قام أيضاً بتصميم الملعب الأولمبي بالعاصمة الألمانية برلين الذي استضاف دورة الألعاب الأولمبية عام 1936.
وتم تجديد الملعب، الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 75 ألف مقعد، عام 2004 لكي يلائم المعايير الأولمبية القياسية الجديدة في القرن الحادي والعشرين، قبل أن يتم تطويره مرة أخرى في العام الماضي لاستضافة نهائيات كأس الأمم الأفريقية التي احتضنتها مصر عام 2019.
ويمثل استاد القاهرة علامة مهمة في البنية الرياضية المصرية، حيث كان شاهداً على العديد من الفعاليات الرياضية التاريخية التي ما زالت خالدة في الأذهان حتى الآن.
سبق لاستاد القاهرة أن احتضن أول تتويج لنادٍ عربي ومصري بلقب البطولة، عندما فاز الإسماعيلي المصري بلقب كأس الأندية الأفريقية أبطال الدوري (المسمّى القديم لدوري الأبطال)، في نسخة المسابقة عام 1969 عقب فوزه 3 - 1 على ضيفه الإنجلبير بطل زئير (تي بي مازيمبي الكونغولي الديمقراطي حالياً) في إياب الدور النهائي، تحت أنظار 130 ألف متفرج تكدسوا في مدرجات الملعب وعلى أعمدة الإنارة.
كما استضاف استاد القاهرة العديد من المباريات النهائية التي خاضتها الفرق المصرية في المسابقات القارية، وكان شاهداً على تتويجها بكؤوس تلك البطولات أكثر من مرة، من بينها فوز الأهلي بدوري الأبطال عامي 1987 و2001، وكذلك فوز الزمالك بالبطولة أعوام 1993 و1996 و2002، كما احتضن الملعب العريق مباريات كأس الأمم الأفريقية أعوام 1974 و1986 و2006 و2019، واستضاف حفلي افتتاح وختام دورة الألعاب الأفريقية الخامسة للألعاب عام 1991.
وينتظر استاد القاهرة أيضاً أن يشهد تتويجاً آخر للكرة المصرية بدوري الأبطال خلال النهائي الاستثنائي بين الأهلي والزمالك، اللذين لطالما تقابلا على هذا الملعب، الذي كان شاهداً على إنجازاتهما الكروية.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».