بسبب «كورونا»... «أحمر الشفاه» يخسر أمام منتجات العناية بالبشرة

الجائحة تعزز مبيعات الأقراط وملابس المنزل وتُحدث «ثورة» في مفهوم العناية الذاتية

عينات من أحمر الشفاه مغطاة بالبلاستيك لمنع استخدامها في ظل الجائحة بأحد المتاجر في مدينة شيكاغو الأميركية (أ.ب)
عينات من أحمر الشفاه مغطاة بالبلاستيك لمنع استخدامها في ظل الجائحة بأحد المتاجر في مدينة شيكاغو الأميركية (أ.ب)
TT

بسبب «كورونا»... «أحمر الشفاه» يخسر أمام منتجات العناية بالبشرة

عينات من أحمر الشفاه مغطاة بالبلاستيك لمنع استخدامها في ظل الجائحة بأحد المتاجر في مدينة شيكاغو الأميركية (أ.ب)
عينات من أحمر الشفاه مغطاة بالبلاستيك لمنع استخدامها في ظل الجائحة بأحد المتاجر في مدينة شيكاغو الأميركية (أ.ب)

ذكر تقرير صحافي، اليوم (الثلاثاء)، أن العزلة التي فرضها تفشي فيروس كورونا أدت إلى إنتاج اتجاهات حديثة في الملابس ومستحضرات التجميل، وأن مبيعات منتجات العناية بالبشرة شهدت ارتفاعاً في ظل الجائحة، في مقابل قلة استهلاك مستحضرات التجميل، لا سيما أحمر الشفاه.
وجاءت الجائحة في صالح مواد العناية بالبشرة، إذ تقلص استهلاك أحمر الشفاه بنسبة 70 في المائة هذا العام، وفقاً لـ«إن بي دي غروب إنك»، وهي شركة لأبحاث السوق ذكرت أن منتجات العناية بالبشرة تفوقت على مستحضرات التجميل كفئة أولى في سوق صناعة التجميل من يناير (كانون الثاني) إلى أغسطس (آب).
وحسب وكالة «أسوشيتد برس»، فإن مبيعات أحمر الشفاه عادة ما تلقى رواجاً في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة؛ بسبب ميل النساء للشعور بالرضا، لكن مبيعات مستحضرات التجميل متقلبة بسبب الجائحة.
وتعمل سلاسل التجميل مثل «ألتا»، والمتاجر الكبرى مثل «ماكيز»، على زيادة العروض للمرطبات ومنتجات الاستحمام والعناية بالجسم. وتعاونت سلسلة «وولمارت» مع شركة «يونيلفير»، الشركة المنتجة لمنتجات للعناية بالبشرة، لإطلاق أكشاك تسمى «أوجد مكانك السعيد»، التي تستهدف العملاء الذين يتطلعون إلى التخلص من الإرهاق، وتلك الخطة كانت موجودة قبل الجائحة، لكن وجود الوباء عجّل في تنفيذها.

وشهدت شركات تعمل في هذا المجال مثل «سينت جوليريز» و«بلو نايل» زيادة في مبيعات الأقراط التي يمكن رؤيتها في مكالمات الفيديو، وعندما تضع النساء الأقنعة الواقية. وتعمل المتاجر الكبرى في الولايات المتحدة على توسيع عروض الملابس غير الرسمية، لأن المزيد من الأشخاص يلازمون منازلهم في ظل الموجة الثانية لـ«كورونا».
وذكر التقرير أن جائحة «كورونا» بالنسبة للكثيرين، ومع قيود الإغلاق في عدد من البلدان، تسببت في تمضية وقت أطول مع «أنفسهم»، ربما أطول من أي وقت مضى. ووفقاً للوكالة، أجبر الناس على الاطلاع على أنفسهم في نقاشات «زووم»، أو تمضية مزيد من الوقت بملابس المنزل. كل هذا جعل الكثيرين يفكرون في أنفسهم، ليس فقط بشراء ملابس أو مستحضرات تجميل، ولكن بإعادة تشكيل الأولويات وأهداف الحياة.
وتابع التقرير أن عام 2020 أكد للكثيرين حقيقة مفادها أن المخاوف بشأن طول العمر، أو مواجهة الموت، ليست مجرد افتراضات، بعدما حصد الفيروس المستجد حياة عشرات الآلاف، لكن على الرغم من ذلك، يشهد زمن الجائحة «ثورة» في معنى الاعتناء بالنفس، بتحديد الأولويات أو ما يُسمى «الرعاية الذاتية»، وتخصيص وقت أطول لأنفسنا.

ويقول رود ليتل، الرئيس التنفيذي لإحدى شركات منتجات العناية الشخصية، إن «الناس كائنات اجتماعية، وحين قل التواصل الاجتماعي في زمن الجائحة، التفت الناس إلى التركيز على أنفسهم».
في سياق متصل، تقول تونيا سبيكس، من ولاية ساوث كارولينا الأميركية، وعمرها (43 عاماً)، إنها قبل الجائحة كانت تتنقل من المنزل للعمل، ولكن الآن، أصبح لديها وقت أكبر لممارسة التمارين، حتى وقت أطول للاستحمام، وتتابع: «الاعتناء بنفسي هو إحدى الطرق التي تجعلني أشعر بالتحكم في حياتي».
وعد التقرير أن العناية بالنفس ليست شيئاً جديداً بالطبع، لكنها ربما لم تكن أولوية في عصر ما قبل الجائحة، بسبب انشغال الكثيرين، وبعد قرابة ثمانية أشهر من الواقع الجديد الذي فرضه فيروس «كورونا»، فقد أعاد الوباء للأذهان أنه إذا لم نعتنِ بأنفسنا، فكيف يمكننا القيام بالوظائف ورعاية الأحباء؟



رحيل عبد الله النعيم... المعلم والمهندس قبل أن يحمل الابتدائية

الراحل عبد الله العلي النعيم
الراحل عبد الله العلي النعيم
TT

رحيل عبد الله النعيم... المعلم والمهندس قبل أن يحمل الابتدائية

الراحل عبد الله العلي النعيم
الراحل عبد الله العلي النعيم

محطات كثيرة ولافتة وعجيبة شكلت حياة عبد الله العلي النعيم، الذي رحل، الأحد، بعد رحلة طويلة في هذه الحياة تجاوزت تسعة عقود، كان أبرزها توليه منصب أمين مدينة الرياض في بدايات سنوات الطفرة وحركة الإعمار التي شهدتها معظم المناطق السعودية، وسبقتها أعمال ومناصب أخرى لا تعتمد على الشهادات التي يحملها، بل تعتمد على قدرات ومهنية خاصة تؤهله لإدارة وإنجاز المهام الموكلة إليه.

ولد الراحل النعيم في مدينة عنيزة بمنطقة القصيم وسط السعودية عام 1930، والتحق بالكتاتيب وحلقات التعلم في المساجد قبل إقرار المدارس النظامية، وأظهر نبوغاً مبكراً في صغره، حيث تتداول قصة عن تفوقه، عندما أجرى معلمه العالم عبد الرحمن السعدي في مدرسته بأحد مساجد عنيزة مسابقة لحفظ نص لغوي أو فقهي، وخصص المعلم جائزة بمبلغ 100 ريال لمن يستطيع ذلك، وتمكن النعيم من بين الطلاب من فعل ذلك وحصل على المبلغ، وهو رقم كبير في وقته يعادل أجر عامل لمدة أشهر.

محطات كثيرة ولافتة وعجيبة شكلت حياة عبد الله العلي النعيم

توجه الشاب النعيم إلى مكة بوصفها محطة أولى بعد خروجه من عنيزة طلباً للرزق وتحسين الحال، لكنه لم يجد عملاً، فآثر الذهاب إلى المنطقة الشرقية من بلاده حيث تتواجد شركة «أرامكو» ومشاريعها الكبرى، وتوفّر فرص العمل برواتب مجزية، لكنه لم يذهب للشركة العملاقة مباشرة، والتمس عملاً في إحدى محطات الوقود، إلى أن وجد عملاً في مشروع خط التابلاين التابع لشركة «أرامكو» بمرتب مجز، وظل يعمل لمدة ثلاث سنوات ليعود إلى مسقط رأسه عنيزة ويعمل معلماً في إحدى مدارسها، ثم مراقباً في المعهد العلمي بها، وينتقل إلى جدة ليعمل وكيلاً للثانوية النموذجية فيها، وبعدها صدر قرار بتعيينه مديراً لمعهد المعلمين بالرياض، ثم مديراً للتعليم بنجد، وحدث كل ذلك وهو لا يحمل أي شهادة حتى الابتدائية، لكن ذلك اعتمد على قدراته ومهاراته الإدارية وثقافته العامة وقراءاته وكتاباته الصحافية.

الراحل عبد الله العلي النعيم عمل مديراً لمعهد المعلمين في الرياض

بعد هذه المحطات درس النعيم في المعهد العلمي السعودي، ثم في جامعة الملك سعود، وتخرج فيها، وتم تعيينه أميناً عاماً مساعداً بها، حيث أراد مواصلة دراسته في الخارج، لكن انتظرته مهام في الداخل.

وتعد محطته العملية في شركة الغاز والتصنيع الأهلية، المسؤولة عن تأمين الغاز للسكان في بلاده، إحدى محطات الراحل عبد الله العلي النعيم، بعد أن صدر قرار من مجلس الوزراء بإسناد مهمة إدارة الشركة إليه عام 1947، إبان أزمة الغاز الشهيرة؛ نظراً لضعف أداء الشركة، وتمكن الراحل من إجراء حلول عاجلة لحل هذه الأزمة، بمخاطبة وزارة الدفاع لتخصيص سيارة الجيش لشحن أسطوانات الغاز من مصدرها في المنطقة الشرقية، إلى فروع الشركة في مختلف أنحاء السعودية، وإيصالها للمستهلكين، إلى أن تم إجراء تنظيمات على بنية الشركة وأعمالها.

شركة الغاز والتصنيع الأهلية تعد إحدى محطات الراحل عبد الله العلي النعيم

تولى النعيم في بدايات سنوات الطفرة أمانة مدينة الرياض، وأقر مشاريع في هذا الخصوص، منها إنشاء 10 بلديات في أحياء متفرقة من الرياض، لتسهيل حصول الناس على تراخيص البناء والمحلات التجارية والخدمات البلدية. ويحسب للراحل إقراره المكتب التنسيقي المتعلق بمشروعات الكهرباء والمياه والهاتف لخدمة المنازل والمنشآت وإيصالها إليها، كما طرح أفكاراً لإنشاء طرق سريعة في أطراف وداخل العاصمة، تولت تنفيذها وزارة المواصلات آنذاك (النقل حالياً)، كما شارك في طرح مراكز اجتماعية في العاصمة، كان أبرزها مركز الملك سلمان الاجتماعي.

تولى النعيم في بدايات سنوات الطفرة أمانة مدينة الرياض