التحالف الإقليمي ـ الدولي يستهدف مواقع «داعش» في دير الزور

دمشق تنفي بناء مجمع نووي

التحالف الإقليمي ـ الدولي يستهدف مواقع «داعش» في دير الزور
TT

التحالف الإقليمي ـ الدولي يستهدف مواقع «داعش» في دير الزور

التحالف الإقليمي ـ الدولي يستهدف مواقع «داعش» في دير الزور

شن الطيران الحربي التابع لقوات التحالف الإقليمي الدولي، 15 غارة على مواقع لتنظيم «داعش» بريف دير الزور الشرقي، بالتزامن مع قصف القوات السورية النظامية مواقع للتنظيم في ريف مدينة الحسكة الغربي والجنوبي بالأسلحة الثقيلة.
وقال «مكتب أخبار سوريا» إن طائرات التحالف قصفت بلدة الشعيطات بريف دير الزور الشرقي مستهدفة حاجزا لـ«داعش» في مدخل البلدة من الجهة الشرقية، كما استهدفت بغارة أخرى بناء مفرزة الأمن العسكري سابقا، ومحيط نبع عين علي الأثري في بادية بلدة القورية بغارتين، كما تم استهداف موقع لمصافي النفط في بادية بلدة الطيانة بغارتين.
وانتهت سلسلة الغارات في مدينة الميادين، حيث شنت مقاتلات التحالف 7 غارات متتالية على أطراف المدينة استهدفت محيط بناء المحكمة الشرعية سابقا، وثانوية الصناعة، وشركة الكهرباء، واستهدفت الغارات أيضا موقعا لمصافي النفط في بادية المدينة.
وبالتزامن، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بقصف الطيران الحربي السوري مناطق في بلدة عياش بالريف الغربي لمدينة دير الزور، وقال «مكتب أخبار سوريا» إن القوات السورية النظامية المتمركزة في ثكنة جبل كوكب العسكرية شرقي مدينة الحسكة، قصفت مواقع لتنظيم «داعش» في ريف المدينة الغربي والجنوبي بالأسلحة الثقيلة. ونقل المكتب عن الناشط المدني محمد العمر قوله إن القصف تزامن مع استنفار وتشديد للقوات النظامية داخل مدينة الحسكة، تمثل بانتشار أمني مكثف وتفتيش للمارة والسيارات قرب مبنى حزب «البعث» في سوريا، بمركز المدينة ومنع الاقتراب منه.
وأشار المكتب إلى أن اشتباكات اندلعت بين مقاتلين من «وحدات حماية الشعب» الكردية، وعناصر من «داعش» قرب قرية توينة غربي الحسكة.
وفي سياق متصل، أكد صالح شيخموس، أحد سكان مدينة الحسكة، أن الوحدات أحبطت محاولة تفجير سيارة مفخخة كان من المخطط أن تستهدف مقرها في منطقة صفيا شمال المدينة، وذلك عبر تفجيرها، بعد إجبار سائقها على الترجل منها وأسره قبل وصولها إلى حاجز الوحدات.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن وحدات من الجيش والقوات المسلحة وجهت «ضربات محكمة على معاقل التنظيمات الإرهابية التكفيرية في ريف حمص الشرقي، وأوقعت الكثير من أفرادها قتلى ومصابين».
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري تأكيده أن عمليات الجيش أسفرت عن «مقتل وإصابة الكثير من الإرهابيين في قرية رحوم الواقعة بأقصى الريف الشرقي على مقربة من الحدود الإدارية مع محافظة الرقة، حيث تواصل وحدات الجيش ملاحقة فلول تنظيم داعش وتكبيده مزيدا من الخسائر في الأفراد والعتاد». ونقلت «سانا» عن مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية قوله إنه «بدعم من الحكومة السورية تم حتى الآن إدخال نحو 60 ألف سلة غذائية وإخراج نحو 7 آلاف حالة مرضية من مخيم اليرموك»، للاجئين الفلسطينيين في العاصمة السورية.
في هذا الوقت، نفى النظام السوري أن يكون بصدد بناء مجمع نووي كما نشرت مجلة «دير شبيغل» الألمانية. ونقلت «سانا» عن أحد المصادر، تأكيده نفي سوريا «الادعاءات جملة وتفصيلا»، مؤكدة أنها تأتي جزءا من «المؤامرة التي تستهدفها شعبا وأرضا من خلال حملة التضليل الإعلامي والضغوط التي تمارسها بعض القوى الإقليمية والدولية عبر بعض وسائل الإعلام المأجورة والشريكة في العدوان على سوريا».
وذكرت أسبوعية «دير شبيغل» في عددها الذي صدر السبت الماضي أن الرئيس السوري بشار الأسد يعمل سرا على بناء مجمع تحت الأرض بإمكانه تصنيع أسلحة نووية. وقالت المجلة إن المصنع يقع في منطقة جبلية وعرة المسالك في غرب البلاد على بعد كيلومترين من الحدود اللبنانية قرب القصير، مستندة، بحسب قولها، إلى «وثائق حصرية» وصور التقطتها الأقمار الصناعية ومحادثات اعترضتها أجهزة الاستخبارات.



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم