تهديد غربي بمعاقبة معرقلي العملية السياسية في ليبيا

TT

تهديد غربي بمعاقبة معرقلي العملية السياسية في ليبيا

بينما بدأت الأمم المتحدة الاستماع إلى شهادات بعض الأعضاء، الذين شاركوا في ملتقى الحوار السياسي الليبي في تونس، بخصوص تعرضهم لمحاولة رشوة من قبل بعض المرشحين لشغل مناصب في السلطة الجديدة بالبلاد، رحّبت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا، في بيان مشترك أمس، بنتائج الجولة الأولى من الملتقى، الذي انعقد في تونس الأسبوع الماضي، بموجب القرار الأممي رقم 2510 لعام 2020، ومخرجات مؤتمر برلين بشأن ليبيا.
واعتبر البيان أن اتفاق الليبيين على خطة للتحضير للانتخابات الوطنية في 24 ديسمبر (كانون الأول) العام المقبل «خطوة مهمة من أجل استعادة سيادة ليبيا والشرعية الديمقراطية للمؤسسات الليبية». ودعا مجدداً جميع الأطراف إلى التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، مشيداً بالجهود المبذولة من الأطراف الليبية خلال اجتماعاتهم من أجل العمل على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في مدن غدامس وسرت والبريقة.
كما رحّبت الدول الأربع باستئناف إنتاج النفط على نطاق واسع، وبالمحادثات الليبية حول إصلاح إجراءات السلامة في منشآت إنتاج النفط. كما أعربت عن تفاؤلها بشأن الاجتماع القادم لملتقى الحوار السياسي الليبي، بقولها: «نحن نشارك وندعم هدفه، المتمثل في خلق توافق في الآراء حول المؤسسات الحكومية الجديدة، بناءً على اتفاق تونس بشأن هيكل وحقوق المجلس الرئاسي، ورئيس منفصل للحكومة يقود المرحلة الانتقالية»، لافتة إلى أن مثل هذا الاتفاق «من شأنه أن يرسل إشارة قوية تعبر عن الوحدة السياسية، والمسؤولية الليبية عن مستقبل البلاد».
وهنّأ البيان رئيسة البعثة الأممية بالإنابة ستيفاني ويليامز على عملها الممتاز، وجدّد دعمه للعملية التي تقودها البعثة، داعياً جميع الجهات الفاعلة الليبية والدولية إلى الامتناع عن المبادرات الموازية وغير المنسقة، التي يمكن أن تقوض جهود الأمم المتحدة.
وفي تهديد لمعرقلي العملية السياسية، قال البيان: «نحن على استعداد لاتخاذ إجراءات ضد أولئك الذين يعرقلون ملتقى الحوار السياسي الليبي، وغيره من مسارات عملية برلين، وكذلك ضد كل من يختلس أموال الدولة، أو يرتكب انتهاكات لحقوق الإنسان»، مؤكداً وقوف الدول الأربع وراء الغالبية العظمى من الليبيين، الذين يرفضون الوضع الراهن، ومحاولات الحلول العسكرية واستخدام القوة والإرهاب، ونشاركهم معارضتهم لأي تدخل أجنبي، وندعم رغبتهم في الدخول في حوار سلمي ووطني.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.