الأزهر يدعو لتأهيل الشباب ثقافياً ودينياً لمواجهة «التنظيمات المتطرفة»

حذر من مساعي «داعش» لتجنيدهم بـ«أكاذيب الاغتراب داخل المجتمعات»

TT

الأزهر يدعو لتأهيل الشباب ثقافياً ودينياً لمواجهة «التنظيمات المتطرفة»

دعا «مرصد الأزهر لمكافحة التطرف» في القاهرة، أمس، إلى «تأهيل الشباب ثقافياً ودينياً لمواجهة (التنظيمات الإرهابية)، وحمايتهم من الوقوع في (براثن التطرف)»، محذراً من «مساعي (داعش) الإرهابي لتجنيد الشباب عبر (اللعب) بورقة (أكاذيب الشعور النفسي لدى الشباب بالاغتراب داخل مجتمعه)، وهو الأمر الذي يجعل من هؤلاء الشباب (فرائس) سهلة لتحقيق أهداف التنظيم الإرهابي».
وأبرز مرصد الأزهر، في تقرير له أمس «ملامح الحياة الاجتماعية داخل تنظيم (داعش) الإرهابي»، لافتاً إلى أن «التنظيم تباهي (كذباً في وقت سابق)، عبر المنصات الإلكترونية، بتنوع الروابط الاجتماعية داخله، بصفتها مصدر قوة في استقطاب عناصر جُدد، مستنداً في ذلك إلى انضمام رجال ونساء، من شرائح وطبقات اجتماعية متنوعة، بالدول النامية أو المتقدمة».
وأوضح مرصد الأزهر أن «التنظيم الإرهابي لعب على (وهم الاندماج الاجتماعي)، باعتباره العملية التي يتم من خلالها دمج القادمين الجُدد أو الأقليات في الهيكل الاجتماعي للمجتمع المضيف، فيتم إيهامهم (كذباً) بسرعة اندماجهم بين أقرانهم في الوسط الدامي للتنظيم، وذلك عن طريق رفع شعار (إزالة الحدود بين الدول)».
وتحدث المرصد أيضاً عن «الخوف الاجتماعي» عند «داعش»، لافتاً إلى أنه «خوف ناتج عن التفاعل أو التحدث مع الآخرين نتيجة الوحشية التي يتعامل بها عناصر التنظيم مع الجميع، الأمر الذي ترك أثراً سيئاً في أذهان الهاربين والهاربات من قبضة التنظيم»، فضلا ًعن «الاستبعاد الاجتماعي»، وهو «ملمح غلب على أعضاء (داعش) دون القيادات داخل التنظيم».
أما عن «الفخر الاجتماعي» عند التنظيم الإرهابي، فأكد مرصد الأزهر أنه «يظهر من خلال الانتصارات (الزائفة) لدى التنظيم، فور انعقاد الجلسة القائمة بين أعضاء التنظيم لتوزيع النساء على الرجال عند اختطافهن»، موضحاً أن «الرفض الاجتماعي ملمح آخر يعتري الحياة الاجتماعية للتنظيم الإرهابي، ويظهر ذلك من كثرة الملاحقات الأمنية لعناصر التنظيم، و(وصمات العار الاجتماعية) التي تلحق بمن انضم إلى التنظيم، ليعيشوا في عزلة تامة في المجتمعات، ورفض من الجميع لهم».



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.