أظهر أتلتيكو مدريد أنه قادر على انتزاع بطولة الدوري الإسباني بعد أن ألحق ببرشلونة هزيمة جديدة 1 - صفر ضمن المرحلة العاشرة التي شهدت تعثرا لريال مدريد بالتعادل 1 - 1 أمام فياريال.
وربما يكون خطأ الحارس الألماني لنادي برشلونة مارك - أندريه تير شتيغن هو السبب في خسارة فريقه، إلا أن أتلتيكو أظهر صلابة ليحقق فوزه الأول على النادي الكاتالوني في الدوري منذ 10 سنوات. وسجل البلجيكي يانيك كاراسكو هدف المباراة الوحيد لأتلتيكو في الدقيقة الأخيرة للشوط الأول بعد خروج غير مبرر لتير شتيغن لنحو 35 مترا من مرماه، ليمرر المهاجم الكرة من بين رجليه ويعبره ويسكنها الشباك بأريحية.
وهو الفوز الأول للمدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني الذي تولى الإشراف على أتلتيكو قطب العاصمة الثاني في ديسمبر (كانون الأول) 2011 على حساب برشلونة في الدوري بعد 17 مباراة فشل خلالها في الخروج منتصرا (11 هزيمة وستة تعادلات)، والأول للفريق منذ عام 2010.
واطمأن أتلتيكو على تشكيلته التي تستعد لمواجهة لوكوموتيف موسكو الروسي في دوري الأبطال الأربعاء، بعدما رفع الفريق رصيده إلى 20 نقطة بفارق الأهداف عن ريال سوسييداد المتصدر الذي يلعب لاحقاً مع قادش، فيما بقي برشلونة الذي تنتظره رحلة إلى أوكرانيا لملاقاة دينامو كييف غداً بدوري الأبطال في المركز العاشر بـ11 نقطة.
وأتلتيكو هو الفريق الوحيد الذي لم يخسر أي مباراة منذ مطلع الموسم الحالي، كما يتمتع بأفضل خط دفاع، حيث لم تمن شباكه سوى بهدفين في 8 مباريات، كما أنه صاحب ثاني أفضل خط هجوم (18 هدفا) بعد ريال سوسييداد (20 هدفا). وقال سيميوني عقب المباراة: «الفوز يمنحنا الحماس لمزيد من العمل، نريد الحفاظ على هذا الترابط في الملعب. قلت إن العام الماضي كان موسما انتقاليا، وهذا يمكن رؤيته الآن، نحن نعمل بشكل أفضل بكثير من ذي قبل، واللاعبون أكثر انسجاما».
ورفض سيميوني الحديث عن ترشيح فريقه للقب، لكن كوكي قائد الفريق وهو اللاعب الوحيد المتبقي من التشكيلة المتوجة بلقب دوري 2014 لم يستبعد الأمر تماما، وأشار إلى أن معاناة الغريمين برشلونة وريال مدريد قد تصب في صالح منافس آخر وتعلن عن بطل جديد، وقال: «فرق القمة تعاني من تراجع في الوقت الحالي، لذا لم لا نفكر في الفوز بالدوري. لكن نحن نتحلى بالهدوء لأن الموسم ما زال طويلا».
ولم تشهد المباراة المواجهة المرتقبة بين مهاجم أتلتيكو مدريد الأوروغواياني المخضرم لويس سواريز وناديه السابق برشلونة بعدما ثبت أن الأخير ما زال متأثرا بفيروس «كورونا» ونتيجة مسحاته ما زالت إيجابية.
أما برشلونة الذي يبدو أنه يترنح بشدة فلم تتوقف خسائره على الـ3 نقاط، فقد خسر أيضا جهود قلب دفاعه جيرار بيكيه الذي خرج باكياً في الدقيقة 61 بعد إصابة قوية في ركبته إثر التحام مع الأرجنتيني أنخيل كوريا.
وأعلن نادي برشلونة في تغريدة على تويتر أن بيكيه «يعاني من التواء في الركبة اليمنى. كما يعاني سيرجي روبرتو من إصابة في عضلة الفخذ اليمنى. وسيخضع كلاهما لمزيد من الفحوصات المتعمقة لتحديد مدى خطورة إصابتهما».
وبحسب تقارير صحافية كاتالونية، فإن بيكيه قد يغيب بين 6 و8 أسابيع وربما أكثر.
وأعرب المدرب الهولندي رونالد كومان عن قلقه حيال الإصابة قائلا: «هناك الكثير من الإصابات بسبب الجدول المزدحم. أنا قلق نعم». وعن المباراة قال: «كان الهدف خطأ من جانبنا، لم يكن ينبغي أن يحدث هذا. في النهاية المدرب يتحمل كامل المسؤولية، أنا مسؤول. نحن نعلم أنه يتعين علينا تحسين النتائج. نحن نعمل، أحاول وضع أفضل تشكيلة متاحة لكل مباراة، ما الذي يمكنني فعله أكثر من ذلك؟». وأضاف «لا أشعر بالقلق من موقعنا في جدول الدوري الآن، نحتاج فقط إلى التركيز على الفوز بسلسلة مباريات متتالية وهذا أهم شيء في الوقت الحالي».
وسيكون غياب بيكيه ضربة قاسية لكومان الذي يفتقد أصلا خدمات سيرجيو بوسكيتس بسبب التواء في الرباط الصليبي، وأنسو فاتي الذي خضع لجراحة في الغضروف ويغيب لنحو 5 أشهر.
لكن أزمات برشلونة الواضحة في المواجهات المحلية الأخيرة وآخرها أمام أتلتيكو هي عجزه عن اختراق دفاعات الخصوم، رغم فرصتين حقيقيتين حين انفرد الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي لم يكن له تأثير كبير في المباراة، بالحارس السلوفيني يان أوبلاك المتعافي من إصابة في كتفه، وأهداه إياها بين يديه 41، ورأسية للفرنسي كليمان لانغليه تصدى لها أوبلاك بسهولة.
وفشل ريال مدريد حامل اللقب بالخروج فائزا حين أجبره مضيفه فياريال على التعادل 1 - 1، في نتيجة غير مطمئنة للفريق الملكي قبل الاستحقاق الأوروبي الأسبوع المقبل.
وسجل ماريانو دياز هدف الريال في الدقيقة الثانية من المباراة، وعادل جيرار مورينو لفياريال في الدقيقة 76 من ركلة جزاء، ليرفع ريال رصيده إلى 17 نقطة في المركز الرابع.
وكان فريق العاصمة الإسبانية يمنّي النفس بفوز ينهض فيه من كبوته الأخيرة بعد سقوطه أمام فالنسيا 1 - 4 في المرحلة التاسعة قبل النافذة الدولية.
ومثل برشلونة لم يكن نزيف النقاط فقط هو خسارة الريال ريال في المباراة فقد فَقَدَ أيضا خدمات مدافعه سيرجيو راموس ومهاجمه الفرنسي كريم بنزيما بسبب الإصابة، فاستبدلهما المدرب الفرنسي زين الدين زيدان من خلال إشراك ناتشو وماريانو.
وغاب أيضا كل من البرازيلي مارسيلو والأوروغواياني فيديريكو فالفيردي وماركو أسينسيو عن التشكيلة الأساسية، ولعب عوضاً عنهم دانيال كارفاخال والفرنسي فيرلان مندي والنرويجي مارتن أوديغارد. لكن المباراة شهدت عودة البلجيكي إيدن هازارد من الحجر الصحي بعد إصابته بفيروس «كورونا» المستجد. وقال زيدان بعد المباراة: «فقدنا نقطتين بسبب ركلة الجزاء، هذه أشياء تحدث في كرة القدم، لكن النتيجة تزعجني بسبب المجهود الذي بذله اللاعبون».
برشلونة يتهاوى والريال يترنح... والدوري الإسباني ينتظر بطلاً جديداً
أتلتيكو مدريد ينتزع أول فوز على نظيره الكاتالوني منذ 10 سنوات... وزيدان مستاء من ضياع الفرص
برشلونة يتهاوى والريال يترنح... والدوري الإسباني ينتظر بطلاً جديداً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة