حذرت الحكومة الفلسطينية وأوساط دينية وسياسية في مدينة الخليل، من مشاريع تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمجالس الاستيطانية، وتستهدف السيطرة والاستيلاء بشكل كامل على الحرم الإبراهيمي في المدينة، علماً بأنها تسيطر اليوم على نحو 60 في المائة.
وقال ناطق بلسان الحكومة، إن مصادر إسرائيلية أفصحت لها بأن ما يبدو اليوم «مشروعاً صغيراً لبناء مصعد كهربائي لخدمة المصلين اليهود ذوي الاحتياجات الخاصة، هو جزء من مشروع كان قد وضعه وزير الأمن السابق، نفتالي بنيت، زعيم اتحاد أحزاب اليمين المتطرف (يمينا)، وكشف تفاصيله في خطاب ألقاه في الثاني من شهر مارس (آذار) الماضي، خلال حفل لوضع حجر الأساس لحي استيطاني جديد في قلب الخليل. فقد أعلن بنيت يومها أنه «منح الضوء الأخضر لتنفيذ مشروع تطوير الحرم الإبراهيمي»، مشيراً إلى أنه «يجب فرض السيادة الإسرائيلية على (مستوطنة) كريات أربع (الواقعة على مشارف الخليل) والحرم الإبراهيمي ومحيطه».
ويتضمن المشروع، حسب تقرير لحركة «سلام الآن» الإسرائيلية، مصادرة أراض فلسطينية في الخليل لإقامة طريق لمرور زوار الحرم الإبراهيمي من اليهود ذوي الاحتياجات الخاصة، فضلاً عن إقامة مصعد لهم، ومصادرة صلاحيات الأوقاف الفلسطينية ووضع نظام جديد لصلاة اليهود والمسلمين في الحرم.
المعروف أن الحرم الإبراهيمي يقوم حول ضريح نبي الله إبراهيم عليه السلام، وقد كان تحت مسؤولية الأوقاف. وبعد اتفاقيات أوسلو، أصبح خاضعاً للسلطة الفلسطينية وبلدية الخليل. وفي سنة 1994، نفذ إرهابي يهودي من المستوطنين في الخليل، الطبيب باروخ غولدشتاين، باقتحام قاعة الصلاة في عز صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك، وراح يطلق الرصاص بشكل عشوائي على مئات المصلين المسلمين وهم راكعون خاشعون. فقتل 29 مصلياً منهم، وأصاب المئات بجراح. وتدخلت قوات الاحتلال لمنع المساس به فقتلت 20 فلسطينياً آخرين. وفي ذلك الوقت نصح الخبراء رئيس الوزراء، إسحاق رابين، بإخلاء المستوطنين تماماً من الخليل. لكنه رفض. بل إنه قرر تقسيم الحرم الإبراهيمي، بين المسلمين واليهود. واليوم تسعى إسرائيل للاستيلاء بشكل كامل على هذا الحرم، الأمر الذي يناقض الاتفاقيات الثنائية والقوانين الدولية. ويرى الفلسطينيون أن الادعاءات بأن بناء المصعد جاء لخدمة إنسانية هو ادعاء كاذب، وأن الحقيقة هي أن إسرائيل تريد تسهيل اقتحام الحرم بقواتها، لذلك تبني ذلك المشروع.
وقال مدير الحرم الإبراهيمي، الشيخ حفظي أبو سنينة، في تصريحات صحافية، إن «الحرم الإبراهيمي؛ قلب مدينة الخليل وعنوانها، لم يسلم من شر المحتل، الذي يطالعنا كل يوم بتعدٍّ جديد على الحرم، وكان آخرها قرار بينت جعل الحرم تحت سيادة الاحتلال، وهذا مخالف للشرائع والقوانين الدولية كافة، الخاصة بحماية المساجد. فهذا الحرم يخضع للسيادة الفلسطينية، بإدارة وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، إلا أن الاحتلال يتخذ العديد من القرارات التي تقضي بمصادرة الأراضي حول الحرم، وإقامة مصعد من أجل تسهيل وصول (اقتحام) المستوطنين للحرم الإبراهيمي».
وقال أبو سنينة، إن «قرار الوزير الإسرائيلي، هو تعدٍّ خطير على حرمة المسجد، واستفزاز لمشاعر المسلمين، ومحاولة لتأجيج الصراع في تلك المنطقة. وقرار مصادرة الأراضي وإقامة المصعد، يأتي ضمن سلسلة مخططات الاحتلال للهيمنة والسيطرة التامة على باحات وساحات ومرافق الحرم الإبراهيمي بالخليل»، مضيفاً: «كل يوم يطالعنا الاحتلال بشيء جديد، وهذا القرار لن يتم، طالما أن هناك أصحاب حق».
المستوطنون يسعون للسيطرة الكاملة على الحرم الإبراهيمي
المستوطنون يسعون للسيطرة الكاملة على الحرم الإبراهيمي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة