إصابة طفل فلسطيني برصاص الاحتلال في اليوم العالمي للطفل

جنود إسرائيليون يعتقلون فلسطينياً خلال اشتباكات في بلدة كفر مالك بالضفة أمس (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون يعتقلون فلسطينياً خلال اشتباكات في بلدة كفر مالك بالضفة أمس (أ.ف.ب)
TT
20

إصابة طفل فلسطيني برصاص الاحتلال في اليوم العالمي للطفل

جنود إسرائيليون يعتقلون فلسطينياً خلال اشتباكات في بلدة كفر مالك بالضفة أمس (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون يعتقلون فلسطينياً خلال اشتباكات في بلدة كفر مالك بالضفة أمس (أ.ف.ب)

في الوقت الذي أحيا فيه الفلسطينيون يوم الطفل العالمي، أمس الجمعة، بمطالبة إسرائيل بإطلاق سراح 170 طفلا أسيرا، أصيب طفل بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، في ساعات الصباح، خلال عمليات قمع نفذتها قوات الاحتلال، وسط مدينة الخليل.
وقال وزير التنمية الاجتماعية مجدلاني، إن يوم الطفل العالمي يشهد على معاناة أطفال فلسطين تحت الاحتلال الذي ما زال ورغم جميع الظروف التي يمر بها العالم يعتقل نحو 170 طفلا في سجونه، محملا الاحتلال المسؤولية عن حياتهم في ظل انتشار فيروس كورونا، وداعيا جميع مؤسسات حقوق الإنسان إلى التدخل العاجل للإفراج عن الأسرى الأطفال.
وتابع مجدلاني أن «يوم الطفل العالمي يذكرنا بمسؤولية المجتمع الدولي والمنظمات الدولية لمناصرة أطفال فلسطين وصيانة حقوقهم والضغط بشكل فاعل وحقيقي على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لكي تلتزم بالمواثيق الدولية الداعية لاحترام حقوق الأطفال، والإفراج الفوري عن جميع الأطفال الفلسطينيين المعتقلين في سجونها، ووقف الممارسات العنصرية والانتهاكات المتكررة بحق الطفولة في الأراضي الفلسطينية». ودعا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته أيضا تجاه أطفال القدس وما يتعرضون له من انتهاكات سواء من الاحتلال الإسرائيلي أو المستوطنين، وطالب بتوفير بيئة آمنة لتمكين أطفالنا من حقهم في التعليم والصحة والمشاركة بعيدا عن سياسات الترهيب والعنف الممارس بحقهم.
وكان أمس شهد عدة عمليات تنكيل وقمع في مختلف أنحاء الضفة الغربية، وبشكل خاص في محافظة الخليل. فأصيب طفل يبلغ من العمر 15 عاما، بعيار مطاطي في الفخذ، عندما دهمت قوات الاحتلال شارع الشهداء وسط المدينة. وفي منطقة أرنبة في بلدة حلحول، الواقعة شمال الخليل، حضر عشرات المستوطنين، فجر أمس، وسط حماية جنود الاحتلال. وراحوا يقيمون طقوسا تلمودية وصلوات ثم راحوا يتجولون بين المنازل الفلسطينية، زاعمين أن هذه منطقة يهودية محتلة. وأنها واحدة من نحو 800 موقع في الضفة الغربية يطالبون بضمها إلى التراث اليهودي.
وفي بلدة كفر مالك شرق رام الله، أصيب مدير عام العمل الشعبي ودعم الصمود في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، عبد الله أبو رحمة، بقنبلة غاز في كتفه، وأصيب آخرون بالاختناق، خلال قمع جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، مسيرة منددة بإقامة بؤرة استيطانية جديدة في منطقة راس التين التابعة لأهالي القرية. وقد اعتقل الجنود المسعف محمد حسين حامد (26 عاما)، أثناء محاولته تقديم العلاج للمصابين.
وفي كفر قدوم، أصيب شاب في العشرين بعيار معدني في الرأس، والعشرات بحالات اختناق، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان، والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 17 عاما.
وفي قريتي اللبن الشرقية وقريوت جنوب نابلس، جرّفت قوات الاحتلال مساحات من الأراضي، التي صادرتها لصالح بؤرتين استيطانيتين «جفعات هروئيه» و«جفعات هرئيل». ومنعت أصحاب الأراضي من الوصول إليها. واعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيا على حاجز عسكري قرب مفرق مستوطنة «غوش عصيون» جنوب بيت لحم.



تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.