كثّفت القوات الأميركية المنتشرة بمناطق شرق الفرات من دورياتها العسكرية وجولاتها الميدانية ترافقت مع طلعات للطيران الحربي ومشاركة عربات برادلي. وتركزت الدوريات في المناطق النفطية خلال اليومين الماضيين حيث انطلقت دورية من حقل العمر النفطي شرق محافظة دير الزور واتجهت نحو جنوب مدينة الحسكة مروراً ببلدات الشدادي والجبسة النفطية، فيما تفقدت دورية ثانية منطقة رميلان النفطية ووصلت إلى المعبر الحدودي وتجولت في قرى وبلدات حدودية وتحدث الجنود إلى سكانها الأكراد.
كما توجهت دورية ثالثة نحو قرية «قسرك» الواقعة على الطريق الدولي السريع (m4) والقريبة من نقاط التماس مع حدود عملية نبع السلام الخاضعة لسيطرة الجيش التركي والفصائل السورية المسلحة، وشملت مناطق شرق مدينة القامشلي وناحية القحطانية أو «تربة سبية» وبلدة رميلان النفطية. وقالت مصادر ميدانية ومواقع محلية إن هذه الدوريات تهدف إلى تثبيت الأمن والسلم الأهلي ومنع ظهور خلايا تنظيم «داعش» الإرهابي.
في السياق، عززت القوات الروسية العاملة في شمال شرقي سوريا من حضورها العسكري وشملت جولاتها محافظتي الحسكة والرقة. وتُشاهد يومياً مدرعات روسية وجنود مدججون بالأسلحة الثقيلة والعربات الكبيرة بالتزامن مع تحليق الطيران الحربي على علو منخفض.
لكن سكاناً في المنطقة قالوا أيضاً إن الدوريات الأميركية زادت وتيرتها على مدار الأيام الماضية وغالباً تنتظر نظيراتها الروسية، وتنصب الحواجز وتقف عند مفترق الطرق الرئيسية والفرعية لمنع وصولها إلى معبر «سيمالكا»، أو الانتشار في المناطق المحاذية للحدود مع تركيا. وتستخدم واشنطن هذا المعبر منفذاً رئيسياً لعبور قوافلها العسكرية من قواعدها في العراق المجاور لدعم قواتها المنتشرة شرق الفرات، كما خرجت احتجاجات وتجمعات شعبية رافضة للوجود الروسي في المنطقة.
إلى ذلك، حذرت ليلوى العبد الله الناطقة الرسمية لـ«مجلس دير الزور العسكري» المدعوم من واشنطن، من الخلايا النشطة الموالية لتنظيم «داعش» المتطرف، وقالت في حديثها: «بعد القضاء عسكرياً على جغرافيته ربيع العام الماضي، لا تزال خلاياه النائمة تنشط في المنطقة لزعزعة الأمن والاستقرار ويسعى لاقتناص الفرصة من أجل عودته مجدداً».
وكشفت أن تلك الخلايا نفذت عدة عمليات الأسبوع الفائت بريف دير الزور الشرقي، استهدفت عاملين في «مجلس دير الزور المدني»، ومدنيين يعملون بحراسة الحقول النفطية في حقول «العمر» و«كونيكو» و«الجبسة»، إضافة إلى استهداف مسلحين مجهولين سيارة تقل موظفين في لجنة الرقابة والتفتيش التابعة للمجلس نفسه بالرصاص الحي، ما أدى لإصابة بعض الموظفين بجروح بليغة. وتابعت القيادية العسكرية: «إلى جانب خلايا (داعش) هناك خلايا تتبع ما يسمى (الجيش الوطني السوري) المدعوم من تركيا، وخلايا موالية للنظام السوري ومجموعات مدعومة من ميليشيات إيرانية». واعتبرت أن الأذرع الإيرانية لا تقل خطورة عن أنشطة «داعش». موضحة أن إيران «تستغل حتى خلايا (داعش) لتنفيذ أجنداتها ومصالحها بهدف ضرب الاستقرار والأمان في مناطقنا».
وأكدت ليلوى العبد الله أن قواتها تمكنت من القبض على عدة مجموعات مرتبطة بالأجهزة الأمنية التابعة للحكومة السورية والميليشيات الإيرانية. وأضافت أن «تورطهم انكشف» بعد حادثة مقتل أحد شيوخ قبيلة العكيدات العربية.
تنافس أميركي ـ روسي على تسيير دوريات شرق الفرات
تنافس أميركي ـ روسي على تسيير دوريات شرق الفرات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة