أحزاب تونسية تشكك في استقلالية حكومة المشيشي

TT

أحزاب تونسية تشكك في استقلالية حكومة المشيشي

شكك عدد من الأحزاب التونسية المعارضة في استقلالية حكومة هشام المشيشي، وقالوا في بيانات متتابعة إنها باتت تخضع لإملاءات الثلاثي البرلماني الداعم لها في إشارة إلى كل من حركة النهضة وحزب «قلب تونس» و«ائتلاف الكرامة».
وصدر هذا التشكيك عن حزب «التيار الشعبي» و«حركة مشروع تونس»، و«حركة الشعب»، حيث أكدوا على أن المشيشي بات يخضع لابتزاز تلك الأحزاب خاصةً بعد أن طالبت بإجراء تغيير وزاري وإدخال تعديلات.
وفي هذا الشأن، قال زهير الحمدي رئيس حزب التيار الشعبي المعارض، إن حكومة المشيشي لم تكن منذ البداية مستقلة واتهم الأحزاب السياسية التي قدمت لها الدعم السياسي والبرلماني بأنها جعلتها «أداة بين أيديها».
واعتبر في تصريح إعلامي، أن هامش الحركة بالنسبة للحكومة الحالية بات ضعيفا للغاية، واتهمت الأحزاب السياسية الداعمة لها بالسيطرة على قراراتها وهذا ما تؤكده الوقائع خاصةً بالنسبة لقانون المالية سواء التعديلي أو المتعلق بالسنة المقبلة على حد قوله، وأكد وجود تسويات بين هشام المشيشي والتحالف البرلماني الثلاثي المسيطر، وهي ستتضح في حال إجراء تغيير وزاري.
وفي السياق ذاته، أكد عزيز بلخضر القيادي في حركة مشروع تونس، على أن البحث عن مخرج سياسي آمن لفائدة الأحزاب الداعمة للحكومة، يمثل «مواصلة للابتزاز السياسي ومحاولة لإضعاف حكومة المشيشي».
وذهب خالد الكريشي القيادي في حركة الشعب إلى اعتبار «المشيشي أسيرا بين أيدي حركة النهضة وحزب قلب تونس وائتلاف الكرامة»، قائلا إن هذه الأحزاب تضغط من خلال مساوماتها حول قانون المالية لإجبار المشيشي على إجراء تغيير وزاري على المقاس، على حد قوله.
وكانت قيادات حركة النهضة قد أكدت من جديد على ضرورة إجراء تغيير وزاري وإدخال تعديلات على تركيبة الحكومة الحالية في القريب العاجل والأخذ بعين الاعتبار التمثيلية البرلمانية للأحزاب المكونة للحزام السياسي الداعم للحكومة.
وتمسكت الحركة التي قدمت دعما قويا لحكومة المشيشي من خلال تحالفها البرلماني مع حزب «قلب تونس»، وحزب «ائتلاف الكرامة»، بتشكيل حكومة سياسية ينتمي وزراؤها إلى الأحزاب الداعمة للحكومة. وقال منذر الونيسي عضو مجلس شورى النهضة إن الحزب يرى في هشام المشيشي قائدا جيدا للفريق الحكومي لكنه يدعوه إلى تكوين حكومة سياسية ينتمي وزراؤها إلى الأحزاب التي مكنته من التزكية البرلمانية على حد تعبيره.
وتتزامن الدعوة لإجراء تغيير وزاري مع دعوة مماثلة أطلقها حزب «قلب تونس» إذ دعا إلى تعديل تركيبة الحكومة من خلال تعيين شخصيات منتمية له في حقائب وزارية.
يذكر أن مصادر مقربة من الحكومة قد أكدت وجود نية لإجراء تغيير وزاري ولكن مع بداية شهر يناير (كانون الثاني) المقبل أي بعد التصديق على ميزانية الدولة لسنة2021. وتوقع أكثر من طرف سياسي أن يقع الاستغناء عن الوزراء المحسوبين على الرئيس التونسي قيس سعيد، مقابل دعم التشكيلة الحكومية بشخصيات مقربة من التحالف البرلماني الثلاثي.



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.