تركيا تنشئ قاعدة شمال الرقة... ومعارك ساخنة في بادية دير الزور

احتجاجات شعبية أمام قاعدة روسية في ريف الرقة تنديداً بالهجمات التركية
احتجاجات شعبية أمام قاعدة روسية في ريف الرقة تنديداً بالهجمات التركية
TT

تركيا تنشئ قاعدة شمال الرقة... ومعارك ساخنة في بادية دير الزور

احتجاجات شعبية أمام قاعدة روسية في ريف الرقة تنديداً بالهجمات التركية
احتجاجات شعبية أمام قاعدة روسية في ريف الرقة تنديداً بالهجمات التركية

أكدت مصادر عسكرية من «قوات سوريا الديمقراطية» قيام الجيش التركي والفصائل السورية ببناء قاعدة عسكرية في قرية صيدا شمال عين عيسى، ونشرت وكالة أنباء «هاوار» الكردية مقاطع فيديو مسجلة تظهر عمليات توسيع موقع عسكري على بُعد مئات الأمتار من الطريق الدولية «m4».
وبحسب سكان المنطقة؛ فقد عمدت القوات التركية إلى تعزيز نقاطها ومواقعها العسكرية على طول خطوط التماس المتركزة في محيط بلدات عين عيسى بالرقة، وتل تمر ومنطقة زركان وناحية أبو راسين بالحسكة، ضمن مناطق عملياتها العسكرية شمال شرقي سوريا، وزودتها بأجهزة رادار وتعقّب من بعد، إلى جانب مشاركة المئات من الجنود والآليات والأسلحة الثقيلة لسيطرتها على نقاط متقدمة.
وتجمع المئات من سكان ناحية عين عيسى بريف الرقة الشمالي، أمس، أمام قاعدة القوات الروسية في محيط منطقة الصوامع، تنديداً بهجمات الجيش التركي وفصائل أوقعت 3 مدنيين جرحى وطالت الأضرار الأحياء وممتلكات الأهالي. ورفعوا لافتات تطالب القوات الروسية بالتخلي عن صمتها، وكبح الانتهاكات التركية، وتنفيذ بنود اتفاقيات خفض التصعيد الموقعة نهاية العام الماضي بين واشنطن وأنقرة من جهة، وموسكو من جهة ثانية.
في هذه الأثناء، دارت اشتباكات عنيفة في بادية دير الزور بين مسلحي تنظيم «داعش» وقوات الجيش النظامي، ترافقت مع قصف للطيران الروسي الحربي على مواقع الأول.
وقالت صفحات إخبارية و«المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن عناصر التنظيم نصبوا كميناً لقوات النظام، بالقرب من منطقة فيضة ابن موينع في بادية الميادين بريف دير الزور الشرقي، أثناء توجه رتل عسكري لتمشيط المناطق الصحراوية المحاذية للحدود العراقية.
ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين تسببت في سقوط خسائر بشرية فادحة، حيث قتل 11 من عناصر النظام وميليشيا الدفاع الوطني الموالية لها، بينهم ضابط برتبة عميد. وكان قائد الفوج «137» قد أصيب وأكثر من 17 مقاتلاً بجراح متفاوتة، أعقبتها هجمات شنتها ميليشيا الدفاع الوطني، وأرسلت تعزيزات عسكرية ضخمة من الميادين نحو منطقة الاشتباك، تزامنت مع قصف روسي كثيف على مواقع التنظيم.
وكشف «المرصد» عن أن حصيلة القتلى من الأطراف المتعددة خلال الـ20 شهراً الماضية، بلغت نحو 900 قتيل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات؛ سورية وغير سورية؛ بينهم اثنان من الجنود الروس، إضافة إلى 140 من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، فيما قتل 532 من مسلحي التنظيم خلال الهجمات والقصف الجوي.
إلى ذلك؛ أفادت شبكة «دير الزور 24» الإخبارية، بوقوع شجار وخلافات في صفوف «ميليشيات الدفاع الوطني» الموالية لقوات النظام، في مقرها بمدينة دير الزور شرق سوريا. وكشفت الشبكة عن أن الخلافات تعود إلى عدم دفع رواتب العناصر منذ 3 أشهر، حيث تدخل قائد الميليشيا، ويدعى فراس الجهام، ووعد مقاتليه بصرف رواتبهم خلال مدة أقصاها 3 أيام، لكن المدة انقضت دون دفع الرواتب، وتطورت الخلافات والمشاجرات والعراك بالأيدي.
بالتزامن؛ استهدفت القوات الروسية عن طريق الخطأ حافلة كانت تقل موظفي حقل «التيم» النفطي الواقع جنوب مدينة دير الزور، بحسب موقع «نهر ميديا» الإخباري، وتعرضت الحافلة لعطل فني أخر وصولها وتسبب في استهدافها عبر قاذفة مدفعية روسية، ما أدى إلى إصابة عدد من الموظفين، الذين أسعفوا في مشافي دير الزور، ونقل بعضهم إلى العاصمة دمشق لصعوبة حالاتهم، ورجحت مصادر الموقع وفاة أحد الموظفين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».