المآتم والأفراح متهمة بنشر «كورونا» في ليبيا

التعاقد مع أطباء سودانيين لسد العجز بالمستشفيات

جانب من حملة لتعقيم المقار العامة والخدمية في ليبيا (جمعية الهلال الأحمر)
جانب من حملة لتعقيم المقار العامة والخدمية في ليبيا (جمعية الهلال الأحمر)
TT

المآتم والأفراح متهمة بنشر «كورونا» في ليبيا

جانب من حملة لتعقيم المقار العامة والخدمية في ليبيا (جمعية الهلال الأحمر)
جانب من حملة لتعقيم المقار العامة والخدمية في ليبيا (جمعية الهلال الأحمر)

كشف الدكتور خليفة الطاهر البكوش، رئيس اللجنة العلمية الاستشارية لمكافحة «كورونا» التابعة لحكومة «الوفاق» الليبية، أن تمسك المواطنين في ليبيا بإقامة الأفراح والمآتم تسبب في انتشار الفيروس على نطاق واسع، مطالباً بالكف عن التجمع في المناسبات الاجتماعية والالتزام بارتداء الكمامات. يأتي ذلك في وقت تعاقدت وزارة الصحة بالحكومة على استقدام أطباء سودانيين لسد العجز في المعاهد والمستشفيات بالبلاد.
وبينما يشتكي مواطنون ليبيون من عدم توفر أماكن لعزل ذويهم المصابين، سجل المركز الوطني أمس (الخميس)، 541 إصابة جديدة بفيروس «كورونا»، منها 242 حالة في طرابلس، و84 بمصراتة و34 بصبراتة، وجميعهم بغرب البلاد، مشيراً إلى ارتفاع العدد التراكمي إلى 76006 إصابات، بالإضافة إلى تماثل 666 حالة للشفاء لترتفع النسبة إلى 46793 متعافياً، مع تزايد الوفيات إلى 1062 حالة في عموم البلاد منذ ظهور الفيروس في ليبيا.
وفي وقت تنفذ الفرق التطوعية التابعة جمعية الهلال الأحمر الليبي فرع مصراتة حملات تعقيم واسعة تشمل مقار الجهات العامة والخدمية أسبوعياً، اختتمت مساء أول من أمس، الحملة التوعوية المجتمعية التي رعاها المركز الوطني لمكافحة الأمراض مع بلدية طرابلس المركز.
وطالب البكوش في بيان مصور بثه المركز الوطني، المواطنين بضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، لافتاً إلى أن منظمة الصحة العالمية تتوقع ارتفاع الإصابات في ليبيا إلى 4 آلاف حالة يومياً، «لذا يجب على الجميع أخذ احتياطاتهم جيداً».
ودعا البكوش المجلس الرئاسي إلى تخفيض نسبة الإشغال بالمصالح الحكومية إلى 30 في المائة، بعدما ارتفعت مؤخراً إلى أكثر من 70 في المائة، وهو ما يزيد من احتمالية تزايد الإصابات بين العاملين في هذه القطاعات. وهي الدعوة التي كررها المركز الوطني، مناشداً المواطنين التوقف عن التجمع في الأفراح والمآتم بشكل يمثل خطورة عليهم، ويسهم في انتقال الفيروس إلى مناطق أخرى.
والتقى وفد من وزارة الصحة بحكومة «الوفاق» سفير السودان لدى ليبيا عثمان محمد البشير، أول من أمس، للتباحث حول استقدام عناصر طبية وطبية مساعدة لسد العجز الحاصل بالمستشفيات والمعاهد الطبية بجنوب البلاد.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.