بومبيو يقوم بزيارة خاصة إلى الجولان ويعتبر الاستيطان جزءاً من الدولة العبرية

وسط احتجاج من الفلسطينيين واليسار الإسرائيلي

بومبيو لدى زيارته الجولان المحتل وسط إجراءات أمنية مشددة أمس (رويترز)
بومبيو لدى زيارته الجولان المحتل وسط إجراءات أمنية مشددة أمس (رويترز)
TT

بومبيو يقوم بزيارة خاصة إلى الجولان ويعتبر الاستيطان جزءاً من الدولة العبرية

بومبيو لدى زيارته الجولان المحتل وسط إجراءات أمنية مشددة أمس (رويترز)
بومبيو لدى زيارته الجولان المحتل وسط إجراءات أمنية مشددة أمس (رويترز)

وسط احتجاج فلسطيني واسع ومعارضة من اليسار الإسرائيلي، قام وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أمس الخميس، بزيارة إلى مستعمرة «بسجوت» في المنطقة المحتلة شرقي رام الله، وأعلن تصنيف بلاده منتجات المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، على أنها «إسرائيلية» واعتبر المستوطنات «جزءا من إسرائيل الشرعية».
وإزاء الانتقادات التي وجهت إليه بسببها، حيث كونه أول وزير أميركي يزور المستوطنات، أوضح بومبيو أنها زيارة شخصية له لم يرافقه إليها أي مسؤول إسرائيلي، وهدفها افتتاح مصنع نبيذ يطلق اسم بومبيو على نبيذه.
وقد وصل الوزير الأميركي إلى المستوطنة بواسطة طائرة مروحية عسكرية، وسط إجراءات أمنية شديدة، وتم منع الفلسطينيين من الاقتراب خوفا من إقامة مظاهرة كبيرة، مثل مظاهرتهم في المكان، أول من أمس، التي فرقتها قوات الاحتلال بالقوة. وصرح بومبيو بأن إدارة الرئيس ترمب سوف تصنف حركة مقاطعة إسرائيل BDS)) وأية جهة تدعمها كتنظيم معاد للسامية، واصفا تلك الحركة بأنها «سرطان»، وشدد على أن الوقت مناسب لهذا الإجراء. وتعهد بومبيو باتخاذ خطوات عقابية ضد أي منظمة تدعو لمقاطعة الدولة العبرية، مضيفا أن إدارة ترمب خلال السنوات الأربع الماضية أثبتت وقوفها إلى جانب إسرائيل أكثر من أي إدارة أميركية سابقة. وكتب بومبيو في دفتر التشريفات لزوار مستوطنة «بساغوت»: «كوني هنا في يهودا والسامرة هو نعمة»، مستخدما الأسماء العبرية لمنطقة الضفة الغربية.
وانتقل إلى مرتفعات الجولان المحتلة، في جولة غير مسبوقة لوزير خارجية أميركي.
العام الماضي، اعترفت الإدارة الأميركية في خطوة أثارت جدلا واسعا، بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل.
ووصل بومبيو إلى المنطقة الواقعة على الحدود السورية الإسرائيلية برفقة نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي، وسط إجراءات أمنية مشددة. وقال: «لا يمكن الوقوف هنا والتحديق عبر الحدود وإنكار أمر أساسي يكمن في أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اعترف بأن هذا جزء من إسرائيل (...) وهو ما رفضه الرؤساء (الأميركيون) السابقون».
واستنكر وزير الخارجية الأميركي باستهزاء ما وصفه بدعوات من «الصالونات في أوروبا ومؤسسات النخبة في أميركا» لإسرائيل بإعادة الجولان إلى سوريا بعد حرب العام 1967. وأضاف بومبيو «تخيلوا مع سيطرة الأسد (الرئيس السوري)، على هذا المكان، الخطر الذي يلحق الضرر بالغرب وبإسرائيل».
في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها ستبدأ في تطبيق نهج جديد في استقبال البضائع الإسرائيلية المصدر إلى أميركا، وذلك من خلال التأكيد على المنتجين داخل المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل بكتابة «منتج إسرائيلي»، وفصل إنتاج السلع الأخرى القادمة من الضفة الغربية أو غزة، بحيث تكون كل منطقة على حدة.
ووفقاً لهذا الإعلان، سيُطلب من جميع المنتجين داخل المناطق التي تمارس فيها إسرائيل السلطات ذات الصلة، وعلى الأخص المناطق الخاضعة لـ«اتفاقيات أوسلو»، أن يعتمد المنتجون على السلع المصدرة مسمى «إسرائيل»، أو «منتج إسرائيلي»، أو «صنع في إسرائيل»، وذلك في كافة السلع المصدرة إلى الولايات المتحدة.
وأوضح بومبيو أن هذا النهج يعترف بأن المنتجين في «المنطقة ج» يعملون ضمن الإطار الاقتصادي والإداري لإسرائيل، ويجب التعامل مع بضائعهم وفقاً لذلك، وسيؤدي هذا التحديث إلى القضاء على الارتباك من خلال الاعتراف بأن المنتجين في أجزاء أخرى من الضفة الغربية منفصلون إدارياً وأن بضائعهم يجب أن يتم وضع علامات عليها وفقاً لذلك.
وأضاف: «سيتم وضع علامة مماثلة على البضائع المنتجة في مناطق الضفة الغربية، حيث تحتفظ السلطة الفلسطينية بالسلطات ذات الصلة على أنها منتجات من «الضفة الغربية»، وسيتم تمييز البضائع المنتجة في غزة كمنتجات من «غزة»، وبموجب هذا النهج الجديد، لن نقبل بعد الآن عبارة «الضفة الغربية/ غزة»، أو علامات مماثلة، ويأتي ذلك اعترافاً بأن غزة والضفة الغربية منفصلتان سياسيا وإدارياً ويجب معاملتهما وفقاً لذلك».
واعتبر بومبيو أن واشنطن لا تزال تلتزم بسلام دائم ومستدام على النحو المبين في رؤية الرئيس ترمب، وستتجه إلى معارضة الدول والمؤسسات الدولية التي تزيل هذه الشرعية، أو تعاقب المنتجين الإسرائيليين، أو الإسرائيليين في الضفة الغربية من خلال استخدام إجراءات «خبيثة» لا تعترف بالواقع على الأرض.
من جانبها، دانت الرئاسة الفلسطينية الخميس «بشدة» زيارة بومبيو لمستوطنة بساغوت المقامة على أراضي مدينة البيرة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، والقرار الأميركي باعتبار صادرات مستوطنات الضفة الغربية على أنها «صناعة إسرائيلية».
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان «إن هذا القرار هو تحد سافر لكافة قرارات الشرعية الدولية (...) هذه الخطوة الأميركية لن تضفي الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية التي ستزول عاجلا أم آجلا. وطالب أبو ردينة «المجتمع الدولي وتحديدا مجلس الأمن، تحمل مسؤولياته وتنفيذ قرارته وخصوصا القرار الأخير 2334 الذي جاء بموافقة الإدارة الأميركية السابقة».



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».