وزير الخارجية الصيني: أميركا تمارس معنا اللعبة الصفرية بعقلية الحرب الباردة

وانغ يي قال لـ «الشرق الأوسط» إن العالم يعلق آمالاً على قمة «العشرين» في الرياض لهزيمة «كورونا»

وزير الخارجية الصيني وانغ يي
وزير الخارجية الصيني وانغ يي
TT

وزير الخارجية الصيني: أميركا تمارس معنا اللعبة الصفرية بعقلية الحرب الباردة

وزير الخارجية الصيني وانغ يي
وزير الخارجية الصيني وانغ يي

قال مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني، وانغ يي زاد يي، إن العالم يعلق آمالاً كبيرة على «مجموعة العشرين»، بقيادة المملكة العربية السعودية، في مواجهة جائحة «كورونا»، مشيراً إلى أن الرياض حققت نتائج إيجابية ملموسة بمجالات اللقاح وسياسات الاقتصاد الكلي، والتعامل مع ديون الدول النامية والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي.
وقال إن القمة الاستثنائية التي عُقِدت في مارس (آذار) الماضي لقادة المجموعة، بطلب من السعودية، عززت ثقة دول العالم في اتجاه مكافحة الجائحة «ما يؤكد صواب ما أشار إليه الرئيس الصيني شي جينبينغ في القمة الاستثنائية، من أن مصالح دول العالم تترابط، والبشرية تشارك في مستقبل واحد». وأضاف: «الفيروس لا يعرف الحدود، ولا يميز بين الأعراق؛ فلا نستطيع هزيمته إلا بالجهود المتضافرة». وقال الوزير الصيني في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» إن المجتمع الدولي يتابع بكل اهتمام قمة الرياض، آملاً في أن تبعث رسالة إيجابية، وتتوصل إلى رؤية عملية للتعاون الدولي في مواجهة «كورونا»، مع إعادة التفكير المعمق في أوجه القصور التي كشفتها الجائحة بمنظومة الحوكمة العالمية. وأضاف: «نتطلع للتوصل لحلول إصلاحية في عصر ما بعد الجائحة، استجابة للهموم الكبرى والملحة للمجتمع الدولي والالتزام بتنفيذ تعددية الأطراف واستكمال الحوكمة العالمية».
ونفى يي اتهام بلاده بعدم الشفافية في موضوع فيروس «كورونا»، منوّهاً بأن البحوث والأدلة أثبتت عكس ذلك. ورفض الوزير من جهة أخرى، ما وصفه بالتنمّر الأميركي وممارسة اللعبة الصفرية بعقلية الحرب الباردة، وأيضاً تسييس جائحة «كورونا». وعبر عن أمله في أن يعود الجانب الأميركي إلى «العقلانية والنظر إلى تطور الصين والاقتصادات الناشئة الأخرى بشكل موضوعي وعادل». وشدد الوزير الصيني على أهمية تنفيذ «اتفاق استوكهولم» و«اتفاق الرياض» للدفع بالحل السياسي في اليمن.
واعتبر أن الحل السلمي للمسألة السورية يواجه «فرصة جديدة». وبخصوص الملف الليبي، قال يي إنه لا يوجد حل للقضية الليبية سوى الحل السياسي. وأكد دعم بلاده لاتفاق وقف إطلاق النار في لييبا. كما شدد على احترام سيادة ليبيا، ورفض تدخل القوى الخارجية في شؤونها.

> ما أكثر القضايا إلحاحاً من وجهة نظركم في أجندة قمة العشرين؟
-يشهد عالم اليوم تغيرات كبرى غير مسبوقة منذ مائة سنة مع جائحة فيروس كورونا المستجد التي تتفشى في أنحاء الأرض، وكذلك يشهد تصاعدا للحمائية والأحادية الجانب ورياحا معاكسة ضد العولمة واضطرابات مستمرة للأوضاع الدولية، ويستنقع الاقتصاد العالمي في أخطر الركود والانكماش منذ الكساد الكبير، مما فرض تداعيات خطيرة على الرفاهية الاجتماعية والمعيشية. فإلى أين سيذهب العالم؟ هل ستتصرف الدول بشكل منفرد وصولا إلى حد إفقار الجار؟ أو ستتجاوز الصعوبات بالتضامن والتآزر؟ أمام هذا مفترق الطرق المهم، يعلق العالم آمالا على مجموعة العشرين باعتبارها منبرا مهما لمواجهة الأزمات العالمية ومنتدى رئيسيا للتعاون الاقتصادي الدولي، لإعادة إطلاق الأصوات الداعية إلى التعددية والتضامن والتساند وروح الفريق الواحد، بما يحشد الجهود العالمية لمواجهة الجائحة وإنعاش وإعادة إعمار الاقتصاد العالمي، ويقود تيارا يتماشى مع تطور العصر، ويحدد اتجاها يتفق مع التقدم التاريخي.

منذ مطلع السنة الجارية، وبفضل القيادة القوية للسعودية كدولة الرئاسة، قامت دول مجموعة العشرين بمواجهة التحديات الناجمة عن الجائحة بالتعاون والتضامن، وحققت نتائج إيجابية ملموسة في مجالات اللقاح وتنسيق سياسات الاقتصاد الكلي والتعامل مع ديون الدول النامية والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي وتنقل الأفراد. في مارس الماضي، انعقدت القمة الاستثنائية لقادة المجموعة بشكل ناجح، الأمر الذي عزز ثقةدول العالم وأوضح الاتجاه لها في مكافحة الجائحة، ولاقت تقديرا عاليا من المجتمع الدولي. وذلك يدل مرة أخرى على صواب ما أشار إليه الرئيس الصيني شي جينبينغ في القمة الاستثنائية، إن مصالح دول العالم تترابط، والبشرية تشارك في مستقبل واحد. فإن الفيروس لا يعرف الحدود، ولا يميز بين الأعراق، فلا نستطيع هزيمته إلا بالجهود المتضافرة.
في الوقت الحالي، مال زالت الجائحة تتفشى في العالم بشكل خطير، وتأتي الموجة الثانية بصورة شرسة، الأمر الذي جعل المهام أصعب في احتواء الجائحة وضمان معيشة الشعب وتحقيق الاستقرار الاقتصادي. في ظل هذه الظروف، يتابع المجتمع الدولي بكل اهتمام قمة الرياض، آملا في أنتبعث القمة رسالة إيجابية وتتوصل إلىرؤية عمليةللتعاون في هذه القمة. في الوقت نفسه، بدأ جميع الأطراف إعادة التفكير المعمق في أوجه القصور ونقاط الضعف التي كشفتها الجائحة في منظومة الحوكمة العالمية، وتتطلعللتوصل إلى حل في هذه القمة بشأن إصلاح الحوكمة العالمية في "العصر ما بعد الجائحة".
يرى الجانب الصيني أن قمة الرياض ليست قمة سيتم فيها استخلاصخبرات التعاون في إطار مجموعة العشرين منذ مطلع العام الجاري وتخطيط خطوات التعاون في المرحلة القادمة فحسب، وإنما تشكل فرصة مهمة لاستكمال منظومة الحوكمة العالمية في "العصر ما بعد الجائحة". نتطلع إلى تعزيز التعاون في المجالات التالية من خلال هذه القمة، استجابة للهموم الكبرى والملحة للمجتمع الدولي.
أولا، الالتزام بتنفيذ تعددية الأطراف واستكمال الحوكمة العالمية. يجب تعزيز النظام الدولي الذي تكون الأمم المتحدة مركزا له، واستكمال منظومة حوكمة العولمة من أجل معالجة أوجه القصور للحوكمة العالمية التي كشفتها الجائحة، ورفع القدرة على مواجهة كافة التحديات الكونية في مجالات الصحة العامة وتغير المناخ وأمن البيانات.
ثانيا، الالتزام بمفهوم "الحياة أولا" وإقامة مجتمع مشترك تتوفر فيه الصحة للجميع. يجب دعم الدور القيادي والتنسيقي لمنظمة الصحة العالمية وتسريع عملية التطوير والإنتاج والتوزيع للقاحات ضد جائحة فيروس كورونا المستجد كمنفعة عامة للعالم وجعلها ميسورة ومتاحة للجميع.
ثالثا، تعزيز تنسيق سياسات الاقتصاد الكلي وتدعيم انتعاش الاقتصاد العالمي. يجب النظر إلى الترابط الوثيق بين كافة الدولبنظرة أكثر إيجابية، وإبقاء سلسلة الصناعة في حالة الانفتاح والاستقرار. كما يجب ضمان معيشة الشعب الأساسية وإيجاد نقاط جديدة للنمو، وخاصة إطلاق الإمكانية الكامنة لنمو الاقتصاد الرقمي وخلق بيئة سوق منفتحة وعادلة ونزيهة وغير تمييزية.
رابعا، يجب وضع التنمية في المكانة المحورية للتعاون الدولي والاهتمام بالصعوبات التي تواجهها الدول النامية، وتعزيز الدعم للدول التي تعاني من ضغوط كبيرة جراء الجائحة الشرسة من خلال تنفيذ مبادرة تعليق خدمة الديون وغيرها من الإجراءات، والوفاء بالتعهدات الواردة في أجندة التنمية المستدامة لعام 2030، ومساعدة الدول النامية على تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 في يوم مبكر.
قد سيطرت الصين على الجائحة بشكل فعال، وتعمل الآن على تشكيل معادلة تنموية جديدة، وستطلق الخطة الخمسية الـ14 قريبا. يحرص الجانب الصيني على العمل مع كافة الأطراف على دعم الدور القيادي للسعودية كدولة الرئاسة وضمان نجاح قمة الرياض وتثبيت ثقة المجتمع الدولي بالتغلب على الصعوبات، والعمل سويا على إقامة مجتمع مستقبل مشترك للبشرية.

> هناك تداعيات لجائحة «كورونا» على العالم والصين وما أفرزته من سباق لتطوير اللقاح... ما تعليقكم؟
- ظهرت جائحة فيروس كورونا المستجد بشكل مفاجئ، وتكررت موجاتها بين حين وآخر، وقد أصبحت أخطر حادث طارئ عالمي في مجال الصحة العامة للبشرية منذ الحرب العالمية الثانية، وشكلت تهديدات كبيرة على سلامة وصحة الشعب والتحديات الضخمة على أمن الصحة العامة العالمية، وأتت بالتداعيات الخطيرة على دول العالم، وألحقت أضرارا جسيمة بالاقتصاد العالمي. في وجه الجائحة الشرسة والمخيفة، لم يتراجع المجتمع الدولي، بل وتساندت وتآزرت شعوب العالم بروح الفريق الواحد، مما جسد شجاعة البشرية وعزيمتها وحبّها التي أضاءت الظلام الحالك للكوارث الكبرى. كما أشار إليه الرئيس شي جينبينغ في الجلسة الافتتاحية للدورة الـ3 للمعرض الصيني الدولي للاستيراد، كانت عجلة المجتمع البشري تتقدم دوما إلى الأمام، وستستمر تقدما بكل التأكيد، مهما كانت مخاطر وكوارث وتيارات معاكسة.

في وجه الجائحة، ظلت الحكومة الصينية تلتزم بمفهوم الشعب أولا والحياة أولا، وتعمل على التوفيق بين الأعمال الوقائية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بشكل علمي، مما حقق نتائج استراتيجية هامة. شهد الاقتصاد الصيني زخم الاستقرار والتحسن، وحقق نموا إيجابيا في الأرباع الثلاثة الأولى، ونجحنا في ضمان حياة المواطنين بشكل فعال، وسنحقق هدفي بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل والتخلص من الفقر في القريب العاجل. قد وضعت الدورة الكاملة الـ5 للجنة المركزية الـ19 للحزب الشيوعي الصيني التي اختتمت للتو تخطيطا شاملا للتنمية في مرحلة "الخمسية الـ14"، وذلك يعني أن الصين ستطلق مسيرة جديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل، وستدخل مرحلة جديدة من التنمية. إن الصين ملتزمة بتسريع تشكيل نمط تنموي جديد تكون فيه الدورة الاقتصادية المحلية كالدعامة الأساسية مع التفاعل الإيجابي بين الدورتين المحلية والدولية، وذلك سيشكل نظاما اقتصاديا أكثر انفتاحا على أساس السوق الصينية الضخمة. وقررت الصين بكل وضوح الالتزام بالانفتاح على نحو أوسع وأشمل وأعمق، بما يجعل السوق الصينية سوقا عالمية ومشتركة للجميع، ويجعل التنمية الصينية فرصة لدول العالم لتحقيق المنفعة المتبادلة في المستقبل.
لا يعرف الفيروس الحدود، ويحق لجميع شعوب العالم الاستفادة من اللقاحات والأدوية. نرحب ونتطلع بكل الإخلاص لمساهمة جميع دول العالم في تطوير اللقاحات. في هذا السياق، أعلن الرئيس شي جينبينغ بكل جدية في المناسبات الدولية العديدة أن اللقاح الصيني بعد نجاح تطويره وإنتاجه، سيكون منفعة عامة للعالم، بما يقدم المساهمة الصينية في تمكين الدول النامية من استعمال اللقاح بسعر مقبول. ستكون الصين صادقة لأقوالها وحازمة في أفعالها، وستفي بوعودها المذكورة أعلاه بكل جدية.
تبذل الشركات الصينية قصارى جهدها لتطوير اللقاح ليلا ونهارا، مع الالتزام الصارم بالقوانين العلمية ومتطلبات الرقابة، وقد حققت نتائج مرضية، هناك 11 نوعا من اللقاحات الصينية قد دخلت مرحلة التجارب السريرية، ومنها 4 أنواع من اللقاحات بدأت المرحلة الثالثة للتجارب السريرية في الخارج بعد الحصول على التصديق، وتؤكد البيانات على سلامتها ومناعتها الجيدة، مما جعل الصين في طليعة العالم من حيث البحث والتطوير للقاح. ظل الجانب الصيني يتبنى موقفا إيجابيا من التعاون الدولي في اللقاح، وقد انضم إلى "مبادرة التعاون لتسريع التطوير والإنتاج والتوزيع المنصف للقاحات والأدوية ضد فيروس كورونا المستجد" وبرنامج "كوفاكس" اللذين أطلقتهما منظمة الصحة العالمية وغيرهما من المبادرات المتعددة الأطراف، ويحرص على مواصلة التباحث مع جميع الأطراف حول إجراء التعاون الدولي في مجال اللقاح ضد فيروس كورونا المستجد.
> اتهمت أميركا، الصين بنشر فيروس «كورونا» في العالم فما تعليقكم؟
- جاءت جائحة فيروس كورونا المستجد بمثابة هجوم مباغت شنها فيروس مجهول على البشرية، وهي قد تحدث في أي وقت أو في أي مكان. بفضل القيادة والتخطيط الشخصي للرئيس شي جينبينغ، اتخذت الحكومة الصينية الإجراءات الوقائية الأكثر سرعة وشمولا وصرامة ودقّة، مما قطع تسلسل انتشار الفيروس بشكل فعال في اللحظة الأولى. نجحنا في احتواء زخم تفشي الجائحة خلال شهر ونيّف، وخفضنا عدد المصابين الجدد يوميا في حدود أقل من 10 مصابين خلال قرابة شهرين، وحققنا الانتصار الحاسم في معركة الدفاع عن مدينة ووهان ومقاطعة هوبي خلال قرابة 3 أشهر، مما حمى سلامة وصحة الشعب على نحو فعال. في شهر يونيو الماضي، أصدرت الصين الكتاب الأبيض تحت عنوان "مكافحة جائحة كورونا المستجد: الصين تتحرك"، الذي يعرض بشكل شامل وكامل للعالم مسيرة الصين في مكافحة الجائحة، إن الحقائق والبيانات والتسلسل الزمني واضحة ومشهودة أمام العالم، وتصمد أمام اختبار الزمن والتاريخ.

ظلت الصين باعتبارها أول دولة سجلت فيها الجائحة، تتبنى موقفا مفتوحا وشفافا ومسؤولا، وتتقاسم المعلومات مع الخارج في اللحظة الأولى، وتقوم بالتعاون الدولي بشكل حثيث. ولاقت الخطوات القوية والفعالة التي اتخذتها الصين تقديرا عاليا من قبل الشخصيات المختصة في العالم بمن فيهم خبراء منظمة الصحة العالمية.  
أودّ أن أؤكد مجددا على أن الصين أغلقت ممرات مغادرة مدينة ووهان في يوم 23 يناير الماضي وفرضت قيودا صارمة على تنقل الأفراد على نطاق البلاد، فور التأكد من حالات عدوى الفيروس بين البشر وفقا للدراسات العلمية، وكانت هذه الخطوات الهامة تطلق أقوى إنذار للعالم. آنذاك، لم تكن في الدول والمناطق الأخرى سوى 9 حالات إصابة مؤكدة، وكان هناك حالة واحدة فقط في الولايات المتحدة. حينما أغلقت الولايات المتحدة حدودها أمام جميع المواطنين الصينيين في يوم 2 فبراير الماضي، لم يكن هناك إلا أكثر من عشر حالة إصابة مؤكدة حسب ما أعلن عنه الجانب الأمريكي. غير أن بعض الناس في الولايات المتحدة تجاهلوا الحقائق الأساسية، ونشروا الشائعات مفادها بأن الصين هي التي نشرت الفيروس إليها وإلى العالم. فإن هذه التصرفات لوضع علامة جغرافية على الفيروس وتسييس الجائحة وإساءة سمعة الصين ليست إلا تلاعبا سياسيا لخدمة المصالح الأنانية، ويكون هدفها صرف النظر عن المشاكل وتحميل المسؤولية على الغير، الأمر الذي لاقىرفضا ومعارضةمتزايدة في المجتمع الدولي.
قد أثبت العدد المتزايد من البحوث والأدلة على أنه كان من المرجحلحدوث الجائحة في عدة مناطق العالم. فنأمل من كافة الأطراف احترام الحقائق والعلوم، وتركيز الجهود على مكافحة الجائحة في بلادها، مع إجراء التعاون الدولي بشكل فعال.
> ما دور الصين في مجالات صيانة السلام والأمن الدوليين والحوكمة العالمية؟
- يواجه العالم الآن تغيرات كبرى غير مسبوقة، وتسرّع جائحة فيروس كورونا عجلة التغيرات. بعد الجائحة، لا يعود العالم إلى ما كان عليه، فيجب المضي قدما إلى الأمام وفتح مستقبل أفضل. أشار الرئيس شي جينبينغ بكل وضوح أثناء حضوره للاجتماعات الرفيعة المستوى لإحياء الذكرى الـ75 لتأسيس الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، إلى أن الصين ستتمسك بكل ثبات بالتعددية، وتدافع بكل ثبات عن مصداقية الأمم المتحدة وطريق التنمية السلمية والتعاون للكسب المشترك، وتدعم بكل ثبات إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، كما أعلن عن سلسلة من المبادرات والخطوات الهامة الجديدة، مما جسد مسؤولية الصين لتعزيز السلام والتنمية الدوليتين. ستظل الصين تعمل على صيانة سلام العالم وتساهم في التنمية العالمية وتدافع عن النظام الدولي، وتحرص على تعزيز التعاون مع المجتمع الدولي بما فيه السعودية، لتقديم مساهمة أكبر في دعم التعددية ودور الأمم المتحدة وصيانة السلام والأمن الدوليين وتعزيز التنمية المشتركة وإصلاح واستكمال منظومة الحوكمة العالمية.   

> كيف يتحقق التوازن بين الأمن والتنمية من خلال حماية الأمن الرقمي؟
- في الوقت الراهن، يمر العالم بثورة التكنولوجيا الجديدة والصناعات الجديدة، الأمر الذي أدخل البشرية إلى العصر الرقمي. وأضفت الأنماط والأعمال التجارية الجديدة التي انبثقت من الاندماج العميق بين التقنية الرقمية والاقتصاد الحقيقي قوة ديناميكية جديدة على النمو الاقتصادي، خاصة أن البيانات العالمية التي تزداد وتحتشد بشكل تدفقي تعد منبع القوة للنمو الاقتصادي والصناعي في دول العالم. وفي الوقت نفسه، تزداد مخاطر أمن البيانات يوما بعد يوم، وتحدث المراقبة الواسعة النطاق على شبكات الإنترنت للدول الأخرى والانتهاكات على الخصوصية الشخصية بين حين وآخر، وتلفت قضية أمن سلاسل الإمداد أنظار العالم.

إن الأمن والتنمية كذراعين مكملتين يساند أحدهما الآخر ويكون أحدهما شرطا مسبقا للآخر. إن السعي وراء الأمن المطلق دون الاهتمام بالتنمية سيفوّتنا فرصة تنمية الاقتصاد الرقمي، وثم يصبح الأمن شجرة بدون جذر ونهرا بدون منبع. تستغل بعض الدول ذريعة "الأمن القومي" بشكل مفرط للضغط علىالشركات الرائدة من الدول الأخرى بشكل تعسفي، الأمر الذي ألقى بظلاله على أفق التعاون والتنمية للاقتصاد الرقمي في العالم، وذلك سيعرقل مسيرة التطور لهذه الدول في نهاية المطاف. في المقابل، لا يجوز تحقيق التنمية على حساب الأمن. من الصعب أن يشهد الاقتصاد الرقمي تطورا صحيا وقويا دون فرض إجراءات الرقابة الأمنية اللازمة.
من أجل حماية أمن البيانات وشبكة الإنترنت في العالم وتعزيز التعاون والتنمية للاقتصاد الرقمي، طرح الجانب الصيني "مبادرة أمن البيانات العالمية" التي تدعو دول العالم إلى صيانة الانفتاح والأمن والاستقرار لسلاسل الإمداد العالمية، ورفض استخدام التكنولوجيا المعلوماتية لخرق أو سرق البيانات المهمة للبنية التحتية الحيوية في الدول الأخرى، ومنع انتهاك المعلومات الشخصية أو ممارسة المراقبة الواسعة النطاق على الدول الأخرى، وعدم إجبار الشركات المحلية على تخزين البيانات الخارجية في داخل البلاد، ومنع مطالبة الشركات أو الأفراد بتقديم البيانات الخارجية دون الحصول على إذن الدول المعنية، ومنع الشركات من إنشاء الأبواب الخلفية في منتجاتها وخدماتها أو كسب المصالح غير المشروعة باستغلال اعتماد المستخدمين على منتجاتها.
تكون المبادرة محل الاهتمام الواسع في المجتمع الدولي منذ طرحها، وترى معظم الدول ضرورة وضع قواعد أمن البيانات العالمية، وتشيد بالجهود الصينية في صيانة أمن البيانات العالمية. يحرص الجانب الصيني على إجراء المناقشات مع كافة الأطراف حول المسائل المعنية في إطار مجموعة العشرين، ويرحب بالملاحظات المطروحة من كافة الأطراف لإضفاء المضامين المفيدة على هذه المبادرة. كما يحرص الجانب الصيني على العمل مع جميع الأطراف على التوصل إلى قواعد أمن البيانات وشبكة الإنترنت في العالم التيتعبّر عن رغبة دول العالم وتحترم مصالحها، وبناء فضاء سيبراني يسوده السلام والأمن والانفتاح والتعاون.
> هددت أميركا الصين وقاطعتها تجارياً خلال فترة ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وحظرت استخدام تيك توك وغيره من التطبيقات الصينية... ما تعليقكم؟
- يكمن السبب الجذري للمرحلة البالغة الصعوبة التي تمر بها العلاقات الصينية الأميركية في أن بعض الساسة الأميركيين ينظرون إلى العلاقات الصينية الأميركية بعقلية الحرب الباردة واللعبة الصفرية، ويرفضون اعتراف واحترام حقوق التنمية المشروعة للصين، ولا يريدون نجاح الاقتصادات الناشئة في العالم. تخالف عقلية التنمر والنزعة الأحادية الجانب القواعد الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية، وتخالف قواعد التنافس العادل في السوق، وتخالف الاتجاه الحتمي لتنمية البشرية وتقدمها، ولن تحظى بتأييد الناس ولن تدوم أيضاً. في عصر العولمة، أصبح العالم مترابطاً بسبب المصلحة المشتركة، فأي محاولة للاستحواذ على الثمار التنموية للدول الأخرى بطريق الابتزاز واحتواء تطورها لن تفلح في تطبيقها. نأمل من الجانب الأميركي العودة إلى العقلانية والنظر إلى تطور الصين والاقتصادات الناشئة الأخرى بشكل موضوعي وعادل، والسير مع الجانب الصيني إلى نفس الاتجاه، بما يعيد العلاقات الصينية الأميركية إلى مسارها الصحي والمستقر في أسرع وقت ممكن.
> هناك نزاع بين الصين والولايات المتحدة وغيرها من الدول حول ملف مسلمي الإيغور... فما تعليقكم؟
- إن اتهامات الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الأخرى ضد الصين في القضايا المتعلقة بشينجيانغ لا أساس لها على الإطلاق، إذ أن المسائلالمتعلقة بشينجيانغ ليست قضيةلحقوق الإنسان ولا العرق أو الدين، بل قضيةتخص مكافحة الإرهاب وأعمال العنف والانفصالية. في السنوات الماضية، كانت شينجيانغ تتعرض لتغلغل عناصر الإرهاب الدولي، وتشهد تنامي "القوى الثلاث" (القوى الانفصالية القومية والقوى المتطرفة الدينية والقوى الإرهابية العنيفة) التي نفّذت آلاف أحداث العنف والإرهاب، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى من الجماهير الأبرياء وخسائر فادحة لممتلكاتهم. من أجل صيانة أمن البلاد والحفاظ على الاستقرار والتنمية في شينجيانغ وضمان سلامة الأرواح والممتلكات لأبناء الشعب، ومن أجل التجاوب مع الدعوات الملحة لأبناء الشعب من كافة القوميات، اتخذت الحكومة الشعبية لمنطقة شينجيانغ الإيغورية الذاتية الحكم إجراءات مكافحة الإرهاب ونزع التطرف وفقا للقانون، مستفيدة من تجارب المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب. وأحرزت هذه الإجراءات الاحترازية لمكافحة الإرهاب نتائج ملموسة، إذ لم تحدث أي حادثة إرهابية عنيفة على مدى قرابة 4 سنوات متتالية، الأمر الذي حمى بأقصى درجة ممكنة حقوق الحياة والصحة والتنمية لأبناء الشعب من كافة القوميات، ووفر لهم حياة سعيدة وآمنة، وأسهم في صيانة سيادة البلاد ووحدتها وأمنها. في الوقت نفسه، ظلت شينجيانغ تضمن وفقا للقانون حقوق أبناء الشعب من كافة القوميات في المشاركة المتساوية في إدارة شؤون الدولة وإدارة شؤون مناطقها وقومياتها بطريقة الحكم الذاتي. وتم حماية الأنشطة الدينية الطبيعية التي يمارسها أبناء الشعب من كافة القوميات وحرية اعتقاداتهم الدينية وفقا للقانون.

لا يوجد فرق نوعي بين الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الصين في منطقة شينجيانغ لمكافحة الإرهاب وإجراءات الدول العديدة مثل السعودية في مكافحة الإرهاب ونزع التطرف. ويسجل المجتمع الدولي على نطاق واسع تقييما إيجابيا للسياسات الصينية في القضايا المتعلقة بشينجيانغ. منذ نهاية عام 2018، قام أكثر من 90 وفدا أجنبيا يتضمن أكثر من ألف شخص بمن فيهم سعادة السفير السعودي لدى الصين، بزيارة شينجيانغ على التوالي، وهم شاهدوا بأم أعينهم مدى الاستقرار الاجتماعي والوئام بين القوميات والنمو الاقتصادي في شينجيانغ. في المناقشة العامة للجنة الثالثة للدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة في أكتوبر الماضي، شاركت السعودية وغيرها من 48 دولة في البيان المشترك الداعم للسياسات الصينية المتعلقة بشينجيانغ. إن وقوف هذه الدول إلى جانب الحق وإعلاء الصوت العادل يدلّ على أن الحق والعدل يمثلان تيارا سائدا في المجتمع الدولي.
إن الشائعات المروعة التي صُنعت باستغلال القضايا المتعلقة بشينجيانغ لن تصمد أمام اختبار الحقيقة. ولن تتحول الأكاذيب إلى الحقائق حتى ولو كُررت لألف مرة. ونرحب بجميع الناس غير المتحيزين لزيارة شينجيانغ للاطلاع بعيونهم على الحياة الجميلة التي يعيشها أبناء شعب شينجيانغ من كافة القوميات.
> ما تعليقكم على الأزمة اليمنية و«اتفاق الرياض» والأزمتين الليبية والسورية؟
يتابع الجانب الصيني بكل اهتمام الأوضاع في اليمن، ويدعم صيانة سيادة اليمن واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه، ويدعم الحكومة اليمنية الشرعية، ويدعم حل الأزمة اليمنية بالطرق السياسية ووقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة، ويدعم دور الوساطة للأمم المتحدة كالقناة الرئيسية. نأمل من الأطراف المعنية تغليب مصلحة الدولة والشعب، وتنفيذ "اتفاق ستوكهولم" و"اتفاق الرياض" بخطوات ملموسة، ومواصلة دفع عملية الحل السياسي. في هذا السياق، بذلت الصين كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي وبلد صديق لليمن، جهودا كبيرة للنصح بالتصالح والحث على التفاوض، وقدمت المساعدات إلى اليمن بقدر الإمكان، وتحرص على بذل جهود مشتركة مع المجتمع الدولي لحل الأزمة اليمنية في يوم مبكر.

شهدت الأوضاع في ليبيا تطورات إيجابية في الفترة الأخيرة، ووقع الوفدان العسكريان من الطرفين المتنازعين في ليبيا على اتفاق وقف إطلاق النار، وتم إجراءسلسلة من الحوارات السياسية والعسكرية، ويعرب الجانب الصيني عن الترحيب بذلك. ويرى الجانب الصيني دائما أن الحل العسكريطريق مسدود، ولا يمكن حل القضية الليبية إلا بالطرق السياسية. أولا، يجب احترام سيادة ليبيا واستقلالها وسلامة أراضيها بشكل جدي ورفض تدخل القوى الخارجية في الشؤون الداخلية الليبية؛ ثانيا، يجب التمسك بالحل السياسي كالاتجاه العام دون تزعزع، ويدعم الجانب الصيني دور الوساطة للأمم المتحدة، ويرحب بمشاركة دول الجوار لليبيا وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي في عملية الحل السياسي للقضية الليبية؛ ثالثا، يجب التمسك بالمفاوضات السياسية ومكافحة الإرهاب في آن واحد، ومنع تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب عبر الحدود. يأمل الجانب الصيني بكل الإخلاص من الأطراف المعنية تقريب المسافة بينها وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بخطوات ملموسة واستئناف الحوار في يوم مبكر، ويدعو المجتمع الدولي إلى توحيد الجهود ولعب دور إيجابي في سبيل استعادة السلام والأمان في ليبيا. سيواصل الجانب الصيني جهوده الحثيثة مع الأطراف المعنية لإيجاد حل سياسي للقضية الليبية وإحلال السلام في ليبيا في يوم مبكر.
في الوقت الراهن، تشهد الأوضاع في سورية انفراجا بشكل عام، وتواجه عملية الحل السلمي للمسألة السورية فرصة جديدة. يرى الجانب الصيني دائما أن الحل السياسي هو المخرج الوحيد للمسألة السورية، ويدعو إلى صيانة استقلال سورية وسيادتها وسلامة أراضيها، والالتزام بمبدأ "الملكية والقيادة للشعب السوري" لدفع عملية الحل السياسي للمسألة السورية وتوحيد الجهود للقضاء على القوى الإرهابية في داخل سورية. إن حل المسألة السورية بشكل ملائم وفي يوم مبكر لأمر يتفق مع مصالح جميع الدول في الشرق الأوسط. يأمل الجانب الصيني في أن يخرج الشعب السوري من الأزمة ويعود إلى طريق الأمن والاستقرار والسلام والتنمية في يوم مبكر. ويحرص الجانب الصيني على تعزيز التواصل مع دول الشرق الأوسط وبذل جهود مشتركة معها ولعب دور بناء في حل المسألة السورية في يوم مبكر.
> ما رؤيتكم للصراعين بين أذربيجان وأرمينيا وبين تركيا واليونان؟
- يثير الصراع العسكري بين أذربيجان وأرمينيا في منطقة ناغورنو كاراباغ اهتماما بالغا من قبل المجتمع الدولي منذ اندلاعه في نهاية شهر سبتمبر الماضي. وتوصل الجانبان الأذربيجاني والأرميني إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في يوم 10 نوفمبر عام 2020 تحت وساطة روسيا الحثيثة. يعرب الجانب الصيني عن الترحيب والتقدير لذلك، ويأمل من الأطراف المعنية تنفيذ هذا الاتفاق على أرض الواقع، والعودة إلى مسار المفاوضات السياسية في أسرع وقت ممكن، وتسوية الخلافات والنزاعات بالطرق السلمية، وحل القضية عبر الحوار والتشاور. إن الجانب الصيني على استعداد لبذل جهود مشتركة مع المجتمع الدولي لمواصلة دوره البناء في سبيل حل قضية "ناغورنو كاراباغ".

إن تركيا واليونان دولتان مهمتان في منطقة شرق البحر المتوسط، وصيانة العلاقات الجيدة بين الجانبين لأمر يسهم في السلام والاستقرار في المنطقة، ويتفق مع المصالح المشتركة لدول المنطقة والمجتمع الدولي. يرى الجانب الصيني بارتياح أن كلا من تركيا واليونان أعرب في الآونة الأخيرة عن نيته في تسوية النزاع عبر المفاوضات. يأمل الجانب الصيني من الجانبين التمسك بالاتجاه العام المتمثل في تعزيز السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة، ومعالجة القضايا التي خلفها التاريخ وتسوية الخلافات عبر الحوار والمفاوضات، والعمل سويا على تعزيز التنمية والازدهار في المنطقة.



دول منظمة الصحة تفشل في التوصل إلى اتفاق على سبل مواجهة الجوائح

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (أ.ف.ب)
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (أ.ف.ب)
TT

دول منظمة الصحة تفشل في التوصل إلى اتفاق على سبل مواجهة الجوائح

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (أ.ف.ب)
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (أ.ف.ب)

بعد عامين من المفاوضات، عجزت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية عن التوصل إلى اتفاق دولي الخميس يهدف إلى تحضير العالم بشكل أفضل لمواجهة جائحة قد تحل في المستقبل، على أن تُستأنف المناقشات في مايو (أيار).

وكانت الدول الـ194 المجتمعة في مقر منظمة الصحة العالمية في جنيف قررت إعداد نص ملزم لتجنب تكرار الأخطاء القاتلة والمكلفة المرتكبة خلال الإدارة الكارثية لجائحة «كوفيد-19» والتي كشفت مدى سوء استعداد العالم لمواجهة أزمة بهذا الحجم.

وبدأت الجولة التاسعة والأخيرة من هذه المفاوضات في 18 مارس (آذار) وانتهت الخميس من دون التوصل إلى نص نهائي.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس فيما كانت المفاوضات تشارف على الختام: «لستم بعيدين عن التوصل إلى اتفاق». وأضاف: «ما زلت متفائلا وآمل في أن تتوصلوا» إلى ذلك، مذكّرا بأن «الاتفاق هو أداة تنقذ أرواحا وليس مجرد ورقة».

وحضّ الدول على العودة إلى العمل من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي بحلول نهاية مايو.

بدأت المفاوضات في فبراير (شباط) 2022 مع هدف اعتماد الدول الأعضاء في المنظمة النص رسميا خلال انعقاد جمعية الصحة العالمية المقبلة في 27 مايو في جنيف.

لكن بعد سنتين على انتهاء جائحة «كوفيد-19» وفيما الصدمات التي خلفتها بدأت تتلاشى، لا تزال نقاط خلاف كبيرة قائمة.

وتزداد المناقشات صعوبة، إذ إن الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية معتادة على التوصل إلى اتفاقات بتوافق الآراء من خلال إيجاد أرضية مشتركة، وهو إجراء يحتاج عادة إلى سنوات.

لكن الأمل في التوصل إلى اتفاق ما زال موجودا وينبغي للدول أن تقرر ما إذا كانت ستمدّد المفاوضات، بين 29 أبريل (نيسان) و10 مايو.

وستصوغ هيئة التفاوض الحكومية الدولية التي تقود النقاشات، نصا جديدا بحلول 18 أبريل وستعمل على استكمال المناقشات بحلول 5 مايو.

وازداد عدد صفحات المسودة الحالية من 30 إلى نحو 100 صفحة، مع التعديلات المقترحة. ويريد بعض المشاركين أن تختصر الهيئة عدد الصفحات إلى 20.

وقال دبلوماسي غربي: «إنه ببساطة طويل جدا»، مضيفا: «إنه مفصّل وواسع جدا. من المستحيل الاتفاق على 30 صفحة مع هذا المستوى من عدم اليقين في هذا الوقت القصير».

وحذّرت المجموعات التي تعمل على المشروع من أن الضغط للتوصل إلى اتفاق قد يؤدي إلى نص مخفف بالكاد يساهم في جعل العالم آمنا أكثر مما كان عليه قبل جائحة «كوفيد-19».

وقال ك.م. غوباكومار كبير الباحثين في منظمة «ثيرد وورلد نتوورك» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن النص الجديد سيكون على الأرجح أقصر مع إمكان استكماله في وقت لاحق.

وأوضح من مقر منظمة الصحة العالمية: «انتقلوا من معاهدة كاملة إلى وثيقة مختصرة».

وتابع أن ذلك «هو مجرّد عمل لحفظ ماء الوجه في الوقت الحالي لأنهم يريدون استكمال كل شيء بحلول مايو».

عدم المساواة

ومن بين المواضيع الرئيسية التي لا تزال موضوع مناقشة، الوصول إلى العناصر الممرضة الناشئة ووقاية أفضل ومراقبة أفضل للأوبئة وتمويل موثوق ونقل التكنولوجيا إلى أكثر الدول فقرا.

وتريد الدول الأوروبية أن تستثمر المزيد من الأموال في الوقاية، في حين تطالب الدول الأفريقية التي أهملت خلال جائحة كوفيد، بالحصول على المؤهلات والتمويل فضلا عن الوصول المناسب إلى الاختبارات واللقاحات والعلاجات.

أما الولايات المتحدة فتشدد على ضمان الشفافية والتشارك السريع للبيانات عند ظهور أي مرض غير معروف.

ويرى خبراء أن الصين تأخرت كثيرا في ديسمبر 2019 (كانون الأول) في تشارك معلومات حول «كوفيد-19»، وتسارعت من بعدها التطورات وخرج الوضع عن السيطرة.

وسيكون الفشل أو النجاح في مواجهة الجائحة المقبلة رهنا في جزء كبير منه بقدرة قطاع صناعة الأدوية على طرح اللقاحات والاختبارات والعلاجات الضرورية خصوصا الطريقة التي ستوزع فيها.

وحذّر غيبريسوس هذا الأسبوع من أنه من دون اتفاق «سنرى انعدام المساواة نفسها والافتقار إلى التنسيق نفسه والخسائر في الأرواح التي يمكن تجنبها نفسها والاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية نفسها التي حصلت خلال «كوفيد-19»».


«فيتو» روسيا «يقوض» العقوبات الأممية على كوريا الشمالية

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يراقب مع ابنته تجربة إطلاق صاروخ باليستي (أرشيفية - أ.ف.ب)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يراقب مع ابنته تجربة إطلاق صاروخ باليستي (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

«فيتو» روسيا «يقوض» العقوبات الأممية على كوريا الشمالية

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يراقب مع ابنته تجربة إطلاق صاروخ باليستي (أرشيفية - أ.ف.ب)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يراقب مع ابنته تجربة إطلاق صاروخ باليستي (أرشيفية - أ.ف.ب)

استخدمت روسيا حق النقض «الفيتو»، الخميس، لإحباط مشروع قدمته الولايات المتحدة في مجلس الأمن، لتمديد مهمة لجنة الخبراء المفوضين من الأمم المتحدة لمتابعة تطبيق العقوبات المفروضة على البرنامج النووي، وذلك الخاص بالصواريخ الباليستية في كوريا الشمالية، في حين سارع البيت الأبيض إلى توجيه انتقاد شديد لموسكو على «العمل المتهور» الذي يقوّض بشكل أكبر الإجراءات الأممية في شأن كوريا الشمالية.

وصوتت 13 من الدول الـ15 الأعضاء بالمجلس لمصلحة مشروع القرار الأميركي، في حين امتنعت الصين عن التصويت، واستخدمت روسيا «الفيتو»، ملغية، من الناحية العملية، الأداة لمراقبة العقوبات على كوريا الشمالية.

وجاءت هذه الخطوة الروسية وسط اتهامات تقودها واشنطن بأن بيونغ يانغ نقلت أسلحة إلى روسيا استخدمتها موسكو في حرب أوكرانيا. وتنفي موسكو وبيونغ يانغ هذه الاتهامات، لكنهما تعهدتا، العام الماضي، بتعميق العلاقات العسكرية.

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال تفقد وحدة عسكرية (أرشيفية - أ.ف.ب)

«منفصلة عن الواقع»

وقال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، لأعضاء المجلس قبل التصويت، إن الدول الغربية تحاول «خنق» كوريا الشمالية، وإن العقوبات أثبتت أنها «غير ذات صلة»، و«منفصلة عن الواقع» في كبح برنامجها النووي.

وقبيل الجلسة، تحدثت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، نيابة عن بلادها والإكوادور وبريطانيا وفرنسا ومالطا واليابان وسيراليون وسلوفينيا وسويسرا وكوريا الجنوبية، فقالت إنه، «طوال السنوات الـ15 الماضية، كان فريق الخبراء، التابع للجنة 1718، هو المعيار الذهبي لتقديم تقييمات مستقلة قائمة على الحقائق» في شأن تنفيذ قرارات مجلس الأمن حول كوريا الشمالية، مضيفة أنه «على الرغم من الجهود التي تبذلها جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية (الاسم الرسمي لكوريا الشمالية) للتحايل على عقوبات الأمم المتحدة، ومواصلة تطوير برامجها غير القانونية لأسلحة الدمار الشامل والصواريخ الباليستية».

وأشارت إلى أن بيونغ يانغ «واصلت نشاطها غير القانوني، بما في ذلك إطلاق أكثر من 100 صاروخ باليستي منذ عام 2022»، واصفة عمليات إطلاق الصواريخ هذه بأنها «تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة، وتقويض النظام العالمي لعدم الانتشار». وإذ أشارت إلى ضرورة الموافقة على مشروع القرار المقترح، لفتت إلى أنه أعد بالتشاور مع كل الأعضاء.

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وسط جنود (أرشيفية - أ.ف.ب)

الانتقادات الغربية

ورغم ذلك، استخدمت روسيا الفيتو الذي لا يغير العقوبات التي لا تزال سارية.

وعلى أثر الفيتو الروسي، قال المندوب الكوري الجنوبي، جونكوك هوانغ، إن «هذا يشبه تقريباً تدمير كاميرا مراقبة لتجنب القبض عليه متلبساً».

وقال المندوب الأميركي البديل، روبرت وود، للمجلس: «قوضت موسكو احتمالات التوصل إلى حل سلمي ودبلوماسي لواحدة من أخطر قضايا الانتشار النووي في العالم».

وقالت المندوبة البريطانية، باربرا وودوارد، إن الفيتو الروسي يأتي في أعقاب صفقات أسلحة بين روسيا وكوريا الشمالية، في انتهاك لعقوبات الأمم المتحدة، بما في ذلك «نقل الصواريخ الباليستية التي استخدمتها روسيا بعد ذلك في غزوها غير القانوني لأوكرانيا، منذ أوائل هذا العام».

ناريشكين في بيونغ يانغ

وتأتي هذه الخطوة الروسية، بالتزامن مع زيارة رئيس جهاز المخابرات الخارجية سيرغي ناريشكين للدولة الشيوعية المعزولة، هذا الأسبوع (من 25 مارس / آذار إلى 27 منه) لتعزيز التعاون بين موسكو وبيونغ يانغ، ومناقشة الأمن الإقليمي على نطاق أوسع.

ونقلت وكالة «تاس» للأنباء عن جهاز المخابرات الخارجية الروسي أن ناريشكين التقى وزير أمن الدولة الكوري الشمالي، ري تشانغ داي، و«ناقشا القضايا الراهنة المتعلقة بتطور الوضع الدولي، وضمان الأمن الإقليمي، وتعزيز التعاون بين روسيا وكوريا الشمالية في مواجهة محاولة تكثيف الضغوط من القوى الخارجية».

وكذلك أوردت «وكالة الأنباء المركزية الكورية» الشمالية أن الجانبين بحثا تعزيز التعاون للتصدي «لتحركات التجسس والتآمر المتزايدة التي تقوم بها القوى المعادية».

وسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تعزيز العلاقات بين البلدين منذ غزو أوكرانيا عام 2022. ورفض كل من موسكو وبيونغ يانغ مراراً الاتهامات بشأن تزويد كوريا الشمالية روسيا بالأسلحة.

وأفاد الكرملين، في فبراير (شباط) الماضي، بأن بوتين أهدى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون سيارة ليموزين روسية فاخرة من طراز «أوروس».


مسؤول أميركي يدعو كييف إلى المزيد من الانفتاح بشأن «الحقائق الصعبة» في ساحة المعركة

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارته خطوط الجبهة في منطقة سومي شرق البلاد يوم الأربعاء (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارته خطوط الجبهة في منطقة سومي شرق البلاد يوم الأربعاء (إ.ب.أ)
TT

مسؤول أميركي يدعو كييف إلى المزيد من الانفتاح بشأن «الحقائق الصعبة» في ساحة المعركة

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارته خطوط الجبهة في منطقة سومي شرق البلاد يوم الأربعاء (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارته خطوط الجبهة في منطقة سومي شرق البلاد يوم الأربعاء (إ.ب.أ)

قال دبلوماسي أميركي كبير مسؤول عن مكافحة المعلومات المضللة إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يجب أن يكون «أكثر انفتاحاً» على الكشف عن المعلومات حول حالة الحرب في أوكرانيا، وعدم اللجوء إلى أساليب «البيئة الخاضعة للرقابة» التي فرضتها روسيا على كل شعبها، بحسب قوله.

جيمس روبين الذي عمل مستشاراً للرئيس بيل كلينتون ويرأس حالياً مركز المشاركة العالمية التابع لوزارة الخارجية الأميركية (أ.ف.ب)

ونقلت صحيفة «بوليتيكو» عن جيمس روبين، الذي عمل مستشاراً للرئيس بيل كلينتون ويرأس حالياً مركز المشاركة العالمية التابع لوزارة الخارجية الأميركية، والذي يسلط الضوء على جهود الدعاية والتضليل التي تبذلها الدول المعادية والجهات الفاعلة الأخرى التي تستهدف أميركا وحلفاءها حول العالم، قوله: «إنه في بعض الأحيان قد تقاوم الحكومة الأوكرانية هذا النوع من حرية المعلومات التي تعدّ طبيعية بالنسبة لنا».

رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون لدى عقده مؤتمراً صحافياً بعد لقاء زيلينسكي في ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)

وتأتي هذه النصيحة مع اشتداد القتال وسط المكاسب الروسية الأخيرة في مناطق رئيسية، وتراجع الاهتمام الدولي بالحرب الأوكرانية، لمصلحة أزمات أخرى على رأسها حرب إسرائيل على غزة، والمناشدات المكثفة من حكومة الرئيس الأوكراني، للولايات المتحدة والدول الغربية لحل عقدة المساعدات العسكرية العالقة، وتوفير المزيد من أنظمة الدفاع الجوي التي تشتد حاجة كييف إليها، مع استمرار الهجمات الروسية المكثفة على المدن الأوكرانية وبناها التحتية.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارته مدينة خاركيف مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته (إ.ب.أ)

نشر الأخبار يساعد في تسريع المساعدات

وقال روبين: «في بعض الأيام، ينقل مراسلو الحرب أشياء ليست بالضرورة في مصلحة فولوديمير زيلينسكي. لكن في ظل الديمقراطية التي نأمل ونرى أنها يجب أن تسود أكثر في أوكرانيا، يمكنهم أن يفهموا أن وجود مراسلي حرب يغطون الحرب، حتى لو كانت هناك أخبار سيئة في بعض الأحيان، هو أفضل بكثير من البيئة الخاضعة للرقابة التي فرضتها روسيا على كل شعبها». وأضاف أنه على الرغم من أن البلاد «تتحرك في الاتجاه الصحيح»، فإنها لم تصل بعد إلى «ديمقراطية كاملة»، مع بعض العواقب السلبية على تدفق المعلومات.

زيلينسكي يتوسط ضيوفه في كييف بمناسبة الذكرى الثانية للحرب (إ.ب.أ)

وبينما يضغط الصحافيون الأوكرانيون والغربيون من أجل زيادة الوصول إلى الخطوط الأمامية، قيّدت السلطات في كييف التقارير الواردة من المناطق الحساسة في الصراع، ورفضت إعطاء دور أقوى لوسائل الإعلام، بما فيها الحكومية، على أساس أن القيود تعمل على خنق حملات التضليل الروسية.ومع ذلك، أشار روبين إلى أن تحسين قدرة وسائل الإعلام على الوصول، من شأنه أن يعزز حاجة أوكرانيا الملحة إلى مزيد من المساعدة من حلفائها.

هجمات روسية مكثفة

وقال الجيش الأوكراني إن القوات الأوكرانية أسقطت 26 مسيّرة أطلقتها روسيا باتجاه شرق البلاد وجنوبها ليل الأربعاء - الخميس، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول كبير في الجيش. وأفاد قائد سلاح الجو الأوكراني ميكولا أوليتشتشوك على «تلغرام»، صباح الخميس: «أطلق العدو (...) 28 مسيّرة هجومية من نوع (شاهد) خلال الليل من منطقتَي كورسك وكيب تشودا الروسيتين في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014». وأوضح أن «26 من هذه الطائرات المسيّرة دُمرت» في مناطق أوديسا (جنوب) وخاركيف (شرق) ودنيبروبتروفسك (شرق) وزابوريجيا (جنوب) من دون أن يفيد بوقوع إصابات أو أضرار.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال استقباله السيناتور الجمهوري النافذ ليندسي غراهام في كييف الثلاثاء (أ.ب)

كذلك، أطلقت موسكو ثلاثة صواريخ كروز من طراز «كاي إتش - 22» وصاروخاً مضاداً للرادار من طراز «كاي إتش - 31 بي»، فضلاً عن صاروخ أرض جو من طراز «إس - 300» باتجاه أوكرانيا خلال الليل، بحسب المصدر نفسه. ويوم الأربعاء، أسفر قصف روسي على مناطق أوكرانية عدة من بينها خاركيف عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة 28 آخرين، ما دفع كييف إلى المطالبة بالحصول على المزيد من منظومات «باتريوت» الأميركية للدفاع الجوي من حلفائها الغربيين.

قالت السلطات الأوكرانية إن مدينة خاركيف، ثاني أكبر مدينة أوكرانية شمال شرقي البلاد، تعرّضت لهجوم بقنبلة موجهة الأربعاء في أول هجوم من نوعه على المدينة منذ بدء الحرب قبل أكثر من عامين، حسب ما نقلت كالة «بلومبرغ» للأنباء عن الحاكم الإقليمي لمدينة خاركيف أوليه سينيهوبوف.

بوتين سيسقط طائرات «إف 16»

ذكرت بعثة أوكرانيا لدى حلف شمال الأطلسي أن أوكرانيا طلبت من حلفاء غربيين تزويدها بإمدادات دفاع جوي خلال اجتماع استثنائي لمجلس الحلف وأوكرانيا الخميس بعدما شنّت روسيا سلسلة من الهجمات الصاروخية على البنية التحتية الحيوية والطاقة.

وشنّت روسيا يوم الجمعة الماضي أكبر ضربة جوية لها على نظام الطاقة في أوكرانيا منذ غزوها للبلاد في فبراير (شباط) 2022؛ مما أدى إلى إتلاف وحدات الطاقة في سد كبير وانقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من مليون شخص في عدد من المناطق. وقالت البعثة على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي إن وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف أطلع أعضاء الحلف على تداعيات الهجمات، وطلب منهم توفير مزيد من العتاد لردع الصواريخ المستقبلية.

ووصفت موسكو هجماتها في الآونة الأخيرة بأنها جزء من سلسلة ضربات «انتقامية» رداً على هجمات كييف على مناطق روسية، وزادت استخدامها للصواريخ الباليستية التي يصعب التصدي لها.

الرئيس الأوكراني يجلس في مقاتلة «إف 16» خلال زيارة للدنمارك في أغسطس الماضي (رويترز)

ودعا الرئيس الأوكراني زيلينسكي، الأربعاء، حلفاءه الغربيين مجدداً إلى «تسريع تسليم» بلاده طائرات مقاتلة من طراز «إف 16»، بالإضافة إلى منظومات «باتريوت». وكتب على مواقع التواصل الاجتماعي: «تعزيز الدفاع الجوي لأوكرانيا وتسريع تسليم أوكرانيا طائرات (إف 16) مهمّتان حيويتان»، حاثّا شركاء أوكرانيا على «إظهار الإرادة السياسية الكافية».

في المقابل، هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن بلاده ستسقط تلك المقاتلات، إذا زود الغرب أوكرانيا بها، نافياً وجود خطط لمهاجمة أي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بما فيها بولندا أو دول البلطيق أو جمهورية التشيك، «على الرغم من توسعه شرقاً باتجاه روسيا منذ سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991»، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكر بوتين في حديثه لطياري القوات الجوية الروسية في وقت متأخر الأربعاء أن الحلف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة توسع شرقاً باتجاه روسيا منذ سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991، لكن موسكو ليس لديها أي خطط لمهاجمة أي دولة عضو في الحلف. وبحسب نص الخطاب الذي أصدره الكرملين الخميس، أضاف بوتين: «ليس لدينا أي نوايا عدائية تجاه هذه الدول... تصوُّر أننا سنهاجم دولة أخرى، بولندا أو من دول البلطيق، والتشيك خائفة أيضاً، هي محض هراء. إنه مجرد هذيان». ورداً على سؤال حول مقاتلات «إف 16» التي وعد الغرب بإرسالها إلى أوكرانيا، قال بوتين إن هذه الطائرات لن تغير الوضع هناك. وأضاف بوتين: «إذا قدموا طائرات (إف 16)، وهم يناقشون ذلك وعلى ما يبدو يدربون الطيارين، فإن هذا لن يغير الوضع في ساحة المعركة». وتابع: «سندمر الطائرات مثلما ندمر حالياً الدبابات والمدرعات وغيرها من المعدات، ومنها راجمات الصواريخ». وذكر بوتين أن مقاتلات «إف 16» يمكنها أيضاً حمل أسلحة نووية. وقال: «بالطبع، إذا انطلقت من مطارات دولة ثالثة، فستصبح أهدافاً مشروعة لنا أينما كانت». وجاءت تصريحات بوتين في أعقاب تصريح وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الأربعاء بأن الطائرات من المتوقع أن تصل إلى أوكرانيا في الأشهر المقبلة.

وتشعر أوكرانيا بالإحباط بشكل متزايد بسبب عدم قدرة الكونغرس الأميركي على تمرير حزمة مساعدات عسكرية ضخمة بسبب الخلافات الحزبية. ولا يزال مشروع القانون الذي أقرّه مجلس الشيوخ في وقت سابق، معطلاً في مجلس النواب، حيث يقضي المشرّعون إجازة لمدة أسبوعين بمناسبة عطلة عيد الفصح.

زيلينسكي يطالب برلين بأن تزوده بصواريخ «توروس» باستمرار (أ.ب)

الكرملين: روسيا ليست طرفاً في المشاورات

قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن الجانب الروسي لا يشارك في المشاورات بشأن التسوية الأوكرانية على مستوى المستشارين الأمنيين، التي تحدث عنها المستشار الألماني أولاف شولتس. وقال بيسكوف رداً على سؤال حول هذا الموضوع: «لا، لا يوجد مستشارون روس»، حسبما ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء.

وقال شولتس، في مقابلة مع صحيفة «ميركيشه ألجماينه تسايتونج» الألمانية الصادرة الخميس، رداً على سؤال حول إجراء أي محادثات محتملة بشأن أوكرانيا، إن عدداً من الدول، بما في ذلك أوكرانيا، «تناقش حالياً على مستوى المستشارين الأمنيين السبل الممكنة لعملية السلام». وأضاف شولتس: «ولكن اسمحوا لي أن أوضح أمراً واحداً: السلام ممكن في أي وقت. يحتاج بوتين فقط إلى وقف حملته الهمجية وسحب قواته». وقال شولتس: «لقد كانت هناك دائماً مبادرات للوساطة. على سبيل المثال، تفاوضت روسيا وأوكرانيا بشكل مباشر مع بعضهما بعضاً بعد اندلاع الحرب مباشرة. وفشلت المحادثات في ذلك الوقت لأن روسيا استخدمتها فقط ذريعةً لتحريك قواتها على نحو متزامن إلى الشرق لشن هجوم كبير. ثم وقعت مذابح بوتشا وإيربين، وهي جرائم لا تصدق ضد حقوق الإنسان ارتكبتها القوات المسلحة الروسية ضد السكان المدنيين. وهذا ما نزع أي أساس لإجراء محادثات».

وأشار شولتس إلى أن آخر مكالمة هاتفية أجراها مع بوتين كانت في ديسمبر (كانون الأول) 2022، وقال: «قبل ذلك كنا نتحدث مع بعضنا بعضاً كثيراً. قبل أيام قليلة من الحرب تحدثنا شخصياً بشكل مطول في موسكو. هل تتذكر الطاولة الطويلة التي اضطررت للجلوس عليها معه لأنه كان قلقاً بشأن كورونا؟ تحدثنا حينذاك لأكثر من أربع ساعات».


الكرملين يشير إلى «اتصالات» حول مصير الصحافي الأميركي غيرشكوفيتش

الصحافي الأميركي إيفان غيرشكوفيتش (أ.ب)
الصحافي الأميركي إيفان غيرشكوفيتش (أ.ب)
TT

الكرملين يشير إلى «اتصالات» حول مصير الصحافي الأميركي غيرشكوفيتش

الصحافي الأميركي إيفان غيرشكوفيتش (أ.ب)
الصحافي الأميركي إيفان غيرشكوفيتش (أ.ب)

كشف الكرملين، الخميس، عن «اتصالات» بغرض مبادلة محتملة للصحافي الأميركي إيفان غيرشكوفيتش، المتهم بالتجسس والمسجون في روسيا منذ نحو السنة.

وأوقف مراسل صحيفة «وول ستريت جورنال»، البالغ 32 عاماً، والذي عمل لحساب «وكالة الصحافة الفرنسية» في موسكو بين 2020 و2021، في مارس (آذار) 2023، من جانب جهاز الأمن الفيدرالي (إف إس بي)، خلال تقرير كان يعده في إيكاترينبورغ، في منطقة الأورال الروسية.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، يرفض غيرشكوفيتش تهم «التجسس» المساقة ضده، التي يواجه من خلالها احتمال الحكم عليه بالسجن 20 عاماً.

ولم توفر روسيا علناً أي أدلة على هذه التهم، وقد صنفت كل الإجراءات سرية.

وتتهم واشنطن موسكو باحتجازه رهينة لمبادلته بروس مسجونين في دول غربية، على غرار مواطنين أميركيين آخرين أوقفوا في السنوات الأخيرة في روسيا.

وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استعداده لمبادلة الصحافي الأميركي، بفاديم كراسيكوف، المسجون مدى الحياة في ألمانيا بتهمة قتل معارض شيشاني في برلين عام 2019.

وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، اليوم (الخميس): «شددنا مرات عدة على وجود اتصالات، لكن ينبغي أن تحصل في صمت مطلق».

وأضاف: «كسر هذا الصمت سيتسبب بمزيد من المشكلات، وسيحول دون التوصل إلى أي نتيجة، في إطار هذه العملية» من دون مزيد من التفاصيل.

ومدّدت محكمة روسية، خلال الأسبوع الراهن، حبس غيرشكوفيتش حتى 30 يونيو (حزيران) المقبل.

وأكد بيسكوف أنه لا يملك معلومات حول موعد محتمل لبدء محاكمته.


بعد 3 أيام... ماكرون يختتم زيارته للبرازيل بمحادثات سياسية

الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (يسار) والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثناء عقد اجتماع ثنائي (أ.ف.ب)
الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (يسار) والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثناء عقد اجتماع ثنائي (أ.ف.ب)
TT

بعد 3 أيام... ماكرون يختتم زيارته للبرازيل بمحادثات سياسية

الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (يسار) والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثناء عقد اجتماع ثنائي (أ.ف.ب)
الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (يسار) والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثناء عقد اجتماع ثنائي (أ.ف.ب)

ينهي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، (الخميس)، زيارة دولة تستغرق ثلاثة أيام إلى البرازيل بمحادثات سياسية، مع تسليط الضوء على الخلاف مع نظيره لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بشأن أوكرانيا، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

والأربعاء، عدّ الرئيس الفرنسي أمام رجال أعمال برازيليين أن الصيغة الحالية لمشروع الاتفاق التجاري بين الاتحاد الأوروبي ودول ميركوسور (البرازيل والأرجنتين وأوروغواي وباراغواي وبوليفيا) «سيئة جداً».

وقال ماكرون خلال منتدى اقتصادي في ساو باولو (جنوب شرق) إنّ الاتّفاق «كما يتمّ التفاوض عليه اليوم هو اتفاق سيئ جداً بالنسبة لكم كما بالنسبة لنا».

وأضاف: «دعونا نبني اتّفاقاً جديداً (...) يتحلّى بالمسؤولية في مجالات التنمية والمناخ والتنوّع البيولوجي»، بينما تريد البرازيل إبرام الاتفاق، على غرار بعض الدول الأوروبية الرئيسية، مثل ألمانيا وإسبانيا.

لويس إيناسيو لولا دا سيلفا وإيمانويل ماكرون (يمين) يقفان أمام شجرة السوماما في جزيرة كومو بمدينة بيليم البرازيلية (إ.ب.أ)

ومشروع المعاهدة الذي بدأت مناقشته في 1999 يرمي لإلغاء غالبية الرسوم الجمركية بين المنطقتين، وإنشاء منطقة تبادل تجاري حرّ تضمّ أكثر من 700 مليون مستهلك.

وفي 2019، أثمرت هذه المفاوضات اتفاقاً سياسياً، لكنّ دولاً عدّة، في مقدّمها فرنسا، عرقلت إقراره. وفي الآونة الأخيرة زادت المعارضة في أوروبا لهذا الاتفاق بسبب الأزمة الزراعية المستعرة في القارة العجوز.

من جهته، قال وزير الاقتصاد البرازيلي فرناندو حداد الأربعاء في ساو باولو: «علينا الاستفادة القصوى من الفرص المتاحة لزيادة التجارة بين الاتحاد الأوروبي وميركوسور. لا يزال لدينا وقت».

«حزم»

قبل انتقاده مشروع الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وميركوسور، احتفى إيمانويل ماكرون مع نظيره البرازيلي «بقوة» الشراكة الثنائية من خلال حضور حفل تدشين الغواصة البرازيلية الثالثة ذات التصميم الفرنسي في حوض بناء السفن في إيتاغواي قرب ريو دي جانيرو.

وقال لولا إن هذا «سيسمح لبلدين مهمين، كل منهما في قارة، بالاستعداد حتى نتمكن من مواجهة الشدائد».

وتحدث ماكرون عن امتلاك البلدين «الرؤية نفسها للعالم»، كما شدّد على «الحاجة أحياناً إلى معرفة كيفية استخدام لغة الحزم لحماية السلام».

الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (يسار) والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يصلان لحضور حفل إطلاق الغواصة تونيليرو (أ.ف.ب)

وأكد الرئيس الفرنسي أيضاً أن باريس ستواصل الوقوف إلى جانب البرازيل في خططها لبناء أول غواصة نووية لها، وهو مشروع يشهد تأخيراً.

وينص الاتفاق المبرم بين البلدين عام 2008 على تصنيع أربع غواصات تعمل بالطاقة التقليدية عبر نقل التكنولوجيا الفرنسية.

ابتداء من الخامسة، وهي ذات دفع نووي، ستساعد فرنسا البرازيل في تصميم غواصتها، باستثناء المحرك النووي الذي ستتولى برازيليا مسؤوليته.

وأكد لولا أنه «إذا كانت البرازيل تريد الوصول إلى المعرفة المتعلقة بالتكنولوجيا النووية، فإن ذلك ليس لشن الحرب»، بل لدعم البلدان «التي تريد السلام».

الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (يسار) والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتحدثان خلال حضور حدث في البرازيل (أ.ف.ب)

النظام الدولي

في اليوم الأخير من زيارته اليوم، يستقبل لولا الرئيس الفرنسي في العاصمة برازيليا لإجراء مناقشات تهيمن عليها القضايا الدولية الكبرى.

وينتظر أن يذكّر ماكرون بالأهمية التي يتعين على مجموعة العشرين التي ترأسها البرازيل هذا العام، أن تستمر في إعطائها للحرب في أوكرانيا.

ويصر لولا المؤيد من جانبه على أن المسؤوليات مشتركة في أوكرانيا ويرفض الانحياز ضد روسيا.

وقال الرئيس الفرنسي في موقع حوض بناء السفن: «علينا أن نعرف كيف ندافع بمصداقية عن النظام الدولي الذي نؤمن به»، دون أن يذكر أوكرانيا.

كما يتهم الرئيس البرازيلي إسرائيل بارتكاب «إبادة جماعية» ضد الفلسطينيين في غزة، وهو أيضاً موقف جنوب أفريقيا. لكن فرنسا لا تتبنى هذا الاتهام؛ لأنه لا يتوافق مع «الحقيقة على الأرض»، كما قال إيمانويل ماكرون مؤخراً.


رئيس الاستخبارات الروسية ناقش في كوريا الشمالية التعاون الأمني

مدير الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين (رويترز)
مدير الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين (رويترز)
TT

رئيس الاستخبارات الروسية ناقش في كوريا الشمالية التعاون الأمني

مدير الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين (رويترز)
مدير الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين (رويترز)

أعلنت بيونغ يانغ، اليوم (الخميس)، أنّ رئيس الاستخبارات الروسية بحث، خلال زيارة إلى كوريا الشمالية هذا الأسبوع، التعاون الأمني الثنائي، في خطوة تأتي بعد أسابيع من اتّهام كوريا الجنوبية جارتها الشمالية بتزويد موسكو بكميات ضخمة من الأسلحة لدعم الكرملين في حربه ضد أوكرانيا، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت «وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية» إنّ مدير الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين أجرى زيارة إلى بيونغ يانغ استمرت من الاثنين إلى الأربعاء، وعقد خلالها اجتماعين مع وزير أمن الدولة الكوري الشمالي ري تشانغ داي.

وأوضحت الوكالة أنّ المسؤولين ناقشا سبل تعزيز التعاون بين البلدين «لمواجهة أعمال التجسّس والمؤامرات المتزايدة التي تحيكها القوى المعادية».

وأضافت أنّ «الطرفين توصّلا إلى توافق كامل حول القضايا العالقة خلال الاجتماعين اللذين عُقدا في أجواء من المودّة والصداقة».

وتخضع كلّ من روسيا وكوريا الشمالية لعقوبات دولية: موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا، وبيونغ يانغ بسبب تجاربها النووية العسكرية.

وفي سبتمبر (أيلول)، عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون قمة في أقصى الشرق الروسي قال خلالها كيم إنّ العلاقات مع موسكو هي «أولويته الأولى».

وبعيد هذه القمّة، قالت الولايات المتّحدة إنّ بيونغ يانغ بدأت بتزويد موسكو أسلحة.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون (رويترز)

وفي مطلع مارس (آذار) الحالي، قالت كوريا الجنوبية إنّ جارتها الشمالية شحنت منذ يوليو (تموز) نحو 7 آلاف حاوية أسلحة إلى روسيا لكي يستخدمها الجيش الروسي في حربه ضدّ أوكرانيا.

ووفقاً لواشنطن، فإنّ بيونغ يانغ تسعى مقابل شحنات الأسلحة هذه إلى الحصول من موسكو على مساعدات عسكرية في مجالات محدّدة؛ من بينها تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية وتحديث عتادها العسكري الذي يعود إلى الحقبة السوفياتية.


كندا تسجل أسرع نمو سكاني منذ 66 عاماً في 2023

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (د.ب.أ)
TT

كندا تسجل أسرع نمو سكاني منذ 66 عاماً في 2023

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (د.ب.أ)

قالت وكالة الإحصاء الكندية، اليوم الأربعاء، إن عدد السكان بلغ مستوى قياسياً عند 40.77 مليون نسمة في عام 2023 مدفوعاً إلى حد بعيد بالهجرة المؤقتة.

وبحسب «رويترز»، ارتفع العدد 1.27 مليون نسمة في عام 2023 بزيادة 3.2 في المائة عن العام السابق، بما يمثل أعلى نمو سكاني منذ عام 1957.

وتسبب تدفق المهاجرين في مشكلة إسكان مما أدى إلى ارتفاع أسعار المنازل، مما أضر بشعبية رئيس الوزراء جاستن ترودو.

وقال خبراء اقتصاد وبنك كندا إن النمو السكاني أدى أيضاً إلى خفض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد مثلما ظهر في الربع الأخير.

وذكرت الوكالة في بيان: «جاءت الغالبية العظمى (97.6 في المائة) من زيادة السكان في كندا في عام 2023 من الهجرة الدولية (الهجرة الدائمة والمؤقتة) والنسبة المتبقية (2.4 في المائة) جاءت من الزيادة الطبيعية».

وأضافت: «كان هذا هو العام الثاني على التوالي الذي تزيد فيه الهجرة المؤقتة من النمو السكاني، والعام الثالث على التوالي مع زيادة صافية في عدد المقيمين غير الدائمين».

واعتمدت كندا بشدة على الهجرة لتعزيز قوتها العاملة ونموها الاقتصادي إذ كان ما يقرب من ربع سكانها في عام 2021 من المقيمين غير الأصليين المولودين في البلاد، وفقاً لتقرير صندوق النقد الدولي لعام 2021، وهذا هو أعلى مستوى بين دول مجموعة السبع.

لكن حكومة ترودو الليبرالية حاولت في الأشهر القليلة الماضية مواجهة الضغوط من خلال اتخاذ إجراءات تحد من عدد الطلاب الدوليين والمقيمين غير الدائمين الذين يمكنهم القدوم إلى كندا كل عام.

وأظهرت بيانات الوكالة أنها تقدر أن مليونين و661784 مقيماً غير دائم يعيشون في كندا في أول يناير (كانون الثاني) 2024. ويحمل مليونان و332886 منهم تصاريح وتعيش معهم أسرهم، و328898 من طالبي اللجوء الذين يحملون أو لا يحملون تصاريح للعمل أو الدراسة.


بوتين يبحث التعاون الأمني مع زعماء غرب ووسط أفريقيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)
TT

بوتين يبحث التعاون الأمني مع زعماء غرب ووسط أفريقيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)

ذكرت كل من مالي وروسيا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقش في مكالمة هاتفية، اليوم الأربعاء، التعاون الأمني ​​والاقتصادي مع رئيس المجلس العسكري الحاكم في مالي أسيمي غويتا.

وبحسب «رويترز»، يأتي ذلك بعد يوم من إجراء بوتين مكالمة هاتفية مماثلة مع زعيم المجلس العسكري في النيجر المجاورة.

وقال غويتا على موقع التواصل الاجتماعي «إكس»: «ناقشنا الملفات المشتركة، وخاصة في المجالين الأمني ​​والاقتصادي. واتفقنا على زيادة التعاون في الحرب ضد الإرهاب». وأكد الكرملين المكالمة وقال إن الزعيمين اتفقا على توثيق العلاقات.

وأصبحت مالي في السنوات القليلة الماضية من أقرب حلفاء روسيا في أفريقيا، مع انتشار مجموعات مسلحة تابعة لمجموعة «فاغنر» في البلاد لمحاربة متمردين جهاديين في الدولة الواقعة في منطقة الساحل الأفريقي.

وتسعى روسيا إلى تعزيز العلاقات مع الدول الأفريقية، وتقديم نفسها بوصفها دولة صديقة ليس لها تاريخ استعماري في القارة.

ويبدو أن المكالمة تأتي ضمن جولة تحركات دبلوماسية أجراها بوتين مع زعماء غرب ووسط أفريقيا منذ إعادة انتخابه في وقت سابق من هذا الشهر.

وذكر الكرملين، اليوم الأربعاء، أن بوتين وزعيم جمهورية الكونغو دينيس ساسو نجيسو اتفقا في مكالمة هاتفية على تعميق العلاقات السياسية والاقتصادية والإنسانية.

وقال التلفزيون الرسمي في النيجر، أمس الثلاثاء، إن بوتين تحدث هاتفياً مع زعيم المجلس العسكري عبد الرحمن تياني، وناقشا الحاجة إلى تعزيز التعاون الأمني بين البلدين.

وجاءت المكالمة بعد قرار اتخذته النيجر، وهي حليف سابق للغرب في حربه مع التمرد المسلح في منطقة الساحل، في 17 مارس (آذار) بإلغاء اتفاق عسكري مع الولايات المتحدة.

وقبل أيام من قرار إلغاء الاتفاق، حذر مسؤولون أميركيون قادة المجلس العسكري في النيجر بشأن علاقاتهم مع روسيا وإيران.

وجاء قرار المجلس العسكري في النيجر في أعقاب قرار مالي وبوركينا فاسو المجاورتين قطع علاقاتهما العسكرية مع حلفاء تقليديين منهم فرنسا، وتغيير الوجهة باتجاه روسيا.

واتفقت دول الساحل، التي تواجه تمرد جماعات إسلامية، في وقت سابق من هذا الشهر، على تشكيل قوة مشتركة لمواجهة التهديدات الأمنية عبر أراضيها.


عقوبات أميركية - بريطانية على شخصين و3 كيانات بتهمة جمع أموال لـ«حماس»

جدار يحمل صور الرهائن لدى «حماس» في تل أبيب (رويترز)
جدار يحمل صور الرهائن لدى «حماس» في تل أبيب (رويترز)
TT

عقوبات أميركية - بريطانية على شخصين و3 كيانات بتهمة جمع أموال لـ«حماس»

جدار يحمل صور الرهائن لدى «حماس» في تل أبيب (رويترز)
جدار يحمل صور الرهائن لدى «حماس» في تل أبيب (رويترز)

أعلنت وزارة الخزانة الأميركية اليوم (الأربعاء)، أنها فرضت بالتنسيق مع بريطانيا عقوبات استهدفت شخصين و3 كيانات بتهمة جمع أموال لحركة «حماس».

وبحسب «وكالة أنباء العالم العربي»، قالت الوزارة في بيان إن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع للوزارة أدرج شخصين وثلاثة كيانات شاركت في جمع الأموال لـ«حماس»، في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023.

وأوضح البيان أن أهم هذه الكيانات، منظمة «غزة الآن» التي أسسها مصطفى عياش والتي انخرطت في جمع الأموال لـ«حماس»، بالإضافة إلى «شركة القرشي التنفيذية».


واشنطن وسيول تشكلان فريقاً لمنع وصول شحنات نفط غير قانونية لبيونغ يانغ

علم كوريا الشمالية يرفرف بجوار أسلاك شائكة (رويترز)
علم كوريا الشمالية يرفرف بجوار أسلاك شائكة (رويترز)
TT

واشنطن وسيول تشكلان فريقاً لمنع وصول شحنات نفط غير قانونية لبيونغ يانغ

علم كوريا الشمالية يرفرف بجوار أسلاك شائكة (رويترز)
علم كوريا الشمالية يرفرف بجوار أسلاك شائكة (رويترز)

أطلقت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، هذا الأسبوع، قوة عمل جديدة، تهدف إلى منع كوريا الشمالية من شراء النفط بشكل غير قانوني.

وعُقد الاجتماع الأول لفريق العمل في واشنطن أمس (الثلاثاء)، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، في بيان، إن الاجتماع ضم أكثر من 30 مسؤولاً من الوزارات والوكالات المسؤولة عن الدبلوماسية والمخابرات والعقوبات والحظر البحري.

وأضاف البيان أن الجانبين أعربا عن قلقهما إزاء احتمال قيام روسيا بتوفير النفط المكرر لكوريا الشمالية، وناقشا سبل تعليق التعاون غير القانوني بين موسكو وبيونغ يانغ.

وقال البيان: «النفط مورد أساسي لتطوير الأسلحة النووية والصاروخية لكوريا الشمالية ووضعها العسكري».

وبموجب القيود التي فرضها مجلس الأمن الدولي على الأسلحة النووية وبرامج الصواريخ لكوريا الشمالية، يقتصر استيراد بيونغ يانغ على 4 ملايين برميل من النفط الخام، و500 ألف برميل من المنتجات المكررة سنوياً.

وقال دبلوماسي بالأمم المتحدة لـ«رويترز» الأسبوع الماضي، إن هناك احتمالاً قوياً بأن تستخدم روسيا حق النقض ضد قرار للأمم المتحدة يدعو إلى استمرار تفويض لجنة الخبراء التي تراقب العقوبات على كوريا الشمالية.

وقالت لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة تراقب تنفيذ العقوبات هذا الشهر، إن ناقلات ترفع علم كوريا الشمالية ربما سُلِّمت أكثر من 1.5 مليون برميل من المنتجات النفطية المكررة بين الأول من يناير (كانون الثاني) و15 سبتمبر (أيلول) من العام الماضي.

وتؤكد الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إن كوريا الشمالية زوَّدت روسيا بأسلحة لاستخدامها في أوكرانيا، وأن روسيا وكوريا الشمالية نفذتا ذلك حتى مع تعهدهما بتعزيز التعاون العسكري.

وتظهر صور الأقمار الاصطناعية التجارية أن ناقلات نفط كورية شمالية، بما في ذلك بعض السفن الخاضعة للعقوبات، زارت مواني روسية في الأسابيع القليلة الماضية.

وأفادت وزارة الخارجية الأميركية بأن فريق العمل المشترك بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية يدرس الإجراءات المحتملة لتعطيل شبكات شراء النفط المكرر في كوريا الشمالية، بما في ذلك الكشف عن أنشطة التهرب من العقوبات، وفرض عقوبات أحادية الجانب، وإشراك القطاع الخاص والجهات الفاعلة الخارجية في جميع أنحاء المنطقة، الذين يقومون بتسهيل شحنات النفط؛ سواء عن قصد أو عن غير قصد.

وأضافت الوزارة في بيان أنه في المستقبل يمكن أن يستهدف فريق العمل مجالات أخرى للتهرب من العقوبات، بما في ذلك مبيعات الفحم.