«أوقاف مصر» تحذر أئمة المساجد مجدداً من تبني «آيديولوجيات متشددة»

الوزارة تهدد بإنهاء خدمة المتجاوزين

TT

«أوقاف مصر» تحذر أئمة المساجد مجدداً من تبني «آيديولوجيات متشددة»

هددت وزارة الأوقاف المصرية بإنهاء خدمة أي إمام مسجد «يتضح أن لديه انتماءات لأي من (الجماعات المتطرفة) أو يتبنى (آيديولوجيات متشددة) لا تتفق مع المنهج الوسطي».
وأرجعت الوزارة، وهي المسؤولة عن المساجد في البلاد، هذه الخطوة «حتى لا يُصدّر (الإمام) للناس وعياً مُخالفاً وغير متفق مع منهج الأزهر والدولة المصرية». وبينما حذرت «الأوقاف» مجدداً من أنها «سوف تتخذ إجراءات حاسمة تجاه كل من يثبت انضمامه إلى (جماعة محظورة) أو يشارك في (أعمال تحريضية) ولو عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي». قال الدكتور جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، إنه «حال وجود مخالفات سواء فكرية أو إدارية، فإن الوزارة تتدخل على الفور، وتنهي خدمة المُخالف».
وأنهت «الأوقاف» قبل يومين خدمة إمام وخطيب في محافظة مطروح شمال غربي مصر لـ«تبنيه أفكاراً لا تتسق وفهم صحيح الدين»، وذلك بحسب بيان للوزارة. كما قررت وزارة الأوقاف أيضاً «إيقاف مفتش من محافظة الشرقية بدلتا مصر عن العمل، لحين انتهاء التحقيقات، فيما نسب إليه من مخالفات بشأن سوء استخدام مواقع التواصل». وأكدت مصادر في «الأوقاف»، أن «الوزارة ناشدت الأئمة والعاملين بها ضرورة تحري الدقة فيما ينشرون أو يشاركون به عبر صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل».
من جهته، أشار طايع في تصريحات متلفزة، مساء أول من أمس، إلى أن «الوزارة تستطيع أن تقضي على كل ما يعكر صفو الأئمة والدعاة الوسطيين، الذين يعول عليهم في بناء الوعي للمجتمع المصري»، مضيفاً «لا نفتري على أحد؛ لكن هناك لجاناً علمية بالوزارة، يخضع الإمام لمناقشة علمية من خلالها، ليتم التأكد عن طريقها، من آيديولوجية المخالف للفكر الوسطي». وسبق أن دفعت «الأوقاف المصرية» في أغسطس (آب) عام 2018 ببعض مفتشيها ممن يحملون «الضبطية القضائية» لـ«إحكام السيطرة على المساجد، وعدم استغلالها سياسياً أو حزبياً». وفي أبريل (نيسان) عام 2017 اشترطت السلطات المصرية على أئمة وخطباء المساجد «عدم الانتماء إلى أي تنظيم أو جماعة، للبقاء في مناصبهم واعتلاء المنابر».
وتؤكد «أوقاف مصر»، أنه «لا أحد فوق المحاسبة بالوزارة، وأنها لن تسمح بالتجاوز في حق المنابر، أو مخالفة تعليمات الوزارة، أو الخروج على المنهج الوسطي، أو اتخاذ المساجد، لنشر أفكار لا تتسق وصحيح الإسلام ومنهجه السمح الرشيد».
وسبق أن قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في يناير (كانون الثاني) الماضي، إن «أي تقاعس عن تجديد الخطاب الديني، من شأنه ترك الساحة لأدعياء العلم وأشباه العلماء، ليخطفوا عقول الشباب، ويزينوا لهم استباحة القتل والنهب والاعتداء على الأموال والأعراض، ويدلسوا عليهم أحكام الشريعة السمحة».
من جهته، دعا الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، أمس، إلى «الحسم مع كل من يثبت ولاؤه لـ(جماعات التطرف) و(أهل الشر)».



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.