إيران تستعد لقيود إضافية «شديدة» للحد من تفشي «كورونا»

سيدات يضعن كمامات في أحد شوارع طهران (إ.ب.أ)
سيدات يضعن كمامات في أحد شوارع طهران (إ.ب.أ)
TT

إيران تستعد لقيود إضافية «شديدة» للحد من تفشي «كورونا»

سيدات يضعن كمامات في أحد شوارع طهران (إ.ب.أ)
سيدات يضعن كمامات في أحد شوارع طهران (إ.ب.أ)

تستعد إيران لتطبيق قيود إضافية «شديدة» تشمل كثيراً من مناطق البلاد، اعتباراً من السبت، سعياً للحد من انتشار فيروس «كورونا» المستجد، بعد تزايد الوفيات والإصابات في الآونة الأخيرة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وتعد إيران أكثر الدول تأثراً بـ«كوفيد 19» في الشرق الأوسط، وأعلنت اعتباراً من مطلع سبتمبر (أيلول)، تسجيل أكثر من حصيلة قياسية للوفيات والإصابات اليومية.
وأشارت السلطات مراراً في الأيام الماضية إلى تطبيق قيود جديدة، اعتباراً من السبت 21 نوفمبر (تشرين الثاني)، الذي يصادف بداية الشهر المقبل بحسب التقويم الفارسي.
وأشارت المتحدثة باسم وزارة الصحة، سيما سادات لاري، اليوم (الأربعاء)، إلى أن الإجراءات الأكثر صرامة ستطال أكثر من نصف المدن الإيرانية، وأبرزها طهران ومراكز المحافظات الثلاثين الأخرى، على أن تصبح التفاصيل الكاملة للإجراءات متوافرة اعتباراً من السبت.
وقال الرئيس حسن روحاني في خطاب، اليوم، على هامش الاجتماع الأسبوعي للحكومة: «اعتباراً من السبت، سيتم فرض إجراءات شديدة في البلاد»، موضحاً أنها ستكون لأسبوعين على الأقل. ولمح إلى أن الإجراءات قد تشمل فرض إغلاق تام لكل المؤسسات التجارية غير الأساسية في المناطق الأكثر تأثراً بجائحة «كوفيد 19».
ومن المتوقع أن تشمل الإجراءات، منع حركة وسائل النقل الخاصة بين الساعة التاسعة مساء والرابعة فجراً في طهران ومدن أساسية أخرى.
ومنذ الإعلان رسمياً عن تسجيل أولى حالات «كوفيد 19» فيها، في فبراير (شباط)، لم تفرض إيران إغلاقاً شاملاً على غرار الذي اعتمدته دول عدة في فترة مارس (آذار) وأبريل (نيسان). لكنها طبقت بعض إجراءات الإغلاق في مارس، قبل رفع قسم كبير منها اعتباراً من الشهر التالي لدفع عجلة الاقتصاد.
وسبق لروحاني أن أشار في يوليو (تموز) إلى أن بلاده غير قادرة على وقف النشاط الاقتصادي الذي يعاني من تبعات العقوبات الاقتصادية القاسية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب منذ الانسحاب الأحادي لواشنطن من الاتفاق النووي عام 2018.
والأربعاء، أفادت لاري عن تسجيل 480 وفاة بسبب «كوفيد 19» في الساعات الـ24 الماضية، وذلك بفارق ضئيل عن الحصيلة القياسية (486) التي تم إعلانها الإثنين، وبلغت الإصابات اليومية 13 ألفاً و421. وهي حصيلة قياسية جديدة.
وسبق لمسؤولين إيرانيين أن أفادوا بأن الأرقام الفعلية قد تكون أعلى، وحذّر وزير الصحة سعيد نمكي، أمس (الثلاثاء)، من أن الإجراءات الجديدة هي بمثابة «الفرصة الأخيرة» للسماح للجهاز الصحي في البلاد بمواجهة الفيروس. وأبدى خشيته من «خسارة المعركة» إذا لم يلتزم السكان بالإجراءات الوقائية بشكل كامل، معتبراً أن الفيروس بات أقرب إلى «قنبلة».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

أميركا تطلب من تركيا الضغط على «حماس» للقبول بوقف النار في غزة

فيدان وبلينكن في تصريحات للصحافيين عقب انتهاء مباحثاتهما في أنقرة (الخارجية التركية)
فيدان وبلينكن في تصريحات للصحافيين عقب انتهاء مباحثاتهما في أنقرة (الخارجية التركية)
TT

أميركا تطلب من تركيا الضغط على «حماس» للقبول بوقف النار في غزة

فيدان وبلينكن في تصريحات للصحافيين عقب انتهاء مباحثاتهما في أنقرة (الخارجية التركية)
فيدان وبلينكن في تصريحات للصحافيين عقب انتهاء مباحثاتهما في أنقرة (الخارجية التركية)

طالبت الولايات المتحدة تركيا باستخدام نفوذها لجعل حركة «حماس» الفلسطينية تقبل مقترحاً لوقف إطلاق النار في غزة. وأكد البلدان اتفاقهما بشأن ضرورة العمل على تحقيق وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن.

وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، خلال مؤتمر صحافي مشترك قصير مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، عقب ختام مباحثاتهما في أنقرة (الجمعة): «اتفقنا على تحقيق وقف إطلاق النار بغزة في أسرع وقت ممكن»، لافتاً إلى الجهود التي تبذلها تركيا والولايات المتحدة والشركاء الآخرون في المنطقة من أجل وقف إطلاق النار.

وأضاف فيدان أن «إسرائيل تواصل قتل المدنيين في غزة، وتعمل على استمرار دوامة العنف في المنطقة، وقد اتفقنا على أن تعمل تركيا وأميركا جنباً إلى جنب مع الشركاء الآخرين للحد من العنف».

وتابع أن العنف المستمر في غزة، أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين. وأعربت كل من تركيا وأميركا عن قلقهما إزاء الوضع.

جانب من مباحثات فيدان وبلينكن في أنقرة الجمعة (الخارجية التركية)

بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إنه رأى خلال الفترة الأخيرة «مؤشرات مشجّعة» على التقدّم نحو وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.

وأضاف: «ناقشنا الوضع في غزة، والفرصة التي أراها للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار. وما رأيناه خلال الأسبوعين الماضيين هو مزيد من المؤشرات المشجّعة».

وطالب بلينكن تركيا باستخدام نفوذها كي ترد حركة «حماس» بالإيجاب على مقترح لوقف إطلاق النار، مضيفاً: «تحدثنا عن ضرورة أن ترد (حماس) بالإيجاب على اتفاق ممكن لوقف إطلاق النار؛ للمساهمة في إنهاء هذا الوضع، ونُقدِّر جداً الدور الذي تستطيع تركيا أن تلعبه من خلال استخدام صوتها لدى (حماس) في محاولة لإنجاز ذلك».

وكان بلينكن وصل إلى أنقرة، مساء الخميس، والتقى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في مطار إسنبوغا بالعاصمة التركية، قبل أن يجري مباحثات مع نظيره هاكان فيدان استغرقت أكثر من ساعة بمقر وزارة الخارجية التركية، حيث ركّزت مباحثاته بشكل أساسي على الوضع في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، والوضع في المنطقة وبشكل خاص التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

جانب من لقاء إردوغان وبلينكن بمطار إسنبوغا في أنقرة مساء الخميس (الرئاسة التركية)

وجاءت زيارة بلينكن لتركيا بعدما زار الأردن، الخميس، لإجراء مباحثات تتعلق بسوريا والوضع في غزة أيضاً.

وتبدي أميركا قلقاً من أن تؤدي التطورات الجديدة إلى مخاطر على أمن إسرائيل، وأن تجد جماعات إرهابية فرصة في التغيير الحادث بسوريا من أجل تهديد إسرائيل، التي سارعت إلى التوغل في الأراضي السورية (في الجولان المحتل) في انتهاك لاتفاقية فض الاشتباك الموقّعة عام 1974، وهو ما أدانته تركيا، في الوقت الذي عدّت فيه أميركا أن من حق إسرائيل اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين نفسها ضد التهديدات المحتملة من سوريا.