الأسهم الأميركية تتراجع للأسبوع الثاني على التوالي رغم بيانات الوظائف الإيجابية

النفط يحقق سابع تراجع أسبوعي.. والذهب يصل لأعلى مستوى في أكثر من ثلاثة أسابيع

جانب من بورصة نيويورك في آخر تداولات الأسبوع (أ.ف.ب)
جانب من بورصة نيويورك في آخر تداولات الأسبوع (أ.ف.ب)
TT

الأسهم الأميركية تتراجع للأسبوع الثاني على التوالي رغم بيانات الوظائف الإيجابية

جانب من بورصة نيويورك في آخر تداولات الأسبوع (أ.ف.ب)
جانب من بورصة نيويورك في آخر تداولات الأسبوع (أ.ف.ب)

تراجعت الأسهم الأميركية بنهاية تداولاتها الأسبوع الماضي، وذلك رغم بيانات الوظائف الإيجابية على مدار شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إلا أن انخفاض متوسط أجر العامل في الساعة أثار القلق بشأن استمرار ضغوط انخفاض التضخم.
وانعكست هذه البيانات على بداية تداولات أول من أمس الجمعة، لترتفع معها الأسواق بشكل طفيف، ولكن انتهت التداولات بالتراجع، لينخفض مؤشر «داوجونز» الصناعي على مدار الأسبوع بنسبة 0.5 في المائة (- 96 نقطة)، ويغلق بنهاية تداولات الجمعة عند 17737 نقطة، كما هبط أيضا مؤشر «النازداك» (- 23 نقطة) بنسبة 0.5 في المائة ليصل إلى 4704 نقاط، وتراجع مؤشر «S&P 500» الأوسع نطاقا بنسبة 0.7 في المائة ليفقد (- 13 نقطة) ويصل إلى 2045 نقطة.
ويتخوف المستثمرون من تراجع التضخم بسبب انخفاض الأجور بنسبة 0.2 في ديسمبر الماضي، وذلك رغم إضافة الاقتصاد الأميركي 252 ألف وظيفة الشهر الماضي، وتراجع معدل البطالة إلى 5.6 في المائة. ومع هذه التخوفات طمأن رئيس الاحتياطي الفيدرالي بمدينة ريتشموند، جيفري لاكر، في تصريحات صحافية له، المستثمرين بشأن عودة التضخم مرة أخرى إلى قرب مستهدف البنك المركزي عند 2 في المائة، مع نمو مستدام للاقتصاد الأميركي، متوقعا ارتفاعا للناتج المحلي الإجمالي يتراوح بين 2.5 و3 في المائة خلال عام 2015. وارتفعت تخوفات المستثمرين الذين ينتظرون نمو الإنتاج لرفع الأجور، وذلك بعد انخفاض طلبيات السلع المنتجة بواسطة المصانع في الولايات المتحدة بنسبة 0.7 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وذلك للشهر الرابع على التوالي، في إشارة إلى تراجع النشاط الصناعي الأميركي.
وفي أوروبا، تراجعت مؤشرات الأسهم الرئيسية مع انخفاض البطالة للنطاق السالب، وتزايد التخوفات بسبب الأزمة اليونانية وتداعياتها على منطقة اليورو.
وهبط مؤشر «ستوكس يوروب 600» خلال الأسبوع بنسبة 1 في المائة ليصل إلى 338 نقطة، بالتزامن مع تراجع معدل التضخم السنوي في منطقة اليورو لمستوى - 0.2 في المائة في شهر ديسمبر، وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من 5 سنوات، بسبب هبوط أسعار النفط بشكل حاد.
ومع هذا التراجع في معدل التضخم، جدد ماريو دراغي، رئيس البنك المركزي الأوروبي، تصريحاته باتخاذ المزيد من الإجراءات لمواجهة انخفاض معدل التضخم. وتوقع تقرير صادر عن بنك «غولدمان ساكس» قيام المركزي الأوروبي باتخاذ قرار في اجتماعه المقبل بتوسيع حجم برنامج التيسير الكمي، وذلك بالتزامن مع تصريحات نشرتها وكالة «بلومبيرغ» عن احتمالية قيام المركزي الأوروبي بشراء ما يصل إلى 500 مليار يورو من الأصول الاستثمارية، مع شراء ديون تصنيفها «AAA» أو سندات لا يقل تقييمها عن «BBB -».
وتزداد حدة التخوفات بشأن اليونان بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي تقدم حزب «سيريزا» اليساري الذي تعهد بإلغاء شروط برنامج الإنقاذ وإعادة التفاوض مع الجهات المقرضة لأثينا. الأمر الذي دفع البنك المركزي الأوروبي لأن يشترط لحصول المصارف اليونانية على تمويل نجاح أثينا في إنهاء برنامج الإنقاذ المصمم من قبل المقرضين الدوليين.
وتوالت تصريحات الدول الأوروبية لطمأنة المستثمرين بشأن بقاء اليونان بمنطقة اليورو، حيث قال وزير الاقتصاد الفرنسي إيمانويل ماكرون إن اليونان تتبع منطقة اليورو بغض النظر عن نتائج الانتخابات العامة المقبلة. كما قال المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن حكومة بلاده لا تخطط لخروج اليونان من منطقة اليورو.
وانعكست هذه التخوفات على السندات اليونانية، والتي ارتفع العائد على آجل 10 سنوات لها لمستوى أعلى من 10 في المائة، وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من 15 عشر شهرا، في إشارة لتصاعد مخاوف المستثمرين.
أما عن بقية مؤشرات الأسهم الأوروبية فقد تراجع مؤشر «فوتسي 100» البريطاني بنسبة 0.7 في المائة، ليصل بنهاية تداولات الجمعة إلى 6501 نقطة. وجاء هذا التراجع في الأسهم البريطانية مع انخفاض الناتج الصناعي في المملكة المتحدة خلال شهر نوفمبر الماضي بنحو 0.1 في المائة.
وقد أبقى بنك إنجلترا على معدل الفائدة عند مستواه الحالي 0.5 في المائة، مع تثبيت برنامج شراء الأصول عند 375 مليار جنيه إسترليني.
وانخفض أيضا مؤشر «داكس» الألماني بنسبة 1.2 في المائة ليصل إلى 9649 نقطة، وذلك مع صدور العديد من البيانات السلبية بشأن الاقتصاد الألماني، حيث انكمش الفائض في الميزان التجاري إلى 17.6 مليار يورو في شهر نوفمبر، بعد تراجع حاد في صادرات البلاد، كما تراجع الإنتاج الصناعي في ألمانيا في نوفمبر الماضي، للمرة الأولى في 3 أشهر.
إلا أن وكالة «ستاندرد آند بورز» أكدت على تصنيفها الائتماني لألمانيا، حيث ترى أن الاقتصاد الألماني يتميز بالتنوع والتنافسية بشكل كبير مع قدرته على استيعاب كل الصدمات المالية والاقتصادية، متوقعة نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.4 في المائة خلال عام 2014، وبنسبة 1.1 في المائة خلال عام 2015، مقارنة بنسبة 0.15 فقط خلال عام 2013.
في حين هبط مؤشر «كاك» الفرنسي بنسبة 1.7 في المائة على مدار الأسبوع، ليصل إلى 4179 نقطة، كما انخفض مؤشر «فوتسي إم آي بي» الإيطالي بنسبة 5 في المائة ليصل إلى 18177 نقطة. وجاء هذا التراجع الحاد بمؤشر الأسهم الإيطالية بعد ارتفاع معدل البطالة في البلاد خلال نوفمبر الماضي إلى أعلى مستوياته على الإطلاق عند 13.4 في المائة.
وفي آسيا، هدأت حدة ارتفاعات الأسهم الصينية قليلا مقارنة بالأسابيع الماضية، ليصعد مؤشر «شنغهاي» المجمع إلى 3285 نقطة مرتفعا 1.6 في المائة على مدار الأسبوع. وقد أشار استطلاع أجرته «رويترز» لاحتمالية تباطؤ الاقتصاد الصيني إلى 7.2 في المائة خلال الربع الرابع من عام 2014، ليسجل أضعف معدل منذ ذروة الأزمة المالية. وينتظر أن تصدر الصين بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع في العشرين من يناير (كانون الثاني) الحالي. وتستفيد هيئة سوق المال الصينية من ارتفاعات الأسهم، حيث نقلت وسائل الإعلام موافقتها على 20 طرحا عاما أوليا هذا الشهر، مقارنة مع موافقتها في العام الماضي على نحو عشرة إصدارات شهرية فقط.
أما في اليابان، فقد انخفض مؤشر «نيكي» بنسبة 1.5 في المائة خلال الأسبوع، ليصل إلى 17198 نقطة، كما تراجع مؤشر «توبكس» بنسبة 1.9 في المائة إلى 1381 نقطة. ويعول رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي على رفع الشركات لمعدلات الأجور مما سيسهم في خروج اليابان من دائرة انكماش الأسعار، وذلك حسبما قال في تصريحات صحافية له الأسبوع الماضي.
أما عن المعدن النفيس، فقد تأثر بشكل إيجابي بقلق المستثمرين من ضعف نمو الأجور الأميركية، والتخوفات إزاء الأزمة اليونانية، حيث توجهوا لشراء الذهب كملاذ آمن. ليرتفع الذهب لأعلى إغلاق له في أكثر من ثلاثة أسابيع يوم الجمعة الماضي عند 1223.5 دولار للأوقية في الأسعار الفورية، مسجلا نموا بذلك قدره 3 في المائة عن الأسبوع الماضي.
وعلى صعيد أسعار النفط، فقد هبطت أسعار العقود الآجلة للخام الأميركي تسليم فبراير (شباط) إلى 48.36 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى لها منذ أبريل (نيسان) 2009، كما تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت تسليم فبراير إلى 50.11، وهو أدنى إغلاق منذ أبريل 2009 أيضا. وتنخفض بذلك أسعار النفط للأسبوع السابع على التوالي، حيث تراجع خام «نايمكس» بنسبة 8 في المائة هذا الأسبوع، بينما هبط خام «برنت» القياسي بنسبة 11 في المائة.
ومع هذا التراجع الكبير في أسعار النفط، خفض بنك «بي إن بي باريبا» توقعاته لعام 2015 بأكثر من 10 دولارات، متوقعا أن يبلغ سعر خام «برنت» القياسي 60 دولارا للبرميل، بينما يسجل خام «نايمكس» 55 دولارا.



شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.