«الوفاق» تربط انسحابها من محور سرت بخروج الجيش

ترحيب أميركي بنتائج الحوار السياسي... والسراج يخصص ميزانية لـ«مفوضية الانتخابات»

السراج مستقبلاً وفداً من الاتحاد الأوروبي أمس (حكومة الوفاق)
السراج مستقبلاً وفداً من الاتحاد الأوروبي أمس (حكومة الوفاق)
TT

«الوفاق» تربط انسحابها من محور سرت بخروج الجيش

السراج مستقبلاً وفداً من الاتحاد الأوروبي أمس (حكومة الوفاق)
السراج مستقبلاً وفداً من الاتحاد الأوروبي أمس (حكومة الوفاق)

وسط توقعات بزيارة وشيكة للرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى العاصمة الليبية طرابلس، أعلنت قوات حكومة «الوفاق» برئاسة فائز السراج، رفضها مجددا الانسحاب من مواقعها حول مدينة سرت قبل انسحاب قوات «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر.
وقال متحدث باسم «غرفة عمليات سرت - الجفرة» التابعة لحكومة «الوفاق» في تصريحات تلفزيونية، أمس، إن الطريق الساحلي بين سرت ومصراتة لن يفتح إلا بعد الاستجابة لشروط قوات «الوفاق» وأبرزها «سحب المرتزقة وإزالة الألغام التي زرعوها وعودة القوات المعتدية من حيث جاءت»، في إشارة إلى «الجيش الوطني».
وكان عضو وفد «الوفاق» للجنة العسكرية المشتركة العميد مختار نقّاصة أعلن أن مكان وزمان عقد الاجتماع المقبل للجنة لم يُحدد بعد، لافتا في تصريحات له أول من أمس، إلى احتمال اجتماعها خلال أسبوعين.
وذهب إلى استمرار وجود «مرتزقة فاغنر» و«الجنجاويد» في مدينة سرت، مشيرا مع ذلك إلى مشاورات يجريها وفدا الطرفين مع قادة المحاور حاليا لوضع اللمسات الأخيرة لتطبيق وقف إطلاق النار.
من جهته، أبقى إردوغان الغموض حول زيارته الأولى إلى ليبيا منذ تولى منصبه، وأيضا الأولى من نوعها منذ تشكيل حكومة السراج نهاية عام 2015، بينما قال مقربون من الحكومة إنه تم تأجيل الزيارة لأسباب غير معلنة.
وعاشت طرابلس ومصراتة في غرب ليبيا، ساعات ترقب أمس، بعدما أعلنت سلطات الأخيرة رفع حالة التأهب وغلق مجالها الجوي استعدادا لاستقبال إردوغان الذي سيتفقد برفقة قوات تركية خاصة مواقع القوات التركية التي تقاتل إلى جانب قوات «الوفاق» في المدينتين.
وكشفت وسائل إعلام محلية عن اعتزام السراج القيام برفقة وزير خارجيته محمد سيالة بزيارة مرتقبة لشمال قبرص التركية للإعلان عن علاقات دبلوماسية كاملة معها. ونقلت عن مصادر أن ليبيا وأذربيجان «ستكونان من أولى الدول التي تعترف رسميا بجمهورية قبرص التركية مع إقامة علاقات دبلوماسية معها».
في غضون ذلك، قال سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا إنه ناقش، أمس، مع السراج رفقة قائد القوّة البحرية للاتحاد الأوروبي في المتوسط فابيو أغوستيني، تقديم المساعدة الحدودية في ليبيا ومكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن الاجتماع ركز على منتدى الحوار السياسي في تونس وعلى التعاون الأمني.
بدوره، قال السراج إنه تحفظ خلال الاجتماع الذي تطرق إلى التعاون في مكافحة الإرهاب بأشكاله كافة، وآليات التنسيق مع الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الليبية، على اقتصار مراقبة عملية «إيريني» الأوروبية لدعم حظر الأسلحة المفروض على ليبيا في البحر الأبيض المتوسط، وطالب بأن تشمل الجو والبر، بينما أكد الوفد الأوروبي أنها تشمل قدرات جوية وأقمارا صناعية لمراقبة المطارات والمهابط ورصد الخروقات الجوية.
واتفق السراج وسفير باكستان لدى ليبيا ساجد إقبال الذي التقاه في طرابلس، أمس، على «تعزيز التجارة البينية، والاستعانة بالعمالة الباكستانية المتخصصة وتعزيز التعاون في مجال التدريب والتأهيل لقوات الحكومة».
وبحث لدى اجتماعه أمس في طرابلس مع منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة في ليبيا يعقوب الحلو، دعم النازحين والفئات الأكثر تضررا جراء العدوان على طرابلس، إضافة إلى المهاجرين غير القانونيين.
ورحب السراج بتحديد ملتقى الحوار السياسي الليبي في تونس، موعد إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية قبل نهاية العام المقبل. وأكد في بيان مساء أول من أمس دعمه الكامل لهذا التوجه الذي يعزز مطالب المواطنين. وبعدما أعلن عن تخصيص مبلغ مالي للمفوضية العليا للانتخابات وتسخير الإمكانيات المتاحة كافة لتمكينها من أداء عملها بكفاءة ومهنية، أكد السراج أهمية الالتزام بالتاريخ المعلن.
ورحبت السفارة الأميركية، أمس، بما وصفته بالتقدم المحرز في منتدى الحوار السياسي الليبي وبالاتفاق على إجراء انتخابات وطنية، باعتبارها «ستمكّن جميع الليبيين من ممارسة حقهم السيادي في اختيار قيادة البلاد وتوجّهها».
وأشادت السفارة في بيان لها بـ«الجهود المخلصة والمستمرة للمشاركين في منتدى الحوار السياسي الليبي في سعيهم إلى توافق في الآراء حول كيفية تحسين الحوكمة وتقديم الخدمات قبل هذه الانتخابات». وأعلنت وقوفها «مع جميع الأطراف الليبية المسؤولة المجتمعة في حوار سلمي لإعادة تأكيد سيادة ليبيا، ورفض التدخل الأجنبي، وبناء مستقبل أكثر إشراقا من خلال العملية الديمقراطية». كما هنأت البعثة الأممية ورئيستها بالإنابة ستيفاني ويليامز على دعمهم الدؤوب لهذا الحوار الليبي الداخلي.
وكانت البعثة الأممية اعتبرت في بيان، مساء أول من أمس، أن تحديد موعد اجتماع الأسبوع المقبل يهدف إلى التوصل لاتفاق حول آليات اختيار معايير السلطة التنفيذية الجديدة، لافتة إلى «توافق ممثلي الليبيين في ملتقى الحوار السياسي البالغ عددهم 75 مشاركا على خريطة طريق لإجراء انتخابات وطنية وشاملة وديمقراطية وذات مصداقية، كما اتفق المشاركون على ضرورة إصلاح السلطة التنفيذية».
في شأن آخر، أعلن بيان لمكتب المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا إنقاذ أكثر من 400 مهاجر غير شرعي قبالة السواحل الليبية عبر عمليات إنقاذ منفصلة عدة، شمال شرقي وغرب العاصمة طرابلس.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.