قيادي في «قاعدة اليمن» يعلن مسؤولية التنظيم عن هجوم «شارلي إيبدو»

في شريط فيديو حمل اسم «أفلحت الوجوه»

يمني يشاهد على شاشة التلفزيون في العاصمة صنعاء أمس إعلان تبني «قاعدة اليمن» مسؤوليتها عن هجمات باريس في شريط فيديو حمل اسم «أفلحت الوجوه» (أ.ب.إ)
يمني يشاهد على شاشة التلفزيون في العاصمة صنعاء أمس إعلان تبني «قاعدة اليمن» مسؤوليتها عن هجمات باريس في شريط فيديو حمل اسم «أفلحت الوجوه» (أ.ب.إ)
TT

قيادي في «قاعدة اليمن» يعلن مسؤولية التنظيم عن هجوم «شارلي إيبدو»

يمني يشاهد على شاشة التلفزيون في العاصمة صنعاء أمس إعلان تبني «قاعدة اليمن» مسؤوليتها عن هجمات باريس في شريط فيديو حمل اسم «أفلحت الوجوه» (أ.ب.إ)
يمني يشاهد على شاشة التلفزيون في العاصمة صنعاء أمس إعلان تبني «قاعدة اليمن» مسؤوليتها عن هجمات باريس في شريط فيديو حمل اسم «أفلحت الوجوه» (أ.ب.إ)

أعلن تنظيم القاعدة في اليمن عن تبنيه الهجوم الذي استهدف مقر مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية، وذلك ردا على رسومات مسيئة للإسلام. وقال حارث النظاري أحد قياديي التنظيم في كلمة صوتية بثتها قناة «الملاحم الـ(يوتيوبية)» والمعروفة بأنها تابعة للتنظيم: «إن أعداء رسول الله من أبناء فرنسا كذبوا الرسول وآذوه فأتاهم الله من حيث لا يعلمون»، مشيرا إلى الهجوم الذي نفذه الأخوان سعيد وشريف كواشي على مقر صحيفة «شارلي إيبدو». وأشاد النظاري بمنفذي الهجوم وقال إنهم جند لا يخشون الموت «ويعشقون الشهادة» دون أن يسمي أحدا منهم. كما حذر الفرنسيين بقوله: «أيها الفرنسيون أولى بكم أن تكفوا عدوانكم عن المسلمين لعلكم تحيون في أمان.. وإن أبيتم إلا الحرب فأبشروا فوالله لن تنعموا بالأمن ما دمتم تحاربون الله ورسوله والمؤمنين». ومضى قائلا: «بعض أبناء فرنسا، ظنوا أن الله لن ينتصر لرسوله، وحسبوا أنهم في مأمن من حكم الله عليهم، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا»، في إشارة إلى الهجوم الذي استهدف مقر مجلة «شارلي إيبدو» بباريس وخلف قتلى وجرحى. وأضاف القيادي في تنظيم القاعدة: «فرنسا اليوم تسب الأنبياء وتطعن في الدين وتقاتل المؤمنين ولا رادع لها إلا فيما حكم الله فيها، وهو ضرب الرقاب». وقال مخاطبا من نفذوا الهجوم على الصحيفة الفرنسية: «أفلحت الوجوه.. وسلمت الأيادي، فيا ليتني كنت معكم».
ويعتقد مسؤولون استخباراتيون أميركيون أن سعيد كواشي الشقيق الأكبر لشريف، تلقى تدريبا على مدار شهرين في عام 2011 في فرع القاعدة في اليمن بهدف العودة إلى فرنسا وتنفيذ هجمات فيها. فيما قالت مصادر أميركية وأوروبية ويمنية، أمس، إن سعيد كواشي، أحد الشقيقين اللذين يشتبه في تنفيذهما هجوما داميا على صحيفة «شارلى إيبدو»، الأربعاء الماضي (المشتبه به الثالث سلم نفسه)، زار اليمن في 2011، حيث التقى برجل الدين المتشدد، أنور العولقي، وتلقى تدريبا على يد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وأوضحت المصادر أن سعيد كواشي (34 عاما) أقام في اليمن عدة أشهر تدرب خلالها مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وهو أحد أنشط أذرع القاعدة في العالم. وكان الأخوان كواشي نفذا صباح الأربعاء الماضي هجوما على مقر مجلة «شارلي إيبدو»، مما أوقع 12 قتيلا و11 جريحا.
ونشرت في وقت سابق الجمعة، وسائل إعلام فرنسية تصريحا لشريف كواشي، أحد الشقيقين اللذين اتهما بمهاجمة مجلة «شارلي إيبدو» بباريس، الأربعاء الماضي، حيث قال في اتصال مع قناة فرنسية قبل لحظات من مقتله، مساء الجمعة، إنه أرسل من قبل تنظيم القاعدة في اليمن للانتقام للنبي. ونشرت فضائية «بي إف إم تي في» الخاصة مساء الجمعة، مضمون اتصال أجراه أحد صحافييها مع الشريف كواشي، وذلك خلال محاولة القناة التواصل مع رهينة كان الشقيقان كواشي يحتجزانه، بمطبعة في شمال شرقي باريس، وذلك لحظات قبل اقتحام المكان من قبل قوات خاصة فرنسية. وقال شريف كواشي الذي كان يتحدث بهدوء: «أنا شريف كواشي تم إرسالي من قبل القاعدة في اليمن، نحن ندافع عن النبي صلى الله عليه وسلم». و«شارلي إيبدو» مجلة أسبوعية ساخرة، تصدر في باريس، موضوعاتها الرسوم الكاريكاتورية والتقارير والمهاترات والنكات. وتتسم منشوراتها بالجرأة، كما أنها يسارية التوجه وتنشر مقالات عن اليمين المتطرف والكاثوليكية والإسلام واليهودية والسياسة والثقافة وغير ذلك.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.