أشتية يحذر من مشروعات تسابق الزمن قبل مغادرة ترمب

خطة لضباط في جيش الاحتياط لمضاعفة المستوطنين اليهود

إسرائيلي يحمل قبعة ترمب احتجاجاً على زيارة وفد أوروبي مشروع مستوطنة شرق القدس أمس (أ.ف.ب)
إسرائيلي يحمل قبعة ترمب احتجاجاً على زيارة وفد أوروبي مشروع مستوطنة شرق القدس أمس (أ.ف.ب)
TT

أشتية يحذر من مشروعات تسابق الزمن قبل مغادرة ترمب

إسرائيلي يحمل قبعة ترمب احتجاجاً على زيارة وفد أوروبي مشروع مستوطنة شرق القدس أمس (أ.ف.ب)
إسرائيلي يحمل قبعة ترمب احتجاجاً على زيارة وفد أوروبي مشروع مستوطنة شرق القدس أمس (أ.ف.ب)

في أعقاب الكشف عن مشاريع استيطانية جديدة عدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة، حذر رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد أشتية، من «التصعيد الخطير وغير المسبوق في المشروع الاستعماري الإسرائيلي، الذي يرمي في سباق مع الزمن لفرض أمر واقع جديد قبل مغادرة دونالد ترمب البيت الأبيض في مطلع السنة القادمة».
وقال أشتية، في مستهل جلسة الحكومة الفلسطينية في رام الله، أمس الاثنين، إن المستوطنين ينفذون سياسة حكومة اليمين بقيادة بنيامين نتنياهو، المدعومة من الإدارة الأميركية الحالية، والتي تنسف آمال الحل السلمي للصراع. وأضاف: «ننظر بقلق للتقارير المتواترة عن مشاريع استيطانية استعمارية جديدة في القدس العربية والضفة الغربية، التي تهدف لتطويق وخنق الأحياء العربية الفلسطينية ومنع التواصل بينها وبين بقية أنحاء الضفة في عزل تام لمدينة القدس. فالعطاء الأخير الذي أعلن لإقامة 1257 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية ضمن ما تسمى مستعمرة (جفعات حاماتوس)، سيؤدي لحصار قرية بيت صفافا بالكامل، وهو جزء أساسي من مخطط (E1) الإسرائيلي في القدس، وهناك خطة لمستعمرة مخصصة لليهود الأرثوذكس المتدينين باسم (عطاروت) لتستوعب 54 ألف مستوطن على أراضي مطار مدينة القدس، وقرب أحد أكثر أماكن الاكتظاظ السكاني الفلسطينية في منطقة قلنديا، وهناك قرار حكومي ببناء 108 وحدات استيطانية جديدة في حي (رمات شلومو) في مدينة القدس، وهناك توجه حكومي لمنح شرعية القانون الإسرائيلي لبؤر استعمارية بنيت على أراض فلسطينية وتمارس مختلف أنواع التطرف والعنف، وهناك مشاريع لشق طرق جديدة للمستوطنين، طرق أبرتهايد تنهب مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهذا كله إضافة إلى الاقتحامات الاستفزازية لباحات المسجد الأقصى».
ووعد أشتية بأن تتخذ حكومته كل الإجراءات الممكنة للوقوف في وجه هذه القرارات والمشاريع، وطالب العالم بـ«القيام بواجبه لمنع هذا العدوان».
المعروف أن المستوطنين يديرون حملة ضغوط كبرى على حكومة نتنياهو لاستغلال ما تبقى من فترة حكم إدارة ترمب لتنفيذ مشاريع استيطان واسعة النطاق. وفي كل يوم ينشر المزيد عن هذه المشاريع. وقد كشف موقع استيطاني، أمس، عن خطة لمضاعفة عدد المستوطنين اليهود في قلب مدينة الخليل، بمحاذاة الحرم الإبراهيمي، من 800 نسمة اليوم إلى 1600 مستوطن. وأعلنوا عن حملة تبرعات جُمع خلالها نحو مليون دولار، وكشفوا عن أن رئيس حزب «كحول لفان»، رئيس الحكومة البديل ووزير الأمن، بيني غانتس، تبرع بنفسه لهذا المشروع.
ويتضح من خرائط المشروع أنه يتضمن إقامة حي يهودي آخر في قلب مدينة الخليل، في منطقة محطة الحافلات القديمة وسوق الخضراوات المغلقة وسط شارع «الشهداء»، بالإضافة إلى بيوت فلسطينية يسعون لشرائها. وقد حذر الدكتور أحمد عمرو، منسق تجمع «شباب ضد الاستيطان»، بأن «نشاط المستوطنين وجنود الاحتلال الذين يساندونهم، تسبب حتى الآن في شلل الحياة في هذه المنطقة وإغلاق أكثر من ألفي حانوت في شارع (الشهداء). ويخطط الاحتلال لبث اليأس في نفوس الفلسطينيين حتى يرحلوا عن المدينة ويبقوها للمستوطنين». وطالب عمرو القيادة الفلسطينية بالتدخل قبل فوات الأوان، والعمل على إعادة المنازل الفارغة التي تركها أصحابها بسبب سياسة الإغلاق.
وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، عن خطة لإعادة بناء وتوطين المستوطنات الأربع التي أُخليت في زمن حكومة أرييل شارون، ضمن تطبيق خطة الفصل. وتبين أن 15 عائلة من الشباب الاستيطاني المتدين؛ الرجال فيها ضباط في جيش الاحتياط الإسرائيلي، تستعد للوصول إلى ما كانت تعرف بمستوطنة «شانور»، القريبة من مدينة جنين الفلسطينية الجمعة المقبل وبدء العمل على ترميم بيوتها. وقال يتسحاق تسوكرمان، أحد المبادرين، إن «هذه المبادرة بدأت حالما أعلن ترمب عن (صفقة القرن) التي جلبت إلينا من جديد خطر إقامة دولة فلسطينية، وقررنا إجهاضها على الأرض بإقامة المستوطنات في الأراضي التي يعدون لتسليمها للسلطة الفلسطينية. والآن، بعد موت (صفقة القرن)، صارت مسؤوليتنا مضاعفة بأن نفرض واقعاً يمنع التفكير مجدداً في إقامة هذه الدولة».
ومستوطنة «شانور» واحدة من 4 مستوطنات تقع شمال الضفة الغربية، سنة 2005 جرى إخلاؤها مع إخلاء جميع المستوطنات من قطاع غزة. ومنذ ذلك الوقت يحاول المستوطنون إعادة توطينها، لكن الجيش الإسرائيلي يخليهم لأن خطة الفصل تحولت إلى قانون. ومع ذلك؛ فإن السلطات الإسرائيلية لا تهدم بيوت هذه المستوطنات ولا تسلمها للفلسطينيين، مما يشجع المستوطنين ويثير آمالهم في العودة إليها.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.