خلافات تعرقل توافق الليبيين على «السلطة الموحدة»

«حوار تونس» يُستأنف الأسبوع المقبل افتراضياً... ومشروع لتوحيد حرس المنشآت النفطية

ستيفاني وليامز خلال مؤتمر صحافي في تونس مساء الأحد (إ.ب.أ)
ستيفاني وليامز خلال مؤتمر صحافي في تونس مساء الأحد (إ.ب.أ)
TT

خلافات تعرقل توافق الليبيين على «السلطة الموحدة»

ستيفاني وليامز خلال مؤتمر صحافي في تونس مساء الأحد (إ.ب.أ)
ستيفاني وليامز خلال مؤتمر صحافي في تونس مساء الأحد (إ.ب.أ)

قررت البعثة الأممية في ليبيا إنهاء جولة الحوار السياسي المنعقدة في تونس، الليلة قبل الماضية، بعد خلافات حادة بين أطراف الأزمة الليبية بشأن السلطة الموحدة المقترحة، على أن تستأنف المحادثات افتراضيا الأسبوع المقبل. ودشنت البعثة الأممية من جهة أخرى مشروعا طموحا لتوحيد حرس المنشآت النفطية للمرة الأولى في البلاد منذ انهيار نظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011، عقب محادثات عسكرية رعتها المنظمة الدولية في مدينة البريقة بين آمري حرس المنشآت النفطية التابعين لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، وقوات الجيش الوطني بقيادة المشير  خليفة حفتر.
وتمحورت نقاط الخلاف في الحوار السياسي الليبي بتونس، حول صلاحيات المجلس الرئاسي والحكومة الموحدة ورئيس الحكومة المنفصل عن المجلس، والاستفتاء حول الدستور قبل إجراء الانتخابات المقررة العام المقبل.
وسيطرت خلافات حادة بين المشاركين بشأن آليات اختيار المرشحين للمناصب العليا في البلاد، وصلاحيات المجلس الرئاسي خاصة ما يتعلق برئاسته للقوات المسلحة وتعيين كبار الكوادر العسكرية. كما تغيّرت قائمة الأسماء المرشحة لتولي المناصب القيادية في السلطة الجديدة أكثر من مرة، وتم تداول اسمين من المنطقة الشرقية لرئاسة المجلس الرئاسي هما عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي وعبد الجواد العبيدي رئيس محكمة الاستئناف، على أن يكون أحد النواب من إقليم فزان ويتنافس على هذا المنصب عبد المجيد سيف النصر السفير الليبي لدى المغرب وعمر أبو شريدة المحسوب على رموز النظام الليبي السابق. وتم اقترح نائب ثان لرئيس المجلس الرئاسي من المنطقة الغربية وتم تداول اسم صلاح الدين النمروش وزير الدفاع الحالي وهو من مدينة الزاوية الليبية.
وعللت البعثة الأممية قرارها بإنهاء جلسات الحوار بـ«عدم اتفاق الأطراف المتحاورة على الأسماء التي ستتولى إدارة المرحلة الانتقالية، وإثر رفض التصويت على مادة السلطة التنفيذية من ممثلين عن طرفي الحوار السياسي».
وأضافت مصادر إعلامية ليبية أن المشاركين في الحوار السياسي «سيستأنفون المحادثات عبر الإنترنت خلال الأيام المقبلة لبحث دور السلطة التنفيذية والأساس الدستوري للانتخابات».
وقالت ويليامز إن المحادثات بشأن مستقبل ليبيا تأجلت دون تسمية حكومة جديدة تشرف على الانتقال إلى انتخابات محتملة العام المقبل، وأضافت قائلة: «لا يزال يتعين القيام بالكثير من العمل». وأضافت المسؤولة الأممية في مؤتمر صحافي عقب انتهاء المحادثات «لا يمكن حل 10 أعوام من الصراع في أسبوع واحد».
كذلك، أعلنت ويليامز عن تدشين  «مشروع لتوحيد حرس منشآت النفط لحماية قوت الليبيين»، لافتة إلى أنه «من خلال المسار الاقتصادي يجري التدقيق دوليا في عمل المصرف المركزي منذ شهر أغسطس (آب) الماضي لتحقيق مبدأ الشفافية». وحثت  على «إقرار الفصل الثاني من ميزانية مؤسسة النفط مع وصول الإنتاج إلى 1.1 مليون برميل يوميا لزيادة الإنتاج وتعزيز البنية التحتية وفقا لاتفاق اللجنة العسكرية المشتركة».
بدوره، قال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله إن الهدف هو «إنشاء قوة حماية جديدة تضم خليطا مدنيا وعسكريا وفقا لمعايير محددة، والمؤسسة مرنة في التعامل مع الظروف الراهنة». وأوضح أن «الأسبوع القادم سيشهد اجتماعا آخر للمؤسسة وحرس المنشآت النفطية مع البعثة الأممية».
وكان المشاركون الـ75 الذين اختارتهم الأمم المتحدة للاجتماع في تونس قد اتفقوا على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 ديسمبر (كانون الأول) 2021، لكن المحادثات انتهت دون أي اتفاق على سلطة تنفيذية موحدة ستكون ضرورية للوصول إلى الانتخابات.
وتوعدت ويليامز معرقلي الحوار  بالعقوبات، قائلة إن «الذين يحاولون تقديم الأموال للمشاركين في الحوار سيتم تصنيفهم كمعرقلين له، كما سيتم فتح تحقيق في معلومات عن دفع رشاوى وشراء أصوات»، مشيرة إلى أن «هناك مدونة سلوك بشأن تدخل المال السياسي الفاسد». وتابعت: «لم يحصل مقترح استبعاد الشخصيات المشاركة من المناصب إلا على 61 في المائة والمطلوب 75 في المائة للتوافق حوله».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.