الاتحاد الأوروبي يندد بتصرفات تركيا تجاه قبرص

بعد زيارة لإردوغان وصفت بـ«الاستفزازية» إلى فاروشا

TT

الاتحاد الأوروبي يندد بتصرفات تركيا تجاه قبرص

ندد الاتحاد الأوروبي بالتصرفات التركية التي أكد أنها تتعارض مع الشرعية الدولية في قبرص التي تمثلت في إعادة فتح منتجع «فاروشا» ومطالبتها بحل الدولتين في قبرص ودعاها إلى التصرف بمسؤولية. في الوقت الذي رفضت فيه اليونان وقبرص الزيارة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أول من أمس إلى فاروشا.
واستنكر التكتل الأوروبي، في بيان أمس (الاثنين) الزيارة التي قام بها إردوغان، الأحد، إلى منتجع فاروشا في شمال قبرص. وعبر عن إدانته لـ«الأفعال والتصريحات التي تشكك في مقررات الشرعية الدولية ذات الصلة بالنزاع في قبرص والجهود التي تبذلها الأمم المتحدة من أجل إيجاد حل تفاوضي لأزمة انقسام الجزيرة». وجاء في البيان، الذي أصدره الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والشؤون الأمنية للاتحاد جوزيب بوريل، أن التطورات الأخيرة في فاروشا تأتي في وقت تبذل فيه محاولات تهدف إلى إيجاد مساحة لحوار يقود إلى استئناف المفاوضات تحت إشراف الأمم المتحدة. وجدد البيان التزام الاتحاد الأوروبي بالحل الشامل للنزاع القبرصي. وطالب تركيا بالتصرف بمسؤولية و«بالمساهمة بشكل ملموس في تهيئة الظروف المناسبة لاستئناف المفاوضات.
وزار إردوغان الشطر الشمالي من قبرص، أول من أمس، بمناسبة الذكرى 37 لإعلان قيام ما يسمى بـ«جمهورية شمال قبرص التركية» من جانب واحد التي لم تعترف بها سوى تركيا، كما زار منطقة فاروشا، التي كانت منتجعا سياحيا فخما وباتت «مدينة أشباح» ضمن المنطقة العازلة التي أقامتها الأمم المتحدة. وقسمت الجزيرة بعد الاجتياح التركي للشمال في 1974. وقال إردوغان في تصريحات من شمال قبرص إن «هناك شعبين ودولتين منفصلتين في قبرص... يجب أن تجري محادثات من أجل التوصل إلى حل على أساس دولتين منفصلتين».
وكانت آخر محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة حول إعادة توحيد الجزيرة فشلت في عام 2017. وتعد هذه التصريحات نكسة جديدة لجهود إعادة توحيد الجزيرة المتوسطية المقسومة بين جمهورية قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي، والشطر الشمالي الذي تحتله تركيا منذ غزو قبرص في 1974. وتظاهر قبارصة يونانيون ضد زيارة إردوغان الرئيس التركي عند معبر على طول المنطقة العازلة.
وجاءت زيارة إردوغان إلى شمال قبرص، وسط توتر شديد في منطقة شرق البحر المتوسط، بسبب أنشطة التنقيب التركية عن النفط والغاز قبالة سواحل قبرص واليونان. ونددت جمهورية قبرص بالزيارة إلى فاروشا باعتبارها «استفزازاً غير مسبوق».
وقال إردوغان، في تصريحات وبجانبه حليفه رئيس قبرص الشمالية إرسين تتار: «فاروشا قد تخضع لإعادة تنمية... هذا المكان كان مغلقاً منذ سنوات، لكن آن الأوان لإطلاق مبادرات»، ووعد بتعويضات للقبارصة اليونانيين الذين خسروا أرضهم ومنازلهم وأعمالهم في فاروشا، قائلاً إنه «إذا تقدم أصحاب الحق بطلب للجنة الممتلكات، فسيتم دفع تعويضات عن أملاكهم. وندد رئيس مجلس النواب القبرصي أداموس أدامو، بالزيارة ووصفها بـ«غير القانونية»، مؤكداً أنها تشكل «استفزازاً غير مقبول على الإطلاق».
وقال أدامو، في بيان أمس، إن «احتفالات العار والاحتفالات الحزينة بإعلان دولة زائفة في فاروشا إنما تثير مشاعر الشعب القبرصي بأسره وتضغط بشكل مؤلم على جرح المشكلة القبرصية الذي لايزال مفتوحاً منذ 47 عاماً». وبدورها، أكدت وزارة الخارجية اليونانية أن «زيارة الرئيس التركي رفقة وفد حكومي إلى الجزء المسيج من مدينة فاماجوستا (يقصد به فاروشا) في ذكرى الإعلان الأحادي وغير القانوني للكيان القبرصي التركي في شمال قبرص، تعد استفزازاً غير مسبوق وتمثل انتهاكاً مباشرا لقرارات مجلس الأمن الدولي 550 و789 ونتائج المجلس الأوروبي».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».