الجزائر: حكم بسجن مدير مجموعة إعلامية بتهمة الإساءة لضابط

أنيس رحماني
أنيس رحماني
TT

الجزائر: حكم بسجن مدير مجموعة إعلامية بتهمة الإساءة لضابط

أنيس رحماني
أنيس رحماني

قضت محكمة في العاصمة الجزائرية، أمس، بسجن مدير «مجموعة النهار» الإعلامية محمد مقدم المعروف بـ«أنيس رحماني»، 5 سنوات مع التنفيذ وبغرامة مالية قيمتها نحو 700 دولار بالعملة المحلية، بناء على تهمة الإساءة لعقيد في المخابرات العسكرية.
وتعود القضية إلى أكتوبر (تشرين الأول) 2018، حين بثت قناة «النهار» مكالمة هاتفية جرت بين مديرها وعقيد المخابرات إسماعيل، المعروف في الوسط السياسي والإعلامي، بدا فيها رحماني متوتراً ضد قائد المخابرات يوما الجنرال بشير طرطاق (في السجن العسكري حالياً)، وهدد بالانتقام منه بسبب توقيف واستجواب رئيس تحرير موقع إخباري تابع للمجموعة الإعلامية، الذي نشر مقالاً عدّه العقيد إسماعيل، مسيئاً لمسؤوله وطلب من رحماني سحبه، لكنه رفض. وظهر العقيد مهادناً تجاه مدير «النهار» وترجاه أن يلغي المقال. واعتبرت النيابة أن بث المكالمة «عمل في غاية الخطورة»، ضد جهاز المخابرات وأحد أبرز ضباطه.
وردَ رحماني، أثناء محاكمته الأسبوع الماضي، على تهم عدة تتمثل في «إهانة قائد أثناء تأدية مهامه»، و«القذف ضد الجيش الوطني الشعبي» و«إهانة هيئة نظامية»، و«المس بالحرمة الخاصة للأشخاص، بتسجل ونقل المكالمات بغير إذن صاحبها» و«عرض لأنظار الجمهور بغرض الدعاية، منشورات ونشرات من شأنها الإضرار بالمصلحة الوطنية»، و«العمل بأي وسيلة كانت على المساس بسلامة وحدة الوطن».
وقال المتهم للقاضي الأسبوع الماضي، إن «مسؤوليته القانونية والأخلاقية هي التي دفعته لحماية الصحافيين الذين يعملون في المجمع». وأكد أن «حرصه على الصحافيين الذين يعملون في المجمع، الذي يسيره إدارياً، دفعته للقيام باتخاذ إجراءات، بينها تسجيل المكالمة مع العقيد إسماعيل، وبث لقطات فيديو للحظة اعتقال الصحافي الذي كتب الموضوع». وأصرَ على أنه «برئ، وذنبه أنه صحافي ودافع عن الصحافيين، وكل ما نسب إليه باطل».
ودانت محكمة بالعاصمة الشهر الماضي، أنيس رحماني وزوجته (مديرة الصحيفة)، بالسجن 6 أشهر من التنفيذ، لكل منهما، بتهمتي «القذف والتشهير»، بحق مدير مجلة «الشروق العربي». ويتابع رحماني، الموجود بالحبس الاحتياطي منذ مطلع العام، في قضية فساد تخص نشاط مجموعته الإعلامية، وتتعلق بتحويل أموال إلى الخارج بغرض شراء عقارات، وهو مخالف لقوانين البلاد.
في سياق ذي صلة، أيدت محكمة الجنايات بالبليدة أمس، حكم 18 سنة سجناً ضد مالك بنك «الخليفة» الخاص، رفيق خلفة، كان صدر عام 2015 وتم نقضه من طرف المحكمة العليا. وتراوحت بقية الأحكام، بحق أكثر من 20 متهماً، بين البراءة والسجن 3 سنوات مع التنفيذ.
وتعود القضية إلى نهاية تسعينيات القرن الماضي، وتتعلق بصاحب أكبر مجموعة اقتصادية خاصة، تتكون من مؤسسة مصرفية وشركة طيران وقناتين تلفزيونيتين، إذ تفيد تحريات أجرتها أجهزة أمنية، أن خليفة (55 سنة) استفاد من امتيازات وتسهيلات كبيرة بفضل مسؤولين نافذين، مكنته من وضع ودائع شركات وهيئات حكومية في بنكه، مقابل هدايا ورشى، لكن لم يتم اتهام أي مسؤول حكومي في هذه القضية. وغادر خليفة الجزائر عام 2003. وحصل على اللجوء في بريطانيا، وتم تسليمه إلى الحكومة الجزائرية عام 2013.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.