سلة تغييرات تشمل غالبية مؤسسات إعلام النظام الرسمي في سوريا

تزامنت مع تعيين لونا الشبل مستشارة خاصة للرئيس

مؤتمر اللاجئين السوريين الذي عُقد في دمشق الأسبوع الماضي
مؤتمر اللاجئين السوريين الذي عُقد في دمشق الأسبوع الماضي
TT

سلة تغييرات تشمل غالبية مؤسسات إعلام النظام الرسمي في سوريا

مؤتمر اللاجئين السوريين الذي عُقد في دمشق الأسبوع الماضي
مؤتمر اللاجئين السوريين الذي عُقد في دمشق الأسبوع الماضي

يشهد إعلام النظام في سوريا تغييرات واسعة في قيادات مؤسسات الإعلام الرسمي، بالتزامن مع إصدار الرئيس بشار الأسد قراراً بتعيين الإعلامية لونا الشبل، مستشارة خاصة ومديرة المكتب الصحافي في رئاسة الجمهورية، كذلك بعد تسرب مقطع دردشة نتيجة خطأ فني في مؤتمر اللاجئين الأخير، يسخر فيه مترجمون وصحافيون من الأوضاع المعيشية في سوريا.
وأصدر وزير الإعلام السوري، عماد سارة، سلة قرارات بتغيير مديري غالبية المديريات والأقسام الرئيسية في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وتم تكليف حبيب سلمان بمنصب مدير القناة السورية، وعدنان أحمد بمنصب مدير قناة «الإخبارية» السورية، وميسون يوسف بمهام مدير الأخبار المصورة، ومهند منصور بمهام مدير إذاعة دمشق، وعلي الخالد بمهام مدير إذاعة «سوريانا إف إم»، وألمى كفارنة بمهام مدير إذاعة «صوت الشباب»، وزهير فاطرة بتسيير أمور مديرية أخبار الإذاعة، ومحمد علي زهرة بمهام مدير مديرية البرامج، إضافة إلى تكليف أحمد الدن بتسيير أمور قناة «سوريا دراما». كما تم تكليف المهندس أسامة نمير بمهام مدير المعهد التقاني للطباعة والنشر، وعارف عبد العلي الهرم بمهام رئيس تحرير صحيفة «تشرين»، وإياد ونوس بمنصب معاون مدير عام الوكالة العربية السورية للأنباء، ومضر إبراهيم بمهام مستشار وزير الإعلام لشؤون الدراسات الإعلامية.
وبناءً على اقتراح وزير الإعلام عماد سارة، أصدر رئيس مجلس الوزراء قراراً بتعيين أمجد عيسى مديراً عاماً لـ«مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع»، والأخير من كادر المكتب الصحافي في القصر الجمهوري وعضو اللجنة الدستورية. كما أصدر رئيس مجلس الوزراء، قراراً بتعيين ماهر عزام مديراً عاماً للمؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي.
وصدرت هذه القرارات قبل أن يتضح مصير العاملين في البث المباشر لمؤتمر اللاجئين الذي انعقد في دمشق 11 و12 الشهر الجاري، بعد انتشار مقطع فيديو بُث مباشرةً من قناة (روسيا اليوم) التي حضرت المؤتمر، تَضمّن تسريب دردشة ساخرة بين مترجمين وعاملين في البث المباشر خلال الاستراحة على هامش المؤتمر، بعد أن تُرك أحد أجهزة الصوت مفتوحاً سهواً لينقل ما يدور خلف كاميرات الإعلام.
ولم يُعرف مصير مرتكب الخطأ الفني، ولا الأشخاص الذين سُمعت أصواتهم تتحدث عن قلة أعداد المشاركين في المؤتمر وتهزأ من المشاركين بمؤتمر سوتشي والواقع المعيشي السيئ في دمشق وأزمة الخبز ورغبة غالبية سوريي الداخل بالهجرة، وذلك على الضد من دعوات النظام للاجئين إلى العودة إلى البلد بعد القضاء على «الإرهاب».
يُذكر أنه بترقية الإعلامية لونا الشبل، حُسمت الشائعات حول استبعادها من المكتب الصحافي الرئاسي خلال فترة تغيبها، قبل أشهر قليلة، حيث ترددت شائعات كثيرة عن توتر علاقتها مع عقيلة الرئيس أسماء الأسد من جانب، ومع المستشارة الإعلامية والسياسية في القصر الرئاسي بثينة شعبان، وذلك بعد ظهورها اللافت خلال زيارة الرئيس الروسي إلى دمشق مطلع العام الجاري واهتمام الرئيس الروسي بها، حيث رافقت الرئيسين في جولتهما بدمشق القديمة وخلال زيارة الجامع الأموي، كما حجزت مكاناً لها إلى جانب وزير الدفاع الروسي. ولم يتضح بعد إن كانت الشبل بترقيتها لمنصب «مستشارة خاصة للرئيس»، ستكون بديلة لشعبان في المنصب أم أنهما ستعملان معاً.
ولونا الشبل التي وضعت الإدارة الأميركية اسمها على قائمة العقوبات أغسطس (آب) الماضي، من مواليد السويداء 1975، درست الصحافة والإعلام في جامعة دمشق، ثم عملت في التلفزيون السوري قبل أن تنتقل إلى قناة «الجزيرة» القطرية لتشتهر ببرنامج «للنساء فقط»، وتزامنت استقالتها من «الجزيرة» مع اندلاع الاحتجاجات ضد النظام السوري فعادت إلى سوريا عام 2011 لتعمل مديرة للمكتب الصحافي في رئاسة الجمهورية، حيث أصبحت من ضمن الدائرة المقربة للأسد. ثم ظهرت ضمن الوفد الممثل للنظام المشارك في مؤتمر «جنيف - 2» عام 2014 عندما أثارت الجدل بابتسامتها في أثناء إلقاء وزير الخارجية وليد المعلم كلمته رغم جدية الموقف. ولاحقاً ورد اسمها ضمن ما سميت «تسريبات إيميلات الرئيس الأسد»، وجرى تداول معلومات متضاربة حول علاقتها به، وكانت في حينها متزوجة من الإعلامي اللبناني سامي كليب، الذي انفصلت عنه عام 2017، لتتزوج من عمار ساعاتي وكان يشغل رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سوريا وعضو مجلس الشعب وأحد المقربين من شقيق الرئيس ماهر الأسد.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.