يشهد إعلام النظام في سوريا تغييرات واسعة في قيادات مؤسسات الإعلام الرسمي، بالتزامن مع إصدار الرئيس بشار الأسد قراراً بتعيين الإعلامية لونا الشبل، مستشارة خاصة ومديرة المكتب الصحافي في رئاسة الجمهورية، كذلك بعد تسرب مقطع دردشة نتيجة خطأ فني في مؤتمر اللاجئين الأخير، يسخر فيه مترجمون وصحافيون من الأوضاع المعيشية في سوريا.
وأصدر وزير الإعلام السوري، عماد سارة، سلة قرارات بتغيير مديري غالبية المديريات والأقسام الرئيسية في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وتم تكليف حبيب سلمان بمنصب مدير القناة السورية، وعدنان أحمد بمنصب مدير قناة «الإخبارية» السورية، وميسون يوسف بمهام مدير الأخبار المصورة، ومهند منصور بمهام مدير إذاعة دمشق، وعلي الخالد بمهام مدير إذاعة «سوريانا إف إم»، وألمى كفارنة بمهام مدير إذاعة «صوت الشباب»، وزهير فاطرة بتسيير أمور مديرية أخبار الإذاعة، ومحمد علي زهرة بمهام مدير مديرية البرامج، إضافة إلى تكليف أحمد الدن بتسيير أمور قناة «سوريا دراما». كما تم تكليف المهندس أسامة نمير بمهام مدير المعهد التقاني للطباعة والنشر، وعارف عبد العلي الهرم بمهام رئيس تحرير صحيفة «تشرين»، وإياد ونوس بمنصب معاون مدير عام الوكالة العربية السورية للأنباء، ومضر إبراهيم بمهام مستشار وزير الإعلام لشؤون الدراسات الإعلامية.
وبناءً على اقتراح وزير الإعلام عماد سارة، أصدر رئيس مجلس الوزراء قراراً بتعيين أمجد عيسى مديراً عاماً لـ«مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع»، والأخير من كادر المكتب الصحافي في القصر الجمهوري وعضو اللجنة الدستورية. كما أصدر رئيس مجلس الوزراء، قراراً بتعيين ماهر عزام مديراً عاماً للمؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي.
وصدرت هذه القرارات قبل أن يتضح مصير العاملين في البث المباشر لمؤتمر اللاجئين الذي انعقد في دمشق 11 و12 الشهر الجاري، بعد انتشار مقطع فيديو بُث مباشرةً من قناة (روسيا اليوم) التي حضرت المؤتمر، تَضمّن تسريب دردشة ساخرة بين مترجمين وعاملين في البث المباشر خلال الاستراحة على هامش المؤتمر، بعد أن تُرك أحد أجهزة الصوت مفتوحاً سهواً لينقل ما يدور خلف كاميرات الإعلام.
ولم يُعرف مصير مرتكب الخطأ الفني، ولا الأشخاص الذين سُمعت أصواتهم تتحدث عن قلة أعداد المشاركين في المؤتمر وتهزأ من المشاركين بمؤتمر سوتشي والواقع المعيشي السيئ في دمشق وأزمة الخبز ورغبة غالبية سوريي الداخل بالهجرة، وذلك على الضد من دعوات النظام للاجئين إلى العودة إلى البلد بعد القضاء على «الإرهاب».
يُذكر أنه بترقية الإعلامية لونا الشبل، حُسمت الشائعات حول استبعادها من المكتب الصحافي الرئاسي خلال فترة تغيبها، قبل أشهر قليلة، حيث ترددت شائعات كثيرة عن توتر علاقتها مع عقيلة الرئيس أسماء الأسد من جانب، ومع المستشارة الإعلامية والسياسية في القصر الرئاسي بثينة شعبان، وذلك بعد ظهورها اللافت خلال زيارة الرئيس الروسي إلى دمشق مطلع العام الجاري واهتمام الرئيس الروسي بها، حيث رافقت الرئيسين في جولتهما بدمشق القديمة وخلال زيارة الجامع الأموي، كما حجزت مكاناً لها إلى جانب وزير الدفاع الروسي. ولم يتضح بعد إن كانت الشبل بترقيتها لمنصب «مستشارة خاصة للرئيس»، ستكون بديلة لشعبان في المنصب أم أنهما ستعملان معاً.
ولونا الشبل التي وضعت الإدارة الأميركية اسمها على قائمة العقوبات أغسطس (آب) الماضي، من مواليد السويداء 1975، درست الصحافة والإعلام في جامعة دمشق، ثم عملت في التلفزيون السوري قبل أن تنتقل إلى قناة «الجزيرة» القطرية لتشتهر ببرنامج «للنساء فقط»، وتزامنت استقالتها من «الجزيرة» مع اندلاع الاحتجاجات ضد النظام السوري فعادت إلى سوريا عام 2011 لتعمل مديرة للمكتب الصحافي في رئاسة الجمهورية، حيث أصبحت من ضمن الدائرة المقربة للأسد. ثم ظهرت ضمن الوفد الممثل للنظام المشارك في مؤتمر «جنيف - 2» عام 2014 عندما أثارت الجدل بابتسامتها في أثناء إلقاء وزير الخارجية وليد المعلم كلمته رغم جدية الموقف. ولاحقاً ورد اسمها ضمن ما سميت «تسريبات إيميلات الرئيس الأسد»، وجرى تداول معلومات متضاربة حول علاقتها به، وكانت في حينها متزوجة من الإعلامي اللبناني سامي كليب، الذي انفصلت عنه عام 2017، لتتزوج من عمار ساعاتي وكان يشغل رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سوريا وعضو مجلس الشعب وأحد المقربين من شقيق الرئيس ماهر الأسد.
سلة تغييرات تشمل غالبية مؤسسات إعلام النظام الرسمي في سوريا
تزامنت مع تعيين لونا الشبل مستشارة خاصة للرئيس
سلة تغييرات تشمل غالبية مؤسسات إعلام النظام الرسمي في سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة