رئيس مدينة سرت لـ «الشرق الأوسط»: «أنصار الشريعة» معنا و«كل يعترف بما يريد»

السيوي قال إنه لا يعرف شيئا عن اختطاف 13 مصريا وأكد وجود قوة «عملية الشروق» التي تستهدف الهلال النفطي

رئيس مدينة سرت لـ «الشرق الأوسط»: «أنصار الشريعة» معنا و«كل يعترف بما يريد»
TT

رئيس مدينة سرت لـ «الشرق الأوسط»: «أنصار الشريعة» معنا و«كل يعترف بما يريد»

رئيس مدينة سرت لـ «الشرق الأوسط»: «أنصار الشريعة» معنا و«كل يعترف بما يريد»

كشف عبد الفتاح السيوي، رئيس المجلس المحلي لمدينة سرت الساحلية في ليبيا، ومسقط رأس العقيد الراحل معمر القذافي، لـ«الشرق الأوسط» النقاب عن أن ولاءه السياسي ليس للشرعية التي يعترف بها المجتمع الدولي ممثلة في مجلس النواب الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى الشرق مقرا له، وحكومته الانتقالية برئاسة عبد الله الثني التي تتخذ من البيضاء مقرا مؤقتا لها أيضا.
وأوضح السيوي في حوار خاص عبر الهاتف من سرت أن تنظيم أنصار الشريعة المتطرف موجود منذ نحو عامين على الأقل في المدينة التي نفى حدوث أي عمليات اختطاف خاصة بمصريين أقباط فيها مؤخرا.
ووصف الحياة في المدينة بأنها طبيعية وليس بها أية مشكلات، على الرغم من أن السلطات الشرعية في ليبيا التي لا يعترف بها السيوي تقول عكس ذلك، لكنه لفت إلى وجود قوات تابعة لما يسمى «عملية شروق ليبيا» داخل المدينة التي باتت خارج قبضة السلطات الليبية. وفيما يلي نص الحوار:

* ما طبيعة الأوضاع الأمنية في سرت، هل هي خارج السيطرة أم لا، وماذا عن تنظيم داعش؟
- لا يمكنني التحدث عن هذا، لكن هنا «أنصار الشريعة» موجودون، لكن بصفة عامة داخل المدينة الحياة طبيعية وليس بها أية مشكلات.
* وهل هؤلاء يسببون مشكلات للمواطنين.. هل يقومون بعمليات خطف.. ماذا يفعلون؟
- لا يوجد خطف، إلا إذا كان على سبيل المثال هناك شخص ما لديه مشكلة مع أشخاص آخرين.
* هل «أنصار الشريعة» هؤلاء يقومون بعمليات اغتيال ضد مواطنين أم عسكريين أم ماذا؟
- لا، لا يوجد مثل هذه الحالات الآن، ربما بعض تجار المخدرات، الذين يروجون لها، بعض المطلوبين في الشمال فقط.
* باعتبارك رئيس المجلس المحلي لـ«سرت» كيف تتعاملون معهم.. هل أنتم ناجحون في فرض السيطرة الأمنية، أم أنكم بحاجة إلى دعم الحكومة؟
- هناك تواصل مع الحكومة، مع حكومة الإنقاذ الوطني، نحن في تواصل دائم معها.
* هل هذا يعني أنك لا تعترف بالمجموعة الموجودة في «طبرق»؟ مجلس النواب وحكومة عبد الله الثني؟
- كل واحد يعترف بالاتجاه الذي يريده.
* أنت تعترف بحكومة عمر الحاسي ولا تعترف بحكومة «طبرق» أي أن ولاءك الأساسي لها؟
- نحن نسير وفقا للإعلان الدستوري، وقرار المحكمة الدستورية بأن انتخابات مجلس النواب ألغيت وأصبح ميتا بهذه الصورة، وهو غير شرعي.
* هل صحيح أن الحكومة الانتقالية سعت لتغييرك؟
- لا عندنا انتخابات بلدية نزيهة ولا يمكن اتخاذ إجراء مثل هذا.
* وهل ولاؤك لجماعة «الحاسي» لأسباب سياسية؟ أم لأنك مثلا عضو في جماعة الإخوان؟ أم أنك من المحسوبين على الجماعة الإسلامية؟
- أنا مواطن مسلم عادي لا أنتمي للإخوان ولا أنتمي إلى الليبراليين، أنا مواطن عادي. ليس عندي أي توجهات سياسية ولا توجهات إسلامية. أنا مسلم أزكي وأحج البيت وأصل ذي القربى.
* لكنك لا تعترف ببرلمان «طبرق» ولا بحكومة «الثني»؟
- أنا معترف بقرار المحكمة الدستورية فيما يخص مجلس النواب والحكومة. ما صدر عن المحكمة هو الشرعية التي أعترف بها.
* كيف تصف الوضع الأمني في «سرت» الآن؟
- المحال تعمل بشكل طبيعي، ومحطات الوقود والجهات الإدارية العامة والمصارف كلها تعمل، الحمد لله، الأمور تسير بشكل طبيعي ولا مشكلات لدينا.
* لكن تنظيم «أنصار الشريعة» موجود في المدينة؟
- التنظيم موجود منذ سنتين أو ثلاث وليس من اليوم، عايشين معنا داخل المدينة.
* إذن هل تتعاملون معهم.. ثم ألا يكفرونكم.. عادة «أنصار الشريعة» لا يتعاملون مع أي جهة حكومية..
- أنا لا أعرف.. كانوا يتواصلون معي.
* ما معلوماتك عن الـ13 مصريا الذين قيل إنهم خطفوا في «سرت»؟
- ما لدي أن هناك جهة ما تبنت القبض عليهم.
* الحكومة الانتقالية قالت إن «أنصار الشريعة» هو المسؤول عن عملية الخطف؟
- نعم، لا علاقة لنا بما قالته حكومة «طبرق».
* في النهاية إلى أي شيء وصلت عملية خطف الـ13 مصريا؟
- أنا تواصلت مع المسؤولين عن عمليات البحث والدوريات، وتواصلت مع مديرية الأمن. مع كل الجهات الأمنية في المدينة وهذا الخبر غير صحيح، وعار من الصحة وما هو إلا ضجيج وفتنة للرأي العام الخارجي.
* هل هذا يعني أن المصريين لم يخطفوا، أم أنهم في عداد الهجرة غير الشرعية؟
- بالنسبة لي داخل مدينة سرت ليس لدي أي حالة خطف، هذا ما أعرفه، وليس لي علاقة بأي شيء آخر. هناك من هو قادم من مصر ومن هو قادم من «طرابلس» ومن هو قادم من «مصراتة» وهناك من هو قادم من «بنغازي»، أنا ليست لي علاقة بكل هؤلاء. وهناك من يسعون للهجرة إلى إيطاليا وهناك من يشجعهم.
* هل هناك عمليات تهريب لاجئين؟
- نعم هناك عمليات تهريب تتم. الأرض مفتوحة كلها من جهة مصر. أي شخص يمكنه دخول مصر، الاستخبارات تدخل.. الكل يمكنه الدخول إلى «سرت».
* أقصد في سرت باعتبارها على الساحل، هل هناك عمليات تهريب؟
- قلت لك ليس عندي أي حالات هجرة غير شرعية، ولا حالات خطف من «داعش». وليست هناك هجرة غير شرعية من جهة البحر.. كل هذا غير موجود.
* بالنسبة لقوات الجيش الموجودة في «سرت»، يتبعون من؟
- ماذا تقصد بـ«يتبعون من»؟
* ما أقصده: هل ولاؤهم مثلك لحكومة «الحاسي»؟
- الإجراءات كلها واضحة، عندنا قوة عملية «الشروق» موجودة داخل مدينة «سرت».
* هل القوات الموجودة عندكم تتبع عملية «الشروق» التي تستهدف منطقة الهلال النفطي؟
- نعم.. لديهم نقطة تمركز هنا في «سرت».
* هل تتوقع أن تكون هناك عمليات عسكرية بما أن قوات «الشروق» موجودة عندكم؟
- بالنسبة لي كمواطن ليبي مسلم نتمنى أن يحقن الله دماء المسلمين والليبيين ويوحد صفوفهم.
* لكن هل تتوقع حدوث عمليات عسكرية بين قوات الجيش، وقوات عملية «الشروق»؟
- هل عمليات «الشروق» جيش أم لا؟
* قل لي أنت.. أريد أن أسمع منك؟
- أنا أسألك: هل هم جيش أم لا؟
* هل المواطنون الليبيون منقسمون؟
- بالنسبة لي لا أعرف.. العسكريون هم من يعرفون هل ستكون هناك حروب أم لا.. ندعو الله أن يحقن دماء الليبيين والمسلمين.
* كم عدد المعتقلين في عمليات الهجرة غير الشرعية؟ وأين يوجدون؟
- لا يوجد لدينا معتقلون وليس عندنا هجرة غير شرعية.
* إذن أين تقع عمليات الهجرة غير الشرعية؟
- قلت لك هذه منطقة مرور ليبية، تمر عليها من وسط ليبيا.
* أنت قلت إنك لا تعرف أي شيء عن المصريين الـ13، وأنهم لم يُختطفوا من الأساس؟
- لا توجد عمليات خطف لدينا.
* بالنسبة لأسرة الطبيب المصري المسيحي من قتلهم؟
- كانت هناك زيارة لهم من قبل حكومة الإنقاذ، ونعت الحكومة الطبيب والطبيبة المغدورين. وقلت لك هذا ليس من عمل الإسلام.
* من قتلهم؟
- قلت لك هذه فتنة هدفها إحداث البلبلة في الشارع الليبي. ولو كنا نعرف من قتلهم لقبضنا عليهم.



انقلابيو اليمن يتبنّون استهداف تل أبيب بمسيّرات

عناصر حوثيون في صنعاء متضامنون مع «حزب الله» اللبناني (إ.ب.أ)
عناصر حوثيون في صنعاء متضامنون مع «حزب الله» اللبناني (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يتبنّون استهداف تل أبيب بمسيّرات

عناصر حوثيون في صنعاء متضامنون مع «حزب الله» اللبناني (إ.ب.أ)
عناصر حوثيون في صنعاء متضامنون مع «حزب الله» اللبناني (إ.ب.أ)

ضمن تصعيد الجماعة الحوثية المستمر للشهر الحادي عشر تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، وأخيراً مناصرة «حزب الله» في لبنان، تبنت إطلاق عدد من الطائرات المسيرة باتجاه تل أبيب، الخميس.

وجاء هذا الهجوم في وقت تتوعد فيه الجماعة المدعومة من إيران باستمرار هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، إذ تزعم أنها تمنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل بغضّ النظر عن جنسيتها، إضافة إلى السفن الأميركية والبريطانية.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، إن قوات جماعته نفّذت عملية عسكرية استهدفت هدفاً حيوياً في «تل أبيب» بعدد من الطائرات المسيرة من نوع «يافا».

وادّعى المتحدث الحوثي أن العملية «حقّقت أهدافها بنجاح بوصول المسيرات دون أن يرصدها العدو أو يسقطها»، حيث جاءت ضمن ما تسميه الجماعة «المرحلة الخامسة في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، واستمراراً في الانتصارِ لمظلوميةِ الشعبينِ الفلسطينيِّ واللبنانيِّ وإسناداً للمقاومتينِ الفلسطينيةِ واللبنانيةِ».

صاروخ باليستي زعم الحوثيون أنهم أطلقوه باتجاه إسرائيل (إعلام حوثي)

وإذ توعد سريع باستمرار الهجمات من قبل جماعته «حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة، وكذلك وقف العدوانِ على لبنان»، قال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض «هدفاً جوياً مشبوهاً» قبالة وسط إسرائيل خلال الليل من دون تقديم تفاصيل، وفق ما نقلته «رويترز».

وهذه هي المرة الخامسة التي تتبنى فيها الجماعة الحوثية مهاجمة تل أبيب منذ الهجوم الأول بطائرة مسيرة في 19 يوليو (تموز) الماضي، الذي أدى إلى مقتل مدني وإصابة آخرين بعد أن أصابت الطائرة شقة سكنية.

استمرار التصعيد

أشار زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي في خطبته الأسبوعية، الخميس، إلى استمرار جماعته في تصعيدها، وأفرد مساحة واسعة للحديث عن الهجمات الإيرانية الصاروخية الأخيرة على إسرائيل.

وفي حين زعم الحوثي أن مقتل حسن نصر الله لن يؤثر على «حزب الله» اللبناني، قال إن جماعته هاجمت 188 سفينة منذ بدء التصعيد في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وكانت الجماعة ادّعت إطلاق 3 صواريخ مجنحة باتجاه تل أبيب، الأربعاء، دون تأكيد إسرائيلي بخصوص هذه الهجمات، وذلك غداة مهاجمة الجماعة سفينتين في البحر الأحمر.

ويوم الثلاثاء الماضي، زعمت الجماعة مهاجمة هدف عسكري في تل أبيب بطائرة مسيرة من نوع «يافا» ومهاجمة أهداف عسكرية أخرى في «إيلات» بـ4 مسيرات من نوع «صماد 4»، وهي الهجمات التي لم يشر الجيش الإسرائيلي إلى آثار ناجمة عنها.

من آثار الضربات الإسرائيلية على مدينة الحديدة اليمنية الخاضعة للحوثيين (أ.ف.ب)

وفي 15 سبتمبر (أيلول) أطلقت الجماعة صاروخاً «فرط صوتي» من نوع «فلسطين 2» باتجاه تل أبيب، حيث أدت عملية اعتراضه إلى إشعال حرائق في أماكن مفتوحة دون تسجيل أي إصابات بشرية. كما تبنت في 27 سبتمبر الماضي إطلاق صاروخ في النوع نفسه باتجاه تل أبيب، وإطلاق مسيرة من نوع «يافا» باتجاه منطقة عسقلان.

وإزاء الهجمات التي تبنتها الجماعة الحوثية ضد إسرائيل كان أول ردّ للأخيرة في 20 يوليو الماضي حيث استهدفت مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكررت الضربات الإسرائيلية، الأحد الماضي، الموافق 29 سبتمبر الماضي، على مستودعات الوقود في ميناءي الحديدة ورأس عيسى، كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقرّ به الحوثيون.